منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مثير للإهتمام :: الزواف بن تزييف الحقيقة التاريخية والتزويف السياسي للموضوع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-13, 21:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
معوذ سالم
محظور
 
إحصائية العضو










New1 موضوع مثير للإهتمام :: الزواف بن تزييف الحقيقة التاريخية والتزويف السياسي للموضوع

https://www.youtube.com/watch?v=R7LWGwMMEOo
لاحظت في الآونة الأخيرة كثرة الحديث عن الزواف بشكل كبير جدا ، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المدونات، لم أعر الأمر اهتماما في البداية لكن لما تبين لي كثرة المبالغة في تداول الموضوع والتزييف الواقع فيه ، فكرت في كتابة هذه الأسطر كمحاولة بسيطة لتسليط الضوء على مسألة الزواف ، بهدف الاجابة على بعض الأسئلة التي يطرحها الكثيرين ومن بينها :من هم الزواف ؟ وما هي الظروف التي انضموا فيها الى فرنسا ، وهل هناك فرق أخرى غير الزواف واذا كان الجواب بنعم ! فلماذا يتم الحديث عن فرقة الزواف فقط دون غيرها ؟! وكيف يمكن قراءة دور هذه الفرق في سياق تاريخي ؟ ،و لماذا يثار هذا الموضوع الآن ؟ …. من المؤكد أنه يتعذر على الانسان فهم أي فكرة خارج سياقها التاريخي الحقيقي ولهذا كبداية لابد من العودة الى جذور المسألة والتي تعود الى فترة تواجد الاستعمار العثماني في الجزائر الذي استنجد به الجزائريين من أجل حماية المدن الساحلية التي كانت تتعرض لهجمات صليبية في بجاية و وهران و غيرها من السواحل الجزائرية فساعد الاخوة بربروس (عروج و خيرالدين ) الجزائريين في التصدي للحملات الصليبة فتطور الأمر من _ حماية الى استيطان _ عثماني ثم استعمار عن طريق الاستغلال المادي وفرض ضرائب باهظة الثمن أثقلت كاهل الجزائريين وكان العثمانيين قد أسسوا ما يسمى بقبائل المخزن التي كانت مهمتها جمع هذه الضرائب ولم تكن عبارة عن جزية طبعا ، وحتى لو كانت كذلك فهذا لا يجوز شرعا كون الجزية تفرض على غير المسلمين مقابل الحماية وتبطل مباشرة في حال انخراط “المحميين ” في الجيش حتى ولو كانوا غير مسلمين ، وكما يعلم الجميع فقد انخرط الجزائريون في الجيش العثماني وساهموا في الدفاع عن أرضهم أيضا ضد الحملات الصليبية .
وأمام تسلط واستغلال العثمانيين للجزائريين وجبروت الجيش الانكشاري وسوء الأحوال الاقتصادية للسكان جائت ردة فعل الجزائريين بالتمرد على حكمهم وكانت هناك الكثير من الثورات ضد الحكم العثماني أهمها ثورات شيوخ الزوايا والمرابطين كثورة ابن الشريف الدرقاوي 1805م وعائلة الأمير عبد القادر في الغرب الجزائري وابن الأحرش (1803-1804) و منطقة القبايل التي رفضت سياسية العثمانيين الاستغلالية كذلك فأسست لنفسها ما سمي بإمارة كوكو سنة 1509 من طرف أحمذ أولقاضي و كان لها استقلال ذاتي عن الجزائر العثمانية ويقول الدكتور حسني قيطوني أن المنطقة الوحيدة التي كان يسيطر عليها العثمانيين في منطقة القبايل هي قبائل الحضرة (جيجيل حاليا ). وفي هذه الأثناء عمل العثمانيين على سياسية “فرق تسد” كأنجح وسيلة للسيطرة على الجزائريين واستغلال النظام القبلي الذي كان سائدا في تلك الفترة بضرب كل قبيلة بقبيلة أخرى حيث شكلت قبائل المخزن الموالية لها وكذلك فرق مرتزقة من الجزائريين تعمل لصالحها أهمها فرقة الصبايحية والزواف وهذا لأسباب عدة أهما الفقر و السياسة الاستغلالية و التناحر القبلي و فساد الجيش الانكشاري في تلك الفترة الذي تمرد هو الاخر في الكثير من المناسبات .
معاهدة استسلام الداي حسين

بعد حصار مدينة الجزائر في 04 جويلية 1830 من طرف الفرنسيين قام العثمانيين بتسليم المدينة و من فيها بعد توقيع معاهدة استسلام الداي حسين في 05 جويلية 1830 بسهولة لم يكن الفرنسيون يتوقعونها و لا حتى الجزائريين , و كانت هذه المعاهدة مقابل ضمان مغادرة الداي للجزائر مع أفراد عائلته و حاشيته، و لحق به جيشه الانكشاري فيما بعد ، كما دفع الكونت دي بورمون (قائد الحملة الفرنسية على الجزائر) لكل فرد منهم معاشا لمدة شهرين من غنائمهم التابعة لأموال الخزينة الجزائرية التي جمعها العثمانيين من الضرائب الباهضة المفروضة على الاهالي المُستغلين والمقهورين لمدة 3 قرون . الجماعة التي تكلفت بحوار مع القائد الفرنسي دي بورمون كانت تتكون من نبلاء وأثرياء المدينة وهؤلاء فضلوا الحفاظ على مصالحهم الخاصة فقرروا الاستسلام باسم أهل الجزائر .
بعد ذلك فكر قائد الحملة الفرنسية دي بورمون التوغل خارج العاصمة المحتلة ظنا منه أن الأهالي الجزائريين الذين ضاقوا ذرعا من التواجد العثماني سيفتحون أبوابهم لاستقبال الحكومة الجديدة بصدر رحب، وقد أرسل دي بورمون رسالة الى أسياده في فرنسا يخبرهم أن البلاد ستكون خاضعة له في غضون 15 يوما ، وطبعا كان ذلك ما سيعتقده أي شخص في مكانه بعد السقوط السريع لمدينة الجزائر بسبب تسليم الداي حسين القيادة العسكرية الى صهره إبراهيم باشا الذي قال حمدان خوجة أنه وجد مختبأ في دير مع بعض جنوده بعد الهزيمة ، أضف الى ذلك اعلان مصطفى بومزراق حاكم باي التيطري اعترافه بالسلطة الفرنسية (01) وتبعه حسن باشا باي وهران باعلانه الاستعداد للتعاون مع السلطة الفرنسية وتغيير الحكومة وهذا قبل أن ترسل فرنسا قوات لاخضاعه ؟.
وفي 23 جويلية 1830 خرج دي بورمون الى البليدة برفقة 1200جندي و100 فارس ومدفعيتين متفاخرا بقوته حتى تصادم بقوة أول مقاومة شعبية جزائرية بقيادة الزعيم أوزعموم أو ابن زعموم وهو كبير قبيلة فليسة في منطقة القبايل الحالية ، فانسحب دي بورمون الى العاصمة المحتلة في 25 جويلية من نفس العام مع جيشه المضطرب من هول المعركة وكانت النتيجة فقدانه ل60 جنديا .(02)
تذكر وثيقة لنقيب فرنسي أحداث تلك المعركة التي جرت بين دي بورمون و الشيخ ابن زعموم القبائلي ويقول:
لما علم الحاج محمد بن زعموم بنية الجنرال القائد العام بالسير إلى البليدة ،كتب إليه من جديد ليثنيه عن عزمه،قائلا له، أنه بالرغم من الذهول الذي سببه انهزام الأتراك ،فإن العشائر الجبلية تستعد للقتال من أجل الدفاع عن وطنها وحثه على الامتناع عن التوغل في البلاد إلى غاية عقد معاهدة بالصيغة اللائقة تنظم علاقاتنا مع "العرب" . لم يأبه السيد دي بورمون لهذه التحذيرات و لم يبال بها و سار إلى البليدة يوم 23 جويلية (1830) مع ما يتراوح بين 1000 و 1200 رجل من المشاة و مائة حصان و قطعتي مدفعية.لم يكن لهذه الجولة أي دافع سوى الفضول، ولم تكن لأية فكرة سياسية صلة بها . مر الرتل الصغير عبر جسر واد الكرمة،وتوقف للراحة مدة طويلة في بوفاريك... الواقعة في قلب وطن بني خليل، ووصل إلى البليدة في المساء و استقبل استقبالا حسنا من طرف السكان. في اليوم الموالي لوحظ أن العرب و القبائليين كانوا يستعدون لمقاتلتنا.ففي الصباح أطلقت بعض الطلقات النارية على مجموعة استطلاعية أرسلت عبر طريق المدية.و لو أخفى العدو مشروعه بشكل أفضل لتمكن من ذبح كل الطابور لأنه (الطابور) لم يكن حذرا بالقدر اللائق.كان الطابور قد خيم عند أبواب مدينة أثارت فضول أفراده وتخلى كل الضباط و الجنود تقريبا عن مواقعهم للذهاب لزيارتها ، طالما أن الثقة كانت كبيرة.ولكن بعد أن أنذرتهم المظاهر الجزئية العدائية، هرعوا إلى عرباتهم. عند منتصف النهار قتل قائد سرية من قيادة الأركان بطلقة نارية، وراء سياج نباتي، حيث قادته الضرورة الطبيعية. على الساعة الواحدة صدر،الأمر بالرحيل.و بمجرد انطلاق الرتل،انقض عليه جمع غفير من العرب و القبائليين وقتلت نيرانهم الكثيفة الكثير من رجالنا.لحسن الحظ ،أن الجنرال هوريل Hurelالذي كان يقود الطابور ،تذكر أن الطريق الذي سلك بالأمس،كان غائرا ومحصورا على امتداد مسافة كبيرة ،فسلك طريقا آخر قادنا إلى السهل مباشرة .و لولا هذا الإلهام لكانت المصيبة أكبر. لم يجرؤ القبائل على المغامرة في السهل لأنهم لم يكونوا يتمتعون بغطاء طبيعي ،و مع ذلك طوردنا و جرى تعقبنا إلى غاية سيدي حايد على مسافة فرسخ وراء بوفاريك.قام خيالتنا ببعض الهجمات الناجحة و كان النظام دائما و لم ينفرط في الطابور على الإطلاق.لم يتوقف طابورنا عن السير منذ الانطلاق من البليدة إلى غاية سيدي حايد. لقد أعطت سرعة سيرنا لانسحابنا مظهر فرار . قضى الطابور الليلة في بئر توتة . لقد أصبحت القطيعة مع بن زعموم أمرا واقعا ولم تتجدد أية محاولة للتفاوض بعد ذلك . كان بن زعموم في -الفترة موضوع حديثنا - يبلغ من العمر حوالي 70 عاما. "
بعد هذه الهزيمة الغير متوقعة من الكونت دوبرمون و جنده , ذهب يفكر في اعادة ترتيب أوراقه وكان عليه أن يستفيد من خبرة سابقيه من العثمانيين الذين أحكموا قبضتهم على هذه البلاد لمدة 03 قرون , على سنة فرق تسد، وقد صادف أن وجد 500 جندي زواوي مرتزق مقيمين بالعاصمة ممن كانوا يقدمون خدمات عسكرية للدايات , و أصبحوا بدون عمل بعد رحيل أسيادهم (العثمانيين), فقام دي بورمون بتوظيفهم بعد أن أضاف اليهم مجندين من الأهالي دون التفرقة في العرق , أو بين سكان المدن و الأرياف, عربا كانو أو قبايل أو كراغلة , وتم دمجهم كذلك مع جنود فرنسيين (الحراس السابقين لقصر الملك شارل العاشر + عناصر ثورة 14جويلية الذين كانو يجوبون شوارع فرنسا بالمظاهرات وكان عددهم يزداد كل يوم حتى هددوا الاستقار في فرنسا فقامت الحكومة الفرنسية بارسالهم الى الجزائر للعمل كمجندين في صفوف منظمة الزواف لابعاد خطرهم ) شكلوا الاغلبية في كتيبة أطلق عليها اسم les zouaves الزواف (03) ( شاهد ايضا الارشيف الفرنسي )
وفي كتاب : الجزائر من سنة 1830 إلى 1840 بداية غزو . ص 08. لكامي غوسي من الاكاديمية الفرنسية،(L’Algérie de 1830 à 1840 : les commencements d’une conquête / par Camille Rousset) نجده يتحدث عن تشكيل كتيبة الزواف في عهد كلوزال خليفة دي بورمون في شهر أوت ويقول أنه بمجرد أن قدم آغا الجزائر (شيخ العرب ) نداءا للجزائريين لمن يريد العمل في الجيش الفرنسي حتى أتى بعض الجزائريون من كل حدب و صوبفي نهاية الشهر كراغلة , زنوج ,عرب , قبايل, بل وصلوا حتى من بسكرة وهذا نص حديثه :
dans un pays inconnu, le général Clauzel entreprit de former un corps de troupes indigènes . C'était un projet que le maréchal de Bourmnt avait conçu, mais que le temps et les événements ne lui avaient pas permis de mener à fin. Déjà, pas ses ordres et par les soins de l'agha, quelques centaines de volontaires s'étaient présentés à la fin du mois d'août, gens de toute origine et de toute condition, coulouglis, négres, Arabes, Biskris, Kabyles; entre ceux-ci, les plus considérés etaient des Zouaoua
في خظام الفوضى التي آلت اليها البلاد بعد سقوط النظام العثماني , واستسلام بعض الأقاليم , وتسارع بعض شيوخ القبائل الى تحقيق تحالفات مع السلطات الفرنسية الجديدة لضمان استمرار مصالحها الاقتصادية والسياسية , جرى كل هذا في فترة زمنية لم يكن الشعب الجزائري قد امتلك في ذهنيته فلسفة القومية الجزائرية , التي يأكد أغلب الباحثين أنها تشكلت بعد انتهاء القرن التاسع عشر , أي بعد ظهور الحركات الوطنية الاصلاحية السياسية والفكرية ، فقد ساعد انتشار نظام القبيلة والأعراش الذي كرسه الدايات الى استقطاب بعض المجندين الجزائريين الذين شكلوا مليشيات عسكرية عدة , استعملتها فرنسا لبسط نفوذها في البلاد وضرب المقاومات الشعبية ومن بين هذه الفرق والمليشيات :
فرقة الزواف (les zouaves) :
تشكلت فرقة الزواف أولا في العهد العثماني وحسب المؤرخ كرامون (GRAMMONT) فقد قام على بن احمد المدعوا علي خوجة بالاستلاء على الحكم بعد مقتل عمر أغا فيقوم بقتل 1200 جندي إنكشاري و 150 ضابط انكشاري كمحاولة منه لتقليص من سيطرة جيش الانكاشرية الذي عرف بالتمرد حتى اصبح على شكل دولة داخل دولة فيقوم بتعويضهم بي 6 الاف جندي من الكراغلة و2 الف جزائري من منطقة القبايل جندوا في الجيش العثمانية تم اسكانهم في مدينة الجزائر شكل بعضهم جيش المخزن وبعضهم فرقة الزواف التي التحق بها جزائريون من شتى المناطق فيما بعد ,وبعد سقوط مدينة الجزائر على يد الفرنسيين كان يتواجد فيها 500 جندي من فرقة الزواف من الذين كانوا يخدمون الاتراك , قامت فرنسا بتجنيدهم أضافة اليهم جنود فرنسيين مثلما سبق وذكرنا , و كان ذلك في عهد دي بورمون الذي تم عزله مباشرة بعد هزيمته على يد زعيم قبائل فليسة الأمازيغية وهو ابن زعموم , خلفه بعد ذلك الجنرال كلوزيل في سبتمبر 1830 وهذا الأخير أدرك فعالية المرتزقة الجزائريين ; فأسست كتيبتين للمشاة منفصلتين ،بحيث كانت كل كتيبة تضم 06 سرايا تضم في مجموعها 397 بين ضابط وجنود وكان ذلك بقرار مؤرخ في 01 أكتوبر 1830 ، تم اسناد قيادة الكتيبين الى كل من النقيب موميل Maumel و دوفيفيي (04)
وفي 07 مارس 1833,تم اصدار مرسوم يقرر ادماج الكتيبتين في كتيبة واحدة , بسبب تكرار هروب المجندين الجزائريين منه وهذا بعد الهزيمة التي تعرض لها جيش كلوزيل وزوافه خلال الحملة الثانية له في المدية بتاريخ 03 جويلية 1831 .
تم اسناد هذه الكتيبة الى الضابط لاموريسيير Lamoricière , تم دعم هذه الكتيبة بجنود فرنسيين ليتشكل من 10 سرايا منها سريتان فرنسيتان و 08 سرايا من الأهالي الجزائريين (05)
وكانت الكتيبة الأولى للزواف تتكون من 38 ضابط فرنسي و1245 جندي ، وكل سرية من السرايا الثمانية الجزائرية فيها 12 جندي فرنسي ، وكان تجنيد الأهالي الجزائريين يكون عن طريق التطوع في صفوف الزواف بعقد مدته 03 سنوات قابل للتجديد سنة واحدة بموافقة الجنرال ونائب المقتصد العسكري .
وبعد مرور سنتين يقوم كلوزيل بتنفيذ حملته العسكرية على مدينة معسكر فجاءت الأمرية الملكية الصادرة بتاريخ 25 ديسمبر 1835 بتشكيل كتيبة ثالثة من الزواف وقد كانت الحامية العثمانية في مشوار تلمسان النواة الاولى للكتيبة الثالثة للزواف وذلك حسب الأمرية الملكية الصادرة في 20 مارس 1837 ، وقد كانت الحامية العثمانية قد تصدت لعدة حملات عسكرية للأمير عبد القادر (06) وفي 01 جانفي نجد أن الكتائب الثلاثة للزواف قد نشكلت في مجموعها حسب الوضعية التالية:
الكتيبة الأولى والثانية بمدينة الجزائر وتتكون من 1024 جندي من بينهم 757 فرنسي و 267 من الأهالي.
الكتيبة الثالثة بوهران وتتكون من 263 جندي .
وقد بلغ مجموع الجنود في كل الكتائب 1287 جندي ، وقد كان الزواف يلبسون القميص العثماني ذو اللون الأحمر ويضعون فوق رؤوسهم الشاشية ويستعملون السيف كسلاح.
وسرعان ما صارت فرقة الزواف تتكون من أغلبية فرنسية من المتطوعين البارسيين (07) حتى أصبحت فرقة الزواف متكونة من جنود فرنسيين فقط بعد اقصاء الاهالي منها وهذا سنة 1841 ، حتى أن الفوج التاسع للزواف تم أنشاءه في فرنسا من الجنود والمتطوعين الفرنسيين (08) .
صورة لثكنة عسكرية للزواف فرنسيين في باتنة (مصدر الصورة https://goo.gl/images/CshS0Q)


هروب الجزائريين من منظمة الزواف :
يدعي المروجون لمسألة الزواف أن عددهم (الزواف) كان 15 ألف وأنهم من منطقة القبائل فقط ، وهذا ليس صحيحا ولا يوجد سند تاريخي له , أولا ليس هناك مؤرخ ذكر أن عدد الزواف قد تعدي 4 ألاف والشئ الذي يجب معرفته هو أن منظمة الزواف بعد سنة 1841 أصبحت تتشكل من الفرنسيين فقط ولم يعد فيها أي جزائري لكن تم تشكيل كتائب من طرف دول أخرى في أروبا وأمريكا أطلقت عليها تسمية الزواف سنتكلم عنها لاحقا ، أما عن سبب هروب الجزائريين من منظمة الزواف الجزائرية فهذا لسوء معاملة الفرنسيين لهم وكذلك نبذ المجتمع حيث يقول شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله :
” أسس الفرنسيون هذه الفرقة من الجزائريين ولكن أفرادها كانو يفرون منها بشكل جعل رئيس اللجنة الثانية (ديكازيس) يقول أن من بين 1144 شخصا لم يبقى سوى 363 . (09)
ملاحظة : ديكاريس هو رئيس اللجنة الافريقية التي شكلتها فرنسا لمتابعة أحوال الجزائريين والجزائر . ويقول كذلك “
ومن جهة أخرى أنشأ كلوزيل فرقة مشاة من بعض الجزائريين المرتزقة سماها فرقة (الزواف) ، وذلك في أول أكتوبر 1830. وكان يطمح الى تكوين فرقة أخرى من الفرسان ولكن الهروب من الفرقة الاولى جعله يتوقف عن طموحه . وسنرى أنه حاول انشاء فرقة محلية (مليشيا) عند دخوله مدينة المدية . ” (10)
كما ذكر المؤرخ الشهير أندري جوليان المعادي للاستعمار أن تزايد هروب الجزائريين من فرقة الزواف كان بسبب عدم دفع فرنسا لرواتبهم بالاضافة لسوء المعاملة وكذلك نبذ المجتمع لهم وقال أن أحد الجزائريين قام بحرق ابنه الزوافي حيا حين عاد الى المنزل لأنه تعامل من الصليبين . (11) وأهم من ذلك ما ذكره لنا المؤرخ الفرنسي لورونسان بول (Paul Laurencin) في كتابه زوافنا (Nos zouaves) في سنة 1840 ، يقول أن أغلب الزواف الانديجان (عرب وقبايل) كانوا يقدسون الأمير عبد القادر ومع تأثير هذا الأخير تخلوا عن الراية الفرنسية وانظموا الى راية الأمير عبد القادر الاسلامية وقد استفاد الأمير عبد القادر من خبرتهم العسكرية وعينهم كمدربين وكون بهم جيش عصري منظم على الطريقة الأوروبية لمقاومة الفرنسيين وقد كان يطلق عليهم اسم المنتظمون وهذا لشدة تنظيمهم و الحُمْرْ بسبب لون برنوسهم الاحمر . (12) .
اقتباس النص من صفحة 26 / 27:
sous l'impulsion de ce personnage , l'émir Abd-el-kader, qu'Arabes et Kabyles vénéraient comme un saint, la plupart des zouaves indigènes avaient déserté le drapeau français pour se remettre sous l'étendard musulman . Abd-el-Kader en avait fait les instructeurs et les officiers de son armée . cet homme, qui nous haïssait alors ,avait su organiser a l'européenne les guerriers arabes si réfractaires a toute discipline, et il en avait formé un corps de troupe a pied a peu prés régulier que, pour celle raison ,on appela les régulier d'Abd-el-kader, comme la couleur de leur burnous avait fait donner a ses cavaliers le nom de Rouges
ملاحظة : من خلال الاقتباسات التي أوردناها سالفا حول هروب الجنود الجزائريين من منظمة الزواف , يتبين لنا أن دافع انخراط الجزائريين في ما سمي بالجيش الافريقي المكون من عدة كتائب (سنذكرها فيما بعد) , هو دافع الاسترزاق والحماية فقط وليس دافع ايديولوجي أو سياسي , كما يريد أن يوهمنا بعض المروجين لموضوع الزواف في الجزائر, و خير دليل على هذا هو انقلابهم ضد فرنسا بعد ظهور قائد جزائري مؤثر حمل مشعل المقاومة وهو الامير عبد القادر .
الزواف الأجانب :
زواف البرازيل

لقد قلنا أن منظمة الزواف الجزائرية لم تعد تتكون من جزائريين بعد سنة 1841 , بل على جنود فرنسيين أوروبيين جندوا في الجيش الفرنسي وخير دليل على هذا هي الكتب الفرنسية التي تحدثت عن تاريخ الزواف في الجزائر على سبيل المثال لا الحصر كتاب :” الفوج الأول للزواف في الحرب الكبرى 1914 -1919 ” أو ” تاريخ الفوج الثالث للزواف خلال الحرب ضد ألمانيا 1914 – 1918 ” هذه الكتب نشرت قائمة إسمية لكل الزواف المشاركين خلال هذه الحروب , ولم يرد فيها أي اسم جزائري بل كلها أسماء أجنبية . كما قامت دول أخرى بإنشاء كتائب للزواف بنفس لباس زواف الجزائر وهذا في كل من كندا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، دولة الفاتيكان ويطلق عليهم (Les zouaves pontificaux) ، والإمبراطورية العثمانية التي كانت لها أفواج باسم الزواف شاركت بها في الحرب العالمية الأولى و البرازيل .
فيديو لزواف بلجكيين Malonne .
https://youtu.be/nGxqPq6Kv2s









 


رد مع اقتباس