منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صوَّرٌ وخصائل من مجتمع أولاد نائل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-30, 20:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
LEMBARKI_BELHADJ
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية LEMBARKI_BELHADJ
 

 

 
إحصائية العضو










B10 صوَّرٌ وخصائل من مجتمع أولاد نائل




[u]ملاحظة وتنبيه من صاحب الكتاب :[/u]
انبه القارئ الكريم الى ان هذه العناوين سقطت من الكتاب عند طبعه وحذفت وهي :
الاهداء
شكر وعرفان
الصور المدعمة
كما انه محفوظ لدى المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة تحت رقم 4912/2008 بتاريخ 24/12/ 2008
ولدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف تحت رقم 2278/2008 .بتاريخ 24/12/2008


صوَّرٌ وخصائل
من :
مجتمع : أولاد نائل

للمؤلـف : ]
* الشاعر الشعبي والمهتم بتراث المنطقة :
لمباركي بلحاج * ( مدير مدرسة ابتدائية )
مسعــد ولاية الجلفـــه







تصدير الكتاب :إن الكتابة في رأيي مخاض عسير و هاجس يهزنا هزا ليحررنا من سلطة المجهول ,و يضعنا في محكمة المعلوم ويستدعي ضمائرنا المغيبة ليشهدها على مدى ما إقترفته نفوسنا من خير وشر ومليــــح وقبيـح وهكذا إلى آخر حدود المسؤولية عن الأخلاق وعن الإبداع ,أما أن يغادر المرء بالكتابة عن التراث فهذا لعمري ضرب من التحدي .
ولقد أولاني مؤلف هذه السطور تصديرها بكلمة وجيزة ,مقتضبة فلم أتردد في القبول لسببين :
أولهما : إنه من أكبر الصعوبات التي يواجهها الباحـــث في مجــال التراث أو الأثنو غرافــــيا هي المادة الإثنوغرافية , فنراه يتجشم عناء الســــفر والجري قصد تحصيل ما أمكنه من تلك المـــادة الهامـــة لبحثه الشيء الذي يؤدي به إلى إضاعة الكثير من الوقت الثمين الذي يؤثر سلبا فيما بعد على سير البحث .
وإختصارا للوقت كان هذا الكتاب بمثابة المونوغرافيا التي حاول فيها صاحبها جمع ما أمكنه من المــادة الفلكلورية (التراثية) . وعليه فالكتاب يلعب دور الوسيط بين المـــادة التراثية والبــاحث الأكاديمي ,وهنا تكمن أهمية مثل هذه الكتابات .
ثانيهما : ما لمسته من جد وعزم عند المؤلف وذلك من خلال قراءتي لهاته السطور ,فبالرغم مـن إفتقاره لأدوات الكتابة العلمية إلا أنه يملك روح البحث التي إفتقدناها عند الكثير من الباحثين , وهذا ليس غريبا على من إستهواه حب التراث ,فأمثال هؤلاء جديرين بالتشجيع والأخذ على أيديهم .
لهذين السببين أصدر هذا الكتــاب بتقرير حقيقة لا تغرب إلا عن البعـــداء عن ميدان الكتابـــــة والتأليف
هذه الحقيقة هي أن الكــاتب مهما كانت مقدرته الإبــداعية وتفـــوقه في العلم والمعــرفة , فإنه لا يستطيع أن يرضي بما كتب كل القراء على إختلاف طبقاتهم ومشاربـــهم , فهناك من يرضى وهناك من يسخــط وهناك من يــهز كتفيه ويمط شفتيه إستخفافا ,فإن رضى الناس غايــة لاتدرك , فالنــاس أذواق مختلفــــة ومذاهب متعددة ونظرات متباينـــة ,وأخـــلاق وأغراض ومشــارب ....وبما أن إرضاء النــــاس متعـذر غير ممكن قصي غير قريب صعب غير يسير فليحــاول المؤلف أن ينال بعمـــله رضى ربه ,وأن يكون مقتنعا بجدواه وبأنه قد أضاف به إلى عـــالم المعرفة فكرة هادية أو أحدث في جمــود العقل وشلل الفــكر ثقوبا تتسع منها أفواه تكشف وتهدي وتصــحح....والحقيقة أن البــحث في مجال التراث لا يتــأتى إلا لمن عشق التـــراث وعمل من أجل حفظه ثم صيــانته ليصل في الأخير إلى ترقيته ,لأن ذلك كله يعد عنصرا من عنــاصر شخصية المجتمع .ومهما يكن فإن إنتاج الأجــــداد عمل فني وأروع ما في الــفن إنه يـقول شيئا لا تقوله الحيـــــاة .
ويرسم باللون أو بالكلمة أو حتى بالحـجر نور المـعرفة , وقديما كان الفنان الأول يمد يده ليتكلـم ويرسم
وربما كان كلامـــه صلاة وربما كان رسمه محاولــة للخـروج إلى المــطلق , أو حتى إستغراق صوفي
في الكون ,غير أنه وقد بدأ بالأعاجيب الصغيرة ملك نفسه واطمأن أينما سار, فكان كمن يمر بحلم وراء
حلم حتى يستيقظ على الإيمـاء الصحيح ,وفي رحــلته تلك أفضى بكــل شيء ,وترك إفضـائه على لسان الزمان وديعة ؛ولم تستطع الأجيال أن تعيش ماضيها إلا بعد أن راحت تسأله وتحاوره .ذلك أنه لــــــيس أعظم من كل قديم يبعث .وما أجمل أن يبرز مع الحاضر نصب الماضي ..أذا يكون التكامل الحضاري ولا ضير من ثم أن يعقب سائل : أترى وراء هذه الموروثــات ما يجعلني أعيش ؟
إن الإجابة لن تكون نهائية ,ولكن السؤال يعني أنه بدأ يؤمــن بالفنان الأول ؛ونستطيع إذا آمنا بما أودعه
آباؤنا لسان الزمان أن نرى أنفسنا على حقيقتها , وهذا سر غايتنا بفعل الأولين ,إننا إمتدادا لهم ولا يمكن
في ظل التقدم الفكري الراهن أن ننكر أننا أكثر حاجة اليوم إلى بـــداهتهم .
الجلفة في : 12/06/2007
الأستاذ :/ بن عبد الله نور الدين


تــرجـمــة لـصــاحـــب الــكتاب

صاحبه هو : لـمـبـاركي بـلـحـاج بـن أحـمـد .
مـدير مـدرسـة ابـتـدائـيـة

ولد سنة 1954 ببادية مسعد ، توفيت أمه و هو رضيعاً، فكفلته خالته التي تزوّجها أبوه ( بعد وفاة أختها ) ، تلقّى تعليمه الأول في كُتّاب بتڤرت ، ثم واصل تعليمه القرآني بكتاتيب مدينة مسعد ، التي رحل إليها أبوه ( فحفظ النصف عند سي بوزيد ثم واصل عند ابن عمه سي عبد القادر الذي كان يدرس معه عند سي بوزيد وفتح كتابا ) وواصل بزاوية الڤاهرة قراءته للقرآن عاش في بيتي أبيه وأخيه متنقلاً بينهما ، دخل المدرسة في سن متأخرة ، ولكونه كان حافظا لجزء من القرآن ، فقد ساعده ذلك على مواكبة التّمدرس ، وأثبت جدارة .
درس المتوسط بمسعد ، ثم تحوّل إلى التعليم التقني بالجلفة ، وشارك في آخر دورة للمرّنين سنة 1974 بالمدية ، ونجح فيها ، فدخل معلّماً سنة 1975 ، ومارس التعليم الابتدائي ، فعمل معلما بمدارس عديدة منها : عين الشهداء ، الڤاهرة ، سي عبد القادر بن إبراهيم ، لعياضي مختار ( التي كان بها مُعلما ثم نائبًا ثم مكلفًا بإدارتها ) ثم رُقِّي مديراً بتوصية شخصية من مدير التربية لنشاطه الثقافي كشاعر بارز ، مارس الشعر بنوعيه ملحوناً و فصيحاً منذ 1977 وتناول كل الأغراض ، كان ومازال مناضلاً بحزب : ج ت و ، وكان أميناً لقسمة قطارة من 1984 إلى 1988 ، وأمينا لقسمة مسعد من 2002 إلى 2006 .
شارك في ملتقيات عديدة ( محلية و ولائية و وطنية ) ونال عدة شهادات وجوائز كشاعر .
نشرت له جرائد عديدة بعضاً من إنتاجه (( صوت السهوب ، دنيا الجزائر ، الشعب ، بانوراما )) سجّل مع إذاعة صوت السهوب بالأغواط عدة حصص ، ومع التلفزة الوطنية حصّتين .
له رصيد يناهـز 40 قصيـدة ملـحوناً ، و 20 فصيحاً ، طبع ديواناً محلياً ( مخطوطا ) ، وهو في طريق طبع ديوان رسمي .


الإهــــــداء :
أهدي كتابي المتواضع هذا :
إلـــــى :
ـ كل الذين ساعدونا من قريب أو بعيد لطبعه أو للمساعدة على طبعه .
ـ مدير التربية بالولاية السابق الذي شجعني من قبل بتشجيع خاصٍ ( غازي سبتي )،حيث شرفني بترقيتي إلى منصب مدير مدرسة ابتدائية بتوصية شخصية منه لنشاطي كشاعر وضحية إرهاب ، اعترافا له بالجميل حيث كنت خلالها ذا أقدمية تقدر بـ 24 سنة توضيحا للقارئ ورفعا لأي إلتباس .
ـ كلِّ عربِّي يعتزُّ بعروبته و يفتخر بها ، أينما كان و حيثما وجد .
ـ كلِّ جزائري مخلص لوطنه ، متمسك بأصالته .
ـ كلِّ سكَّان المنطقة : ( بدواً و حضراً ) .
ـ كلِّ من حافظ و اعتَّز و تمسَّك بتراثه و لم ينسلخ عن جلدته ، ولم تبهره المظاهر و المعاصرة .
ـ كل من علّمني : الحرف ، و الكلمة ، و الجملة ، و الرَّقم ، و العملية ، و المعادلة إلى معلِّمي الفاضل في تڤرت وفي مسعد وفي الجلفة وفي الزاوية الطاهرية ( قرآنا ومدرسة ) .
ـ إلى أمِّي المحترمة التي عاشت و ماتت بالبادية و لم ترها عيناي قط .
ـ إلى كل قارئ كريم .
ـ وإلى كل من عرفونا وعرفناهم في كل مكان وزمان .
ـ إلى كل شعراء منطقة مسعد ( ملحونا وفصيحا ) وكل شعراء الولاية والوطن .
ـ إلى السيدين :
ـ مدير الثقافة لولاية الجلفة والذي له تقدير وشكر وعرفان ضمن صفحة خاصة .
ـ وإلى الأستاذ الفاضل المحترم الذي تكرم وتفضل مشكورا بوضع تصديره لكتابي هذا الأستاذ : ( بن عبد الله نور الدين من جامعة الجلفة قسم الأدب ) والذي أفادني بتوجيهاته القيمة والذي هو ضمن شكر وتقدير وعرفان ضمن صفحة خاصة .



شكــر وعرفــان وتقديــر
أتقدم بخالص شكري وعرفاني وتقديري للسيدين :
1. مدير الثقافة لولاية الجلفة لمساعدته وتدخله لطبع هذا الكتاب وإخراجه إلى النور .
2. وإلى الأستاذ الفاضل المحترم ( بن عبد الله نور الدين من جامعة الجلفة قسم الأدب ) ، الذي أتشرف بوضعه تصدير لكتابي هذا .
فتحية تقدير وإجلال وعرفان لهما .

المؤلـــف


بسم الله الرحمــن الرحيـــم
الـمــقـدمــــة
خدمة للمجتمع المسعدي العظيم والذي هو الصورة الصادقة والمصغرة والمشرفة للمجتمع النائلي الكبير ، واعترافا له ولعظمائه بالجميل أقول :
إن لكل أمة من الأمم ولكل شعب من الشعوب عبر المعمورة تراثا يعتز به ، يعبّر عن أصالته و شخصيته ، و الأمة الجزائرية هي واحدة من تلك الأمم وسكـان المنطقة ( أولاد نائل ) بدواً و حضراً هم جزء من هذه الأمة ، فإذا كانت معاني التراث كثيرة،وأغلبها يتفق على أنه ما يتركه الأولون للآخرين من عادات وتقاليد وعلوم وثقافة وغيرها من سلوكات ،بكل ما فيها دون مسٍّ أو تغيير أو تحريف ، فإن ما تركه الأولون لنا يحتوي على جوانب عديدة و متشعبة ، ورأيت أن أحمل للقارئ الكريم الصورة الصادقة والمصغرة والمعبرة عن المجتمع النايلي وهم : سكان منطقة مسعـد الكبيرة بدوائرها القديمة :
( مسعد،عين الإبل، ،فيض البطمة ) وهي الدوائر التي جل سكانها من عرش أولاد نايل والتي يمكن إسقاط صورة مسعد عليها أفرادا وجماعات أينما كانوا وحيثما وجدوا ،كما أن أغلب سكان ولاية الجلفة تنطبق عليهم هذه العادات والتقاليد ويشتركون فيها ، وأشير إلى أن ذرية سيدي نايل منتشرة عبر كل الوطن وحتى خارجه وقد رأيت أن اجمع ما استطعت من عادات وتقاليد في كتابي هذا والذي سميته :
( صور وخصائل من مجتمع أولاد نائل ) مبتدءا بالتعريف بنسب سيدي نائل ثم أصله ثم حياته ثم تنقله وانتشار ذريته عبر الصحراء ثم العروش المنتمية إليه ثم أولاده من صلبه . وذلك لكون سكان المنطقة جزء من ذرية سيدي نائل ، والذين لم يغيروا طباعهم ولم يتغيروا أبدا وقد اجتهدت أيما اجتهاد في جمع وتقصي المعلومات وخاصة من المصادر المكتوبة ككتاب : ( تحفة الأفاضل بترجمة سيدي نائل ( مخطوطا ) تعطير الأكوان ، وتحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل للشيخ محفوظي سي عامر ، وتنبيه الأحفاد .


ـ أ ـ

بمناقب الأجداد للشيخين نعاس علي وعبد القادر زياني ، وبعض المصادر والشهادات الشفوية ) .
وقد دعمت بعض المعلومات بصور فوتوغرافية تبييناً و توضيحاً. وقد اعتمدت أسلوبا عاديا بسيطا هبوطا لمستوى القارئ العامي لكون الكتاب تراثيا في إعداده ، وقد بوبته كما يلي :
- الجانب التاريخي لحياة سيدي نايل .
- الجانب العقائدي ( الروحاني ) .
- السلوكات اليومية .
- الألعاب الشعبية والفلكلور المحلي .
- اللباس وأدوات الزينة .
- المأكولات والمشروبات .
- أدوات وتجهيزات للإستعمال وتسميات لأماكن .
- الشعر الشعبي والقصص والنكت والطرائف .
وذيلته بملاحق تحتوي على : ( الكلمات المتداولة ، الأمثال الشعبية ، قصيدة للمؤلف ، صور فوتوغرافية توضيحية . ) .
والله أرجو أن أكون قد وفقت في خدمة تراث منطقتي وأهلي ووطني وقدمت للأجيال حقها في الإطلاع على تراثها ونسبها .

- المؤلــف -
************************************************** ****************





الجانب التاريخـي لحيـاة سيدي نايـل

ترجمة لحياة سيدي نائل :
1/نســــبه :
قال تعالى " وجعلنـاكم شعـوبا وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عنـد الله أتقاكم "
صدق الله العظيم .
إنطلاقا من الآية الكريمة : فإن سيدي نائل (محمد بن عبد الله ) قد نال شرفا وعلوا بسبب تقاه وطاعته لله تعالى أولا ثم لشيخه سيدي أحمد بن يوسف ثانيا، فطاعته للأولياء والصالحين وأهل البر والتقوى والصلاح والشيوخ هي من طاعة الله لقوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ولقوله ايضاً ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ) ولقوله ايضاً في حديث قدسي من عادى لي وليا آذنته بالحرب) ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله رجالا لو اقسموا على الله لأبرهم ابروه فأبرهم ) إنطلاقا من هذا كله :
فإن نسب سيدي نائل يعود إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ماورد في كتاب تحفة الأفاضل بترجمة سيدي نائل، وكذا كتاب : تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل، وتعطير الأكوان ، وتنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد ، هذه المراجع كلها تثبت أن نسب سيدي نائل يعود إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله( ص) وأنه كان عالما وصالحا وفقيها وحاكما في الساقية الحمراء قاد معارك وفيالق هناك ونسبه كمايلي :
محمد بن عبد الله (سيدي نائل) بن علال بن موسى بن عبد السلام بن أحمد بن علال بن عبد السلام بن مشيش بن بوبكر بن علي بن حرمه بن حرمه بن عيسى بن سلام بن مروان بن علي (حيدر) بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبطي بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اختلف الناسبون لسيدي نايل في جد من أجداده وهو ( مروان ) فمنهم من ذكره ( مزوار) كالشيخ سي عطية في شجرته الموجوده بكتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد صفحة 141 ومنهم من ذكره باسم مروان كالشيخ سي عامر في كتابه تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل صفحة 12 وتعطير الأكوان في الصفحة 14 طبعة 1916 م ، ومنهم من ذكره في شجرات ( مزور ) لذلك أنبه القارئ الكريم إلى التأكد من هذا الاسم والعهدة على أصحاب المراجع لأن الخوض في الأنساب ليس سهلا ، وأرجح أن يكون مروان لتكرر هذا الاسم وشيوعه بين أسماء أحفاده وتعدد المراجع لذكر مروان .
2/ أصـــــــله :
يقال أن اصله من المغرب الأقصى لكون إدريس الأكبر الجد 18 لسيدي نائل مؤسس مملكة الأدارسه بالمغرب الأقصى جاء فاراً من ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي بعد مقتل أخويه إبراهيم ومحمد وفيه استقر وبقي ومنه جاء وهوالراجح ، وفيه تزوج بأمازيغية تدعى ( كنزه ) ويقال أن سيدي نايل مكث بالمغرب الأقصى طويلا ، وكان حاكما مهابا في إقليم الساقية الحمراء وفيه قاد معارك وفيالق ضد الإقليم التونسي آنذاك ، واحتشد حوله أنصار كثيرون ، توجه بهم نحو المغرب الأوسط ، بدل المغرب الأقصى ، وتوجه بالذات إلى منطقة ( قراص ) بالمغرب الأوسط ومكث فيه قليلا ، وألتحق به أنصاره ومؤيدوه . وأما ماذكره إبن خلدون في كتابه المقدمة (بصيغة النوايل) فهم العرب الهلاليون الذين سكنوا طرابلس الغرب وليسوا أولاد نائل .
3/سبب صبغه لخيمته باللون الأحمر : يقال أن سبب ذلك هو رأي شيخه سيدي أحمد بن يوسف الذي أمر بذلك ويقال أنه تمييز لخيمته عن باقي الخيم (من العروش الأخرى) وخاصة ايام الغزوات والغارات للقبائل على بعضها البعض لتميز عن غيرها .
4/ حيـــــاتــه :
قصته مع سيدي أحمدبن يوسف وأسباب تسميته :
كان يسمى بإسمه الحقيقي محمد بن عبد الله وذلك حتى النصف الثاني من القرن 15 الميلادي تقريباً، حيث كان تلميذاً عند سيدي أحمد بن يوسف صاحب زاوية مليانه ، ومعه تلاميذ آخرون.
وذات يوم أراد الشيخ اختبار محبة تلاميذه له،وصدقهم معه وقوة ايمانهم وثباتهم ، فأخبر الطلبة (التلاميذ) بأن عيد الأضحى اقترب ولايجد ما يضحي به، وأنه سيضحي بسبعة طلبة منهم فلما حل العيد كان الكثير من الطلبة قد فر خوفا من الذبح (التضحية) بهـم .
ولم يبق سوى (محمد بن عبد الله ) سيدي نائل وستة آخرون (وسموا المذابيح) فأوهمهم أنه مضح بهم ( وكان قد اعد كباشاً للتضحية بها خفية عنهم ) وكان يدخل التلاميذ واحداً واحداً إلى غرفة ويسيل الدم من ميزاب ليراه المشاهدون (دم الكباش) وكان من بين المضحىبهم (زعماً) هو محمد بن عبد الله اختبارا لثباته ، فلما حان دوره قال له جاء دورك فبقي ثابتاً فقال له الشيخ : نلت الخير كله والصلاح فسمي من يومها نائلا من الفعل نال فهو اسم فاعل من نال ، فسمي من يومها سيدي نائل .
5/ رحلته إلى برج أم نايل : ثم رحل إلى برج أم نايل وتزوج بإمرأة (قبائلية ) هناك واستقر واستوطن به وقتا لم تحدده المصادر ، ثم توفيت أمه هناك في برج أم نايل واطلق اسمها عليه وسمي باسمها تبركا بها لكونها كانت إمرأة صالحة كإبنها أما أخوه سليمان فإن أولاده ونسله هم بنوا سليمان إلى اليوم (بالتل)((لم يرد هذا في كتاب بل مصادر شفوية فقط)) .
6/ رحلـته إلى الصـحراء : وتذكر المصادر المكتوبة أن سيدي نائل لما انتشرت ذريته وكثر عددهم إرتحل إلى صحراء سيدي عيسى وزاغز والمحاڤن وهناك تسميات لأماكن باسمه هناك كمراح سيدي نائل سيدي وحمادة سيدي نائل التي يقال انها مدفنه ، وأما المدفون بواد الشعير فليس سيدي نايل بل هو عبد الرحمن بن سالم بن مليك من أبناء أبنائه ( من سلالته ) وقبره يزار تبركا به .
ويقال أن سيدي نائل وذريته وقعت لهم غزوات ومعارك مع من وجدوهم بهذه الأرض كعادة البدو ربما عن الماء أو الكلاء أو الاستقرار أو دفاعا عن الشرف أو الوجود ،ثم انتشرت ذريته عبر الصحراء وقد كانت تقع بينهم وبين من يجدونهم قبلهم معارك تنتهي بانتصار ذرية سيدي نائل وانتشارهم الكثير عبر الصحراء دليل ذلك ،ويقال أن سبب انتصاراته دعوة الشيخ سيدي احمد بن يوسف له بالخير والنجاح والتوفيق ، وقد ذكر الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري أنه بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد بن يوسف ارتحل سيدي نايل وقصد الجزائر فمكث فيها يعلم مدة سنوات ، ثم تحول إلى الونشريس ونزل عند سيدي شعيب بن سيدي بوزيد فتلقاه بالاكرام وأنزله خير منزل وزوجه من ابنته زعما لرؤية رآها في المنام وطلب منه أن يعلم أولاده القرآن ثم الفقه فتصدر لذلك 20 سنة .

7/ وفاتـــــه :
يقول صاحب كتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد في وفاته ما يلي : ( وقد انتهت رحلته الطويلة المليئة بالأحداث فوصل إلى نواحي منطقة سيدي عيسى ، وهنا ضربت الأقدار موعدها ووافته المنية بمنطقة ( ضاية اللحم ) ، ودفن على ضفاف الوادي في المكان المسمى حاليا ( حمادة سيدي نايل ) انتهي .
8/ العروش المكونة والمنتمية لسيدي نائل : يقال انها 24 عرشا (حسب التنظيم الإداري الفرنسي )وكل عرش يتوزع إلى قبائل كثيرة ثم إلى عائلات أكثر ،وهذه العروش ليست متمركزة بمنطقة معينة بل منتشرة عبر الوطن وأغلبهم في جهة الصحراء والتـل .
9/العروش الكبرى المنتمية لسيدي نائل هي أولاد (ونشير إلى أن كلمة أولاد تذكر قبل تسمية كل عرش (و هي مرتبة ترتيبا أبجديا) :

العــــرش الرقـم
أحمدبن يحي بن يحي (عين الملح ) 01
أخناثة 02
أم لخوة 03
أم هاني 04
أمحمد لمبارك 05
الرقاد 06
بوعبد الله 07
حركات 08
خالد 09
رابح 10
رحمة 11
زيان 12
ساسي 13
سليمان 14
سي احمد 15
سي امحمد 16
طعبة 17
عامر 18
عيفة 19
فرج 20
لعور 21
لغويني بن أمحمد 22
لغويني بن سالم 23
يحي بن سالم 24

أولاد سيدي نايل من صلبه :
نقلا عن كتاب الشيخ محفوظي سي عامر ما نصه : ( قال الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري اعلم أن الناس اختلفو في عدد أولاد سيدي نايل لصلبه فبعضهم يقول ترك أربعة وبعضهم يقول ثلاثة وذهب الخلاف إلى سبعة ، والصحيح عندي أنهم أربعة ، فأما ثلاثة فأمهم بنت سيدي شعيب وهم : ( مليك وأحمد ويحي ) ، وأما الرابع فأمه بنت سيدي حملة وهو : ( زكري ) ولم نر غير هؤلاء فإن كانوا أكثر فلم يعقبوا فالمعقبون أربعة كما قلناه لا غير وأكبرهم يحي ثم مليك ثم زكري واصغرهم أحمد .
ـ ترك يحي : ولد اسمه عيسى ولعيسى : ولد اسمه يحي وليحي أربعة أولاد وهم : ( بن دقمان وسعد وابراهيم وعبد الغني ) .
فأما بن دقمان فقد ترك ولد اسمه محمد وترك محمد ولدين وهما : ( بن دقمان وبن مهيريس ) ، ولكل منهما ذرية ، فأولاد بن دقمان هم : ( أولاد محمد لمبارك وألاد عمارة وأولاد ڤرونة وأولاد بوزيد المعروفون بالمهاش ، وأما أولاد بن مهيريس فهم أولاد أحمد الأعـور ولقب بالأعور لاستـرخاء في عينه ، وكان رجلا صالحا تقيا وقبره بالقنجاية بجوار جده سيدي محمد بن دقمان قريبا من أساس القبـة من جهة الغرب بدائرة حاسي بحبح في زاغـز الشرقي وكان لأحمد الأعور امرأتان امباركة بنت عبد الله انجبت عبد الرحمن والدبزة والأخرى تدعى (( رڤيه )) لبلولية وقيل عيفوية انجبت سالما وسعدا والأخير لم يعقب ، وكانت تحت بوزيد بن جدي بن علي بن سعد وتركت له ولدين (بلول والميهوب ) وأخذت الأخير ( الميهوب ) ، حيـث تربى ربيبا في حجـر أحمد الأعور وبقي المواهيب في نسب أولاد لعور ، أما أولاد عبد الرحمن والدباز وسالم فهم أحفاده وأولاد موسى النعامة جد النعايم وأولاد عطا الله بونيف جد النيوف وأولاد سليمان لطرش جد الطرش وأولاد أحمد النقاز جد النقاقزة .
وأما سعد المعروف بابن محجوبة دفين عين الريش شمال شرقي مدينة فيض البطمة فهو جد أولاد ملخوة وسبب تسميتهم بهذا الاسم أن سعدا جدهم لما توفي ترك أولاده وأولاد لإخوته وأيتاما من بني عمومته كانوا تحت كفالته فحضنتهم جميعا زوجته عائشة من قبيلة أولاد سي أحمد وكانت تقول لهم إنكم إخوة ، فسميت بأم الإخوة ، واطلق على قبيلتهم هذا الاسم الذي عرفوا به حتى الآن . وأما ابراهيم فله ثلاثة أولاد وهم ( لخضر جد أولاد لخضر ) ، وله ثلاثة أولاد وهم ( أحمد ، وأبوالقاسم وعلي وحفيد وهو بوميدونة ) ، ولهم فروع كثيرة . ( والخليفة جد أولاد وطية وهي زوجة الخليفة وينسبون إليها وتدعى وطية ابنة أحمد بن سعد بن سالم بن مليك .والثالث أحمد المعروف بالزير جد أولاد الزير المنضوون إلى أولاد عيفة ) .
وأما عبد الغني فجد أولاد ساسي ولهم فروع كثيرة وهم بأولاد جلال بولاية بسكرة ، وكذلك جد أولاد الصالح المنضمين إلى أولاد الأعور . فهؤلاء الأربعة ابن دقمان وسعد وابراهيم وعبد الغني أولاد يحي بن عيسى بن يحي مسعد بن محمد نايل ولا أدري إذا كانت بلدة مسعد التي انشئت بتاريخ 1207 هـ الموافق لـ 1793 م مسماة باسمه أو هو المؤسس لها وهو ما يستبعد لتقدم زمنه عن التأسيس ، والعلم عند الله .
ـ مليك له ولد اسمه سالم ولهذا أربعة أولاد ( عبد الرحمن وسعد وعامر ويحي ) .
فعبد الرحمن انجب ولد يدعى سي محمد وله ثلاثة عشر ولدا من ثلاث نسوة :
- شليحة ولها خمسة : ( وهم لغويني سي أحمد ومزور والتوأمان : طعبة وشتوح ) .
- ضياء ولها خمسة أيضا : ( وهم عبد القادر وبوعبد الله ودنيدينه وموسى وڤيطون ) .
- ام هانئ ولها ثلاثة :
( وهم سيدي ثامر وله ثلاثة أولاد من ثلاث نسوة مريم وإليها ينسب أولادها فيقال لهم أولاد مريم ، وحنه وإليها ينسب أولادها ، وبيده وإليها ينسب أولادها .
والثاني من اولاد ام هانئ هو : أحمد بن براهيم وإليه ينسب أولاده ، وابراهيم ليس اباه وإنما رباه فنسب إليه .
والثالث من أولاد ام هانئ : هو عثمان وقد خلف ( أولاد مريجه ) وكل هؤلاء من أولاد سي محمد لهم فروع كثيرة يعسر حصرها .
والثاني من أولاد سالم هو سعد وله ولدان هما : ( أحمد جد أولاد مجبر وعلي وله من الأولاد أحمد الرڤاد جد أولاد الرڤاد الغرابه ، وبن جدي وله أربعة وهم : ( عمر ومحداد وابراهيم لحويواني وتكرور ) ، أما عمر فخلف أولادا ويقال لهم أولاد بلڤاسم بن عمر ، وأما محداد فلم يبق من نسله إلا بيتا واحدا وابراهيم لحويواني جد أولاد خناثه ، وأما تكرور فجد أولاد بلول ولمواهيب ، فانضم أولاد بلول إلى اولاد الرڤاد الغرابه ، وانضم لمواهيب لأولاد الأعور .
والثالث من أولاد سالم هو عامر وأولاده يقطنون في تراب بوسعادة ولاية المسيلة وهم على قسمين شراقه وغرابه .
والرابع من أولاد سالم هو يحي وله ثلاثة أولاد وهم : ( جحيش والعيش وبوزيد وهذا الأخير له ولدان هما الجنيدي وسعد ) .
ـ والثالث من أولاد نايل لصلبه هو زكري وله من الأولاد : ( حركات ، رابح ، خالد ، سليمان رحمة ) ولهم فروع كثيرة وكلهم بأولاد جلال ولاية بسكرة .
ـ والرابع وهو الأصغر من بني نائل هو أحمد وله ولدان : ( ابراهيم : وهو جد لخمسة فرق من أولاد عيفه : ( سعد ، ڤسميه ، شرابه ، النصير ، عبد الله ) ، والثاني أحمد وهو جد أولاد أحمد وأولاد سيدي زيان وهم بعين الملح ، وذكر صاحب التحفة فرج جد أولاد فرج . ويفترقون فرقا كثيرة .)
وقد وقع اختلاف كثير في ما ترك سيدي نايل من أولاد فمنهم من قال أربعة ، كما ذكر ومنهم من قال خمسة ، وهو صاحب كتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد نقلا عن شجرة سيدي نايل التي أعدها الشيخ سي عطية ، فأضاف لأولاده المذكورين سابقا ( أبو الليث ) .









الجانـب العقائــدي ( الروحـاني )

- توطئـــة : نقلا عن كتاب تعطير الأكوان الذي يسمي شيوخ الزوايا وينسبهم إلى عروشهم وكذا كتاب الشيخ محفوظي سي عامر : تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل .
الــــزوايـــا الـمـــشــهــورة بالمنطقــة :
1 – الزاوية الطاهيرية ( بيت سيدي الطاهر ) :
الموجودة اليوم بالڤاهرة بمسعد ، والتي تأسست في سنة 1837 تقريبا وأسسها الشيخ الطاهر بن محمد الذي كان تلميذا في الزاوية العثمانية بطولڤة والزاوية المختارية بأولاد جلال ، وأسسها بإذن من مشيخة الزاويتين ، وكانت سدا منيعا في وجه المستعمر لمحو الشخصية الوطنية الاسلامية والعربية والهوية الوطنية الجزائرية بتركيزها على تعليم القرآن والمحافظة على الأخلاق والتفقه في الدين ، والمحافظة على السيرة النبوية ، وذلك لكونها تزامنت مع الاحتلال الفرنسي للجزائر ، إلى أن توفي شيخها سنة 1891 م ، ثم خلفه أخوه الشيخ سي يوسف وواصل على نهجه ، وتخرج منها طلبة كثيرون ، إلى أن توفي سنة 1917 م فتولى الزاوية بعده ابنه الأكبر الشيخ المختار ، الذي عرف بالكرم والزهد وواصل على نهج سلفه ، إلى أن توفي سنة 1951 فخلفه على الزاوية أخوه الشيخ محمد الطيب الذي كان فقيها حليما وزاهدا حكيما ، وسار على خطاه إلى أن توفي سنة 1969 م ، فجاء بعده أخوه الشيخ سي بلخير بمساعدة أخيه وقرينه الشيخ سي بلقاسم ، فعاشا متعاونين متصادقين لا يفترقان إلا قليلا ، وواصلا على نهج وخطى أسلافهما ، إلى أن توفي الشيخ سي بلقاسم سنة 1975 م ، وبقي الشيخ سي بلخير مسؤولا على الزاوية حتى توفي سنة 1982 م ، فخلفه ابنه الشاب سي المختار بمعاونة أخيه وابن عمه سي عبد العزيز وسارا على نهج والديهما ، ويساعدهما على الطلبة سي عبد الرحمن ( دحمان ) أخ سي المختار - الذي أنشأ
فرعا للزاوية غير بعيد عنها لتصبح الزاوية زاويتين – إلا أن أبناء الشيوخ الحاليين الذين يشرفون على الزاوية تلقوا متاعب ومشاكل في العشرية الأخيرة واستهدفوا في حياتهم عدة مرات ، ولم يؤثر ذلك على سير الزاوية وشيخ الزاوية من عرش أولاد لعور .
2 – زاوية الشيـخ سي عبد الرحمـن بن سي بلخير ( المدعو سي دحمان ( حديثة النشأة ) ):
وهي زاوية متفرعة عن الزاوية الأصلية الزاوية الطاهيرية ، وغير بعيدة عنها تقدم للطلبة علم القرآن والفقه والتجويد ، و هي عبارة عن أحواش يبيت فيها الطلبة كالزاوية الأصلية . وانشئت حديثا بعد وفاة الشيوخ سي بلخير وسي بلقاسم .
3 – زاوية الشيخ سي عبد الرحمن بن الطاهر( بيت سي عبد الرحمن ) :
ولد الشيخ سي عبد الرحمن بن أحمد طاهيري ونسبته إلى الطاهر عرفية لأنه عمه ومربيه وبه عرف في الأوساط الشعبية سنة 1882 م بمسعد ، وبنى زاويته شرق دمد غير بعيد عنها في الموضع المسمى ( لمكيمن ) ورتب فيها طلبة القرآن الكريم وزودها بمعلمين أكفاء ورفعها بتعليم العلم ( الفقه ، اللغة العربية ) ، ومن جملة المشايخ الأستاذ محمد الطاهر من تڤرت ، ومنها تخرج فقهاء ذوو كفاءة في اللغة ومنهم الشيخ محمد بن ربيح الامام في الجامع الكبير بالجلفة سنة 1938 م ، والشيخان أبو القاسم وأبو الخير أبناء عمه ، الشيخ سي يوسف وولده الشيخ عمر طاهيري خليفته في الزاوية والذي له نبوغ في الأدب والشعر والفقه المالكي ، وغيرهم كثير ، وهذه الزاوية كانت تحيـط بها ظروف سيئة لأن الاستعمار آنذاك كان ينظر إليها بعين الريبـة والخيانـة ( للإستعمار الفرنسي ) ، حيث كان شيخها معارضا للتجنيد الاجباري سنة 1914 م ، والذي بسبب معارضته ادخل السجن سنة 1931 وتوفي فيه وكان وقتها يراسل الزعيمين الشيخ السنوسي وعمر المختار الزعيمين الليبيين وإليهما بعث الشيخ المبروك بن هبال ( الأخضري ) فكان بذلك أول زعيم مصلح وطني في الجهة إن لم يكن في القطر وكان شجاعا مهابا كريما عليما زعيما ، وخلفه من بعده على الزاوية ابنه الشيخ عمر طاهيري الذي تكفل بشؤون الزاوية وطلبتها واستمر على نهج ابيه إلى أن توفي سنة 1960 م فخلفه ابنه الشيخ محمد طاهيري الذي سماه باسم شيخه في العلم وشيخ الزاوية من عرش أولاد لعور .
4 – زاوية الحاج امحمد الــزبـــده ( بيت الحاج امحمد الزبده ) :
ولد شيخها حوالي 1820 م تقريبا ، وعاش 80 سنة تقريبا و هي زاوية كانت على شكل خيمة متنقلة عبر الصحراء ، في القرن الثامن عشر ، ثم تحوّلت إلى فيض البطمة على شكل حوش ، وقد تخرّج منها طلبة في القرآن والفقه ، وكان بها معلمون في الفقه والقرآن ( من أولاد سيدي ناجي ) ، وكان الطلبة يبيتون فيها ويقرأون ، توفي شيخها في سنة 1900 م تقريبا وخلفه من بعده ابنه سي المصطفى وواصل على نهج أبيه من سنة 1900 م إلى سنة 1920 م ، فخلفه من بعده ابنه المقدم سي أحمد ( الزبده ) ، وواصل على نهج سلفيه من سنة 1920 م إلى سنة 1972 م وخلال هذه المدة ( 52 سنة ) ، عرفت الزاوية استقرارا من حيث تثبيتها بفيض البطمه وبقيت تمارس نشاطها إلا أنها خلال الثورة عرفت فتورا لأسباب سياسية – معارضة شيوخها للسياسة الاستعمارية - إلى أن توفي شيخها في سنة 1972 م ، وبقي يدرس فيها أبناء شيوخها ومن جاورهم فقط لظروف الثورة إلى أن توفي شيخها ، وعرفت استقرارا من حيث البناء فثبتت بفيض البطمه خارج المدينة ، فتولى شؤونها من بعده سي عبد الحميد الذي أصبح مقدما على زاوية تدرس لأبنائها ومن جاورهم فقط ( وبقيت مزارا للتبرك إلى اليوم ) ، إلى أن توفي سنة 2003 م ، وكانت وقتها رمزا روحيا ومكانا يزار سنويا لحل المشاكل كعادة كل زاوية ، وتولى من بعده ابنه المقدم سي مصطفى الذي يحاول الآن رد الاعتبار لها بتدريس القرآن في حوش أبيه بمسعد تحضيرا لإرجاع مجد الزاوية ، وما زال يزار ويعتبر مقدما رمزيا وروحيا للزاوية والعرش ، (( صاحب هذه الزاوية من عرش أولاد أملخوة )) .
5 – زاوية الحاج بــــرابـــح ( بيت الحاج برابح ) :
ولد شيخها الحاج برابح حوالي سنة 1784 م ، وتولى الزاوية تقريبا سنة 1830 م ، وعاش 136 سنة كان يشرف على الزاوية ويسيرها بنفسه وقد انتدب لها معلمين في القرآن والفقه منهم ابنه العلامة سي علي بن الحاج برابح ، الذي كان ضليعا في الفقه المالكي والشيخ سي محمد بن الملكي البوخلطي معلم قرآن وسي عبد القادر بن القالي ( العيفاوي ) الذي كان معلم قرآن أيضا والشيخ سي أحمد بن العاريه ( باكريه ) كان معلم قرآن ، نشير إلى أن سي محمد بن الملكي توفي عند الحاج برابح وهو معلم ، وكان مكان الزاوية في (السخفه ) بالصحراء على شكل خيمة متنقلة بين السخفه وبريش والبرج وكان شيخها غنيا ينفق من ماله على الزاوية ويحكى عنه أنه كان يسمع آذان مكه ، وكان الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري يزوره باستمرار ةيحترمه ويقدره ويجله ، ((صاحب الزاوية من عرش أولاد وطية )) ، توفي حوالي 1920 م ، وواصل ابنه بعده سي محمد إلى 1950 تقريبا ، وتولى شؤونها ابنه سي عمر الذي كان مقدما روحيا للزاوية التي فتر نشاطها واصبحت تدرس لأبناء شيوخها ومن جاورهم إلى أن توفي في التسعينيات تقريبا فتولى ابنه المقدم سي محمد الزاوية وأصبح مثل سلفه روحيا ، حيث توقفت الزاوية نهائيا عن النشاط وهي اليوم مزارا للتبرك والإلتقاء السنوي عند مقدمها ، وهناك محاولات عديدة من أهل الخير لإعادة بعثها .
6 – زاوية بلحمـــرورش : ( بــيــت بــلحمرورش )
ولـد شيخـها سي بلحمرورش بباديـة سـد رحال حوالي 1820 م وأنشأ زاويتـه حوالي 1860 م و كانت على شكـل خيمة متنقلـة في القـرن الثامن عشر ، يقيـم فيها الطلبة و قد تخـرّج منها كثيرون في الفقـه و القـرآن ، وكانـت في صحراء سد رحال ، وبعد وفاته حوالي 1920 م ، تولى ابنه حمرورش سي محمد شؤون الزاوية إلى سنة 1950 م تقريبا تاريخ وفاته ، وقد توقفت عن النشاط لأسباب اجتماعية و مادية (( صاحب الزاوية من عرش أولاد يحي بن سالم )) ، وكان يعلم عنده في القرآن والفقه سي العربي عسالي ، سي محمد بن مصطفى عسالي ، سي شويحه من أولاد الحاج مدرس قرآن ، ويقال حسب روايات شفوية أنه كان على اتصال بالأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة لأمور تتعلق بالثـورة ، وبقيت بعد وفاة شيوخها على شكل مزار للتبرك ومقدمها الآن هو سي بوبكر كبعض الزوايا التي توقفت عن النشاط .
7 – زاوية الشيخ بولرباح بن المحفوظ (سي علي بن سي محمد) :
أسسـها الشيخ بولرباح بن المحفوظ في سنة 1830 م ، وكانت متنقلة صيفا وشتاءا ، يدرس الطلبة فيها القرآن ويقصدونها من بعيد ، وكان شيخها مرشدا ومثابرا وحاثا على جهاد المستعمر إلى أن توفي سنة 1885 م ثم خلفه ابنه الشيخ محمد فقام بشؤون الزاوية مثل سلفه وبنى مساكن للطلبة والضيوف وتطورت الزاوية بناءا وتعليما حيث أصبحت تدرس القرآن والفقه ودروس علمية مفيدة إلى أن توفي شيخها سنة 1989 م فخلفه نجله الكهل الشيخ مصطفى فازدادت الزاوية نشاطا وادخلت إليها الكهرباء والماء ووصلتها الطريق المعبدة وبني فيها مسجد للمصلين ومياضي للمتوضئين وساعده في ذلك أخوه الشيخ بن خليفه في تحفيظ القرآن وتجويده ، وساعدهم أيضا الأستاذ أحمد نجل الشيخ مصطفى الذي تخرج من زاوية الشيخ محمد بلكبير ، فدرس العلوم الشرعية والفقه والسيرة والأحاديث النبوية ، وشيخها من عرش أولاد بن عثمان من عروش عين الابل (أولاد نايل طبعا ) .
8 – زاوية الشيخ بولرباح بن المحفوظ (سي أحمد المغربي) :
وأسسها الشيخ بولرباح بن المحفوظ سنة 1830 م تقع جنوب قرية الدويس في الفضاء ، وكانت متنقلة محافظة على الطابع العربي الأصيل ، ومنها تخرج حفظة للقرآن الكريم من نواحي عديدة وبقي الشيخ سائرا على الهدي النبوي مجاهدا محاربا للأفكار الاستعمارية مدة 55 سنة حتى توفي سنة 1885 ثم خلفه ابنه الشيخ المصطفى وقام بالزاوية وشجع التعليم بها بشيوخ أكفاء في الحفظ والرواية والفقه ، ومساعدة المحتاجين ، إلى أن توفي سنة 1942 م فخلفه أخوه الشيخ بولنوار وسار على خطاه إلى سنة 1947 م تاريخ وفاته ، فخلفه ابن أخيه الشيخ أحمد المعروف بالمغربي فتولى شؤون الزاوية وواصل على نهج أسلافه ، حيث تخرج منها حفظة وظفوا في مساجد عديدة معلمين وأئمة مرشدين ، وفي عهده ازدهرت الزاوية بناء وتعليما إلى ان توفي سنة 1989 م فخلفه حفيده الشيخ بلقاسم بن المصطفى ، فحافظ على السيرة وسار على هدى أسلافه وطور الزاوية بناء وتعليما .

9 – زاوية الأستاذ الشيخ الصادق بن الشيخ ( بيـت الحاج الـصـادق ) :
أسسها الشيخ الصادق الناجوي بإذن من الشيخ الجليل سيدي المختار بن عبد الرحمن بن خليفة بأولاد جلال شيخ الطريقة الرحمانية ، وكانت متنقلة صيفا وشتاء يغلب عليها الطابع البدوي ، وتخرج منها حفظة وفقهاء كثيرون توفي شيخها في سنة 1926 م وخلفه ابنه الشيخ الحاج المختار وسار على نهج أبيه إلى أن توفي سنة 1971 م فخلفه أخوه الشيخ عبد الجبار ، إلى أن توفي سنة 1990 م فخلفه ابن أخيه الشيخ الصادق بن الشيخ محمد الطاهر ، ((صاحب هذه الزاوية من عرش أولاد أملخوه )) .









ملاحـظـة :

إن شيوخ كل الزوايا المذكورة كانت لهم مشاركات فعّالة أيام الحركات التحررية وأيام ثورة التحرير ، حيث أنهم شاركوا فيها بالمال و النفس ، وتعبئة الجماهير و المحافظة على الشخصية الوطنية وبعض هذه الزوايا توقف عن النشاط لأسباب مادية أو اجتماعية أو للسببين معاً أما بعضها فمازالت نشطة إلى اليوم ، وكل هذه الزوايا باشرت نشاطها ما بين القرنين 18/19 الثامن عشر و التاسع عشر ، ومنها من توقفت عن النشاط و منها من مازالت إلى اليوم ، ومن الأسباب العامة المشتركة لتوقف هذه الزوايا :
- قلة المصادر المالية .
- عزوف الناس عن تعليم القرآن بالطريقة القديمة ( طريقة الذهاب إلى الزوايا والبقاء فيها ) .
- عدم تحمل الطلبة لظروف العيش بها .
- توجه أغلب الناس إلى المدارس الحديثة قصد التوظيف .
- توجه مريدي تعلم القرآن إلى المعاهد الاسلامية والجامعات والكتاتيب .
أشير هنا إلى أنه قد ظهرت زوايا حديثا ولكنها ليست كالأولى من حيث النظام والبناء وطريقة التعليم ، فهي بناءات عصرية وموجودة داخل المدينة ، ولا يبيت الطلبة فيها ولا يقيمون إلا زاوية سي عبد الرحمان طاهيري المدعو دحمان وهي :
1 ـ الزاوية الأحمدية التيجانية ومقدمها ( بوعكاز عامر ) .
2 ـ الزاوية القادرية ومقدمها ( ڤن أحمد ) .
3 ـ زاوية سي عبد الرحمان طاهيري ومقدمها هو سي دحمان .
* الــخــــــــــــوارق و الــبــــراهـــيـــن :
كثيراً ما كان الأولون يقصُّون علينا قصصاً ، لا يصدقها العقل ، ويجزمون أنها حقيقة ومنهم من حضرها ومنها :
1 – أنه حكي أن سيدي نايل الولي الصالح لما كان بالمغرب الأقصى اشتكى له بعض من مريديه واتباعه من اسد كان يقطع عليهم الطريق فذهب إلى مكانه وناداه يا قصورة ثلاثا ، فأتاه فأمسك بأذنه وبدأ يفركها بأصبعيه ، وأسر له في أذنه بكلام لم يسمعه أحد فذهب ولم يعد من ذلك اليوم .
2 – كما أن الولي الصالح سي المسعود بن سي عبد الرحمن كان إذا زار بدواً يريدون المطر ، وجمعوا له ما يريد من المال ، طلب الله لهم بالغيث فتمطر سماؤهم في حينها (( فـإن لله رجـال لو أقسمـوا عـلى الله لأبـرّهم )) أبـرّوه فـأبـرّهـم .
3 ـ كما أن لكل ولي صالح وشيخ زاوية ذكرت قصة مع الخوارق والبراهين منها ما علم ومنها ما خفي . فقد حكى لي عمي ( بلڤاسم ) شخصيا ما يلي : قال : ( كنا في ركب لزيارة زاوية الحاج برابح زيارة ابنه سي علي فعطشت فآويت إلى شجرة لأستريح ثم ألتحق بالركب ، فإذا بكأس ماء وضعت أمامي فشربت ووضعت الكأس في جيبي وألتحقت بالركب الذي كان قد وصل إلى الشيخ فلما رآني تبسم وقال : كـدت تمـوت عطـشا يا بلقاسـم هـات الأمانة التي عندك فقبلت رأسـه وأعطيتهـا إيـــاه .
4 ـ كما أن سي عبد الرحمان بن الطاهر الولي الصالح سجن لنشاطه السياسي الثوري ، بتوعية السكان وتحريضهم ضد فرنسا ، فوضع في السجن ، فكانوا كلما أغلقوا عليه السجن وجدوه خارجه ..؟ وقيل خارج الزنزانة وقيل كلما قيدوه وجدوه مفكوك القيود حرا وهو الراجح .




زيـــارة الأولـيـــاء و الـصــالـحـيـــن ( َلـْركَــــابْ ) :
كان الأولون يقيمونها على شكل ركب ، وتعني جماعة من الرجال من مختلف الأعمار ، ومعهم عجائز ( قواعد ) يتنقلون على ظهور الأنعام لزيارة زاوية أو شيخ صالح ، أو ضريحه بعد جمع الزيارة نقودا و حبوبا وما وُجد ، وقد تستغرق المدة أياماً و ليالي للتنقل ، يرافقهم بندار وقصَّاب ، ومتخصصون في الذكر و القادرية ، وبعد وصولهم يكون شيخ الزاوية في استقبالهم أو مقدمه (خادمه ) ، وعادة ما يكون من أولاده ، فيسلمون على الشيخ مقبّلين رأسه ، ويسلمه كبيرهم أو مقدمهم المعروف سابقاً لديهم ولدى شيخهم ، يسلمه ما جمع طالباً الدعاء لهم و يتناولون ما
أُعدّ لهم أو يُعدُّ ، ثم يمرون إلى القبة أو الضريح و الجبانه ( المقبرة ) مترحمين على الموتى ، متبركين بالأضرحة كل حسب طريقته .
و خلال الإقامة تكون الصلاة جماعية ، بإمامة الشيخ عادة أو أحد أبنائه أو مقدمه ، وهناك تذبح الذبائح ، وتقام الحفلات و الولائم ، وألعاب الفروسية ، ويحلى السهر دونما إخلال بالشريعة ، أو تجاوز حدود الآداب العامة و الضوابط ، وقد لا يكون الإذن لهم بالانصراف من طرف الشيخ أو المقدّم إلا بعد ثلاثة أيام ، ولا ينصرفون أبدا إلاّ بعد إذن أحدهما .
وقد كانت وما زالت هذه العادة ، ولكنها خفّت قليلاً في السنوات الأخيرة .
وقد كانوا يتوجهون وما زالوا لزاوية سيدي يوسف بالڤاهره ، وزاوية سي المصفى ( بالدويس ) وزاوية الهامل ببوسعاده ، وزاوية طولڤه ، وزاوية أولاد جلال ، وزاوية لمقـدّم الزبـده بالفيض وأما زاوية سي على بن الحاج برابح بالصحراء ، وسي بن عثمان في اصدود في الصحراء فقد كان زوارها يزورونها إلى أن توفي شيوخها ، وقد كان البعض من سكان منطقة مسعد يزورون حتى الشّنوفه ببوكحيل (بحريات كحيل ) ، وما زال البعـض يزورون أبنـاء وأحفـاد أولئـك الشيـوخ ( الصالحين ) إلى اليوم موسميا مرة في السنة وفي المناسبات الدينية خاصة .
ولا يمكن حصر كل الزوايا و الجهات التي كانت وما زالت محج الوفود إلى الآن وما أكثرها وإنما عيّنات ذكرناها فقط كأمثلة لسائل يسأل فلكل عرش ولكل قبيلة صالح أو مكان تزوره أو زاوية ومن الزوايا التي كانت و ما زالت معروفة و التي كانت تنشط في تعليم أبناء المنطقة وغيرهم القرآن الكريم ، ومبادئ الفقه ، فبعد البحث و التحرّي ثبت أن الزوايا التي كانت و مازال بعضها بالمنطقة ( و كانت على شكل خيام تقام في أماكن معلومة مستقرّة أو متنقلة أحيانا حسب مناخ المنطقة ) و هي جلها كانت تنشط خلال القرن الثامن عشر الميلادي ، وكانت فتيلا للثورة بتوعية المريدين والزوار على محاربة المستعمر ومنها من عارض التجنيد الإجباري وسجن بسبب ذلك وهو ( الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري ) وكل شيوخ الزوايا الذين عاصروا الاستعمار عبر الولاية ، مع الإشارة إلى أن جل الزوايا المذكورة انشأت بأمر ومباركة من القطبين : الشيخ المختار شيخ زاوية أولاد جلال ، والشيخ سيدي محمد بن بلقاسم الهاملي شيخ زاوية الهامل آنذاك ، لأن شيوخ الزوايا المذكورة جلهم كانوا تلامذة لدى الشيخين المذكورين ، ويسموا عند عامة الناس : ( بكاره الشيخ المختار ) ، ويقصدون بها أوائل طلبته مشتقة من الولد البكر .

- الـــقــــــــــــادريـــــــة :
وهي نسبة إلى سيدي عبد القادر الجيلالي دفين بغداد ، علما أنها منتشرة بكثرة في ولايتنا ومنطقتنا خصوصا وافريقيا والعالم ، ولها اتباع ومريدون كثيرون .
وهي طريقة صوفية معروفة كالطريقة الرحمانية والتيجانية ، إلا أنها أوسع انتشارا منهما . غير أنني لا أقصد هنا القادرية طريقة ، وإنما أقصدها كما تطلق عامية عند أهل المنطقة ، وهي حلقة للذكر والانشاد تقام في المواسم الدينية وبعض الأعراس ( تبركا بها في الأعراس وبعض الحفلات ) .
و كانت تقام عبر المساجد و الزوايا في المناسبات الدينية ، وخاصة ليلة المولد النبوي الشريف و خاصة في مسجد لحـبـاب أيام حياة الشيخ سي عبد الهادي و أتباعه و معاونيه ، وما زالت باقية ، فقد خلفه خلف من بعده ، ساروا على نفس الخطى ، واتّبعوا سبيل سلفهـم ، أمـثال : سي محمد بلعويشي ، خنيش قدور ، لخنش فرحات ، بن دراح رابح ، و غـيـرهـم ، وتقام على شكل حلقة يقودها أحفظهم للمدائح وأحسنهم لحنا ، وعادة ما يكون هو نفسه ضارب الدف ويقوم معاونوه ويسمون ( الخماسه ) بترديد لازمة متفق عليها .
ومن المدائح التي كانوا وما زالوا يرددونها :
- صل وسلم يارب شرف وعظم ، ... .
- طلبتك يالله بالقرآن بحرمة الستين لفي أسوارو ، ... .
- جبت القول على فطيمه ، ... .



السلوكات اليومية

* طــريــقــة الــــــكــــلام :
رغم دخول مصطلحات كثيرة و جديدة ، وتطور وسائل التثقيف ، وتعدد المصادر ، وغزو الوسائل التثقيفية للبيوت ، فإن جُلّ سكان المنطقة ما زالوا يتخاطبون و يستعملون لغة الآباء و الأجداد و ما زال بعضهم يحدثك حديثاً كما لو أنك خصمه الذي يريد محاورته ، وذلك من الحياء والحشمة وعدم مواجهة الخصم ( التي تعد عيبا ) ومن الكلمات العتيقة التي ما زالت مستعملة كقولهم :
- يَـاحَـصْـرَاه : تـحـصّـراً .
- ( مـهـلّـه ) أو : ولّـى : بمعنى هـل ؟
- ويـكْـتَـه : بمعنى : متى ؟ أو في أي وقت ؟ .
- يَـا الـوَهـسْ ، يَـا لُـوبَـه : نـداء .
- يـا لـحـنـان : يُـقال للعزيز .
- يـا سـوّالِـي : تقال للعزيز أيضاً وتقال للسائل وتقديرها يا سائلي محرفة لطبيعة كلام العرب.
- نُـقْـدَاو : بمعنى نذهبوا ، نروحـوا .
وهذه عيّنات من كلمات ما زالت مستعملة لحد اليوم في المدينة و في البادية ، من طرف مختلف الشرائح و الأعمار (ذكوراً وإناثاً ).
* الـــحــــركــــات:
إلى اليوم مازال الكثير من الفئات و الأعمار يستعملون أثناء التكلم مع الغير ، الإشارة بيده أو برأسه أو بعصاه أحياناً ، لشرح شئ ما ، أو تبسيطه أو تذليله أو التدليل عليه ، أو التفاعل معك في دور يمثله كأن يحكي لك حكاية مشوّقة ، فيها عنف ، فيدفعك بيده لا شعوريا ، لكتفك بيده طبعاً متفاعلا أو موضحا ، أو منبهاً لك جالبا انتباهك له أو لشخص ما ، أو لشيء ما أو محذرا منه ،و ما زال الكثير منهم ، إذا سألته عن مكان ، أو شئ يعرفه ، يشير إليه بيده أو برأسه ، أو برسم خطوط توضيحية بيانية بعصاه أو برجليه ، إذا كان واقفاً ، دالاًّ لك على المكان ، أو الشخص المبحوث عنه (( و هذه قمة النصح و الإخلاص ، إذا اقترن القول بالتوضيح بوسيلة إيضاح )) .



الــكـــــــرم و الـــجــــــــود :
إذا كان ما ذكرناه من إيواء و إطعام ، و اعتناء بالفئات المذكورة شيئا عاديا ، لدى المثال الآنف الذكر لعله يُعدّ ضرباً من التبرك و التقرّب إلى الله ، وقد يوجد في مدن أخرى غير مسعد .
فإن إكرام الضيف و الزائر و الاعتناء به ، ولو لم يكن ذا قربى يُعد واجبا بل فرضاً ، يعاقب تاركه معاقبة أدبية من المجتمع المسعدي ، فقد توارثه هذا المجتمع أباً عن جد .
فكلمة : أتشرب قهوة .. تسمعها من كل لسان ، ولو كان صغير السن ، فإنه يقولها بعفوية وتلقائية ناهيك عن قولهم : (( تتعشى معانا ؟؟ تتغدى معانا ؟ )) .، وقد تقال لكل عابر سبيل وخاصة لمارٍّ غريب ، توقّف سائلاً عن شئ ما ، ملفتا للانتباه .
- الـــهـــمـــِّة والـــعـــزة و الـنّـيــــف :
لا تكاد تجد بين بني نائل وخاصة أبناء المنطقة ( مسعد ) من يقبل بدوس كرامته أو إهانته أو قبوله بالتعسف و الحڤرة له أو لأهله أو ذويه ، أو المساس بأعراقه و تقاليده أو انتمائه ، وقد يصبر المسعدي أو النائلي عن ذلك إلى أبعد حد ممكن لطيبة نفسه وعراقة أصله من باب التجاوز .
كما أنك تجده قد لا يملك شيئا ، و لا يمدُّ يده و لا يحط من كرامته ، ويتظاهر بعلو الهمّة و بعزة النفس رافعاً أنفه شامخا ، اللهم إلا نادراً .




صـــدق الـحــديـث و الـمـعـامـلـة و الأمــانــة :
و من العادات و التقاليد المعروفة لدى سكان المنطقة ، الصدق في الحديث و الإخلاص في المعاملة والأمانة فلا تكاد تجد إلا نادراً كاذبا أو مرابيا أو خادعاً ، و إذا وجد فإن الملفت إليه و المحذر منه و النابذ له ، ملاصق له و لو كان قريبا له ، فقد يدلّك أو يُحذّرك منه أقرب الأقربين إليه .
ولذلك فإن أغلب الناس هنا يعيشون بمعاملة الثقة بينهم بيعا و شراء ، ودليلنا ظاهرة التداين ( الكريدي ) ، وقد يداين صاحب المحل من لا يعرفه ، ثقةً وأمانةً .
الــمــحــافــظــة عـلى الـجـار و الـجـوار :
مـمـّا عُرف أيضاً عن أهل المنطقة المحافظة على الجار و الإحسان إليه ، وتفقده ومواساته وخاصة إذا كان غريباً ، إذ يجد نفسه من أهل المنطقة ، وربما من أول يوم يحلُّ بها ، إن لم يكن في حينه ، وكثيرٌ مـمـّن رحـلوا عنها وما زالوا يـذكرون ذلك ، ويترددون هم وأولادهم و عائلاتهم على المنطـقة إلى اليوم .
الـحـيـــاء و الـحـشـمـــة :
وهو سلوك مشترك بين النساء و الرجال ، كباقي السلوكات الأخرى حيث لا يقابل الصغير الكبير برفض أو معارضة أو كلام .. ، خاصة إذا كان قريبه ، وإلى الآن لا يحمل الابن أو البنت أولادهما أمام والديهما ( و خاصة أمام الأب ) ، ولا يتناول ( شمة ولا دخانا ، سيجارة ) ولا أمام كبير .

الــتــســـــامـــــح :

إلى جانـب العادات و التقاليد و المناقب المذكورة فإن سمة التسامح و الصفح و العفو كانت و مازالت منتشرة ، سائدة بكثرة ، ويوميا تقريباً ، وكثـير من القضايا و المشاكل و النزاعات تعالج و بسهولة ، وبتدخل كبار العـروش ، وأهل التُقـى و الخير ، و هذا حتى في الأرواح (( وهو ما يسمى القتل الخطأ أو العمدي )) تسوّى بالتسامح و الرضا مقابل - طبعًا - حضور جماعة وتناول الطعام ودفع مبلغ متعارفا عليه ، عادة ما يجمعها العرش أو القبيلة تسمى (( الدِيّة )) (( فديّـة مسلّمة إلى أهله )) .
ويقـع الرضا و القبول و التسامح بين أطراف النزاع و تسود المودة والمحبّة و التآخي ، وتدفن الأحقاد.
الـمـســــاعـــدة ( الـتّــــويــــــزة ) :
كانت في القديم تقام على شكل بناء بيت لفقير بالمشاركة الفعلية ( عملاً ) و المادية ، أو لمن أصيب بكارثة ، أو لمسجد أو لوقف عام ، وقد أصبحت اليوم تتجلى في المساهمة المالية ( أتبوريك ) لحاج أو لمتزوج أو لمسؤول أو لغريب ملهوف أو لمريض لم يطلبها أو طلبها ، وقد تميّزت بها بعض العائلات عن غيرها ، بدرجات متفاوتة من عرش لآخر ، و من قبيلة لأخرى بل من عائلة ( نكوة ) لأخرى .




الـــزيــــارات و الــــولائـــــم :
ما زالت لحد اليوم العائلات المسعدية تلتقي على الأقل أسبوعياً ، وفي المناسبات و الولائم
و الأعراس والحفلات ، ومتبادلة للزيارات ، لـمًّـا لشمل العائلة ، وتعريفا للصغار بالكبار وللصغار ببعضهم بعضاً ، محافظة على التماسك الأسري ، وغرساً للمحبة و الألفة ، وما يحدث في الزيارات يحدث في الولائم والأعراس تقريباً .
- الـــتـــكـــافـــل الاجـتـمـــاعــي :
ما زالت بعض العائلات ، بل أغلبها متمسكة بروح التماسك و التكافل الاجتماعي ، إذ ما زال العم يعيش عند ابن أخيه أو قريبه أو العمة أو الخالة عند ابن أختها ، والأخ عند أخيه ، والأب عند ابنه من الواجبات بل من المقدّسات و كذا الأم عند ابنها(واجب مقدس هي والأب) .
إذ لا يمكن للابن أن يخرج من بيت أبيه بعد زواجه إلا بإلحاح من أبيه ، إذ يَعُدُّ الناس خروج الابن من بيت أبيه و ابتعاده عنه عقوقاً ، وتمرُّداً عن الأعراق و التقاليد .
بل و ما زال القريب يبقى لدى قريبه ما شاء ، منفقاً عليه ، كافلاً له ، غير مانٍّ و لا مضايق له ( طبعا في حدود العادات و التقاليد و الشريعة ) طبائع العائلات الكافلة .
بل حتى أنك تلاحظ بعض المعوزين و من لا عائلات و لا كافل لهم ، يقيمون عند أناس لا صلة قرابة تربطهم بهم ، إلاّ لوجه الله .
ولذا ترى المتسوّلين و المترددين على المدينة من المتشردين بكثرة ، ويمكثون طويلاً ، لوجود الجو الملائم ( طعاما و شرابا وإيواءً ومعاملة ) .
وقد كان قديما و ما زال رمز هذا الجو المشار إليه من إيواء المحتاجين و المشردين و الزُّهاد و الدراويش ( علي بن القايد ) ، وكذلك الحرزلي أحمد الذي آوى ومازال ياوي حتى الأجانب (كرماً) وقد توفي عنده سويديا ( مسلما ) كان يكفله وجهزه وتلقى التعازي فيه كأنه من أهله ( كرما ) .




الـطـــــب الــتــقــلــيــــــدي :
إشتـهـر الـبـعـض مـن قـدمـاء شيـوخ الـمـنـطـقـة ، وعرفـوا بـمـداواتهم لكثير من الأمـراض و العـلل التي استعصى على الطب الحديث مداواتها ، وذلك بـطـرق عـدة مـنها :
الـعـلاج بـالـكــي : و هو علاج يعتمد على كي المكان المصاب كياً خفيفاً ، وعرف به
- ( الشيخ الزبده ) : يعالج الكسور ، واللحمه ، و الباب .وهما مرضان ينتجان عن
إنزلاقات لحمية .
- الڤراڤفي : وهو أيضا معالج بالكي لنفس الأمراض ، و كثيرون في البدو و الحضر .
الـعـــــلاج بــالــتــشـــلاط : و هو علاج يعتمد على جروحات خفيفة بموس عادي أو تقليدي ، لعلاج مرض الصُّفـير ، وعادة ما يكون موضعه الرأس ، مع وضع أدوية تقليدية أخرى أثناءه .
الـعـــلاج بـالــتـدلــيــك ( الــمـســـيــد ) : و هو علاج يعتمد فيه على دلك المكان المصاب ، وعادة ما يكون على الرِجل و على الظهر للّحمه ، وعلى البطن للسرّة .
وقد اشتهر بمعالجته ( الشيخ بربورة السبخاوي ) وفرحات الڤراڤفي وغيرهم كثيرون .
الـعـــــــــلاج بـالــحـجــامــه : و هو طريقة لعلاج الصداع و الشقيقه ، حيث يجرح المصاب جروحا خفيفة مثل ( التشلاط ) في قفاه أو رجليه أو يديه و يمص الدم الفاسد لاستخراجه من طرف المعالج ، واشتهر بهذه الطريقة من العلاج كل من طعام الحصره ، و الحاج عبدالله خينش وغيرهما .
الـعــلاج بالـحـجـابــه : ( الـكــتابـــه ) : كان سكان المنطقة وما يزالون يعتمدون في معالجة بعض الأمراض على الحجابة ( الكتابة ) حيث يتوجهون لأحد الشيوخ المعروفين بطهارتهم للمعالجة ، وكثيراً ما كانوا يشفون ، والآن بقيت هذه السنة بإضافة الرُقية لها ، ولها شيوخها أيضاً وما زالتا تستعملان لحد الآن .. لمعالجة السحر ، العين ، الصرع ، الوسواس ، و كثير من العلل و الأمراض الأخرى وقد اشتهر بذلك قديماً المرحوم الشيخ الحاج برمان محاد الطاهر الشيخ أبسيسة سي العربي ، وغيرهما ، وحديثا سي محمد حمرورش سي الصادق الناجوي ، سي عمر وغيرهم سي امحمد طاهيري وغيرهم ، وفي الرقية : الأرقم وغيره .
الـعـلاج بـحـمـامات الـرمــل للـبــرد (المل): ويكون صيفاً حيث يغطي المريض جسمه كاملاً إلا الرأس بالرمل مدة للشمس يوميا لمدة أقصاها 21 يوما وأدناها 7 أيام متحفظاً من الريح ، متناولا بعض الأعشاب شراباً .
طـريـقـة الــخـطـبـة و الـزواج عند سـكـان الـمنـطقـة :
إنّ الطريقة المتبعة لدى سكان المنطقة قديما و حديثا في مراحل الزواج هي :
الـتــصـــريـــــــــح : إذا رغب العريس في الزواج ، فإنه من الحياء و الحشمة أن لا يصرح بذلك لوالـديه مهما بلغ به الأمـر ، وقد يصـرّح بذلك لصديق أبيه ، أو لـصديقة أمه أو لأخته الكبرى أو لأخيه .
الـــتــــعــــــرف : بعد أن يعرف الوالدان ويقتنعان ، يتم التعرف على المرغوب فيها ، بارسال عجوز أو قريبة ، أو ذهاب الأم أو إحدى الأخوات ، لرؤية الفتاة ، و التعرّف على العائلة ، دون الإفـصاح عن الأمر ، وبعد التأكد من كل المعلومات ، وجمعها و الاقتناع بها تأتي مرحلة أخرى .
الــخــطـــبــــــه : و فيها يتم الإفصاح بالأمر ، ويتناقش الطرفان في الأمر ويتم الاتفاق على المهر و الشروط و كيفية المراسيم ، وتحديد الوقت لتقديم قفة الخطبة ، وعادة ما يكون محددا من طرف أهل الفتاة ، و غالبا ما يكون لـيلة الاثنـين أو الخـميس أو الجمـعة أو مصـادفة موسـم ديني ( تبركا و تيمنا ) ، وفيها يحمل أهل العريس قفة تحتوي مصروفاً ، علامة على التراضي ، ثم يُحدّد وقت آخر لعقد القران و يسمى ( العُقد ) .
الــعــــقــــــد : وقد يكون العقد هو يوم الزفاف معاً ، مساعدة للعريس ، أو لهما معاً ، ويحدّدُ فيه يوم الزفاف ، إن لم يكن يومها لاحقاً بمدة كافية لاستعداد العريسين مادياً ، ويومها يحمل أهل العريس تكاليف المهر والزفاف و ما سيُعدّ للمدعوين في بيت العروس ،وقد يكون مصروفا عبارة عن كبش ، وسميد ولواحقه .. ، وقد يكون مبلغا مالياً ، يغطي ذلك كله ، وإذا لم يكن يوم العقد هو يوم الزفاف فإن يوم الزفاف يحدد ليلتها .
يـــــــــــوم الـــــــــزفــاف : و فيه يتم إعلام أهل الفتاه بوقت كاف لاستعدادهم ، وتدفع لهم الدراهم المتّفق عليها ليلة العقد ، قبل الزفاف طبعاً ليهيئوا أنفسهم لليوم الموعود .
ويوم الزفاف يحضر أهل العريس وأقرباؤه ، وقريباته ،لأخذ العروس التي يرافقها أهلها طبعاً ، إلا أبيها وأبِ العريس فإنهما يغيبان عن الوفد ويحضران الوليمة عادة وقد يحضران وقد لا يحضران .
وقد كانت تنقل قديماً على جمل فحل يوضع فوقه باصور أو هودج ، وهما تسمية واحدة ، ويكون على شكل قبة صغيرة مصنوعة من أعواد لينة مقوسة ملتصقة ببعضها البعض في أعلاها مغطاة بلحاف توضع داخلها العروس لتزف إلى بيت زوجها ، يرافقها وفد ، وبقيت هذه العادة عند الميسورين من البدو فقط ، و في الحضر تُنقل اليوم في سيارة رفقة أمها وأم العريس ، ورفيقات وقد يكُنّ متطفلات فقط لإيصال العروس لبيت زوجها ، في موكب ذي خط طويل من السيارات ، التي تطلق أبواقها للإعلام و تعبيراً عن الفرح وعند وصولها إلى بيت زوجها عادة ما تأمرها المرافقات بتقديم رجلها اليمنى تبرُّكاً ووقاية لها من الشرور لاحقاً .
و ليلة الزفاف تذبح الذبائح ، ويدعى للعشاء الضيوف ، ويُقدّم لهم الطعام و اللحم ( الكسكس باللحم ) في قصعات عشرات عشرات ، و بعد الانتهاء يتناولون الشاي ثم ينصرفون ، وقد يجمعون للعريس ما يسمى التبوريك - قبل الانصراف - إن كانوا ممّن تعودوا على ذلك ، وهو ضرب من التويزة المذكور سابقاً ومن التعاون.
دخول الـعروس عـلـى الـعريـس أو دخــول الـعريـس علـى الـعـروس :
وقتها يكون العريس خارج البيت ، أو داخل غرفته محتشماً متخفياً عن أبيه وأمه أو ممن يستحي منهم ، فتؤخذ العروس رفقة – عادة – أخته الكبرى أو زوجة أخيه أو قريبة للعريس لتدخل عليه مرتدية برقعاً يغطي وجهها ، فتجلس ويكشف هو وجهها ، ويقدّم لها مبلغاً يسمى حق التعارف ، وقد يحدث العكس ، بأن يدخل العريس على العروس ويباشر فضّ بكارتها ، وقد يكون ليلتها ، وقد يمكث أياما ، وعادة ما يكون ليلتها ليتم الإعلان عنه بكشف قميصها الداخلي ( لباسها الداخلي ) '' لقمجـة '' ليراه أهله وأهلها ، والمتطفلات و القريبات اللواتي يبقين في الانتظار ، وعند فضّ البكارة و الإعلان عنه يتنفس أهلها خاصة وأهله الصعداء للتأكد من عذرية العروس ، فيجمعن نقود ترمى فوق اللباس الذي يحمل أثر الفضّ لتسلّم للعروس .
لـــيـــلــــة الـــفــــضّ و مــا بــعـــدهـــا :
في الليلة الثانية صباحا يأتي أهل العروس حاملين الفطور لأهل العريس و للعريسين ، تعبيراً عن التآلف و التصادق و التحابب ، ومن هنا تبدأ علاقة الأسرتين ببعض .



* طـــريـقــة الـــجــــلــــوس : تكاد تعرف المسعدي أو النائلي من جلسته .
الــــتــربـــيــعــــه :
وهو طي الرجلين يميناً و شمالاً بتقاطعهما ، ما زال سائدا إلى اليوم ، والجلوس في حلقة يتوسطها إبريق قهوة أو شاي ، وغالبا ما تتخلل الجلسة حكاية أو معلومة هامة ، وإذا كان أحدهم يعاني مشكلاً ، تجده مطأطأ الرأس يرسم خطوطا بيده أو عصاه ، أو يجمع حصاً .
أكريــــــــــوع شـــــتــــوح : و هي نوع من النوم يكون صاحبه مستلقياً على الأرض واضعا رجله اليمنى على رجله اليسرى ، و عادة ما تكون تعبيراً على الارتياح و المرح ، ويروى أنها نسبت لشتوح فاعلها الأول .
اتـڤـعـــــمـيـــــزه : هي نوع من الجلوس يكون صاحبه معتمداً على رجليه مرتكزاً عليهما ، غير ملامس للأرض وركبتاه إلى وجهه ، وقد يلامسها .
حــمــام الــكــلــب : نوع من الجلوس يكون صاحبه في وضعية مثل الأولى ، إلا أنه يغطي رأسه بما يلبس و عادة ما تكون جلاّبية أو برنوسا أو عباءةً .
اتفڤليـشـة : هي الاستلقاء على الأرض وعادة ما تكون علامة على الانبساط والإرتياح .
الـبَـطـخـــه ( مبطوخ ) : و هي نوع من الاستلقاء ، مع طرح اليدين و الرجلين كلٌّ إلى جهته.
الـتّــــــتــــكِــــيـة : نوع من الجلوس يكون صاحبه نائما على أحد جانبيه واضعاً مرفقه على الأرض وراحة يده على خده ، أو رأسه ( وسادة ) .
اتـّﭬـوﭬـي : وهو نوع بين القيام و الجلوس يشبه تماما الركوع للصلاة ، إلا أنه لغيرها ، وقد يكون لقفل حذاء أو لتناول شيء من الأرض .
الـــرڤــــــــده : النـوم الـعـادي .
الـــسّــهــــــده : النـوم الـخـفـيـف .
الـــقـــمـــضـــه : بـين الرّقـدة والسـهدة ، مع تغمـيض العيـنين .
الـــنّـــطــــــه : القفزة و الوثبة .

*********************************


الألعـاب الشعبيـة
و
الفلكلور المحلــــي

توطئــة :
تبعا لطريقة الجلوس فإن الألعاب الشعبية تجرى جلها ، ولاعبها جالس ( متربع ) ( جلسة تربيعة ) ، إلا السباق والغميضة وعصية سرات والبتة .
الألــعـــــــاب الــشــعــبــــيــــة :
اشتهرت المنطقة ببعض الألعاب الشعبية ، كانت وما زال أغلبها ممارساً لحد اليوم باعتبارها وسائل ترفيه و تنفيس للسكان .
الــســيـــڤ : و هي لعبة شعبية يعتمد فيها على قطع من القصب متساوية الطول و العرض مصبوغة من جهة ، ويتقابل فيها اثنان أو أربع اثنين اثنين ، والفائز من كثرت أسياڤه وستاته غالباً وتقيّم العملية بحفر أو بخطوط توضع فيها أحجار لجهة ، ونواة ( علف ) التمر أو حجر مغاير للخصم و الخاسر منهما من نفذت أو قلّت حجراته أو علفاته بتنازعها تبعاً لنظام اللعبة وربما اشتق اسمها من قطع القصب المصنوعة منها والتي يمرر عليها السكين لترطيبها فيسمى ذلك التمرير تسييڤابالعامية وهي تحريف لكلمة تزييڤ التي هي من طبيعة كلام العرب تحريفهم للكلمة .
الـخـــربــڤـــه : وهي حفر أو مربعات فيها نوعين من الحجر أو الحجر و العلف تمييزا لقطع اللاعبين لها ، وتحّول الحجرات والعلفات من جهة إلى جهة حسب اتجاهات معروفة ونظام و ضوابط معروفة ، والخاسر فيها من نفذت أو قلّت حجراته أو علفاته وربما تكون مشتقة من تقاطع حفرها أو مربعاتها ، وتعقيدها فسميت بذلك أو اشتقت من خربڤ لغة عامية وتعني قعر نسبة إلى حفرها .


الـــزلـبــيــحــــه : وهي لعبة شبيـهة بالخربـڤة ، إلا أنها على شكل خـطـوط متقاطعة والـفائز فيـها من جـاءت حـجراته أو علـفاته على مستـوى واحد عموديا أو أفـقيا ( و لا تكون محاطة بخط مغلق ) ، وربما اشتقت من الفعل ( زلبح ) ومعناه بالعامية راوغ وخادع وماكر ، لأن كل من اللاعبين يراوغ ويخادع ويماكر خصمه ليغلبه .
الـســبــــــــاق : وهو شبيه بسباق الخيل حيث ينطلق شخصان أو أكثر من خط واحد محددين خط الوصول ، ومن وصله الأول هو الفائز ، وعادة ما يكون مراهنة بدفع المهزوم مبلغاً أو طعاما لمن حضر العملية و الفائز ، ومنه كذلك سباق الخيل تماماً .
الـــفـــــلــــجــــــه : و هي لعبة شعبية ، عادة ما تكون بين اثنين فقط بخط خطوط متقاطعة ( 4 خطوط ) و تحاط بخط مغلق و قد تكون على شكل مربع أو مستطيل و يضع كل طرف أحجاره أو أشياءه على استقامة واحدة و تكون ثلاثاً تحرّك في كل الاتجاهات ، و من تتابعت حجراته أو أشياءه على خط واحد في أي اتجاه فهو الفائز وربما اشتقت من الفعل (فلج) ومعناها بالفصحى : شق وقسم لتقاسم طرفيها بين الخصمين ( أي طرفي اللعبة ) .
لــعــبـــة الـغــمــيــضـــــه : و هي لعبة كانت و مازالت لدى الصغار ، وتتم بتغميض عيني واحد أو واحدة ، ويتجمع حوله الآخرون ومن أمسكه هو المغلوب ، واشتقت من الفعل ( أغمض ) .
عــصــيـة ســرات :و تتم برمي عصاً ليلاً ، ومن وجـدها هو الفائز ، ولا تكون في ليلة مقمرة واشتقت من الإسراء ليلا .
لــعــبــة تــيــله تــيـلــه أرقــد :وتتـم بجعل حجرات على الأرض في مواقع لها ويغمض أحد عينيه ويقوم صاحبه بعدِّها أو لمسها مـرددا له تيله تيله ) إلى أن يصل للحجر المقصود فيقول تيله تيله أرقد ) ويضغط على اصبعه ليميز ذلك الحجر عن غيره.وعندما يفتح صاحبه عينيه يدلهم على الحجر الذي ضغط على إصبعه عنده ، ويعتمد فيها على الذكاء و الفطنة لكون الذي أغمض عينيه كان قد رأى الحجرات وميّز مواقعها و هو يرى ليتذكرها من بعد وهي لعبة فرنسية الأصل وليست مسعديـة وترجمتهـا بالعربية : أنـت هنـا أنـت هنا ( tu est la tu est la ) .
الــبـــــتــــــه : هي لعبة شعبية تتم بالطريقة التالية : يرفع شخصان شخصاً آخر أحدهما من يديه وأحدهما من رجليه ويسقطانه أرضاً على ظهره ، على فراش من الرمل واشتقت من البت وهو الفصل وربما من البطة المحرفة إلى البتة لطبيعة كلام العرب كما ذكرنا .
لُـــقـــريـــتـــــه : هي لعبة شعبية شائعة بين الأطفال و تتم بالطريقة التالية : إحضار خمس حجرات صغيرة ، ترمى إحداها إلى أعلى و تطرح الأربع حجرات الأخرى على الأرض ، و يتم التقاطها واحدة واحدة ، ثم اثنتين اثنتين ، ثم ثلاثا ، ثم الأربع معا وذلك على مراحل ، والذي لا ينجح في العملية هو الخاسر وربما اشتقت من القرت وهو الحجر عامية ويسمى تحريفا الكرد والكلمتان مستعملتان معا ( الكرد ، القرت ) .
التلــــــومــة : وهي ما يسمى اليوم بكرة القدم ، إلا أنها كانت تعوض بحزمة قماش تلف على شكل كرة ، وتكور ويلعب بها إلى أن ظهرت كرة القدم ، وكانت تلعب بنفس طريقة اليوم ، إلا أنها بطريقة فوضوية ( دون ضوابط وقواعد ) .




الــفـلـكـلـــــور الـمـحـلــــي :
كثيرة هي مظاهره و متعددة و منها :
الـﭬصبه : فقد كانت و مازالت سيّدة الفلكلور ، وعروسه المفضّلة ، فلا تكاد خيمة تخلو منها ، وقد ارتبطت بالجواد و الصيد و الرعي ، فهي رفيقة الراعي و الحادي و الساقي وكل بدوي يرفه بها عن نفسه ،فلا تكاد تجد بدويـا من أهـل المنطقـة لا يحسـن استعمالها و يتفنن في أنواعها ( طبوعها ) تستعمل في الولائم و الأعراس و الحفلات ، فقد كانت و ما زالت الرقم الأول فيها رغم تطور وسائل الترفيه .
وقد كان من أقطابها الشيخ الشرتالي ( رحمه الله ) و هو شيخ كفيف كان يحسنها ، ويستدعى لإحياء الليالي الملاح حتى الصباح أحيانا ، وقد خلفه بعد وفاته المسعود ( حزيڤة ) ودحمان السعدي والحدّي مكوري وعلي لمباصي و غيرهم .
الــبـنــديــر : و هو رفيقها و ملازمها ، لا يكاد يفارقها إلا نادراً ، في حالة الجر ( وهو عزف منفرد بالڤصبه ) ، تتبعه آهات المستمعين وقد يطلبونها بقولهم : جُر ، جُر ، أو اختصاراً ( ڤـبّل ڤبّـل) .
القـايـطـه: وهي آلة الڤصبه نفسها مع تطويرها بتركيب مكبر لها في نهايتها ، ومزمار في أولها وهي أكبر صوتاً من الڤصبه ، وقد أصبحت المنافس لها ، إلا أن الأولى أحب وأقرب إلى الجمهـور
( وتنطق بالقاف لطبيعة أهل المنطقة الذين ينطقون الغين قافا ) .

الــرقـصـــات الـشـــعــبــيـــــة :
كثيراً ما كانت ترافق الحفلات و الولائم والأعراس و الوعدات ( الزيارات ) رقصات شعبيـة و هي أنواع كثيرة منها سعداوي ، عبيدلي ، الـدّاره ، …) ، رجالية ونسائية كُلٌّ على حده .
الـــــــــداره: وهي رقصة شعبية معروفة وطريقتها أن يصطف الرجال صفا واحداً يتقدمهم قائد هم- وقد يكون أمهرهم – يرتدون لباسا موحدا ويحملون بنادق أو عصيا ، يقابلهم عازف الناي ( الڤصبة ) أو القايطة وضارب البندير ، ويسيرون بخطى موحدة للجسم و البنادق أو العصي مرة يجعلونها فوق رؤوسهم ، ومرّة يضعونها وسط بطونهم مرفوعة إلى أعلى ، ومرة يصوبونها نحو بعضهم بعضا ، ويدورون عدة دورات ، ثم يلتفون حول بعضهم بعضا ويطلقون البارود إذا كان ما يحملونه بنادق ، ومن الدوران اشتق اسمها ( الداره ) ، واختص بهذه الرقصة أولادعبيد الله ) حتى سمّيت باسمهم ( دارة أولاد عبيد الله ) .
الســـــعداوي: وهي رقص عادي عادة ما يكون بين إثنين (رجلين أو إمراتين أو رجل وأمرأة من قريباته ) وذلك بالمقابلة بالرقص تبعاً لنغمات الناي وضربات الدف والتفاعل معهامع التلويح باليدين ، ثم الاقتراب من بعض ووضع الكتفين إلى بعض محاذاة ووضع يدي بعض على الكتفين، يتخللها قفز وتفاعل مع النغمات، وعادة ما يحمل الراقص أو الراقصة عصاً أو يلوح بمنديل أو يمسك طرف لباسه أو يضع لثاماً على وجهه عدى العينين.
الـــحــــــال : و هو ضرب من الجذب حيث يكون صاحبه قد رقص سابقاً رقصة عادية بتأن ، ثم سرعان ما يظهر عليه نوع من الجذب بالتلويح بيده ، أو تدوير رأسه أو صراخه أو سقوطه بعد نهاية الحصة ، فيغيّرون له الضربة ( طابع من الطبوع ) و تكون أخف من الأولى حتى يسقط وقد يتكلّم بكلمات و يخبر بأخبار يفسّرها أهل الاختصاص و يقيّمونها .
الـــــرّشــــق : وهو تدوير قطعة من النقود عدة مرات - وعادة ما تكون ورقية - على رأ س الراقص أو الراقصة ، وتسليمها لصاحب الڤصبة أو القايطة ، وعادة للبندار برميها وسط البندير لتفادي قطع الحصة ، وقد تكون إعجاباً بالراقص ، أو تشجيعاً له أو تكرماً للفرقة وهو الغالب .

الـفـروســـــيـة :
و هي أهم العادات و التقاليد وأعرقها إذ يمتد امتلاك العربي الأصيل للجواد أو الفرس إلى أقدم جيل عربي بل إلى أوله .
و ما زال سكان المنطقة يملكون الفرس أو الحصان قصد الفروسية أو الزينة و خاصة بدوهم .
إلا أن استعماله يبقى مقتصراً على التنقل عبر الصحراء ( الترحال ) و الصيد و المتعة ، فكثيراً ما اقترن اسم الجواد بالبادية و الشعر و البطولة ، وقد كان يستعمل للحفلات و الأعراس و الولائم ( الزردات ) و التسابق و الوعدات ، وفي أعراس العظماء خاصة إلى اليوم .
و قد اعتنى البعض من أهل الحضر بالمنطقة بتربية الخيول للفروسية و الزينة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر أذكر :
1 - ابن دراح الحاج عبدالله بن لمبارك بمسعد .
2 - الحاج الطيب خمخام ( رحمه الله ) بمسعد .
3 - سي بلخير طاهيري ( رحمه الله ) بالزاوية والذي توفي وهو يروض حصانا .
4 - محمود الـدمـدي ( بمسعد ) .


الصـــــــيد:
كان الصيد وما زال الهواية المفضلة والمنعة الممتعة للنائلي عموماً وللمسعدي خصوصاً :
(بدواً وحضراً ) .
فأجمل يوم هو ذلك اليوم الذي يحمل فيه النائلي أو المسعدي بندقيته ، متجولاً في أعماق صحرائه مستنشقاً هواءها النفي ، مستمتعاً بما زخرت به من صيد ، فقد عُرفت المنطقة وما زالت بوفرة صيدها وتنوعه ومنه:
الحبار ، الأرنب البَّـريُّ ، الحجل ، الذئب ، الثلعب ، الحمام البَّـريُّ ، الغزلان ، وأنواع أخرى من الطيور ، و هو ما جعلها مقصد الصَّيَّادين من داخل الوطن وخارجه ، وخاصةً الخليجيِّين :
( سعوديين وكويتيين …) .
ناهيك عن أبناء المنطقة الذين يخرجون لصيد والتفسح والترفيه عن النفس كلما صفا الجو ، وكلما زهت الطبيعة .
***********************
اللباس وأدوات الزينة
الـــــلـــبــــاس :
كان الآباء و الأجداد و الأمهات و الجدّات بمنطقة مسعد يتميزون عن غيرهم بملابس توارثوها أبــا عن جد و ما زالت مستعملة إلى اليوم و خاصة بالبادية و نجملها فيما يلي مع تسميتها الأصلية العامية و هي :
* لـلـرجـال :
الـبـرنـوس الأشـعـل : إن البرنوس الأشعل هو رمز العروبة و الأصالة لدى المسعدي خاصة و النائلي عامة ً ، و البدوي على الأخص وغالبا ما يكون من الوبر الخالص ، أو من الوبر و الصوف مناصفةً ، أو من الصوف الخالص حسب مقدرة لابسه .
الـبـرنـوس الأبـيـض :
وهو ملازم للبرنوس الأشعل يُلبس تحته و لا يكاد يُفارقه إلا في حالة الجو المعتدل فقد يلبس وحده لخفته ، و غالبا ما يلازمه ملازمة الظل لصاحبه ، وهو أقل تكلفة منه وأرخص ثمنا ، ويصنع من الصوف فقط لكون لونه أبيضًا خالصًا .
الـقَـشـّــابـيــة :
وهي اللباس المفضل لدى أغلب سكان المنطقة ، وخاصة الحضر منهم ، وهي شبيهة بالبرنوس إلا أنها مغلقة محيطة بلابسها ، وذات كُمّين طويلين .
و تصنع من الوبر الخالص أومن الصوف و الوبر مناصفة ، أومن الصوف الخالص حسب الحالة المادية لصاحبها و ما يستطيع ، وللإشارة فإن كلاً من البرنوس و القشابية من صنع المرأة المسعدية الحضرية والبدوية ، وهي صنعة متوارثة عبر الأجيال وهي مصدر عيش اغلب سكان المنطقة هي والبرنوس .


الـبـدلـة الـعـربـية ( الـكــوســتــيــم الـعـربــي ) :
وهي بدلة من نوع قماش واحد و لون واحد ذات ثلاث قطع :
- سـروال عـربي ( مـدوّر ) ، أو بالحجر يسمى أيضا.
- جـيـلـيّـه ( صـدريه ) و تسمى الـبـدعـيـة .
- فـيـسـتــه .
الـكـاسـبـــــوســيــــر : وهو معطف طويل يستر صاحبه من الكتفين إلى الكعبين ، وهو من القماش ، ذو جيبين عادة ما يلبسه التجّار ( وهذا اللباس ليس نائليا بل مكتسبا ) .
و هذه الألبسة كلها من خياطة خياطين بارعين و كان من أشهرهم خياط أولاد نايل ( رحمه الله ) وقد ورثها عنه كثيرون منهم : هواري دحمان بن السلمي ، وغيره .
الڤندوره : وهي العباءة وتصنع من القماش الخالص أو الصوف، وتلبس عادةً صيفاً، وقد تلبس في كل الفصول، وتغطي كامل الجسم، فضفاضة ذات كمين ليسا طويلين وهي لباس أهل المنطقة .
الــلــحــفــايـه ( الـعـمـامـه ) :
و هي تاج العرب كما يقولون ، وقد بقيت كذلك عند سكان المنطقة فلا تكاد ترى كهلاً أو شيخاً إلا ويرتدي اللحفاية ( العمامة ) ، ومن العيب تعرية رأسه و خاصة لدى أهل البادية و بعض العائلات بالحضر ، و هي ملازمة للبدلة المذكورة ، لا تفارقها إطلاقاً .
الـحـذاء الـمكـردي ( الطـعـبـي) : و هو حذاء يصنع من الجلد الخالص ( الشرك ) يشبه السوقاء ( البوتيون ) و قفله من النوع نفسه ، وهو غالي الثمن لجودته ( صنعاً و مادة ) .
بوطعبه : وهو على شكل صاندالة اليوم ، ويختلف عن لمكردي صنعا وقيمة ( يقل عنه)

الـــبــلــقـــــــه : و هي نـوع من الأحـذية يشـبه الأول صـنعا و مـادة ، ويـقل عنـه ثـمنا و لا يتـجاوز الكعـبين ، وبدون قفل ( سـير ) .
الــــبــــســــــت : و هو جوارب من الجلد الخالص ملازم للبلقة و لا يلبس مع غيرها .
الـخـــيــــــــط : و هو خيط سميك لونه أسود ، وقد يكون بنياً ( أشعلاً ) ، يلازم العمامة يلبس فوقها و يُلف حولها ، و عادة ما يستعمله الفرسان والعظماء .
الـقـمـيـص الـعــربـــي ( لـقــمـجــه الـعـربـي ) :
و هي شبيهة بالقميص الحالي العصري ، إلا أنها أطول بكثير تحاكي القندورة طولاً ، وبدون ثنيتين ( كول ) و لها كمين طويلين ، وما زالت موجودة لدى البدو خصوصاً .
الـــبــــســـطـــــالــــه : نوع من الحذاء يستعمل للمشي قريبا ويلبس صيفاً .
العـراﭬــيــه : قبعة توضع تحت العمامة ، تلامس العرق ومنه اشتقّت ، وهي مصنوعة من الصوف أو القماش الغليظ أو القطن .

مراحل صنع البرنوس الأشعل (الوبري ) والقشابيه (الوبري) :
إن البرنوس الأشعل الوبريُّ والقشابيه هما الِّلباس المفضَّل والمعبَّرُ عن أصالة وعراقة المسعدي والنائلي، وهما رمز عزَّته وفحولتِه وهما من صنع المرأة المسعدِّية و النَّائليَّة ، وقد أصبح عربيي وعالميي الانتشار .
وقد أُهْدِيَا إلى العظماء والوجهاء، في مناسبات عديدة وما زالا إلى اليوم محل طلب وإلحاح لجودتهما وهما مصدر عيش أغلب العائلات النَّائليَّة والمسعديَّة خصوصاً ، ويمر صنعهما بمراحل عديــــدة وهي :
1- الإنتقاء : اِ نتقاء الوبر الخالص من صغار الجمال ويسمى (وبر العڤيڤه ).
2- التَّنقيـَّةُ : تنقيته تنقية جيدة مما علق باليد .
3- المعالجـة (أ) :ضربه وتحليله بتمريره على آلة تسمى (السَّبْرَاڤ) لتليينه ، ويسمى المشط أيضا.
4- المعالجـة ( ب) : ضربه وتحليله مرة أخرى بتمريره على آلة تدعى (الْخَدََّامْ) وجعله قطعاً قطعاً ملفوفة تدعى (الريط).
5- الغـزل : غزله وجعله على شكل خيوط رقيقة تحضيراً لعملية الحبك .
6- الحبـك : حبْكُه بتركيب الخيوط المدعمة له ( لَڤيَامْ ) التي تصفف عمودية لجعل الخيوط المحضرة أفقية متقاطعة معها وتسمى عملية ( السُّدْوَهْ ) .
7- التركـيب : تركيب الخيوط المدعمة ( لَقْيَامْ ) على آلة النسج .
8- النسـج : وذلك بجعل الخيوط المغزولة بين الخيوط الأفقية متقاطعة معها ودكها بآلة (الْخُلَّالَه ) لرصها فوق بعضها البعض رصاً إلى نهاية العملية، مع حك وترطيب كل جزء منسوج حتى النهاية بآلة تسمى ( الْكُرْنَافَه ) .
9- الخيـاطة : عند إتمام عملية النسج يحمل المنسوج (برنوساً أو قشابية ) للخياط وهناك يتم الإتفاق على الخياطةِ باليد أو بآلة الخياطة، وذلك حسب المقدرة المادية للابِسِهِ أو لابِسِهَا، - إن كانت قشَّابيةً (جلابيَّةً ) – وخياطته باليد أفضل وأجود وأغلى ثمناً .
وعادة ما تكون الخياطة حسب جودة المنسوج أو رغبة صاحبه ، ونشير إلى أن كلا من البرنوس أو القشابيه يتم نسجها بنفس الطريقة، ولا فارق بينهما إلا في المدة حيث يستغرق البرنوس مدةً أطـول .


أدوات لـلـنــســيـــــج :
الخشـــب : وهما خشبتان توضعان أفقيا واحدة في الأسفل والأخرى في الأعلى ، وفي طرفي كل واحدة مكان لإدخال المناطه عموديا .
الـــمنـــاطــه : ركيـزتان عمـوديتـان لـرفـع وسـمـك الـمنـسج تثبتان في الأعلى في الخشبه العليا وفي السفل في الخشبه السفلى في مكان خاص بهما في الخشبتين .
الــخــُلالــه : أداة مـن حديـد لـضـرب ورصِّ و دك الـغـزل على بـعـضـه.
الــصــــوصـــيـــه : أداة شريطية الشكل ، غير مستقيمة ، تستعمل لنسج ورصِّ الشعر المستعمل في تحضير الفليج و هو قطعة من قطع الخيمة .
الـــعـــفــــــــاس : وتد يجعل لشد خشبة المنسج الأفقية بالمناطه ، يدخل في ثقب المناطه ويمر فوق الخـشبة الأفـية ، ليـشدها إلى الأرض ، ويوضـع فوق طرفه البارز شئ ثقيل لتبقى الخشبة ثابتة على الأرض.
الــكـــرنــافــه : آلة خشبية يُحكُّ به المنسوج لترطيبه .
الخَـدَّام : آلة ذات دفتين وأنياب ، يعالج به الوبر أو الصوف لتفكيكه ، تسهيلا لعملية غزله ، ويسمى أيضا القرداش .
الـمـقـــــزل : آلة دوّارة لغزل الصوف أو الوبر و جعله على شكل خيوط رقيقة .
الــمـــشــــط ( الـسـبـراﭪ) : آلة لضرب الصوف أو الوبر ، لتسهيل العملية على الخدام الصغير ، فهو أقوى منه وأبرز و أطول أنيابا .
العضاضيات : وهما آلتان بسيطتان ذاتا فتحتين حديديتين في وسط كل منهما خشبة صغيرة، يمسك بهما طرفي المنسوج (قشابية أو برنوسا أو ما ينسج ) وذلك بوضع كل طرف داخل الفتحة والضغط عليه بالقطعة الخشبية وتمدد ليوصل خيطهما بالمناطه .

اللـــــــباس :
* لـلـنـســـــاء :
فكما أن للرجال لباسهم المميز و المفضل ، فإن للنساء لباسهن المميز و المفضل لديهن و نوجزه فيما يلي قطعة قطعة وهو :
الـــخــمــري : وهو برنوس المرأة البدوية بالمنطقة وهو أسود اللون يصنع من الصوف المصبوغ باللون الأسود ، وتلبسه الكهلات و العجائز عادة و القواعد منهن على الأخص .
الـــمــــلـــحــفـــه : وهي قطعة من القماش المميز الخاص بهذا النوع ، وغالبا ما يكون أبيضا مزركشا يغطي كامل جسم المرأة من الرقبة إلى القدمين و ترتديه القواعد من النساء ( العجائز ) .
الــحـــــايـــــك : و يسمى ( الـقُـنْـبُـزْ ) و يرتدى من طرف نساء البدو و الحضر ، وهو قطعة قماش غالبا ما تكون بيضاء ، تغطي كامل الجسم من الرأس إلى الرجلين عدا ثُقب من جهة إحدى عيني المرأة لتنظر منها الطريق فقط .
روبــــــه عـــــربـــــي : و هي موجودة إلى اليوم ، معروفة لدى الخياطين بمجرد ذكرها ، كاملة طويلة ، لا شفافة ولا فضفاضة ، وسط بينهما ، وتسمى أيضا (روبه نايلي ).
الـــشّـــــــد : و هو قطعة من القماش المعروف ، قماش رقيق شفاف أبيض ، شبيه بقماش اللحفايه للرجال ( العمامه ) ، ويلبس مضافا للخمري ، حيث يشد به الخمري إلى جهة الرأس ه، ويُـميّل يمينا أو يسارا تبختراً .
الــبــثـــــــرور : وهو حزام مصنوع من الصُّوف أو الحرير غالبا ، أو منهما معاً ، يُدلى من الخصر إلى إحدى الجهتين يمينا أو شمالا ، ذو فلقتـين أو أكثر ( شقين )، ويأخذ ألوان الطيف .

* الـــحـــلـي وأدوات الـزيـنـــة :
* الــــــحـــلــــــي :
الـــخـــلـــخــال : وهو قطعة للزينة من الفضة تُوضع في الرِجل للتزين ، يُسمع رنينها أثناء مشي المرأة ، وما زال مستعملاً لحد الآن في البادية خاصة .
اسّــــــخـــــاب : وهو حبات من الطيب و العطر المجفف يجعل على شكل عقد دائري ، يُدلى على الصدر ويُعلّق في العنق ، له رائحة فوّاحة قوية مميزة و معروفة .
الـــمــــنــــديـــــل : ويشبه المنديل الذي يوضع على الرأس اليوم ، إلا أن لونه يكون أحمر قديما وأكبر منه حجماً ، وذا خيوط متدلية مُزركشة له في طرفيه ، تضعه المرأة المسعدية و خاصة البدويات منهن على رؤوسهن .
الــــمــــــــــدور : وهو شكل دائري فضي أو ذهبي مزركش يستعمل مع الحولي على جهة الصدر ، ما سكا طرفيه ، موصلا بينهما ، يستعمل من طرف الكهلات و العجائز و القواعد من النساء ، وما زال مستعملاً .
الــــحــــــدايــــــد : و هو شكل دائري ، يوضع في اليدين ، فضي أيضاً أو ذهبي، وعادة ما يكون العدد زوجياً في كل يد ، وما زال مستعملاً.
الـــمـڤـواس : و هو شبيه بالحدايد ، ولكنه أغلظ منها وأغلى ، فضي أو ذهبي، ومازال مستعملاً.
المنڤاش:وهو شكل غالبا ما يكون دائريافضيا أوذهبيا يوضع على الصدر بمثابة ( بروش اليوم ).
الــمــحـــــزمــه : و هي معروفة كمحزمة اليوم و لكنها فضية أو ذهبية مزركشة ، تضعها المرأة في خصرها فوق الروبة عادة و ما زالت مستعملة وقد تعوضها بالبثرور .
لـــخـــمـــــس : و هي أشكال على شكل أيدي ، توضع على الصدر أو الرقبة وما زالت مستعملة من فضة أو ذهب .
الـــضـــفــيــــرة : وهي خصلات من الشعر مضفورة ، تُدلى إلى أسفل و عادة ما تكون على الجانبين ، مدعّمة بخيوط تطويلاً لها ، وما زالت مستعملة .





* أدوات الــزيــنــة لــدى الــمـــرأة :
الــمــــــرايــه : و هي مرآة صغيرة مُغلفـة بالجلد الأحمر ، تُعلّق على الصدر .
الـــمـــشــــطه : مشط مستطيل ذو أسنان يحفظ في صندوق المرأة الخاص .
الــســــــــــــواك : وهو عود كريم طيّب ، يمضغ ليزيل رائحة الفم .
الــــــعــطـــــــر : و غالبا ما يكون العنبر أو السخاب يكفيان عنه .
الــدهــــــون : وهو ما يدهن به الشعر ، وغالبا ما يكون عطرشه ، أو زيت اكليل.
الــــصَّــــــــــرع : وهو عقد صغير أقل حجماً من السخاب ، مصنوع من حبيبات صغيرة من حجرٍ كريم ، أو معدن ، يُلف حول العنق ملتصقاً به تماماً ، لا رائحة له ، مزركش بالأبيض والأسود يتوسطه .
الـــشـــَّـركــــَه : وهي عقد أقل حجما من السخاب ، وأكبر حجما من الصّرع ، لا رائحة لها ، حباتها من المعدن ، يُلف حول الرقبة ليسدل على الصدر .
الـــمـــــرود : وهو عود تكتحل به المرأة .
عـرﭪ الطـيـب : ما تـتطيب به الـمرأة ، وهو على شكل أعواد صغيرة رائحتها زكية ، تطحن لتـتخذ طـيبـا .
لُــكْــحُــــل : ما تكتحل به المرأة .


يتبع ..........














 


رد مع اقتباس