منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المسابقة الرابعة لهذا الأسبوع : ((( التعصب الرياضي)))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-16, 18:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse التعصب الرياضي




التعصب الرياضي



إن مختلف المنافسات الرياضية أصبحت الشغل الشاغل لمعظم الشعوب وخاصة رياضة كرة القدم، وأوجدت انتماءات جديدة، فبالإضافة إلى الانتماء إلى العرق وإلى البلد وإلى الدين، أصبح هناك انتماء جديد وهو الانتماء إلى فريق رياضي ما سواء لعباً أو مناصرةً، وأصبح كل واحد يبذل الجهد من أجل ذلك الفريق ويعتبره جزء لا يتجزأ من حياته، وهذا ما خلق نوع جديد من التعصب وهو التعصب الرياضي.
فما هو التعصب الرياضي؟ وما هي مظاهره؟ وما هي سلبياته وايجابياته؟
وما هو السبيل للتقليل من حدته؟
تعريف التعصب الرياضي: هو شعور فرد أو مجموعة من الأفراد أن فريقه هو الأجدر بالفوز وهو أحسن الفرق ولا يقهر، ويبدوا هذا الشعور بصورة ممارسات تحمل في طياتها احتقار الفريق الآخر وعدم الاعتراف بأحقيته للفوز.
مظاهر التعصب الرياضي: في الحقيقة هناك سمتان تبرزان في التعصب الرياضي هما:
1.عدم تقبل الحوار وتبني فكرة واحدة، أي جمود تام في التفكير.
2.اعتماد العنف وسيلة لتحقيق الهدف، سواء اللفظي أو البدني. (وهنا أود أن أتوقف أمام صورة خطيرة لهذا المظهر من التعصب، حيث ينتج عنه قتلى وجرحه في بعض الأحيان.).
سلبيات التعصب الرياضي:
1.جعل الرياضة مقتصرة على الفريق الذي يناصره، وإهمال الرياضة بصفتها العامة.
2.خسارة الأصدقاء بسبب التعصب الرياضي.
3.التسبب في إحراج الآخرين وجرح كرامتهم دون قصد أو بقصد.
4.المبالغة في التعصب قد يجعل الفرد شخص ممل وقد يعزز الكره له حتى بالنسبة للمجموعة المنتمي إليها الفرد.
ايجابيات التعصب: قد تكون هناك نقطتين ايجابيتين في التعصب وهما:
1. كشف نقاط الضعف في الفريق المتعصب له ومحاولة التنبيه لها حتى يتفادها مستقبلا.
2.دفع الفريق الرياضي المتعصب له إلى العمل أكثر من أجل تحقيق الانتصارات.
الحلول المقترحة للحد من التعصب الرياضي:
1.الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، ومعرفة أن أي ضرر لأخيك المسلم سواء مادي أو معنوي لا يجوز.
2.تقبل الحوار ومحاولة الإقناع بهدوء، دون أي تجاوزات خلقية.
3.الاعتراف بالخطأ وتقبل انتقادات الآخرين.
4.عدم الالتفات إلى ما يقال في وسائل الإعلام والذي يكون من ورائه إشعال نار الفتنة.
5.محاولة الاستفادة من الآخرين والتعلم منهم حتى نتفادى الأخطاء مستقبلا.
6.التزام الروح الرياضية في الميدان والاعتراف بالهزيمة وأحقية الآخر بالفوز في كل الأحوال، من خلال التصفيق والتصافح عند نهاية المباراة.

تنبيه خطير
ـــــــــــــــــــــــــ
في حديث البخاري ومسلم )أربع مَن كن فيه كان مُنافقًا خالِصًا. ومن كانت فيه خَصلة منهنّ كان فيه خَصلة من النّفاق حتّى يدعَها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَد غَدَر، وإذا خاصَم فَجَر(.
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ( سورة المائدة 87
)ليس المؤمن بالطعان ولا ‏اللعان ولا الفاحش ولا البذيء(.‏رواه الترمذي.
)إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَاسِوَاهُ(. رواه مسلم.


ـــــــــــــــــــــــــ


نماذج عن الروح الرياضية في سيرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام:
1.جاء في البخاري عن أنس بن مالك أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى الغضباء وكانت لا تسبق، فسبقها أعرابي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:)حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه (.
2. وقد جاء في صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون بالسوق، فقال: ) ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان (. قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) ما لكم لا ترمون؟ ( قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟، فقال: ) ارموا وأنا معكم كلكم (.
3. وذكر السيوطي في رسالته (المسارعة إلى المصارعة) ما أخرجه البيهقي في (الدلائل) ما ذكره ركانة بن عبد يزيد وكان أشد الناس، قال:) كنت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في غنيمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى إذ قال لي ذات يوم، هل لك أن تصارعني؟ ، قلت له أنت؟، قال: أنا، فقلت على ماذا؟ قال:على شاة من الغنم فصارعته فصرعني، فأخذ مني شاة، ثم هل لك في الثانية، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، وأخذ مني شاة، فجعلت أتلفت هل يراني إنسان، فقال مالك، قلت لا يراني بعض الرعاة فيجترئون علي، وأنا في قوى من أشهدهم، قال: هل لك في الصراع الثالثة ولك شاة، قلت: نعم، فصارعته فصرعني، فأخذ شاة، فقعدت كئيباً حزيناً، فقال: مالك؟ قلت: إني راجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثلاثاً من نعاجه، والثاني أني كنت أظن أني أشد قريش، فقال: هل لك في الرابعة، فقلت لا بعد ثلاث، فقال أما قولك في الغنم فإني أردها عليك، فردها علي، فلم يلبث أن ظهر أمره، فأتيته فأسلمت، فكان مما هداني الله أني علمت أنه لم يصرعني يومئذ بقوته، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره (.
4.روى أحمد أن النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ سابَق عائشة فسبقَتْه، ثم سابَقها بعد ذلك فسبقَها، فقال: هذه بتلك.
5.عن ابن عباس أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبَح هو وأصحابه في غَدير، فقال ليسبَح كل رجل إلى صاحبِه، فسبَح ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أبي بكر حتّى عانَقَه، وقال: أنا وصاحبي.

ـــــــــــــــ
حدث كل ذلك وأكثر ولم نسمع في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ولا في سير الصحابة رضوان الله عليهم أن فريقا تعصب لفريق وواجهه بما نشاهد ونسمع من المناصرين والرياضيين اليوم. بل كانت رياضتهم ترويح للنفس وتقوية لهم، ويخرج الرابح والمهزوم يده في يد أخيه دون ضغينة أو كره. فهلا اعتبرنا؟
ـــــــــــــــ
الآن سنضرب مثالا تطبيقيا احتماليا نحاول من خلاله إسقاط كل ما جاء سابقا من كلام، ونتصور كيف يكون التعصب الرياضي الصحيح إن صح التعبير الذي يكون دون مبالغة ووفق حدود الروح الرياضية:
اتفق فريقان على إقامة مباراة ودية بينهما وهما:
فريق منتديات الجلفة لكل الجزائريين والعرب
والفريق البرازيلي.
طبعا المنافسة في اعتقاد المحللين الرياضيين غير متكافئة، ولكن أنصار الفريقين كان لهم كلام آخر بحيث:

يعتقد مناصري فريق البرازيل أن الفوز لهم لأنهم الأقوى والأفضل باعتبار أنهم حاملين لألقاب وكؤوس عالمية وأنهم فريق يحمل ضمنه ترسانة من الرياضيين المدربين على أعلى مستوى ومحترفين في عدد من الأندية ذات السمعة والمستوى العاليين.
أما مناصري فريق منتديات الجلفة لكل الجزائريين والعرب اعترفوا بقوة المنافس وقدراته وواجهوا مناصري الفريق الآخر باعترافهم لقوة فريقهم واحترامهم لهم، لكن أكدوا لهم أنهم مستعدين لهاته المباراة وأن فريقهم يضم مجموع من اللاعبين المدربين جيدا وليسوا أقل مستوى من لاعبي الفريق الآخر.

انطلقت المباراة وكل مناصر يهتف لفريقه بأسلوب راقي ومحترم دون تجاوز أصول اللباقة والتربية.
احتدم اللقاء واشتد الصراع على أرضية الميدان التي كانت تغطيه سحابة من اللعب النظيف.
هجمة من هنا وهجمة من هناك، حتى انتهى اللقاء بفوز، أحد الفريقين على الآخر.

خرج لعبي الفريق وهم يتصافحون. أما في المدرجات فمناصري الفريق الفائز قد أقاموا الأعراس، ومناصري الفريق المنهزم وقفوا وهم يصفقون للفريق الفائز رغم أن علامات الحزن بادية على وجوههم إلا أنهم اعترفوا بأحقية الفريق المنافس بالفوز.
وخرج الكل وهو يحلل المباراة تحليلا منطقيا بعيدا عن الانفعال والنرفزة وبعبارات منتقاة غير مستفزة تحمل احتراما للآخر، حتى وإن كان كل واحد من مناصري الفريق لديه وجهة نظر مختلفة إلا أن الروح الرياضة هي التي سادة في الأخير.
ـــــــــــــــ
هذا هو الوجه التقريبي الذي يجب أن تكون عليه المنافسات الرياضية وهذا هو التعصب الذي يعترف صاحبه بحبه وولائه لفريقه وفي نفس الوقت لا ينقص من قدر وقيمة وكرامة الفريق الآخر.
طبعا المباراة انتهت بفوز منتديات الجلفة لكل الجزائريين والعرب


4-0