وقف الفتيان و اعينُهُم على
الجُثة المتناثرة أمامهُم
في (المرعى)
كانت جثة لخروف يعود
للسيدة العجوز
ساءتهُم نظراتُها الحزينة على خروفها
مصدر عيشها
في تلك اللحظة
كان كُلُّ واحد منهم
يتحرّق شوقا لمعرفة الفاعل
لم يتحمّلوا الحُزن على مُحيا العجوز التي
اعتادَت إطعامهُم ( عيشًا) كُلّ جُمُعة
صدقةً
على روح زوجها الذي توفي قبل ميلادِهِم
ببرائتهم
و سذاجتهم
و مبادئ الرجولة و النخوة التي ورثوها
و تعلّموها
و بقلوب نقية
مليئة بالشرّ الطفولي
اتفقوا على الإنتقام من
الذئب
الذي التهم خروف العجوز
قرّروا قتل الجاني
و تحقيق العدالة
و مَشَو
في جنازته
مًصممين
و قسّموا بينهم أمرهم
هذا للتبن و ذلك للأغصان
و آخر تكفّل بأعواد الثقاب
و مشى كُلّ واحد فيهم لوِجهتِه
بعد دقائق
إجتمعوا
و انطلقو
شطرَ غار االذئب
و بحذر القطاة
و بصر الصقر
انتشروا
حول المكان راصدينَ دخول المُجرم
و دَخَلَ
ثم
و
بسرعةٍ
اغلقوا الغار
بالتبن و الأغصان
و إمعانا في الموت
وضعو الحجارة و سياجا من الحديد
خوفا من هرب المُجرٍم
و فعلاً
اشعلوا النار
و فَعَلَ الدُخان فِعلَهُ
و بدأ الذئب يصرخُ
و لربما يستصرخ إخوانه الذئاب
و لكن هيهات
و القوم مُجتمعون
تعالت الأصوات
ثم تناقصت
و تناقصت
وتناقصت
خبَتْ
و مات الذئب
لم يسترح ضمير أحدهم بموته
فقام يهدم الغار
على الذئب
حتي يتأكّد من موته
قائلا كالمُنتصر
مُت يا قاتل
كان ذلك الذئب
حسب علمِهِم
هو الوحيد الذي
يُحاكم
و يُعدم بين معشر الذئاب
و أيضا
هو الوحيد الذي حظي بجنازةٍ و دَفن