أعظم انتفاضة ضد اليهود في مدينة قسنطينة وقعت يوم السبت 23 ربيع الثاني 1353 للهجرة - 5 أوت 1934م، سماها الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله بفاجعة قسنطينة ، وسببها أن ضابطا يهوديا يدعى الياهو خليفة بال عند باب الجامع الاخضر وسب الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، فخرج الناس في غاية الاستياء وقدموا شكاية عند الشرطة الفرنسية، فطلبوا من الخروج من منزله فأبى الامتثال، فقاموا بتفريق الناس، ووقف شرطيان يحرسان باب داره.
ابتدأ اليهود المجاورون برمي الكوانين والبيادين فأجابهم المسلمون برمي الحجارة، فشرع اليهود في الرمي بالرصاص من النوافذ فأصابوا بعض المسلمين ،فقام المسلمون بكسر أبواب محلات اليهود التي كانت مقفلة يوم الاحد ومزقوا واحرقوا ما فيها دون ان يأخذوا شيئا منها،وأطلقوا النار على اليهود فقتلوا 120 يهوديا، كان منهم خمس نسوة وستة من الصبيان، وقد قتل من المسلمين في هذه الحوادث اثنان.
، ويقال ان بعض الفرنسيين لبسوا الشواشي وشاركوا في حرق محلات اليهود.
وألقت احدى اليهوديات مادة غير طاهرة على الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله وهو متجه الى الجامع الأخضر ليدرس فيه.
وقام اليهود بالاعتداء على مسجد سيدي الكتاني ليلة الاثنين 25 ربيع الثاني 1353 للهجرة - 6 اوت 1934م ،وكسروا بعض نوافذه وهشموا التخاريب التي كانت على أحد أبوابه.
ومن الشخصيات التي تدخلت لتهدئة الأوضاع الشيخ عبد الحميد بن باديس والدكتور ابن جلول.
وتدخلت السلطات الفرنسية لصالح اليهود، فحكمت بالسجن والاعدام على عدد من المسلمين، وحكمت على العديد منهم بالأعمال الشاقة، ولم يقدم أي يهودي الى المحاكمة.
وقد كان اليهود يحتكرون تجارة القماش في مدينة قسنطينة ، فتأسس بعد هذه الحوادث اتحاد التجار بمدينة قسنطينة الذي دعا اليه الشيخ عبد الحميد بن باديس والدكتور بن جلول ،وتأسست بعد ذلك شركة أمال بمدينتي وهران وغيليزان ،وقد دعا اليها الشيخ محمد البشير الابراهيمي والشيخ التركي في الأربعينيات.
وهذه الأحداث دفعت بعمال ميناء الرصيف بمدينة عنابة الى جمع مال كثير لفائدة القضية الفلسطينية.......
(المراجع: كتاب زهير الزاهري اللياني حياته واثاره لفوزي مصمودي صفحة 309 - 314.
الامام عبد الحميد بن باديس حياته واثاره اعداد الدكتور عمار طالبي 2/ 34 - 51.
جريدة الشهاب 10 / 438 - 461 غرة جمادى الثانية 1353 للهجرة - 1934م.