منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مثير للإهتمام :: الزواف بن تزييف الحقيقة التاريخية والتزويف السياسي للموضوع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-13, 21:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
معوذ سالم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

مساهمة منطقة القبايل في المقاومة عشية الاحتلال :
اذا كان بعض أفراد منطقة القبائل قد انظموا الى منظمة الزواف مثلهم مثل الكثير من الجزائريين , و كل المصادر التاريخية تنفي أن يكون عدد مرتزقة الزواف من السكان الأصليين قد بلغ أكثر من 4 آلاف , رغم ذلك يقوم أعداء الجزائر بتخوين منطقة القبايل بكاملها !! فقط لأن مصطلح الزواف مقتبس من فرقة زواوة التي خدمت العثمانيين أو لأن بعض أفراد هذه المنطقة انضموا الى منظمة الزواف دون الأخذ بعين الاعتبار أن اسم منطقة القبايل في 1830 كان يمتد من تيبازة الى غاية جيجل فمصطلح القبايل أطلقه العثمانيين على كل سكان الجبال كما أطلق مصطلح الحضر على سكان المدن والحفص على سكان الحواضر التي بين المدن والجبال ، فان الدارس لتاريخ المقاومة الشعبية للجزائرين يدرك تماما أن سكان منطقة القبايل الحالية لم تسكن عن الثوران والتمرد ضد الاستعمر الفرنسي منذ أول يوم من نزوله في سيدي فرج ، فقد ورد في كتاب المؤرخ (Guiral Pierre) أنه في عشية الاحتلال 1830 أعلن مفتي الجزائر الجهاد على فرنسا فأرسل أحمد باي من الشرق 13 ألف جندي وأرسل باي وهران 6 آلاف جندي بينما أرسلت منطقة القبايل لوحدها 18 ألف جندي لردع القوات الفرنسية النازلة في سيدي فرج 1830 . (13)
وقد أكد هذا الرقم المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله وقال أن شيوخ جرجرة قد جمعوا لحسين باشا بين 16 ألف و 18 ألف محارب .(14)
لكن القائد والكولونيل الفرنسي (جوزيف نيل روبان Joseph Nil Robin) ( 1837_ 1918 ) الذي شارك في الحملة الفرنسية على مدينة الجزائر قدم لنا رقما اكثر من هذا وأكد لنا في كتابه الشهير ( notes historiques sur la grande kabylie de 1830 à 1838) أن منطقة القبايل وحدها أرسلت 25 ألف مقاتل لمحاربة فرنسا صائفة 1830 وهذا يعني ان منطقة القبايل هي المنطقة التي قدمت أكبر عدد من المقاتلين لمقارعة الانزال الفرنسي في سيدي فرج مقارنة بي باقي المناطق في الجزائر وهذا النص المترجم مقتبس من الكتاب : “
من الصعب التقدير ، لكن بالنظر إلى قوات (الآغا براهيم ) التي وظفها ضدنا في معركة ( سطاوالي ) والتي تقدر بحوالي خمسين الف مقاتل ، وبالنظر لما قدمه باي قسنطينة وباي التيطري ووهران الذين لم تتجاوز مشاركتهم ألفي مقاتل ، مع الأخذ بعين الإعتبار الأعداد القادمة والمنسحبة ، وصلنا إلى تقدير عدد مقاتلي القبايل الذين غادروا قبائلهم وديارهم لنجدة الجزائر (صائفة 1830) على الأقل 25.000 مقاتل ، إنه جهد كبير جدا باعتبار أن هذا العدد يمثل عشر سكان الجزائر أنذاك .عندما وصلت القوات القبائلية إلى حسين باشا ( داي الجزائر أنذاك) رفع صوته بالتهليل والتكبير ابتهاجا وتعظيما لتلك القوة ،ووعدهم بالأسلحة والذخيرة والمؤونة الغذائية ..القبائل تعاونوا مع باي قسنطينة ( الحاج أحمد) قرب برج الحراش ، وهم قناصة مميزون ، ويستخدمون السلاح عن حب ، إنها القوة التي أذهلتنا في دفاعاتها عندما اجتاحت جيوشنا أرض الجزائر "
وكما يعلم الجميع فقد سلم الداي حسين قيادة الجيش الى صهره الآغا إبراهيم وقد كان عاجزا على آداء مهمته، وأكثر من ذلك فقد قدم 10 رصاصات فقط لكل جندي كي يحارب بها الجيش الفرنسي الذي نزل في سيدي فرج ؟ . (15)
كان ابراهيم آغا قد استلم نقودا من الداي حسين لتوزيعها على المحاربين بغرض تشجيعهم ولكنه لم يعطي أحدا منهم شيئا ؟ . (16) ويقول شيخ المؤرخين كذلك :
وفي اليوم الذي نزل فيه الجيش الفرنسي في سيدي فرج لم يكن هناك لا مدافع ولا خنادق ، ولم يكن هناك لدي الاغا ابراهيم أكثر من 300 فارس . وكان باي قسنطينة لا يملك الا عدد قليلا من المحاربين . أما باي التيطرى فقد كان مازال في عاصمة اقليمه (المدية) ولم يصل الا بعد أيام من نزول الجيش الفرنسي . أما جيش اقليم وهران فلم يكن بعيدا عن سيدي فرج وكان تحت قيادة خليفة الباي .وكان باي التيطري قد وعد الباشا 20 الف فارس ، منهم 10 الاف برماحهم ، ولكنه حين وصل الى الميدان لم يأت معه بأكثر من ألف رجل . هذه القوات كانت مجتمعة في معسكر" اسطاويلي " وكان الاغا ابراهيم مع فرقة من سكان متيجة وأخرى من أهالي جرجرة . (17)
تجدر الاشارة الى أن أول هزيمة للجيش الفرنسي خارج العاصمة التي احتلها كانت في البليدة وكان زعيم المقاومة هناك هو محمد او زعموم أو مجمد ابن زعموم وهو من قبيلة فليسة (Iflissen) من منطقة القبايل فلم ينتظر سكان منطقة القبايل وصول الجيش الفرنسي الي ديارهم فشكلوا قوات انتقلت الى متيجة لردع جيوش الاحتلال .
صورة بتاريخ 1900 لأحد المحاربين من قبيلة فليسة ،منطقة القبايل لباسهم يختلف تماما عن لباس الزواف العثماني .

مقاومة إبن زعموم :
هو كبير قبائل فليسة أومليل في منطقة القبايل وزعيمهم تتشكل قبائل فليسة أومليل من عدة أعراش متحدة أهمها : إنزليون (Inezliouen) ذراع الميزان حاليا ، إمزلن (Imzalen) تيزي غنيف حاليا ، إمكيرن (Imkiren) تابعة لتيزي غنيف حاليا تسمة مكيرة (M’Kira)، إبوعزونن (Ibouazounen) وهي أيت يحيى موسى حاليا أو واد قصاري ، أيت أعريف هو بنفس الاسم حاليا وتابع لبلدية تيرمتين بذراع بن خدة ، أيت بوشناشة (Aït Bou Chenacha) وسيدعلي بوناب(sidi ali bounab) أراش ألمناس (Arch Alemnas) في تدمايت وكذلك كل من أيت مقلع (Aït Mekla) ، ارمراسن (Iremracen) إرافن(Irafan) ، أيت بوروبا (Aït Bourouba) أيت عمران (Aït Amran) وهو ما نسميه اليوم بناصرية في ولاية بومرداس .
اتصل الزعيم أوزعموم بالفرنسيين في بداية احتلالهم لمدينة الجزائر ومثل نفسه كزعيم القبائل الجبلية وطلب من الفرنسيين الاكتفاء بمدينة الداي حسين وعدم التفكير في التوغل خارج المدينة ولما خرج دي بورمون من العاصمة هاجمه ابن زعموم مما دفع بقوات الاحتلال الى التراجع نحو العاصمة في المعركة التي ذكرناها سالفا ، قدم بن زعموم فيما بعد ولائه للأمير عبد القادر و عينه الأمير خليفة له على منطقة القبايل لكن ابن زعموم رفض ذلك تواضعا فتم تعيين نائبه أحمد بن سالم كخليفة للأمير عبد القادر في منطقة القبايل .
مقاومة ابن سعدي :
كانت ثورته خلال حكم الجنرال بيرتيزن الذي خلف الجنرال كلوزيل ، وكانت مقاومته في اقليم متيجة ومنطقة القبايل زحف الى العاصمة بعد أن انضم اليه الكثير من المقاوميين ، فقام بمعركة عنيفة مع الفرنسيين انتهت بانهزام الغزاة وفرارهم الى العاصمة فتم حصارهم مما دفع بالفرنسيين الى ابرام معاهدة معه تقضي بالحفاظ على مكاسب كل واحد منهم مع فتح التجارة مع أهل متيجة .
رفع سكان منطقة القبايل من وتيرة الغارات على الفرنسيين مما دفع الحاكم روفيغو في الدخول في مفاوضات مع ابن سعدي مرة أخرى كادت أن تجح لو لا أن رجال ابن سعدي القوا القبض على وفد شيخ العرب فرحات بن سعيد الذي جاء الى العاصمة لاعلان ولائه للفرنسين حين تم قتل معظم رجال هذا الوفد من طرف ابن سعيد ، مما استأنف القتال لكن ابن سعيد كان منهك القوة لذا تراجع ليتحصن في المناطق الجبلية ثم انضم الى قوات الامير عبد القادر . (18)
أحمد بن سالم :
هو خليفة الأمير عبد القادر في منطقة القبايل وأهم مساعد لابن زعموم وكان أحد أغنياء المنطقة لكنه ترك ثروته كلها في سبيل الجهاد والمقاومة ، انضمت الي قواته فيالق محمد بن عيسى البركاني بأمر من الأمير عبد القادر بعد سقوط مدينة المدية ، استطاع بن سالم تنظيم المقاومة بعزمه وذكائه الذي ظهر في احدى خطابه على المقاتلين حين قال ” لا تنخدعوا أيها الجزائريون، ولتعلموا أن فرنسا دولة قوية ، وما أرسلت قواتها العسكرية الى هذه البلاد إلا لكي تخضعنا جميعا لسيطرتها ، وما أنا إلا مواطن مثلكم . وربما لم تسمع عني فرنسا أبدا . الوسيلة الوحيدة لايقاف هؤلاء الغزاة هي أن تقاتلوهم متحدين وبدون هوادة .. وأن تعاقبوا الخونة الذين ارتضوا الذل واستسلموا . (19)
ولم تقتصر مقاومة سكان منطقة القبايل في نواحي العاصمة فقط بل حتى في الشرق مع أحمد باي لحماية مدينة قسنطينة من الفرنسيين فقد استعان أحمد باي بشخصية بارزة في تاريخ الحملة الفرنسية على الشرق الجزائري وهو بن عيسى ابن منطقة زواوة الذي جلب معه 2000 زواوي لحماية قسنطينة والمحاربة الى جانب أحمد باي ضد فرنسا وقد قام أحمد باي بتعين بن عيسى بايا وأخذ هو منصب الباشا. في المعركة الأولى في قسنطينة 1836 ترك أحمد باي بن عيسى لحماية المدينة وهذا لأنه أكثر من وثق به خاصة وأن أحمد باي كان له خصوم كثر في قسنطينة وأرسل بن عيسى مساعده وقائد المعركة السي الحاج محمد البجاوي وهو من منطقة القبايل أيضا الى المعركة وقيل أنه اسشهد فيها . ويقول ابو القاسم سعد الله
“... كما ان ولاء ابن عيسى وأضرابه جلب اليه أهل زواوة الصغرى والكبرى بجيشهم القوي وصمودهم المثالي ،وقد اعاد الحاج احمد على ضوء ذلك تنظيم الادارة والجيش والمالية والنزاحي ولقب نفسه بلقب الباشا " (20) يقول كذلك : " وأخيرا حارب ابن عيسى الفرنسيين في كل من عنابة وقسنطينة ، حتى لقد شهد له خصومه انه كان الشعلة في الدفاع عن المدينة الاولى (عنابة) سنة 1932 ضد اللقيط يوسف والضابطبن دارماندي ودوزي ، وعن المدينة الثانية (قسنطينة) سنة 1836 و1837 ضد كلوزيل ودامريمون وفاليه . وقد أضهرت حروب ابن عيسى انه كان يمثل الحزب الوطني رغم انه كان يدافع عن الحاج أحمد الذي كان يمثل الحزب الوطني العثماني في الجزائر ،ونسب إليه بعض الفرنسيين أنه قال سنة 1832 أن حسين باشا لو عاد الى الجزائر فسنعتبره رجلا عاديا ، ولكن اذا حاول فرض حكمه فستقطع رأسه لانه تركي (21)
لقد انتشرت المقاومة في كل منطقة القبايل حتى أن المؤرخ الفرنسي (Mahe, Alain) قال ما ترجمته”
كان سحر الدين الاسلامي هو الدافع الاول لتلك المعارك التي كانت بين 1830 -1857 وكان أساس هذه المعارك راجع الى مقاومة الزواويين (منطقة القبايل ).(22)
وذكر نفس المؤرخ أن القبائل أو الأعراش في منطقة القبايل كانت تتنافس فيما بينها على محاربة ومقاومة الجيش الفرنسي ،أي أن الجهاد عندهم كان من الشهامة والفخر و السجية التي تتنافس الأعراش على كسبها . (23)
كما جاء في كتاب” القبايل الكبرى ” لضابط فرنسي اسمه دوماس تكلم على لسان أحد الجواسيس في منطقة القبايل يقول ” أن طلاب زاوية ريفية تقع ناحية جامع الصهاريج بمنطقة القبايل ، وهي زاوية سيدي عبد الرحمن، شكلوا فيما بينهم فرقة من الفدائيين، وان عددهم بلغ 600 أو 700 طالب ، وكلهم يجيدون القراءة والكتابة ، كما أنهم مدربون على القتال ومسلحون بالبنادق والسيوف الطويلة والعصي الحديدية “(24)
و شهد الكولونيل لونوبل بذلك حين ذكر ” أحد الضباط الفرنسيين شرح لنا في كتابه الذي ألفه عن تاريخ منطقة القبايل ، الأسباب التي جعلت جيش بيجو لا يستطيع أن يتقدم الى الأمام للقبض على الأمير عبد القادر سنة 1837 وذلك ” لأن عبد القادر كان تحت حماية 1500 رجل من أبناء القبايل ” (25)
وليس رجال منطقة القبايل فقط من قاوموا الغزاة بل حتى نساءهم وفي هذه القصة المؤثرة يتجلى لنا أي نوع من النساء في جبال جرجرة وهذا فيما ذكره الجنرال دوماس في كتابه حين قال :
” في سنة 1844 سئل رؤساء منطقة القبايل لماذا دافعوا بضراوة عن قراهم ضد جيش كامل قاده الجنرال بيجو بنفسه فأجابوا: كنا مستعدين أن نستسلم بعدما شهدنا ذلك الجيش الجرار ، إلا أن نسائنا اللواتي سَاءَهُنَ مَيْلُنَا إلى الصلح أقسمن اليمين على أن يخرجن عن طاعتنا إذا لم ندافع عن أنفسنا مهما يكن من أمر " (26)
كما لا يخفي على أحد أن أغلب جند الأمير عبد القادر كانوا من سكان منطقة القبايل فقد زار منطقة القبايل لمرتين وأثنى عليهم كثيرا في مذكراته وقد عين خليفة له في منطقة القبايل كاد أن يحرر العاصمة سنة 1838 ، وهو عبدالرحمن أوسالم. يقول Mahe, Alain أن الأمير عبد القادر قد زار منطقة القبايل بعد أن جلبه ممثلو الأعراش في منطقة القبايل فكانت الزيارة الأولى له في المنطقة سنة 1839 والثانية سنة 1845 وعلى عكس الكثير من القبائل في مناطق أخرى في الجزائر التي قام الأمير بمحاربة شيوخها المتحالفين مع الاستعمار فقد سارعت منطقة القبايل للجهاد تحت رايته وعين الأمير عبد القادر سنة 1835 خليفة له هناك وهو الحاج علي ولد سي سعدي . (27)
وطبعا لا داعي للحديث عن ثورة لالة فاطمة نسومر التي هزمت الجنرال راندون المدجج بأحدث الاسلحة آنذاك وبجيش جرار قوامه 45 ألف جندي من أجل القاء القبض على إمرأة ، أو الشريف الأمجد (بوبغلة) و الشيخ الحداد الذي كان في عمره 80 سنة حين خرج من المسجد في بجاية رمى بعصاه على الارض وبدأ خطبته على الناس بقوله ” سنرمي بفرنسا في البحر كما رميت عصاي على هذه الى الارض ” فتاريخ هؤلاء معروف للجميع وهؤلاء الرجال من منطقة القبايل يعرفهم القاصي والداني .
دور منطقة القبايل في الحركات الوطنية السياسية : لم تخلوا أي جمعية، أو منظمة ، أو حزب وطني يدافع عن الجزائر أيام “الجزائر الفرنسية” التي فرضها الاستعمار من تواجد مناضلين من منطقة القبايل فقد كان تمثيلهم قوى في جمعية العلماء المسلمين التي ترأسها الشيخ عبد الحميد بن باديس الصنهاجي الأمازيغي ومن بين أبرز الأعضاء من منطقة القبايل عبد العزيز بن عمر، الشيخ الورتلاني، وكذلك في حزب الأمير خالد و الحزب الشيوعي لكن أكبر تمثيل للمناضلين الزواويين كان في الحزب الاستقلالي ” نجم شمال افريقيا ” الذي تأسس سنة 1926 في فرنسا من طرف 26 مناضل جزائري كان من بينهم 11 مناضل كلهم من منطقة القبايل وهم كل من ” أيت تودرت ،أعمر أماش ،بنون أكلي ، بوطويل ، اسعد حسان، جفاي ،ايفور محمد،كوفي أرزقى ، لمو بن محمد، سي لجيلالي ، بوشفى صالح . تجدر الاشارة الى حزب نجم شمال افريقيا هو الحزب الوحيد والأول الذي طالب بالاستقلال الكلي للجزائر واسترجاع السيادة الوطنية بشكل صريح ولما نعود الى تاريخ تأسيسه 1926 نجد أن فكر هذا الحزب كان تقدميا حتى على الكثير من الحركات التحررية في العالم كله آنذاك. وقد تم تعين مصالي الحاج كرئيس لهذا الحزب بعد حملة الاعلام الفرنسي ضده (الحزب) حيث كانت تسميه الصحف الفرنسية ” بنجم القبايل ” (L’Etoile Kabyle ) وهذا لزرع فكرة لدي الجزائريين أنه حزب خاص بسكان منطقة القبايل فقط بسبب أغلبية أعضائه الزواويين ، وكل هذا لغرض منع جزائريو المناطق الأخرى من الانخراط فيه واعطاء صفة الجهوية لهذا الحزب الذي أزعجت مطالبه الاستقلالية السلطات الفرنسية منذ بداية تأسيسه ، وكخطوة لمحاربة هذه الاتيكات التي وضعتها فرنسا قام أعضاء الحزب بترشيح مصالي الحاج من تلمسان كرئيس لإعطاء صورة وطنية لهذا الحزب لجلب المناضلين اليه من كل ولايات الوطن ، لكن أغلبية مناضليه من منطقة القبايل تم فصلهم خلال ما سمي بالأزمة البربرية أيام حزب الشعب و هذا بعد اجتماع مجموعة من المناضلين المحسوبين على المنطقة في (لاربعا ناث ايراثن) سنة 1947 طالبوا من خلاله رئيس الحزب أن يفتح لهم النقاش حول مسالة الهوية الأمازيغية واعطاء الضوء الأخضر للعمل المسلح ، وهو الشئ الذي رفضه مصالي الحاج بعد تأثره بأفكار منظر القومية العربية شكيب أرسلان وقد زادت حدة النقاش والاختلاف أكثر سنة 1949 فقرر الحزب بفصل كل الأعضاء المنتمين الى التيار الأمازيغي الذي أطلق عليهم اسم ” البربريست ” وتم تصفية بعضهم جسديا لاحقا بنفس التهمة .
مساهمة منطقة القبايل في الثورة المسلحة : بمجرد عودة كريم بلقاسم من الخدمة الاجبارية في الجيش الفرنسي سنة 1947 الى قريته في” اعلالن ” في ذراع الميزان بتيزي وزو شارع في تنفيذ عمليات توعوية سياسية في المنطقة بين الشباب ثم تنفيذ عمليات عسكرية ضد بعض العملاء وعلى بعض الثكنات العسكرية برفقة صديقه أوعمران وبعض المجاهدين فتم اصدار حكم الاعدام غيابيا عليه قبل اندلاع الثورة المجيدة . واذا كان عدد العقداء خلال الثورة المجيدة هم 29 عقيد فان 17 منهم من منطقة القبايل فقط وهم كل من ” أوعمران، علي زعموم ، محمدي السعيد الذي طالب مساعدة الألمان لطرد فرنسا من الجزائر ، عبد الرحمان ميرة , علي ملاح محمد قائد الولاية السادسة الذي قتل بعد تحريظ الخائن بن شريف السعيدي الذي خطط مع فرنسا، ضده وثلة من المجاهدين بالقول لبعض الأغبياء بأنهم جاءوا من منطقة القبائل لإستعمارهم ونسوا الإستعمار الفرنسي ،سي محمد بوقرة ، محند ولحاج . إيزوران ، عميروش آيت حمودة. كريم بلقاسم ، سليمان دهليس ، محمد بوداود ، دون احتساب السياسيين مثل عبان رمضان و اوصديق، حسين أيت احمد أو المسؤولين أمثال ديدوش مراد وياسف سعدي اللذان ترجع اصولهما الى منطقة القبايل . كذلك نجد أن سكان منطقة القبايل الذين تمت عملية طبع ونسخ بيان اول نوفمبر 1954 بعقر دارهم في ايغيل إمولا قد مثلوا أكثر من ولاية ثورية من الولايات الستة التاريخة وهي كالتالي : كريم بلقاسم، محمدي السعيد ، عميروش آيت حمودة، عبدالرحمن ميرة، محند ولحاج، مسؤولون على منطقة القبائل (الولاية الثالثة ) ، ثم ديدوش مراد أول مسؤول على الشمال القسنطيني (الولاية الثانية)، ثم عمر اوعمران، سليمان دهيليس، سي صالح زعموم وسي محمد بوقرة مسؤولون على مايحيط بالعاصمة ( الولاية الرابعة)، ثم علي ملاح أول مسؤول على الصحراء ( الولاية السادسة)، كما نجد العقيد قاسي وكذلك إيزورانن ونذكر أيضا ياسف سعدي مسؤول المنطقة الذاتية للعاصمة وهو من عزازقة مثل ديدوش مراد. ولا ننسى فضل منطقة القبايل على حل الخلاف الذي وقع بين مجاهدي الولاية الاولى بعد استشهاد قائدها الرمز مصطفى بن بولعيد بارسال عميروش ايت حمودة اليها لحل ذلك الخلاف وحتى معركة الجزائر كانت من تخطيط عبان رمضان الذي قال في مؤتمر الصومام المنعقد في منطقة القبايل 20 أوت 1956 ” عملية عسكرية واحدة في المدينة افضل لي من 100 عملية في الجبال ” .
ليس هذا فقط فالاحصائيات التي تم جمعها خلال مؤتمر الصومام 1956 تأكد أم منطقة القبايل هي أكثر من قدمت للثورة وهذه الارقام توضح لنا عدد المجاهدين الذين إنضموا الى العمل الثوري عند اندلاع ثورة التحرير1954 في كل منطقة ويقابله عددهم في سنة 1956 أي يوم جمع الاحصائيات في مؤتمر الصومام :
1) الولاية الأولى ( الأوراس ) لا توجد إحصائيات لانه لم يحضر زعماء الولاية الأولى لهذا المؤتمر لتقديم معلومات عن الولاية ، بسبب استشهاد مصطفى بن بولعيد . 2) الولاية الثانية ( الشمال القسنطينى ) [ 100 مجاهد في أول نوفمبر 1954] – [ 1669 مجاهد في 1956 ]. 3) الولاية الثالثة ( منطقة القبايل ) : [ 450 مجاهد]مجاهد في أول نوفمبر 1954 ، [ 3100 مجاهد في 1956] 4) الولاية الرابعة : [ 50 مجاهد مجاهد في أول نوفمبر 1954] -[ 1000 مجاهد في 1956]. 5) الولاية الخامسة : [60 مجاهدا مجاهد في أول نوفمبر 1954] – [ 1500 مجاهد في 1956] 6) الولاية السادسة ( الصحراء ) [ 00 مجاهد في أول نوفمبر 1954 ] -[200 مجاهد في 1956 ] يعني أن عدد المجاهدين في الولاية الثالثة ( منطقة القبايل) وحدها يفوق عدد المجاهدين في الولايات الأربعة المذكورة في 1954 ، ويفوقها كذلك في 1956 . بعد كل هذا يخرج علينا بعض الجزائريين بمشروع فشلت فرنسا في تطبقيه متمثل في محاولة تشويه منطقة القبايل في نظر الجزائريين ويتهمون هذه المنطقة الأبية التي قدمت خيرة شبابها من أجل الجزائر بتهمة بالخيانة ؟
لمذا التركيز على تشويه منطقة القبايل ؟ . محاولة تشويه منطقة القبايل في نظر إخوتهم الجزائريين ليست وليدة اليوم ،يقول البرفسور الجزائري المؤرخ والباحث رابح لونيسي أن هذه المنطقة التي أطلقت حولها العديد من الإشاعات قد ذهبت ضحية موقعها الجغرافي ، وليس لأنها تتحدث الأمازيغية لأن الكثير جدا من مناطق الجزائر تتكلم الأمازيغية،و لأن موقعها قريب جدا من العاصمة أو السلطة المركزية، فمنذ أن اختار العثمانيون “الزاير” نسبة إلى مؤسسها بولوغين بن الزيري الصنهاجي الأمازيغي، وليس الجزائر كما يريد إيهامنا المشارقة بأنها مجموعة جزر، ولا أعلم اين هي موجودة أصلا ، فموقع منطقة القبائل قرب العاصمة أو المركز أدى إلى إدراك السلطة منذ الفترة العثمانية إلى اليوم أن أي ثورة يقوم بها سكان منطقة القبائل معناه السقوط السريع للسلطة الحاكمة إذا وقفت معها المناطق الأخرى، ولهذا فمن الضرورة عزلها ، فتتحالف السلطة المركزية مع المناطق الأخرى ضدها، و منه برزت كل الدعايات و الصور المشوهة لسكانها، فكان ذلك منذ العثمانيين الذين كانوا يقولون عنهم أنهم “كفارا” لقلب الآخرين عليهم بسبب رفضهم دفع الضرائب الإستغلالية والمهينة للسلطة العثمانية، ومورست نفس السياسة في العهد الإستعماري، خاصة بعد ما وضع بوجو تعليماته لقادة الجيش عام 1844، يحذر فيها بالخصوص من سكان المنطقة الذين وصفهم بمحاربين أقوياء ومتعصبين دينيا، وقد تنبه الإستعمار إلى ذلك على يد حمدان خوجة العثماني في تقريره إلى اللجنة الأفريقية التي أنشأتها السلطات الإستعمارية عام 1834، وتأكد من خطورة هذا الموقع الجغرافي عندما كاد القبائلي الطيب أوسالم خليفة الأمير عبدالقادر من تحرير العاصمة عام 1838، وانتهجت نفس السياسة بعد إسترجاع الأمة الجزائرية إستقلالها، فموقعها الإستراتيجي القريب من المركز هو الذي جعلها عرضة لكل التشويهات في إطار سياسة فرق تسد لا أكثر ولا أقل، ولو جاء سكان الغرب الجزائري مثلا هم سكان هذه المنطقة لوقع لهم نفس التشويه .
يقول كذلك أن رفض مجاهدي الداخل الذين ينحدر أغلبيتهم من منطقة القبايل لمجاهدي جيش الحدود بزعامة بن بلة – بومدين بعد الاستقلال وتمرد منطقة القبايل بقيادة الزعيم التاريخي حسن آيت احمد على حكم بن بلة 1963 هو الذي جعل النظام بن بلة وبومدين ينشرون الدعايات ضد منطقة القبايل لعزل أفكارهم عن الجزائريين .
وهذا الفيديو يلخص الكلام وفيه رئيس الجمهورية المؤقتة بن يوسف بن خدة يحذر الجزائريين من استيلاء جيش الحدود على الثورة التي لم يشاركو فيها.
https://www.********.com/mostaphasam...5947931355089/










رد مع اقتباس