منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اهل الجنه و اهل النار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-22, 12:13   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا :

يحشر الكافرون يوم القيامة كما وصفهم الله تعالى في قوله : ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ) الإسراء/97

وهذا يكون على حقيقته ، قال تعالى :

( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )

طه / 124-126

وروى البخاري (4760) ومسلم (2806) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ) .

وقال السعدي رحمه الله :

" يحشرهم الله على وجوههم ـ خزيا ـ عميا وبكما ، لا يبصرون ولا ينطقون " انتهى .

"تفسير السعدي" (ص 467)

ثالثا :

الحشر على هذه الصفة يكون أول الحشر ، تبكيتا لهم وإظهارا لهوانهم على الله ، ثم يجعل الله لهم بعد ذلك أسماعا وأبصارا ومنطقا ، كما قال الله تعالى : ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ) يونس / 54 ، وقال سبحانه : ( إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ) الفرقان / 12 ، وقال عز وجل : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) الزخرف / 77 .

فلا يسمعون ولا يبصرون ولا ينطقون في مبدأ الأمر ، ثم يردّ الله تعالى إليهم أبصارهم ونطقهم وسمعهم ، فيرون النار ويسمعون زفيرها ، وينطقون بما حكى الله تعالى عنهم في غير موضع .

راجع : "أضواء البيان" (21 / 253-255)

قال ابن جرير رحمه الله :

" فإن قال قائل : وكيف وصف الله هؤلاء بأنهم يحشرون عميا وبكما وصما ، وقد قال : ( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ) فأخبر أنهم يرون ، وقال ( إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ) فأخبر أنهم يسمعون وينطقون ؟

قيل : جائز أن يكون ما وصفهم الله به من العَمى والبكم والصمم يكون صفتهم في حال حشرهم إلى موقف القيامة ، ثم يُجعل لهم أسماع وأبصار ومنطق في أحوال أُخَر غير حال الحشر " انتهى .

"تفسير الطبري" (17 / 559) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" قوله: ( عُمْيًا ) أي : لا يبصرون ( وَبُكْمًا ) يعني : لا ينطقون ( وَصُمًّا ) : لا يسمعون . وهذا يكون في حال دون حال " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (5 / 123) ، وينظر أيضا : (7 / 118) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس