آلاف التلاميذ يدرسون في مؤسسات تربوية تحوّلت إلى قنابل موقوتة
مُختصّون يطالبون بفتح تحقيقات حول وضعيتها ومتابعة المسؤولين
مجمع الخبراء والمهندسين: كل المُؤسّسات التربوية في الجزائر تسيّر من دون دفتر صحّي
دعا خُبراء ومُختصّون وأساتذة، إلى فتح تحقيق حول «المؤسّسات التربوية المُهددة بالانهيار» من مدارس ابتدائية متوسطات ومتاقن وثانويات، والتي لا تزال في الخدمة رغم تهديدها لأرواح آلاف التلاميذ، بحجة الاكتظاظ ونقص المرافق التربوية . وجاءت هذه التخوفات، بعد الحادثة التي وقعت، أوّل أمس، بالابتدائية المختلطة الواقعة في نهج القدس وسط مدينة عنابة، حيث انهارت أسقف 6 أقسام دفعة واحدة بمدرسة ابتدائية بعنابة، ووقعت الحادثة أثناء وقت الدراسة، غير أنّ القائمين على المدرسة أسرعوا في إخلائها من التلاميذ بعد أن غمرتها مياه الأمطار، حيث تعود أسباب الحادثة إلى قدم المؤسسة واهتراء أسقفها وجدرانها. وأحدثت هذه الواقعة، تخوّف أولياء التلاميذ والطّاقم التربوي في المدرسة، وغيرها من المُؤسّسات التربوية عبر الوطن، بسبب احتوائها على تشققات وتصدعات، جعلها عرضة للانهيار خاصّة في فصل الشتاء، وفي ظلّ تأخر إنجاز بعض المدارس التي من المفترض أن تمتص النقص في الهياكل التربوية وتخفف الاكتظاظ بها، فإنّ الكثير من المؤسسات أصبحت خطرا حقيقيا على التلاميذ. وكشف مجلس ثانويات الجزائر «الكلا»، عن تواجد بعض المدارس التربوية في وضعية «كارثية»، فبالإضافة إلى اهتراء جُدرانها، فإنها تحتوي على مادّة «الأميونت» السّامة مثل ثانوية برباشة ومتقن بجاية اللّتان يدرس فيهما حوالي 2500 تلميذ، وأشار إلى قدم تلك المؤسسات التي بنيت بشكل تقليدي، ما يجعلها عرضة للانهيار في أيّ لحظة خاصة في الأرياف والمدن القديمة. وقال أمين عام النقابة، ايدير عاشور، إنّ الكثير من الابتدائيات مهدّدة بكوارث في بجاية وتيشي وابكار، مشيرا إلى متوسطة عمران، ففي بجاية يشتكي أولياء التلاميذ الذين يدرسون بها من تشقق جُدرانها، خاصّة بعد وقوع زلزال بجاية الذي تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالعديد منها، وقال إنّ ثانوية خالد الجزائري تحتوي على مادة الأميونت ونفس الشيء بالنسبة لـ15 متوسطة و4 ثانويات في ولاية الشلف. كما كشفت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، عن تخوّف الأولياء والطاقم التربوي من تكرار الوقائع في كل من ثانوية طارق بن زياد ببراقي، التي يتواجد على مُستواها جُناح مهدد بالانهيار على أساس تشقق جُدرانه، كما كشف عن ضرورة مراقبة ثانوية بجاوي بباب الزوار التي بها ثقوب في جدران الأقسام والجدران الخارجية، زيادة على شكاوى سكان حوش الرويبة من الأخطار التي تتهدد مدرسة حوشين عيسى التي تشققت. وأرجع رئيس مجمع الخبراء والمهندسين عبد الحميد بوداود، الوضعية الكارثية لهذه المؤسسات التربوية إلى لامبالاة المسؤولين وعد التزامهم بالمتابعة الدورية لهذه البنايات، مطالبا بالتحقيق في تجاوزات المسؤولين المحليين، خاصة مع عدم توفر «دفتر خاص لمتابعة صلاحية هذه المؤسسات»، حيث تدون فيه المعلومات الخاصّة بالمؤسسة التربوية، وموعد صِيانتها وترميمها وغير ذلك من الأشغال الضرورية، وذكر أنه من الخطأ أن تولى مهمة المراقبة إلى اللجنة التقنية للبناء لوحدها، وإنما لابدّ من إقحام المهندسين الخواص في العملية ولو كانوا أجانب، حيث دعا بوداود إلى وضع خبير تقني في كلّ بلدية للإشراف على المؤسسات محليا.
رابط الموضوع : https://www.ennaharonline.com/ar/late...#ixzz2luX1wfi6