منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الطمع ...طريق الى مساوئ الاخلاق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-17, 12:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم عاكف ( الأم المعلمة )
مشرف منتديات الثقافة الطبية
 
الصورة الرمزية أم عاكف ( الأم المعلمة )
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ 
إحصائية العضو










B9 الطمع ...طريق الى مساوئ الاخلاق

طغى جشع وطمع النّاس على المشهد اليومي في البلاد، من خلال مشاهد لا تمت للإسلام في شيء، وبرغم تحذير نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم من هذه الخصلة أشدّ التّحذير فقال: “وأهل النّار خمسة.. والخائن الّذي لا يخفى له طمع، وإن دقّ إلّا خانه..”، كما كان عليه الصّلاة والسّلام يستعيذ بالله “من نفس لا تَشبَع”.

لقد حذّر الإسلام ونهاه عن إتيان هذه الخصلة الذّميمة، لأنّه يدفع بالإنسان إلى ممارسة أعمال جشعة وملتوية يمكن أن تؤدّي به إلى التّهلُكة. كما أنّ الطمع ربّما يؤدّي إلى الغشّ والكذب والاحتيال والرّبا.. وهذه كلّها من الأفعال الّتي حرّمها الاسلام.
أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الطّمع يَمحَق البركة ويشعر النّفس بحالة الفقر الدّائم، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: “سألتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: “يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمَن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومَن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالّذي يأكل ولا يشبع..” أخرجه البخاري ومسلم. وكان السّلف الصّالح يرون أنّ الطمع يُذهِب بركة العلم، فقد اجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال كعب: يا بن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الّذين يعملون به. قال: فما أذهب العلمَ عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطّمع وشَرَه النّفس، وطلب الحوائج إلى النّاس.
ومَن كان الطّمع مسيطرًا على قلبه، فإنّ الذّلّ قرينه، لأنّه يبذل عرضه في سبيل تحقيق ما هوته نفسه وطمع فيه قلبه، وفي هذا المعنى قالوا: الحرص يُنقِص قدر الإنسان، ولا يَزيد في رزقه. وقال آخرون: العبيد ثلاثةٌ: عبد رِقّ وعبد شهوة وعبد طمع.
لهذا، يجب على الإنسان أن يفرّق بين الطّموح والطّمع. فالطّموح بذرة ملائكية، والطّمع نبتة شيطانية، وكلّما زادت قناعتنا كبُر الطّموح، وكلّما كبر الطّمع ماتت القناعه وهزل النّجاح، فلم يعدّ له طعم،لأنّ الطّمع يقتُل الطّموح ويحارب في ذاتك قدرتها على الوُصول إلى الهدف عن طريق الحقّ، وإن وصلتَ بطموحك إلى النّجاح، تكون قد دلّلت الإنسان فيك، وإن وصلت بالطّمع تكن قد قتلته.
وقد اعتبر علماء النّفس والأخلاق أنّ مخرج الحِرص والرّغبة من الطّمع وبناء الأنفس قَائم على قواعد الطّمع أما الطّمع فِي الدّنيا فيستعمل أداة الطّمع في طلب الزّيادة من الدّنيا، أمّا الطّمع في الآخرة فيستعمل أداة الطّمع في طلب الزّيادة من أعمال الآخرة بالحرص عليها والرّغبة فيها. وقد قيل لحكيم: فما آله الطّمع وجماع آفاته؟ قال: الشّره والحرص وهيجان الرّغبة، فعلى أيّها أوقعت النّفس طمعها أحضرت أداتها وجمعت آلتها وجدت في طلبها، فإذا قهرت صاحبها على موافقة هواها استعبدته فأذهلته وأذلّته وأدهشته وأتعبته وطيّشت عقله ودنّست عرضه وأخلقت مروءته وفتّنته عن دينه، وإن كان عالمًا لبيبا عاقلًا كيّسًا فطنًا فصيحًا حكيمًا فقيهًا لوّثته وأسقطته وفضحته فاحتمل لها ذلك كلّه وهو الأريب العالم الأديب فصيّرته بعد العلم جاهلًا سفيهًا أحمقا خفيفًا.









 


رد مع اقتباس