منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أريد بحث حول تاثير المحذرات على...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-10, 18:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابوسلسبيل
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف تحدث المخدرات تأثيرها ؟
عقاقير الفرفشة أو الهلوسةأو المخدرات توسيع الدماغ . تصنف في مجموعة حسب تركيبها الكيميائي الطبيعي ( مثلالحشيش و الأفيون ) أو الاصطناعية مثل ( إل . أس . دي ) ذات الأثر القوي على الدماغ . فدماغ الإنسان ( أو المخ ) يتكون من آلاف الملايين من الخلايا العصبية . و هذه الخلايا العصبيةتشبه في شكلها الأصابع و لكنها دقيقة ً لا ترى إلا تحت المجهر . و هي تنقلالنبضات العصبية على هيئة تيار كهربائي من جزء معين من المخ إلى جزءآخر . ويتم الاتصال بين هذه الخلايا عبر فجوات أو ممسات عن طريق جزيئات كيميائية تعرف باسمالمرسلات العصبية . و عندما تثبت هذه المواد الكيميائية عبر الممسات تحمل معهارسالتها العصبية فترسل إشارة من جديد إلى الخلية المجاورة . هكذا تنتقلالإشارات . و تمكن العلماء حتى الآن من اكتشاف أكثر من عشرين مادة كيميائيةمختلفة من هذه المرسلات العصبية ، و لكل منها تركيب فريد يمكن تشبيههه بمفاتيحمختلفة كل " مفتاح " له مكان خاص أشبه " بالقفل " يستقبل عليه ، و لا يصلح له غيركمركز استقبال . و لقد تضاربت آراء المهتمين بكيفية تأثير هذه العقاقير على الدماغ . و يحاول كل منهم أن يدعم رأيه بالبرهان و التجربة . فيقول البعض أن هذه العقاقيرتوقف مرور التيارات العصبية عبر خلايا الدماغ بتأثيرها المباشر على واحد أو أكثر منالمرسلات العصبية . مما يجعل الإنسان يشعر بحالة اللاوعي و عدم الادراك بما يدور منحوله . و تقول نظرية أخرى أن عقاقير الهلوسة أو الفرفشة تؤثر بشكل مباشرعلى مادة " السيروتونين " الموجودة في الدماغ و الضرورية للحفاظ على اتزانه . فتتحد معها و تحولها إلى مركب جديد هو المؤثر المباشر على درجة اتزان الدماغ و هذهالتفسيرات و إن اختلفت فهي تتفق على أن تأثير بعض عقاقير الهلوسة أو الفرفشة ( مثلالحشيش و الماريوانا و إل . أس . دي. ) عادة ما يكون مؤقتاً و يزول بزوالها ، كمايعتقد العلماء أن كمية المرسلات العصبية الموجودة في الدماغ و بقية أجزاء الجسم لهاعلاقة وثيقة بسلوك الأفراد ، فحينما يفرز الدماغ " أو الجهاز العصبي ككل " أكثر مناللازم أو أقل من اللازم من هذه المواد الكيميائية تبدء المشكلات السلوكية فيالظهور . فالاكتئاب الشديد مثلاً يمكن أن يعزى إلى هبوط غير عادي في مستوى مرسلاتعصبية معينة اسمها " أحادية الأمنيات " و هذا الهبوط قد تعزى أسبابه إلى زيادة نشاطخميرة " مونو أمين أوكسيداز " التي تسبب تحلله و تدميره . و المخدرات والعقاقير المهلوسة قد تتداخل بطريقة أو أخرى في تفاصيل هذه العملية . بحيث فيالنهاية تحاكي عمل المرسلات العصبية و تلتصق بالخلايا العصبية مزيلة بذلك حالاتالاكتئاب .
و نود أن نؤكد أن مثل هذه العقاقير تتفاوت في درجة تأثيرها بينالأفراد ، حيث تختلف من شخص لآخر حسب بنيته الجسمية و الشخصية و مكوناتها و الرغباتالكامنة . و الجدير بالذكر أنه كثيراً ما يترتب على التداخل في علم الدماغ بواسطةهذه العقاقير نزول و هبوط في حاسة الجوع و الجنس و العطش عند الإنسان . و هي حالاتمؤقتة تزول بعد فترة معينة تتفاوت حسب طبيعة المادة المخدرة و طبيعةالأشخاص .
و يعتقد بعض الناس أن استخدام عقاقير الهلوسة تعطيه دفعة قويةابداعية في أي عمل يقوم به . فالرسام يعتقد أن خطوط ريشته أصبحت معبرة و جميلة .. والمغني يعتقد أن صوته أصبح أجمل .. و الكاتب صار يكتب عبارات من الذهب .. فلها فعلتخيلي و سحري في عقول الناس .. متناسين جميعهم أنهالذات مؤقتة سوف تجلبإليهم التعاسة و الشقاء بالأجل القريب ..
ظاهرة الإدمان
هناك خلط شائع و ارتباك بينعامة الناس على مفهوم الإدمان . لذا يلزم لنا التنويه عن هذهالظاهرة . فالإدمان معناه التعود على الشيء مع صعوبة التخلص منه . و هذاالتعريف لا ينطبق على كافة المخدرات و عقاقير الهلوسة و الفرفشة ، لذلك رأت هيئةالصحة العالمية في عام 1964م استبدال لفظ الادمان بلفظين آخرين أكثر دقة في المعنىو اللفظ ، فاستخدمت لفظي الاعتماد الفسيولوجي ( أو الصحي ) و الاعتماد السيكولوجي ( أو النفسي الأول يستخدم للدلالة عن أن كيمياء الجسم حدث بها تغيرات معينة بسبباستمرارية تعاطي المادة المخدرة ، بحيث يتطلب الأمر معه زيادة كمية المخدر دوماًللحصول على نفس التأثير ، و الانقطاع عن تعاطي المخدر دفعة واحدة أو على دفعات ينجمعنه حدوث نكسة صحية و آلاماً مبرحة قد تؤدي في النهاية إلى الموت ، و من أمثلة ذلكالأفيون و مستحضراته ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و الكحول ، و أقراصالباريتيورات المنومةأما الاعتماد السيكولوجي فيدل على شعورالإنسان بالحاجة التي العقاقير المخدرة لأسباب نفسية بحتة ، و التوقف عنها لا يسببعادة نكسات صحية عضوية .. مثل عادة التدخين ، و تناول القهوة ، و الشاي ، و
الحشيش، و الماريوانا ، و أقراص الأمفيتامين المنبهة ..و لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحالاتجميعها ، من الوجهة العلمية بصفة الإدمان . و يمكن أن نفسر ظاهرة الاعتمادالفسيولوجي و هي من أخطر نتائج تعاطي المخدرات على الفرد و المجتمع . بأنها ترجعلأسباب دخول هذه السموم في كيمياء الجسم فتحدث تغييرات ملحوظة بها . ثم ما تلبثبالتدرج أن تتجاوب مع أنسجة الجسم و خلاياه . و بعدها يقل التجاوب لأن أنسجة الجسمتأخذ في اعتبار المادة المخدرة احدى مكونات الدم الطبيعية و بذلك تقل الاستجابة إلىمفعولها مما يظطر " المدمن " إلى الاكثار من كميتها للحصول على التأثيرات المطلوبة، و هكذا تصبح المادة المخدرة بالنسبة إلى المدمن كالماء و الهواء للجسم السليم . فإن لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار في تعاطيها ، تظهر بعض الأمراض التي تسمىبالأعراض الانسجابية ، و التي تتفاوت في شدتها و طبيعتها من شخص لآخر ، فمثلاًالتوقف عن تعاطي المورفين تبدأ على شكل قلق عنيف و تدميع العيون ، و يظهر المريض وكأنه أصيب برشح حاد ، ثم يتغير بؤبؤ العين ، و يصاحب كل ذلك ألم في الظهر و تقلصشديد في العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم و حرارة الجسم
أخطار المخدرات وعقاقير الهلوسة
علاوة على مشاكل الاعتمادالفسيولوجي و النفسي التي يصاب بها الشخص بعد فترة من تعاطيه العقاقير المخدرة ،هناك نكسات عضوية مميزة تتمثلفي تدمير خلايا الجسم العصبية و الجسمية المختلفة ،مما يؤدي إلى تدمير أعضاء الجسم الداخلية ، كما أثبتت أبحاث الدكتور " أغوزكسيو " بجامعة واشنطن وجود اضطراب شديد في تركيب خيوط الكروموسومات الحاملة للصفاتالوراثية ، و خاصة حدوث كسر في بعض أجزائها ، و هذا قد يتسبب عنه عيوب خلقيةللأطفال من الأمهات و الآباء سبق لهم تعاطي هذه العقاقير بالإضافة إلى ذلك ، زيادةنسبة حوادث الاصابات أثناء العمل و حوادث السيارت ، و القتل و العنف و السرقة والإجرام ، و حوادث الانتحار ... ، و هي في كثير من الحالات تعزى إلى تعاطي المخدراتو العقاقير المهلوسة . فكيف يمكن لسائق مثلاً و قد فقد جزء من إحساسه أن يقودسيارته؟! ، و كيف لعامل نجارة أو حداد أو كهربائي أن يستخدم أدواته دون قدرة علىالتركيز و التفكير ، فبذلك ارتفعت نسبة الحوادث أثناء العمل بنسبة مخيفة ، كما زادتحالات الانتحار بين الشباب بعد أن تحطمت العلاقات الأسرية و الزوجية بينهم ، وأصبحت العلاقات في طي النسيان ، و بما أن هذه العقاقير عادة ما تكون عالية السعر ،فيلجأ المدمن إلى السرقة و النهب حتى يحصل على المال ليشتري به هذه التفاهات
خلايا الجسم و المخدرات
يتكون جسم الإنسان منمجموعة من الخلايا تتقاسم فيما بينها وظائف عديدة ، وظيفة حيوية للإنسان تقوم بهامجموعة من الخلايا المختصة مثل التنفس و الهضم ، خلال التفاعالات الكيميائية التيتقوم بها تلك الخلايا في الجسم في حالته الطبيعية ، أما تحت تأثير تعاطي المخدرات ،تنعكس تلك التفاعلات البيوكيميائية مما ينتج عنه انقلاب في الوظائف الحيويةللخلاياو على سبيل المثال : ما يحدث عند تبادل الأيونات الصوديوم والبوتاسيوم من داخل و خارج الخلية ، ففي الإنسان الطبيعي تصدر شحنات كهربائية تنتقلإلى أنسجة أخرى من الجسم لكي تتم الوظيفة مثل انقباض عضلات الصدر للتنفس ، أما فيحالة إدمان المخدرات ، فيصبح من المتعسر على الخلايا استبدال الأيونات على الوجهالطبيعي ، مما يؤدي اضطراب في الخلايا مما يؤدي إلى اضطراب في عمليةالتنفس
و إذا أردنا أن نبسط ما سبق نقول بإيجاز أن تعاطي المخدرت يحدثتثبيطاً أو إخماداً لخلايا الجسم العصبية المركزية مما يؤثر على وظائف القلب والرئتين و الكبد و الكلية .. الخخاتمة
و بعد أن تعرفناعلى المخدرات و آثارها السيئة على الإنسان و المجتمع يجدر بنا أن ندق ناقوس الخطرضدها و نقوم بمكافحتها ، و يجب على كل منا أن يوجه و يعرّف أصدقاءه و إخوانه علىأضرار المخدرات و يحذرهم من الوقوع في براثنها ، وعليه أن يرشدهم لكي يكونوا شباباًصالحين يقوم على سواعدهم بناء مجتمعنا المتقدم علمياً و حضارياً لنواكب ركب الحضارةالمتقدمة