منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الضرب ضرب أبي محجن .. والكر كر البلقاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-08-29, 13:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
nana 2013
عضو جديد
 
الصورة الرمزية nana 2013
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الضرب ضرب أبي محجن .. والكر كر البلقاء

سلام الله عليكم


أبو محجن الثقفي رجل من المسلمين كان قد ابتلى في الجاهلية بشرب الخمر , وقد تعلقت بها نفسه وهام بها قلبه , حتى كان يوصي ولده ويقول :


إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروى عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفــــني في الفلاة فإنـــني أخــــــاف إذا مـت أن لا أذوقــها
وتروى بخمر الحص لحدي فإنني أسير لها من بعد ما قد أسوقها


فلما أسلم, بقيت نفسه تغلبه عليها , فيعاقب عليه ويعود , ثم يعاقب ويعود ..
فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية, خرج معهم أبو محجن , وحمل زاده ومتاعه , فلما وصلوا القادسية , طلب رستم مقابلة سعد ابن أبي وقاص قائد المسلمين , وبدأت المراسلات بين الجيشين , وعندها وسوس الشيطان لأبي محجن رضي الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب خمرا , فلما علم به سعد رضي الله عنه غضب عليه , وقيد يديه ورجليه , وحبسه في خيمة .


وبدأ القتال , وتنازل الأبطال , وقعقعت السيوف , وتتابعت الحتوف , ورميت الرماح , وارتفع الصياح , وغبرت خيل الرحمان , وعلت أصوات الفرسان , وفتحت أبواب الجنان , وطارت أرواح الشهداء , واشتاق الأولياء ..


وأبي محجن يئن بقيد
فلم القيد أيهذا الأسير؟؟
أيها الفارس العنيد ترجل فخيولي حبيسة لا تغير
يا أبا محجن كفاك قعودا أنت بالحرب والسلاح خبير
فاعصب الرأس عزة تتلضى هتك العرض والجناح كسير
أزفت ساعة القصاص وإلا فاجرع الموت ثم بئس المصير


أخذ أبو محجن , يتململ في قيوده , وتتحرك أشواقه إلى الشهادة , فيثبت ليبذل الروح , فإذا القيد في رجله :


فأخذ يتحسر على حاله ويقول :


كفى حزنا أن تدحم الخيل بالقنى وأترك مشدودا علي وثــــــاقيـــــا
إذا قمت عنـــاني الحديد وغلقت ومصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنت ذا مـــــــال كثير وإخوة وقد تركوني مفردا لا أخاليــــــــــا
فـلـلـه عـــــهد لا أحيـــف بعهده لئن فرجت ألا أزور الحوانيــــــا


ثم أخذ ينادي ويصيح بأعلى صوته ..
فأجابته امرأة سعد : ما تريد ؟


فقال : فكي قيدي من زجلي وأعطني البلقاء فرس سعد , فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد , وإن بقيت فلك علي عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في قدمي , وأخذ يرجوها ويناشدها , حتى فكت قيده وأعطته البلقاء , فلبس درعه , وغطى وجهه بالمغفر , ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس , وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..


علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن هذا الدين ..


حمل على القوم يلعب بين الصفين برمحه وسلاحه , وكان يقصف الناس قصفا ..
وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ..
فقال بعظهم : لعله مدد من عمر ..
وقال بعظهم : لعله ملك من الملائكة ..


ومضى أبو محجن يضرب ويقاتل , ويبذل روحه ويناضل ..


أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال , لكنه كان يرقب القتال من بعيد , فلما رأى أبي محجن عجب من قوة قتاله , وأخذ يتبعه بصره ويقول :
. الضرب ضرب أبي محجن , والكر كر البلقاء , وأبو محجن في القيد , والبلقاء في الحبس ..


فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه , ووضع رجله في القيد ..


فنزل سعد فوجد فرسه يعرق , فعلم أنها شهدت القتال ..
فدخل على أبي محجن , فإذا جراحه تسيل دما , وعيناه تفيض دمعا , وهو يقول , يا سعد , والله لا شربت الخمر أبدا ..


فلله در أبي محجن , نعم وقع في معصية , ولكنه يفعل طاعات تغوص معصيته في بحرها ..








 


رد مع اقتباس