[زيان.]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمّــا بعد فإنّـــــه :
سوف نتحدّث عن ظاهرة إجتماعيّة ولو أنّها وُجِدت قديما في عهد أبائنا أو أجدادنا ، إلا أنّها كانت عادية مقبولة من طرف عامّة النّاس رغم الإختلافات في العروش أو الأعراق..
في المقابل توجد في وقتنا الحاضر لكّن إلاّ من رحم ربّك في التطبيق عند معظــم النّاس ...ماهي ؟ ولماذا؟
ظاهرة خطبة الرّجل للمرأة لمدّة طويلة قبل عقد الزّواج سواء الشرعي أو المدني وعادة ما تكون هذه الظاهرة إتّفاق بين الرّجل والمرأة فقط ، وأنا هنا لا أستثني عِلم الآباء لِأبناءهـــم لا..لا.. بل أقول أنّه أصبحت الكلمة الفيصلية أو المقرِّرَة في هاته الآونة في الغالب عند المعنيين أي الرجل والمرأة ، بعكس ماكان في سابق الأجيال الأولى عند الآباء رغم طول فترة الخطبة الأوليّة أو بما يُسمّى تعيين المرأة للرّجل أحيانا منذ الولادة في بعض المناطق ،أو في سنّ جدّ مبكّرة.

لمــــــــــــــــاذا ؟
كان الأب يَفِيْ بكلمته لوالد المرأة لا يُخلف الوعد ولو ظهرت أنثى أخرى في حياة هذا الإبن بعد أن كَبُرْ وأصبح يتتبع زمام قلبه في الإختيار، وكذا والد المرأة يفي بكلمته ولو تقدّم لخطبتها العشرات ولاءًا ووفاءًا لوالد الرجل ، فنادرا ما يكون طلاق وخصام في المحاكم ،لأنّ الكلام في أوّل الأمر كان عند الآباء وعند المشاكل يرجع عند الآباء فيُحلّ المشكل في جلسة فنجان قهوة أو شاي...حتّى أنّه كان لا يكاد يُسمعُ للأمّ رأي أمام الأب.
والآن أصبح ينجرّ عن ظاهرة تعيين الرجل للمرأة غالباً مشاكل و قد يصل الحدّ إلى إساءة سمعة المرأة أمام المجتمع لو تخلّى الرجل عن كلمته أو بدَرَ من هذه المرأة ما يستوجب تركها ..وكل هذا لأسباب ماتكون في العموم تافهة أو جرّاء نرفزة أحد الطرفين أو تكون بسبب تدخّل أطراف أخرى .
فلا نجد لوليّـي الطرفين بدٌّ في إصلاح ما جرى بسبب إهمالهما من طرف أبناءهم في أول الأمر
وكلّ هذا في تواصل الرجل مع المرأة دون مبرّر شرعي ولا إداري ليفرض عليها أو تفرض هي الأخرى عليه أمورا لم يحِن بعدُ وقتها ...
فأي الجيلين أفضل؟ جيل آباءك لا كلام ولا هاتف وحبّ بعد الزّواج ؟ أم جيلنا اليوم مواعيد وهاتف ولقاءات وحبّ قبل الزّواج؟؟