منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سـلـسـلـة الـتـعـريـف بـسـور الـقـرآن الـ 114
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-04, 10:11   رقم المشاركة : 175
معلومات العضو
halitim moussa
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية halitim moussa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحلقة التاسعة و السبعون

سورة النازعات

سبب التسمية :

كما ‏تُسَمَّى ‏النَّازِعَاتُ ‏تُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏‏ ‏السَّاهِرَةُ ‏‏، ‏وَالطَّامَّةُ‎ ‎‏.

التعريف بالسورة :

1) مكية .

2) من المفصل .

3) عدد آياتها ( 46) .

4) ترتيبها التاسعة والسبعون .

5) نزلت بعد سورة النبأ .

6) بدأت بقسم (والنازعات ) .

7) الجزء (30 ) ـ الحزب ( 59) ـ الربع ( 1 ).

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ القِيَامَةِ وَأَحْوَالِهَا ، وَالسَّاعَةِ وَأَهْوَالِهَا ،

وَعَنْ مَئَالِ المُتَّقِين ؛ ومَئَال المُجْرِمِينَ.


سبب نزول السورة :

1-أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال: لما نزل قوله: {أئنا لمردودون في الحافرة}؟ قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت لنخسرن، فنزلت: {قالوا: تلك إذاً كرة خاسرة}.

2-{يسألونك عن الساعة ..}: أخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسْأَلُ عن الساعة، حتى أنزل عليه: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها}.
ولما ذكر تعالى خلق السماوات والأرض، وما أبدع فيهما من عجائب الخلق والتكوين، ليقيم الدليل على إِمكان الحشر عقلاً، أخبر بعد ذلك عن وقوعه فعلاً فقال {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} أي فإِذا جاءت القيامة وهي الداهية العظمى، التي تعمُّ بأهوالها كل شيء، وتعلو على سائر الدواهي، قال ابن عباس: هي القيامة سميت بذلك لأنها تطم على كل أمرٍ هائل مفظع {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى} أي في ذلك اليوم يتذكر الإِنسان ما عمله من خير أو شر، ويراه مدوَّناً في صحيفة أعماله {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي أظهرت جهنم للناظرين فرآها الناسُ عياناً، باديةً لكل ذي بصر .. وبعد أن وصف حال القيامة وأهوالها، ذكر انقسام الناس إِلى فريقين: أشقياء وسعداء فقال {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي جاوز الحدَّ في الكفر والعصيان {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي فضَّل الحياة الفانية على الآخرة الباقية، وانهمك في شهوات الحياة المحرَّمة، ولم يستعد لآخرته بالعمل الصالح {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} أي فإِنَّ جهنم المتأججة هي منزله ومأواه، لا منزل له سواها {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي وأمَّا من خاف عظمة ربه وجلاله، وخاف مقامه بين يديْ ربه يوم الحساب، لعلمه ويقينه بالمبدأ والمعاد {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} أي وزجر نفسه عن المعاصي والمحارم، وكفَّها عن الشهوات التي تودي بها إِلى المعاطب {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} أي فإِن منزله ومصيره هي الجنة دار النعيم، ليس له منزل غيرها .. ثم ذكر تعالى موقف المكذبين بالقيامة، المستهزئين بأخبار الساعة فقال {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي يسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن القيامة متى وقوعها وقيامُها؟ قال المفسرون: كان المشركون يسمعون أنباء القيامة، ووصفها بالأوصاف الهائلة مثل "طامة، وصاخة، وقارعة" فيقولون على سبيل الاستهزاء: متى يوجدها الله ويقيمها، ومتى تحدث وتقع؟ فنزلت الآية {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي ليس علمها إِليك حتى تذكرها لهم، لأنها من الغيوب التي استأثر الله عز وجل بها، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين، لا يعلمه أحد سواه {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي ما واجبك يا محمد إِلا إِنذار من يخاف القيامة، لا الإِعلام بوقتها، وخصَّ الإِنذار بمن يخشى، لأنه هو الذي ينتفع بذلك الإِنذار {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي كأن هؤلاء الكفار يوم يشاهدون القيامة وما فيها من الأهوال {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} لم يلبثوا في الدنيا إِلا ساعة من نهار، بمقدار عشيةٍ أو ضحاها، قال ابن كثير: يستقصرون مدى الحياة الدنيا، حتى كأنه عندهم عشية يوم، أو ضحى يوم .. ختم تعالى السورة الكريمة، بما أقسم عليه في أولها من إِثبات "الحشر، والبعث" فكان ذلك كالدليل والبرهان على مجيء القيامة والساعة، وليتناسق البدء مع الختام