منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بني زيان الأشراف الكرام ملوك تلمسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-05-20, 11:23   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
sediki mohammed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

العلاقة بين بني يلمان و بني زيان:
لقد نصر بني يلمان الدولة الزيانية في أحلك أيامها، بل و ساهموا مساهمة مباشرة في إعادة إحيائها من جديد خاصة وقت أبي حمو موسى الثاني، فالمخطوطات القيمة المكتشفة مؤخرا من طرف ابن العم أستاذي الفاضل الحاج ابن تريعة، تبين كيف أن بني يلمان ساهموا و بالفرسان في دخول تلمسان، فالمخطوطات تذكر حقائق تاريخية مهمة لم يتطرق إليها المؤرخين من قبل، و تعطي تفاصيل عن تاريخ بني زيان غفلها من أرخ لهم، إذن فهي سبق تاريخي هام فيما يخص تاريخ بني زيانوعلاقتهم ببني عمومتهم من ببني يلمان حينذاك.
فالمخطوطاتتتكلم عن تاريخ الدولة ككل، و اقتطفنا منها ما يهمنا في مداخلتنا هذه فيما ذكر عن الحاج إسماعيل تريعة من نسل بني زيان ملوك تلمسان، و قبل أن نصل إلى نسبه و ذريته في قصبة بني يلمان، كان لا بد لنا من ذكر ما قيل في تاريخ أجداده و علاقاتهم بأهل القصبة حتى نفهم كيف أحتضن اليلمانيون إخوانهم من بني زيان بعد ذلك.
المعلومة التي أكدتها المخطوطات هي معنى اسم يغمراسن بن زيان، و قد ذكرت أيضا في مشجر الشيخ زروق التريعي و معناها (أن السيد زيان بن طاعة الله ازداد عنده ولد سماه عمر و بالزناتية ينطق يغمر، فلما بلغ الخمس سنين أصبح يفهم كل ما يسمعه و يفهم معانيه، فصارت أمه تفتخر به و تقول ولدي يغمر – أسن أي عمر يفهم).
تذكر المخطوطات أنه بعد أفول نجم الدولة الأول وقت يغمراسن بن زيان توزع و إخوته في الأقطار: فيغمراسن فر هاربا إلى تاوغزوت، و أخاه السنوسي بقي في موضعه في جبال اترارة إلى فقيق، و مثله الطاهر باليعقوبية إلى جبل العمور قرب الشط، و شعيب بن زيان بأغواط أكسال إلى قرب عين الثلاثة. ثم فر يغمراسن بعدها إلى دريد الشابية، و له أربعة أولاد، و تنسلت منهم عدة فرق: فمنهم فرقة بنتيطر بقرب مطماطة، و فرقة بزواوة يقال لهم أولاد أحمد بن زيان،و فرقة منهم بالأهوار يقال لهم الهواورة، و فرقة منهم بتاوغزوت، و غيرهم كثير.
و يذكر المخطوط أن يغمراسن بن زيان مات في الخنقة، و أن يحي ابنه تزوج أسماء بنت السيد محمد الصالح، فولدت عبد الرحمان الذي مات أبوه يحي و دفن في سيدي خالد، و بقي عبد الرحمان في حجر أخواله إلى أن كبر، فانتقل إلى دريد و تزوج بفاطمة البوزيدية، فولدت له يوسف،و حين قصد عبد الرحمان أخواله قتله المزني ببسكرة، و قد رزق ابنه يوسف بولدين من زوجته زينب بنت محمد الأعبيدي، و هما حمو موسى و أخوه أبو جميل (وهنا جد جديد فلم يذكر أبدا أحد قبل هذا أنه يوجد أخلأبي حمو يسمى أبا جميل). ثم انتقلا معا إلى تونس مع دريد بقرب أولاد راجح (و هم الذين ذكرهم العشماوي و غيره أن فرقة من بني زيانفي أولاد راجح هؤلاء)،ثم دخلوا حزب العرب مع الأتراك فرفعوا قدرهما و أعطوهما سبع فوارس في نفطة، و تتكلم المخطوطات على لسان أبي حمو حين بدأ معركته في استرجاع تلمسان، من الجريد فقسنطينة فميلة ثم كيف دخل بسكرة و قتل المزني لقتله جده، ثم كيف طوع الزاب و دخل طولقة، وأقام فيها عشرة أيام.
و هنا تبرز علاقة بني زيان ببني يلمان،فقد جعل أبي حمو أخاه أبو جميل أميرا على طولقة، و تركه مع والدته زينب بنت محمد الأعبيدي، و زوجته، و أولاده، و أصحابه، و كاتبه اليلماني، و مائة فارس من إخوانه بنو يلمان،و سكن قصبتها و هي القوسة و ما حولها من الديار و النخيل، و قد حاول أبي حمو والدته على الرحيل معه إلى تلمسان فأبت، و تحير حاله على فراقها، و قد تعللت بأنها ستبقى مع أخاه أبو جميل لأنه صغير ولا تقوى على فراقه، فانصرف أبي حمو باكيا و قال شعرا يستأنس به وقت الوحشة:
ودعت صبري بالدموع كوابل يجري على صفحات الخد الذابل
يا ليت شعري هل نطيق فراقكم نار تأجج في الحشا و نازل
من لي برد الوقت يجمع شملنا بديارنا الحسناء تزهى بلابل
يا أخي جميل جال فكري ومهجتي يا طول ليلي من فراقك فاصل
اصبر فلعل الله يجمع شملنا إن لم تعقني منيتي في الأجل
لله يا والدتي الرضا يسبل على موسى و حمو ستره من صايل
فأجابه أخوه أبو جميل، و دموعه تسيل على صفحات الخد:
أقدمإلى ما أنت محاورا فالنصر و العز إليك مجاورا
بادر إلى تلك الديار و أهلها فالشوق يرقص من خلالها ظاهرا
جرد سيوف الدم لا ترحم سوى من طاع تحت الحكم جاء مبادرا
إني بإثرك بالجنود فكن على حذر من الأعداء و دوما ساهرا
و أعزم على الأمر الجميل و دم على بذل العطاء تملك قلوبا زاهرا
ثم دعت له والدته بخير، و رجعت من الدوسن مع ولدها أبو جميل، و جنوده، و طبوله، و نفيره، و أرباب دولته. و في ذلك اليوم قتل عبد الله الأوريسي صاحب المزني و دخل سلطانا عام ستين و سبعمائة.
و في ليلة فتح أبي حمو موسى لتلمسان سنة 760 هجري برز بنو يلمان من جديد،فيقول أبي حمو: "فقدم إلينا أبو جميل بعد أن ترك أمنا في ونوغة قرب القصبة عند إخواننا بنو يلمان"،و كان أبو جميل قد رحل و والدته زينب و من معه من الجنود و الأعيان إلى ونوغة و سكن القصبة عند إخوانه بنو يلمان، و شيد البنيان (و هو يقصد هنا أن أبا جميل شيد قصرا لأمه و أطلال القصر لا زالت قرب القصبة و تعرف اليوم بخربة سلطانة)، و قد كانوا لهم نعم المدد (يقصد بني يلمان) و أمدوهم بالكثير من العدد و العدد، و وطنهم أي بني يلمان يمتد من دون انقطاع، و ذكرهم سار في الأقطار و كانوا لهم نعم الخلان و الأنصار، فملكوا و تنازلوا لهم أي لبني زيان حبا دون امتنان، و كان قدوم أبو جميل تلمسان في ثلاثة آلاف فارس من بني يلومي الأشراف الكرام بليل، و في الصباح كتب لهم فتح تلمسان و إحياء ملك الأجداد، و قد قال في ذلك أبي حمو قصيدته المشهورة "جرت أدمعي" التي ضمنها المخطوط كاملة من دون نقص.
لقد برز مما ذكر سلفا في مخطوطات بني زيان فضلا عن مكانة بني يلمان في تلك الحقبة اتساع رقعة الأراضي التي كانت تحت نفوذهم و هو الأمر الذي ذكر في مخطوطات أخرى، ذكرت أن بني يلمان ملكوا من جنوب القصبة حتى البحر في زواوة.
و بالعودة إلى الحاج اسماعيل تريعة، فهو من نسل محمد بن المسعود بن عبد الله بن أبي حمو موسى،و قد التجأ عبد الله هذا الذي ملك (من 1399م إلى غاية 1402م) بعد سقوط ملكه إلى جدته زينب بنت محمد الأعبيدي في قصبة بني يلمان الكرام،فخلف ذرية طاهرة ملأت الآفاق و امتزجت مع إخوتهم من بني يلمان الذين كانت لهم صولات و جولات من بعد ذلكحين حموا بني زيان من الأتراكو قت سقوط دولتهم، و مما ذكر في عدة مصادر أنه استعصى على الأتراك دخول ونوغة حتى سنة 1824 و قت الباي عمر.
و قت خلف الحاج اسماعيل تريعة محمد الذي عقب ستة من الأولاد، عقبوا كلهم و سكنوا كلهم ونوغة، و هم: شعيب و الطاهر و أحمد و محمد و الحاج و عبد الرحمان، و محمد عرف بمحمد زيان قيل لشبهه بجده زيان بن طاعة الله. و المشهور أن أحمد عقب إبراهيم الذي عرف بالنفطي و إبراهيم خلف أحمد و أحمد خلف إبراهيم، و علاقتهم بنفطة قوية فأحمد كان يدرس بنفطة و لم تكن له ذرية فنذر نذرا أنه إذا رزق بابن يسميه على المنطقة، فرزق بإبراهيم فسماهإبراهيم النفطي، و قد أسس زاوية في نفطة تعرف باسمهإلى الآن، و هي زاوية "سيدي إبراهيم بن أحمد الشريف" و قد ذكره الشيخ شوشان محمد الطاهر عمارة في مخطوطته الشهيرة التي كتبت بزاويته في نفطة، و أما الحاج فقد خلف بلقاسم و بلقاسم خلف أحمد زروق و أحمد زروق خلف العالم العلامة و البحر الفهامة سيدي امحمد بن تريعة و الذي له كثير المؤلفات و الكتب منها"بلوغ الأرب في شرح شذور الذهب" و الذي في آخره مدح من طرف الشيخ محمد بن عبد اللطيف التليلي لامحمد بن تريعة و محمد بن عبد اللطيف ذكر من الشهود العدول في شجرة الشيخ زروق التريعي و كذلك في مخطوط محمد الطاهر عمارة، و قد توفي العالم امحمد بن تريعة مع صاحبه الشيخ علي بن عمر الطولقي صاحب الزاوية المشهورة في حادثة الصلح الشهيرة، و دفن في مقبرة سيدي قنيفيد بطولقة. و أما محمد الذي عرف بزيان، فقد ولد زيان و عمران و زيان خلف الطيب و موسى و عبد الله و أحمد و الأخير هو جد والد جدي، وجدي هذا سيدي زيان كان من الأعلام و نزل من القصبةمن زاويتها الصديقيةإلى قرية الصمة المجاورة،فأسس زاويته المشهورة إلى الآن بزاوية "سيدي زيان" سنة 1723 ميلادي، و قد أعيد افتتاحها هذه السنة.
و كما قلت من قبل فقد سكن الجميع ونوغة و نسبوا إلى القصبة و غلب عليهم نسب جدهم يلمان الشريف فصاروا من شرفاء بني يلمان، و انتقل البعض منهم إلى جبل العمور، و البعض إلى طولقة، و البعض إلى أرض التيطري، و البعض سكن زواوة.
أختم بما قاله العالم جدي سيدي أمحمد بن تريعة في المخطوط المذكور،فقد ذكر بأنه يجتنب التقرب من الأتراك حتى لا يعرفوا أصوله التي قال عنها:
"أمي عربية شريفة و الأب من نسل زيان دار الملك و اجباحوا
يدعى بأحمد ابن القاسم المرتضى قد ظهرت منه أبطال و صلاحوا
ابن محمد ابن الفاضل الكامل الذي يدعا تريعة حج البيت و امجاحوا
ابن محمد بن مسعود نجل الرضا عبد الله الذي قد طالتا رماحوا
ابن حمو موسى الأمير العادل المقبل أثر الجدود لقطع العتق سباحوا
أبو جميل له أخ و يوسف أب بن عبد الرحمان بن يحي يا فصاحوا
ابن ليغمور بن زيان حق لهم دار الكمال سليل الكريم لماحوا"









رد مع اقتباس