منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بني زيان الأشراف الكرام ملوك تلمسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-05-20, 11:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
sediki mohammed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد على بعض الكتابات:
إن عبد الرحمان ابن خلدون في العبر، لم ينف و لم يثبت شرف بني زيان بل أخرجهم إلى مرتبة المضنون خاصة حين ردهم إلى السليمانيين. و المضنون في علم الأنساب درجة من درجات الإثبات وليس النفي، و كلامه لا يتضمن نفي الشرف عنهم أبدا. هذا على الأقل فهمي و فهم كل من يقرأ كلامه بالمنطق.
ثم لنفترض أن ابن خلدون نفى الشرف عنهم أي عن القاسم الإدريسي الفار إلى بني عبد الواد، حين ذكر في عبره: "إن كان صحيحا فقد فر من مكان سلطانه مستجيرا بهم فكيف تكون الرئاسة عليهم في باديتهم" فنقول له الآتي:
أولا: إذا سلمنا بأن القاسم هو الذي حكم بني عبد الوادي فكيف تمت الرئاسةلإدريس قبله على قبيلة أوربة البربرية في المغرب الأقصى و قد فر إليهم و نصروه و هو ليس من بني جلدتهم.
ثانيا: إن كان القاسم هذا سليمانيا و ليس إدريسيا كما ظن ابن خلدون فقد حكم فيهم و هو ليس غريبا عنهم، فبني سليمان هم من حكموا تلمسان منذ مجيء الأدارسةإلى المغرب إذن فكلامه مردود.
ثالثا: الذي حكم بني عبد الواد ليس القاسم نفسه بل أحفاده من بعده، فبني زيان فرع من فروع ستة لبني القاسم تناسلوا و تصاهروا و اختلطوا ببني عبد الوادي، فيغمراسن بن زيان هو أول من حكم فيهم و هو من السادس والقاسم قبله من الثالث.
هذه ثلاث حجج دامغة تؤكد غلط ابن خلدون انطلاقا من حججه هو و تاريخه هو و قوله هو بظنية نسب بني زيان و ليس نفي الشرف عنهم كما يعتقد الكثير، فالفرق شاسع بين النفي و الظن و الظن إذا ساندته القرائن ارتفع إلى المشهور و المعروف و نسب القاسم مشهور بكلام ابن خلدون نفسه، و هذا الأمر أي الشهرة هو مذهب يحي شقيقه كما ذكرنا سلفا في بغية الرواد.
أضيف أمورا أخرى: ففي تبيان ابن خلدون لفرق بني القاسم قال: "أظهرها فيما يذكرون". من يذكر له، المؤرخين قبله و هو ما لم يحدث قبله تماشيا مع طرحه هو، أو ما يذكره بني القاسم عن أنفسهم و هو المرجح. فكيف به إذا يقبل ما يذكرونه عن فرقهم و لا يقبل ما يذكرونه عن شرفهم.
ثم لماذا لم يتكلم عن شرف بني زيان قبل موت أخيه يحي. إذن فقد كتب من منطلق انتقامي و هذا يكون كفيلا بإسقاط النزاهة العلمية عن كتاباته.
ثم إن ابن خلدون كان صديقا لذي الوزارتين لسان الدين ابن الخطيب و قد راسله مستفسرا عن عدة أمور و تواريخ، و هذا الأخير أي ابن الخطيبقد ذكر شعرا مدح به أبي حمو موسى تضمن بيان شرفه كما أنه قد كتب عن تاريخهم في كتابه "رقم الحلل في نظم الدول"، فلم لم يتكلم ابن خلدون عن ذلك.
ثم إن قيل بأن يحي ابن خلدون كتب عن شرف بني زيان و هو عامل في بلاطهم، أو لم يكتب أخاه عبد الرحمان عن شرفهم و هو عامل في بلاط أعدائهم بني مرين و بني حفص، أو لم يرفع أول نسخة من العبر إلى خزانة أبي العباس الحفصي سلطان تونس و هو الذي كان العدو الأول لبني زيان و قد جهر بعدائه.
ثم إن كان سبب الطعن في كلام يحي هي الظروف التي كتب فيها عن شرف بني زيان، أو ليست هي نفس الظروف التي كتب فيها أخاه عبد الرحمان. فلم نطعن في هذا و نتناسى ذاك.
و من الأمور التي سقط فيها ابن خلدون و هي البعيدة كل البعد عن بني زيان، هو أنه كان يعتبر نظريته في نشأة الدول من منطلق العصبية القبيلة و ليس غير ذلك، و هذا ما أسقطته أمثلة تاريخية عديدة. ضف ما وقع فيه من تناقض في نسبته لقبيلة زواوة البربرية مرة للبتر و مرة للبرانس فكيف يكون ذلك.
و الأمر الذي نزع عنه النزاهة العلمية تماما لمن هو مطلع و الذي غفله من كان يغرف من العبر بدون تمعن، هو أنه نقل جملا و تواريخ و نصوص كاملة في كتابه العبر من "كتاب مفاخر البربر" لمؤلف مجهول الذي ألف سنة 712 هجري أي قبل العبر بحوالي الثمانين سنة، و المصيبة هو أنه لم يشر لا من قريب و لا من بعيد إلى صاحبها الأصلي و كأنه هو من اكتشفها.
إن ما ذكرت عن عبد الرحمان ابن خلدون جاء متدرجا، و لا يمنعني من إنصاف الرجل و القول بأنه متضلع في علم الاجتماع لا في علم الأنساب، و ما جادت به قريحته في المقدمة من معرفته ومعالجته طبائع الناس و أحوالهم تغني دارس علم الاجتماع عن كل شيء. و لكن ما ذكرت سابقا كلها تساؤلات و أمور تجعلنا نعيد النظر في الكثير من كلامه و أن لا يؤخذ كلامه مثلما يفعل البعض و كأنه قرآن منزه و صاحبه مقدس و كأنه معصوم من الخطأ يعرف كل شيء.
و لأن الدكتور محمود آغا بوعياد رحمه الله استدل بكلام عبد الرحمان ابن خلدون عند تحقيقه للفصل السابع من كتاب التنسي السالف الذكر "الدر والعقيان"، ارتأيت أن أبين أنه جانب الصواب و خرج عن التحقيق العلمي المنطقي المنصف. فقد ذكر أن التنسي لم يعرف و لم ينقل من العبر، ولو اطلع عليه لنقل منه. فأقول: أو لم يدر حقيقة أن التنسي نقل منه حرفيا في ثلاث مواقعكان الأدهى و الأمر في ذلك أنه أي بوعياد ذكر مواضع الورقات الثلاث في الهامش، و قال بأن التنسي نقلها من كتاب "ترجمان العبر" زاعما أنه لم يتعرف على هذا الكتاب. ألم يستدل بكلام صاحب العبر في الرد على التنسي. و هو قد استدل به فكيف لم يقرأ ما قاله في بني زيان، هل يجوزربما أن نقول أنه لم يقرأه إطلاقا. ألم ينتبه بأن ما نقله التنسي هو نسخ حرفي لما جاء في العبر، ثم كيف لمعاصره الذي حقق الفصل السادس من نفس الكتاب (الأدارسة و السليمانيين)، و هو الدكتور عبد الحميد حاجيات يتعرف على الكتاب، و هو العبر هو نفسه ترجمان العبر، ألم يسمع بذلك.
ثم أن المحير فعلا هو أن بوعياد مدح التنسي على جوابه في قضية يهود توات حينما استفتاه "المغيلي"، و بأنه لم يلتفت لا يمينا و لا شمالا و لم يستمع في ذلك لولاة الأمور في فتواه. ثم بعدهاذمه في قضية شرف بني زيان و اتهمه بالتملق لهم. فالقضيتان سيان الاستماع أو عدم الاستماع لولي أمره المتوكل أبي عبد الله محمد. فأين المنطق هنا في كل ما قاله بوعياد.
و أما ما جاء به محمد بن علي السنوسي في كتابه "الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية" و سايره في ذلكابن حشلاف فهو التناقض بعينه، فالأول أي السنوسي نقل كلاما لا يقبله العقل عن كتابلابن خلدون التلمساني يسمى"تحقيق الأصول كما في شرح سلاسل الفصول" يذكر بأن بني زيان التالوتيين (نسبة إلى عين تالوت الغرب و هي عين تاسة الحالية نواحي سيدي بلعباس) حكموا تلمسان بعد انقضاء ملك بني عبد الواد كماسماهم (أي بني زيان بن ثابت والد يغمراسن)، و يذكر بعدها بأن حكمهم كان مع أواخر بني مرين أو مع بداية بني وطاس أو الاثنين معا. ورغم قوله الله أعلم،فكتب التاريخ المختلفة لم تذكر أبدا أنه حكم تلمسان أي زيانيين غير بني زيان من ولد يغمراسن بن زيان لا قبلهم (الموحدين) و لا بعدهم (الدخول التركي) فعن أي بني زيان حكموا تلمسان يتكلم السنوسي.
ثم يستدل بالمقريزي و هو المصري البعيد عن المغرب الأدنى فكيف بالأوسط،و ما هو إلا ناقل لكلام ابن خلدون مجردا حسب تفكيره. ثم بعدهااستدل بكتاب "مرآة المحاسن" في ذكر تاريخ قيام و سقوط دولة بني زيان و أول ملوكها يغمراسن بن زيان وآخرهم أحمد بن الأمير عبد الله سنة 953 هجري، و يزيد: "حتى تغلب الترك عليها"،و يورد كلام الونشريسي في استيلاء خير الدين التركي على ملك بني زيانالعبد واديين حسبه،و هنا تحديدا: "إن كان يستدل بكل هذا الكلام و يعرفه بل ويذكره، فكيف قال قبل ذلك بصفحة أو صفحتين أن بني زيان التالوتيين حكموا بعد بني زيان بن ثابت العبد واديين. و الله لهو التناقض بعينه".
إذن مااستند عليه السنوسي على كل حال لا يستدل به عند الإثبات و الاحتجاج فضلا عند وجود الخلاف، فمخالفته لمن هو أوثق منه و معارضته لما ثبت في صحيح التواريخ زيادة على نكارة صاحب الكتاب الذي نقل منه و جهالته بل و شذوذه فيما نقله،كل ذلك من شأنه أن يسقط حجته و يضعف أحجيته.
و أما الثاني عبد الله بن حشلاف في كتابه "سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول" فقد وقع في تناقض يصعب فهمه و ما هو هدفه و مغزاه، فعند نقله لكلام العشماوي قال كلاما لم يذكره العشماوي في كتابه إطلاقا، فمثلا لا حصرا عند ذكره لذرية عبد الله بن إدريس نقل عن العشماوي بعض الفروع من بني زيان و تحاشى ذكر سلسلة النسب و التي تظهر بوضوح نسبتهم لبني زيان ملوك تلمسان، بل و زاد و ربطهم بأولاد دلول أو يلول باسم "يغموس الشاذلي" الذي لم يذكره العشماوي إطلاقا لا في بني زيان و لا في بني دلول، فكيف أضافه لا ندري. و التناقض الفاضح هو أنه نسبه للعشماوي في كلامه.
فإن كان يعترف بشرف الفروع (حتى و أنه أخلطها خلطا و عجنها عجنا) فكيف ينفي الشرف عن الأصول، ثم إن نظرنا إلى ما كتبه في أواخر كتابه من نقل حرفي لكلام السنوسي في شرح لفظة "زيان" لفهمنابأنهخرج من حفرة ليسقط في أخرى، فقد كتب ما كتب ليتحاشىذكر سلاسل نسب بني زيان مثلما ذكرها العشماوي و التي تبين أصولهم، و لكنهنسي و ثبت شرف فروعهم فلم يوفقه الله فيما أراد .
و ما شد انتباهي ما جاء في كتاب "تاريخ الجزائر في القديم و الحديث" لشيخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مبارك بن محمد الميلي رحمه الله، هو استدلاله بما ذكره أبي راس المعسكري عن تواريخ بني زيان، و لكن عن شرفهم استدل بما فهمه من كلام ابن خلدون، فإن كان أبي راس ليس ذا مصداقية للاستدلال به في شرفهم و هو العالم الحافظ و الناقل لكلام الحافظ الآخر التنسي،فلماذا نستدل به في ذكر تواريخهم و نسبقه على ابن خلدون الذي عاش في عصرهم، فالتاريخ يصح عن المعاصر لهم يعرف أحسن من الناقل عنهم.
أردت أن أنهي فصل شرف بني زيان بأمر و هو أن جل المؤرخين الذين نراهم ينفون الشرف عن بني زيانفعند ذكرهم لبني زيان يذهبون و يفصلون في بني عبد الوادي و نسبتهم الزناتية و كأن الناس لا تعرف بأن بني عبد الوادي من زناتة، و لم يوجدوا و لم يبينوا علاقة تربط بني عبد الوادي و بني زيان مثل علاقة الابن بالوالد إلا القول بأن القاسم بن عبد الوادي و بني وللو بن عابد الوادي و بني تومرت بن عابد الوادي و هكذا.
فأنه لا أحد بمن فيهم صاحب العبر لم يستطع ربط القاسم بعبد الوادي كربط الابن بالوالد فدائما ما يشيرون العبد الوادي كنسبة عامة و ليس والدا للقاسم حتى و لو ذكروا لفظة "ابن"، فإن استطاعوا أن ينفوا كما زعموا أن القاسم ليس بن محمد بن عبد الله بن إدريس أو أي سلسلة أخرى تربطه بالأدارسة أو السليمانيين، فلماذا لم يربطوا بين القاسم و عابد الوادي كربط الابن للأب فدائما القاسم من بني عبد الوادي و فقط. فكيف نفوا الشرف عنه و هم لا يعلمون من هو، فان ذكر غيرهم مثلا أنه بن محمد بن عبد الله بن إدريس نفوا ذلك،فهلا ذكروا لنامن هو.
ثم لماذا لم يذكروا ما قيل عنهم من طرف علماء أجلاء، كإبراهيم التازي، و الشريف التلمساني، و عبد الله العبدوسي، فقد ذكر الدكتور يحي بوعزيز: أن الشيخ إبراهيم التازي لما بعث له السلطان المتوكل يشاوره في أمر، قال لرسوله أبو عبد الله بن عيسى "و الله إني لأحب هذا الملك و أوثره لكونه جمع خصالا من الخير و الدالة على كمال العقل و مناقب من السؤدد لم تتوفر في غيره، و كفاه فضلا و سؤددا انتسابه للجناب العلي، أهل البيت الرسالة و مقر السيادة".
كما ذكر ابن صعد قال لي أبو عبد الله: "فلما سمعت هذا من سيدي إبراهيم، ابتهجت به سرورا و استردته تثبتا، فقال لي لما قفلت من بلاد الشرق و نزلت تونس قصدت شيخنا الإمام سيدي عبد الله العبدوسي و ذكرت له ما عزمت عليه من التوجه لتلمسان، فقال لي سيدي عبد الله أن ملوكها من الشرفاء الحسينيين" و هو يقصد الحسنيين ربما هو تصحيف من الناسخ أو خلط من المحقق.









رد مع اقتباس