منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المجموعات المسلحة في سوريا تعلن عدم الاعتراف بـ’الائتلاف السوري’ المعارض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-26, 11:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الرئيس الأسد: إسرائيل تقاتل بأيدي الآخرين ولدينا ما يعمي بصرها في لحظات

|



«الوضع اليوم فوق الممتاز».. بهذه الكلمات الأربع لخّص السيد الرئيس بشار الأسد الواقع الدبلوماسي والسياسي والميداني السوري الذي يستعصي على كثير من المحللين فك شيفراته وقراءة مفرداته وتحليلها تحليلاً يعيد النور إلى دهاليز السياسة الدولية الملتبسة على الفهم والإدراك وتشعب المصالح المتداخلة إقليمياً ودولياً في المشهد السوري عموماً.. جملة من المواقف والمستجدات والإيضاحات، بل وحتى المفاجآت، وضعها الرئيس الأسد في عهدة زوار قصر الشعب في دمشق لتتلقّفها منهم تالياً وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وتحظى بصدى واسع الانتشار.
فقد أكد الكاتب والإعلامي إيلي شلهوب في مقال له نشرته صحيفة "الأخبار" أن زوار العاصمة السورية يعودون منها بانطباعات مختلفة تماماً عما يقال وينشر ويبث. وزوار الرئيس الأسد، ربما يعكسون الوجه الأقرب إلى أقدم مدن التاريخ. مقرّه في قصر الشعب ينبض حياة وحيوية كشوارع المدينة. في أروقته ومحيطه حركة لا تنقطع. وفود ومبعوثون ولقاءات متواصلة. هناك لا يزال الرئيس الأسد يمارس عمله اليومي في قلب المدينة العزيزة على قلبه، بطريقة تصدم الزائر الذي يتعامل مع دمشق كأنها عاصمة في حالة حرب عالمية.
وقال شلهوب: البسمة لا تفارق وجهه. مرتاح ومطمئن ومبادر. لديه أجوبة عن الأسئلة الكثيرة. يتعامل مع الاستراتيجيات من دون أن يهمل أدق التفاصيل. ومن هذه وتلك يستخلص معادلات. تقييمه أن «الوضع اليوم فوق الممتاز». ودليله على ذلك أنهم «حاولوا في البداية أن يظهروا المعركة على أنها تدور بين الطائفة السنيّة في سورية وبين مجموعة من الأقليات ادّعوا أنها تهيمن على البلد. استطعنا من خلال الإدارة والصبر والتحمل والمراهنة على الشعب أن نجهض هذه المعادلة. في حالتنا اليوم، يحاط الرئيس والنظام بأكثرية شعبية اكتشفت زيف الإسلام الأميركي الذي يروَّج له. والحديث ليس فقط عن قاعدة جماهيرية بل عن قاعدة مشايخية. بات واضحاً للعالم كله أنهم هم مجرد أقلية وأجانب، ونحن سورية وشعبها. ليس لديهم، ومعهم مشغّلوهم، مشروع ولا رؤية. هم في موقع الدفاع ونحن في موقع الهجوم، وكل ما يفعلونه عبارة عن انتقال من موقع إلى آخر».
وعن تقديره للخطوات المقبلة من قبل خصوم سورية، يقول الرئيس الأسد لزواره «إنهم متوتّرون. الفشل الذريع الذي منيوا به نتيجة الإرباك السياسي والدبلوماسي الذي وضعناهم فيه، يمكن أن يدفع بهم إلى أن يتحركوا بطريقة غير عقلانية، بهستيريا. لذلك، لا تستغربوا تصعيداً دبلوماسياً وسياسياً وأمنياً، لكنه سيكون غير واقعي، بمعنى ليس أكثر من فقاعة في الهواء، قنابل إعلامية. سيكبّرون الحجر في محاولة لاستعادة المبادرة». مبادرة يبدو أن هناك اقتناعاً عاماً بأنها ستكون بالمعنى العسكري بعيدة عن دمشق، «المحصنة بثلاثة أطواق من الحماية»، من دون استبعاد أن تتعرض لعمليات أمنية، على شاكلة تفجيرات.
وأضاف شلهوب: يظهر جلياً كم أن الرئيس الأسد منتش بالاتفاق الروسي الأميركي حول الكيميائي السوري. «لدينا ألف طن من الكيميائي يشكلون أصلاً عبئاً علينا. التخلص منها يكلف أموالاً طائلة ويستغرق سنوات، ويطرح تحديات بيئية ومشكلات لا بد من حلها. فليأتوا ويأخذوها».
ويضيف: «الكيميائي ليس هدفهم ولم يكن. هم كانوا يريدون تغيير موازين القوى وحماية إسرائيل. نحن قلبنا الطاولة عليهم ورمينا الكرة في ملعبهم، فأحرجوا أمام الرأي العام الأميركي والأوروبي، بل داخل الإدارة الأميركية نفسها».
لكن ألا تُعدّ خسارة السلاح الكيميائي خسارة إستراتيجية لسورية؟ يجيب الرئيس الأسد زواره «أصلاً صنعنا الكيميائي في الثمانينيات كسلاح ردع في مواجهة السلاح النووي الإسرائيلي. الآن لم يعد سلاحاً رادعاً. لدينا اليوم أسلحة ردع أكثر أهمية وأكثر تطوراً حيال إسرائيل التي يمكننا أن نعمي بصرها في لحظات».
ولكن هل قررت سورية ببساطة التخلي عن ترسانتها الكيميائية تلك، بمعية الروس، من دون مقابل؟ طبعاً لا. لكن لهذه القصة حكاية أكبر من مجرد الاتفاق. تبدأ، بحسب الرئيس الأسد، من تاريخ تعليق وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون على دخول دبابات الجيش السوري جسر الشغور.
ويضيف: «قالت كلينتون إن الدبابات السورية بلغت حدود الأطلسي ويجب وقفها». جملة كانت كافية ليفهم الروس أن «معركتهم في سورية هي معركة مع حلف شمالي الأطلسي وأن دفاعهم عن دمشق يعني دفاعهم عن موسكو».
يشير الرئيس الأسد إلى «مستوى غير مسبوق» من التعاون والتنسيق مع روسيا. وهو مهتم جداً بموقع سورية ضمن رحلة روسيا إلى استعادة وهجها العالمي. بالنسبة إلى الرئيس الأسد كان المؤشر في قمة العشرين التي عقدت أخيراً في سانت بطرسبورغ: «دخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة معزولاً، لكنه خرج منها مبادراً. وقد ساعدناه على أن يضعف موقع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي لم يكن أصلاً يريد شن الضربة على سورية، كان متردداً ومتهيّباً وينتظر من يجد له مخرجاً».
في رأي الرئيس الأسد، فإن أوباما «شخص متردد، متخبط. وهو أضعف وأعجز عن أن يشنّ عدواناً على سورية. لم يخسر في مقابلنا فقط، بل خسر في عقر داره، حيث فقد القدرة على المناورة في معادلة التوازن الأميركي الداخلية».
وبالعودة إلى السؤال المركزي. هل قدم الروس ضمانات؟ يؤكد الرئيس الأسد لزواره أن «الروس قاموا، ولا يزالون، بواجبهم على أكمل وجه. لم يقصّروا معنا. لدينا تعهدات روسية كاملة بأن القوات الروسية ستدخل بقوة في أي حرب تُشن ضد سورية». لا ينتظر كثيراً قبل أن يلبي نظرة الحشرية في عيون سائليه بجواب واضح ولافت: «القوات الروسية ستنزل الأرض، إلى الميدان، ستقاتل من على الأرض السورية».
وعن التسليح الروسي لسورية، يقول الرئيس الأسد: «بمجرد أن رمينا ورقة الكيميائي في قمة الـ20، ارتفعت وتيرة ضخ السلاح كمّاً ونوعاً». كانت لافتة إشارته إلى أن 200 جندي روسي «غير مسلحين» سيصلون قريباً إلى سورية لوضع أكاليل من الورد على ضريح الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وحول العلاقة مع إيران وحزب الله، قال الرئيس الأسد: «نحن مطمئنون إلى أن معركتنا نحن وحلفاؤنا هي معركة جبهة المقاومة مجتمعة. ولا سمح الله لو تأذّت دمشق لكان حزب الله وطهران الهدف التالي للعدوان»، قبل أن يضيف: «أنا مطمئن إلى أن سيد الوفاء (في إشارة إلى السيد حسن نصر الله) قادر على احتواء أي تداعيات لأي عدوان على سورية... كنا متأكدين من أنهم لن يجرؤوا عليه».
وعن موقع العدو الإسرائيلي في إستراتيجية سورية يقول الرئيس الأسد: إن «إسرائيل لم تعد كما كانت. مستوى الوهن الذي بلغته أفقدها كل مبادرة وجرأة. صارت تقاتل بأيدي الآخرين. تحاول استدراج الولايات المتحدة إلى حرب في المنطقة، وتستخدم «جماعة الإسلام الأميركي» من تكفيريين وغيرهم لمحاربتنا. وهؤلاء هم العدو المباشر لسورية في الوقت الراهن».
وألمح شلهوب نقلاً عن زوار قصر الشعب إلى أن الرئيس الأسد مرتاح إلى الموقف العراقي، و«متفائل جداً بأوضاع مصر. ما حصل هناك نتيجة لصمود محور المقاومة». وهو لا يثق بقيادة السعودية التي «كسرت كل المحرمات». «لا يأمل منها خيراً، لكنّ هناك أصواتاً خليجية فاعلة يمكن مع الزمن أن تتفهم الوضع السوري».
كان لافتاً تعليق الرئيس الأسد على دور أوروبا. إذ كشف أن «الوفود الأوروبية تتزاحم علينا، استخبارية وغير استخبارية، الكل يريد إعادة فتح القنوات».










رد مع اقتباس