[ناصف الورداني]

طلبت مني أمّي ان أكتب خاطرة بعنوان علّميني كيف أعيش بدونك .. ( لك ذلك يا من علّمتني أن أحب اللّه و الرّسول ثم أحبّك ) ..
أين يدرّس العيش بدونك ؟
أنت العيش
أنت الوطن
أنت الجنّة
أنت حروف اسمي ( حمزة ) ..
حاء محبّة و باء باب جنّة و زاي زوّديني بالعيش ..
علّمتني أن لا أكره و الكره طبع البشر ..
ها أنا ذا لا أكره بشرا .. بفضلك ..
علّمتني أن لا أحزن و الحزن غريزة ..
فكيف سأتعلم العيش بدونك ...
يا جزائري في هيئة بشر
و يا شهيدة المحبّة و الصّبر و الأمل ..
عادتك اختك الكبرى فقالت ..
" أنت لست أمّا لأولادك فقط
بل أما لكلّ ذي كربة و ذي فرحة و ذي شكوى .. "
عجبت لمحبّتك ...
و عجبت لقولها ..
نعم فيومها شعرت بفخر ..
ففيك قد رسمت الأمومة ..
قصيدة عن الأمّ ..؟
معلّقات و عقود علّقت بأذهان البشر ..
تغرين قلمي و لكن يحظر الخجل ..
فعطاؤه ليس الّا نثرا و عطاؤك فعل اشتدّت به العظام ..
أمّي ألف ألفت بها آلاف الأبيات و ميم مال معها القلب حبّا ..
تعلمين ..
أحجّ اليك كلّ يوم فتباركين يومي بدعائك ..
أنت معنى لأكثر من كلمة ..
أنت معنى لأكثر من حياة ..
أنت حياة لأكثر من قلب ..
إيّاك و الكبر فنحن ليست أمورنا بأيدينا ..
إيّاك و الظّلم فالله يجمع الظّالم بالمظلوم ..
إيّأك و التّدخين فأنت مريض لا تحتمل .. ( أي حيلة هذه حفظتها في الصغر ) ..
علّمتني أن لا أفخر بمال أو جاه بل القّوة قرب من الخالق ..
و اللّه لو كتبت عنك في روايتي لأبهرت كلّ البشر ..
تزورني صور ليلية كنت فيها مريضا ...
كنت أفتح أعيني فتسقيني ماء و الكلّ في انسجام مع النّوم ..
يا ترى هل سأتوقف عن الكتابة اللّيلة ..
فقد ضربت لي موعدا مع المحبّة بلا انذار ..
اليوم جعلتني أسرق من المعاني ما ندر ..
كبّلتني هموم الحياة ففككتها بدعائك ..
فا يا ربّ هب لها في الدنيا خيرا و في الآخرة جنّة

..