منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وأخير تم الكشف عن المقالات المرشحة لعام 2013 من طرف مفتش
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-25, 12:39   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
BOUNIF KAMEL
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هادي مقالة أحسن من الأولى
مقدمة: إذا كانت تصرفات الحيوان غريزية متصلبة وعمياء تخلوا من كل وعي فان تصرفات الإنسان تصدر عن ذات واعية تتوفر على الشعور الذي هو معرفة الذات لأفعالها وانفعالاتها لكن وقع اختلاف بين المفكرين والفلاسفة في تحديد طبيعة تصرفات الإنسان فهناك من يعتبر أن جميع تصرفات الإنسان شعورية ولكن هناك من يرى أن ها تعود لمصدر لاشعوري وبالتالي تتساءل هل يمكن اعتبار الحياة النفسية شعورية أم لا لان لها جانبا شعوري حفي؟؟
محاولة حل المشكلة: يرى أنصار النظرية التقليدية من بينهم ديكارت برغسون آرثر أن الشعور هو أساس الأقوال النفسية فالإنسان له القدرة على الوعي وإدراك جميع الأفعال التي يقوم بها وتحديد الدوافع والأسباب وشعارهم كل ماهو نفسي شعوري بالضرورة.
برهنة: حيث يعتقد ديكارت أننا نستطيع تأمل أشياء كثيرة في آن واحد وتأمل أفكارها كلما أردت ومن ثم الشعور بذلك (ليس هناك نفسية أخرى سوى الحياة الفيزيولوجية ) ويرى أيضا أن هناك علاقة تلازم بين التفكير والشعور فالإنسان حين يشعر يفكر فهو يشعر بذلك ومادام انه لا ينقطع عن التفكير فانه لا ينقطع عن الشعور فهو دائم الشعور وفي نفس الإطار يرى برغسون أن الشعور يتسع باتساع الحياة النفسية وكذلك يرى سارتر أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجرى الشعور وعن الطالع الشعوري لسلوكات الإنسان يقول كولا رد أن ذواتنا وألمنا ومخاوفنا وجميع إحساساتنا تجري أمام الشعور كما يجري النهر أمام أعين المشاهد.
النقد: لاشك أن الاعتقاد بشعور الإنسان بانفعاله يعد مسلمة لازمة لحريته وتحمله لمسؤوليته فلو لا الوعي والشعور لكان الإنسان حرا ومسؤولا لكن لا يعني هذا أن الشعور يصاحب جميع سلوكاتنا وتصرفاتنا فلو كان الأمر كذلك فبم نفسر صعوبة فهم بعض الظواهر النفسية الغريبة والغامضة كفلتات اللسان وزلات القلم .
نقيض الأطروحة: الأمر الذي دفع بمجموعة أخرى من المفكرين إلى إثبات وجود اللاشعور واعتباره أساس حياتنا النفسية
برهنة: حيث حاول الفيلسوف الألماني ليب نيز إثبات اللاشعور بفكرة الادراكات الصغيرة حيث لاحظ وجود عدد لا حصر له من الادراكات تفلت من قبضة الشعور وكذلك هناك حوادث لا تخضع لرقابة الشعور حين تختزن في اللاشعور كما لاحظ كل من بيارجاني وشاركوا سهولة استرجاع المريض بالهستيريا لبعض الذكريات التي يتعذر عليه استرجاعها أثناء اليقظة وير فرويد أن اللاشعور هو الوجه الأول والأخير للحياة النفسية وانه فرضية ضرورية ومشروعة لان الكثير من التصرفات التي تصدر عن الإنسان غامضة وغريبة نظرا لغياب أسباب شعورية تعللها وتفسرها مما يؤدي إلى افتراض أسباب لاشعورية تقف ورائها.كما استنتج من أعمال بروير وجود نشاطات نفسية لا شعورية تختفي وراء الاعتراض العصبية يقول ((إن مجرد إعطاء معنى للأعراض العصبية بغض النظر عن التفسير التحليلي سيشكل حجة دامغة على وجود نشاطات نفسية لاشعورية وما يدل على وجود اللاشعور هو الظواهر النفسية مثل الهفوات والتي من بينها نجد فلتات اللسان وزلات القلم والقراءة الخاطئة وهي تعبير حقيقي لا شعوري عن ميل الإنسان)) يقول فرويد بواسطة الهفوات يخدع الإنسان في القلب أسراره الداخلية وكذلك نجد النسيان المؤقت وهو مالا يرغب في تذكره فيتركه في اللاشعور لأنه يسبب له ألما فهناك الأحلام وهي إشباع رمزي مؤقت للمكبوتات بطريقة خيالية وهمية ويمكن التماس وجود اللاشعور من خلال الحيل الدفاعية التي يستخدمها الإنسان لتخفيف حدة الصراع النفسي الذي يعيشه نتيجة كبت الأنا الأعلى لدوافع وميول الهو ولذلك فان فرويد يدعوا إلى ضرورة تطهير النفس من المكبوتات بواسطة التحليل النفسي المبني على التداعي الحر.
النقد: لا شك أن التسليم بوجود اللاشعور يؤدي إلى إزالة اللبس والغموض عن بعض السلوكات كما انه بساعد في علاج بعض الاضطرابات والأمراض النفسية إلا أن الدعوة إلى اعتباره مصدر حياتنا النفسية فيه الكثير من المبالغة لان القول بذلك هو اعتبار الإنسان كتلة من الميول والغرائز وتجريده من الإرادة العاقلة والمسؤولية.
التركيب: يمكن القول بعد عرضنا لكلا الموقفين أن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور الشعور بحوادثه وأحواله وهو عنوان سلوكاتنا الحرة والمسؤولة بواسطته تتفاعل مع العالم الخارجي واللاشعور بمخزونه المتنوع والثري الذي يمكن من اكتشاف الجوانب الخفية لسلوكياتنا القريبة والشاردة.
الخاتمة: مانخلص إليه في الأخير أن للحياة النفسية جانبان متكاملان شعوري ولا شعوري بواسطتهما نفهم سلوكاتنا وأفعالنا ولا يمكن نكر دور أي منهما وعليه فان اللاشعور يبقى حقيقة لا يمكن إنكارها.









 


رد مع اقتباس