منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الاجابة النموذجية لمادة الفلسفة " السؤال 1 و 2 " آداب وفلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-08, 22:39   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
condor2012
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقدمة:
يعتمد الانسان في تكيفه مع الوسط الطبيعي والاجتماعي على آليات متعددة كالسلوك الاعتيادي والسلوك الارادي،إذا كانت العادة هي قدرة مكتسبة على أداء عمل بطريقة آلية مع الدقو والسرعة واقتصاد في الجهد بينما الارادة عملية نفسية عقلية تعني ان يتأخذ العقل قرارا متدبرا يهدف إلى حسم الصراع القائم بين مجموعة من الميول.
وهو ما أثار الخلاف والجدل بين الفلاسفة أيهما يحقق التكيف مع الواقع العادة أم الإرادة ،فهناك من يرده الى العادة وهناك من يرده الى الارادة والاشكال المطروح هنا ايهما يخدم التكيف ويجسدة على ارض الواقع العادة ام الارادة؟او بصيغة اخرى هل العادة ام الارادة تحقق التكيف مع الواقع؟وماهي الحجج لذلك؟
الموقف الاول:
إن العادة واكتسابها ناتج عن اعمال لها الاثر الكبير في تنظيم المجتمع وتأقلم الفرد مع محيطه الذي ينتمي اليه هذا يعني ان العادة تؤدي الى التكيف مع المجتمع من خلال ما تقدمه للفرد من خدمات للفرد،حيث انها تكسبه الخبرة والفاعلية في اداء اعماله ذلك ان العمل في أوله صعبا وشاقا،مع التعود يصبح آليا وسهلا مثلا الفرق بين حداد يملك الخبرة وآخر ذو خبرة متوسطة حيث يقول ارسطو <<العادة وليدة التكرار>>،كما ان العادة تساهم في سرعة الانجاز والتقان وتوفر الجهد،وكذا الاقتصاد في الوقت ،ثم ان العادة تغرس في النسان المبادئ التربوية الحميدة في سن الطفولة فالطفل يكتسب اكثر من عادة بالتقليد والتعود والتدريب فالتعود على أمر يساهم في تعلم آخر مثل تعلم قيادة دراجة هوائية فتسهل ركوب دراجة نارية.
ثم أن العادة تحرر المراكز العصبية من الانتباه المستمر لموضوع واحد وتوفر الجهد الاداري كالكتابة على الحاسوب والتحدث مع شخص آخر،كما تساهم العادات الاجتماعية في تدعيم الروابط الاجتماعية واحداث التفاهم بين افراد المجتمع مثل الاحتفال بالمناسبات الدينية،كما ان العادة تأخذ قسطا كبيرا من سلوك الانسان في اللباس والطعام والمناقشة،حيث يقول موسليني<<لو لم تكن العادة لكنا في قيامنا بوضع ملابسنا ونزعها نستغرق نهارا كاملا>>،ثم ان بعض العادات تغذي في الانسان الثقة بالنفس وتجعله يواجه الاخرين كالخطابة مثلا وتساهم العادة في اضفاف الحساسية وتقوية الفاعلية العضوية عند الانسان النتعود على اجراء العمليات الجراحية (الجراح) حيث يقول روسو<<العادة تقسي القلوب>>
النقد:
بالرغم من كل ما سبق إلا ان هذا غير كاف في احداث عمليات التكيف مع الواقع فهي تشل ارادة الانسان فتصيبه بالجمود والآلية،يقول الشاعر الفرنسي بودروم<< الجميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون في وجوههم بشرا وبحركاتهم آلات>>.
ولهذا نجد روسو يقول<< خير عادة ان لا تتعود عادة>> كما انها تلغي فاعلية العقل في التكيف.
الموقف الثاني:
إن الارادة مصدرها العقل ولذلك فهي تحقق التكيف مع المجتمع اكثر ولا يمكن ان تتحقق الارادة الا ضمن مجموعة شروط تسمح بذلك منها : تصور المثل إذ تجعل الانسان قادرا على تحمل الصعاب والتعب والارهاق من اجل بلوغ الهدف المنشود وايضا الايمان بالنفس كالتلميذ ضعيف الارادة لا يصل الى النجاح لانه يظن انه لا يستطيع الدراسة ولا حتى الفهم بينما قوي الارادة يحب نفسه قادرا على فعل كل شيئ ويقول جون تشارلز<<لا يصل الناس الى حديقة النجاح دون ما ان يمروا بمحطة التعب والفشل واليأس وصاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات>>،وتساهم الارادة في تنظيم الافكار فالارادة الصحيحة تعتمد على قوة الافكار وتنظيمها يقول احدهم<<إن العالم يفتح الطريق للمرء الذي يعرف الى اين هو ذاهب>>،إذ ان اعظم الرجال هم الذين لهم القدرة على السيطرة على عواطفهم وارادة انفسهم،يقول كونفويشيوس<<الرجل العظيم يكون مطمئنا يتحرر من القلق بينما الرجل الضيق الافق عادة ما يكون متوترا>>،ثم ان الارادة تخرجنا من الملل والروتين والتحجر من خلال الوعي بأفعالنا فتساهم في التكيف مع المواقف الطارئة يقول كانط<<إذا أردت فأنت تستطيع>>.
النقد:
بما أن الارادة ليست وحيا ولا سلوكا موروثا،فإنما هي نشاط وقرارات ناتجة عن التربية وعليه إذا كانت هذه الآخيرة سيئة فإن الارادة سيئة،وكذلك تأثير الرغبات الجامحة(الهوى-التمني)،يعيق الارادة وبالتالي يبدد السلوك والارادة المنقوصة مرحلة من مراحلها خاصة التنفيذ يؤدي الى الاضطراب في السلوك والعجز عن تحقيق الاهداف.
التركيب:
إن تحقيق التكيف مع الواقع لا يتم الا باحداث التوافق والتوازن بين العادة والارادة فالعلاقة بينهما علاقة تكامل في خدمة الانسان،فالعادة تكتسب الانسان المرونة والفاعلية والتقان والارادة تسيرها وفقا لاوامر العقل ومتطلباته.
الخاتمة:
إن تكيف الانسان مع الطبيعة والمجتمع لا يتم له بالعادة وحدها او بالارادة وحدها فهما يشكلان مرتكزا يؤسس عليه الانسان وينطلق منه في التكيف مع الواقع المحيط به.
الرجاء من الاساتذة الكرام تقييم مقالتي وشكرا









رد مع اقتباس