منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التحقيق الدقيق في شرف بني نائل الوثيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-13, 14:59   رقم المشاركة : 182
معلومات العضو
ناصر الحسني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ناصر الحسني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

9- - أبو إبراهيم إسحاق بن يحيى: بن مطرأو ابن مَطْهَر9 الورياغلي المعروف بالأعرج، من رجال القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، وهو جد الشرفاء الغلبزوريين بأيث ورياغل، كان فقيها وشيخا صوفيا وإماما بجامع الشطة الكائن بالقرب من المدرسة البوعنانية بفاس، وقع بينه ويبن معاصريه من فقهاء فاس منازعة في مسألة فقهية كان الحق فيها إلى جانبه، فحدث لغط كبير من جراء ذلك، فأمر السلطان المريني يعقوب بن عبد الحق بنفي الفقهاء ومن جملتهم إسحاق، غير إنه عدل عن ذلك بعد ظهور كرامات في هذه النازلة، ورد في المقصد الشريف للبادسي على لسان شيخه أبي محمد صالح الهسكوري دفين آسفي، تعريفا بأبي إسحاق: "كان الفقيه إسحاق أوحد زمانه في الفقه والسخاء، وأحفظ خلق الله لأسباب الإخاء، ما لان جانبه قط لسلطان"10. وفي قصة عرجه روايتان تذكرهما المصادرالتاريخية، إلا إن مخطوطة الغِلَبْزوريين تورد رواية واحدة فقط، وهي المتعلقة بسقوط فرسه حيث التوت رجل إبراهيم فعرج منها منذ ذلك الوقت، له (طُرر) على المدونة وفتاوى كثيرة نبغ فيها ذكرها الونشريسي في كتابه "المعيارالمُعِْرب"، توفي بفاس سنة 683هـ موافق 1285م، ودفن بباب الجيسة أوالـﯕيسة. ورد في المنظومة:

إنّه تسابق الفُرسانْ / على شاطئ البحر الأبيض بالحصانْ
في جَمّ غفيٍر حاضٍر في السّباقْ / بملعب اصْفيحةْ بشَوقٍ واشتياقْ
فعثُرَ فرسُه في الرملِ / وانطوت رجلُه في ركاب الخيلِ
وبقي فيه أثَرُ الاعوجاجْ / لذلك يُدعى إبراهيمَ الأعرجْ
ويُدعى عند الفاسيّينَ الأعرجْ / إبراهيمَ العالِمْ مُودّعِ الحُجّاجْ

وإبراهيم هذا هو الذي حلاه المُدَرّع في منظومته بقوله:

بقُربه الورياغلي إبراهيمْ / غِناه لايحتاج للدّراهيمْ

10- السكناوي: ويكتب بالنون أو بالتاء ويقال السبتاوي، حسب ما هو وارد في المنظومة المذكورة سلفا، وقد كان نازلا في نواحي سبتة، ومن هناك انتقل أحد أحفاده باتجاه الريف فنزل بجبل حمام11 من بني ورياغل.
11- عبد السلام بن مشيش: توفي فيما بين 622 و625هـ موافق 1224 و1227م، وضريحه مشهور بجبل العلم وسط قبائل بني عروس بين مدينتي الشاون وثيطاوين، ولديه أخوان: موسى ويملح، وخلف من الذكور أربعة: محمد وأحمد وعلال وعبد الصمد.
12- أبي بكر بن علي (علال): المدفون ببني عروس، تفرعت عنه قبائل شرفاء العلم.
13- أبو سلام محمد المزوار: أحد أجداد الشرفاء العلميين، توفي سنة 250 هـ موافق 865م.
14- إدريس الثاني: أو إدريس الأصغر دفين فاس، حكم بين 188 و213هـ موافق 804 و828م، يعرف بالأنور وبصاحب التاج والمثنى، بلغت في عهده الدولة الإدريسية أوجها، وهو الذي بني مدينة فاس وضرب الدرهم الإدريسي، ترك غداة وفاته اثنا عشر ذكراً أكبرهم يدعى محمدا.
15- إدريس الأول: وهو المعروف بإدريس الأكبر حكم بين 172 -177 هـ موافق 788- 792م، وهو الجد الأعلى لجميع فرق الشرفاء الأدارسة وفروعهم بالمغرب، وهو دفين جبل زرهون، فر إلى المغرب بعد معركة "فخ" سنة 169هـ موافق785م رفقة مولاه راشد، وبايعه أمير قبيلة أوربة عبد المجيد الأوربي الذي زوجه ابنته كنزة، التي ولدت له ابنه إدريس الثاني بعد وفاة والده ببضع شهور. جاء في المنظومة:

بَنْ محمدْ بْن إدريسَ العاهلْ / بْن إدريسْ بَن عبد الله الكاملْ
ابن الحسن المثنّى فاحفظ وُدّهْ / بْن الحسنْ سبط النبي رسُول اللهْ

16- عبد الله الكامل: واسمه عبد الله بن حسن بن حسن بن علي، كان رجلا فاضلا، توفي في سجن المنصور العباسي سنة 144 هـ موافق 761م، وخلف من الذكور سبعة ضمنهم إدريس الأول.
17- الحسن المثنى: الحسن بن الحسن الملقب بالمثنى، توفي عام 97 هـ موافق 715م، وخلف من الأولاد ستة ضمنهم عبد الله الكامل.
18- الحسن السبط: بويع له بعد وفاة والده الإمام علي، غير إنه تنازل بعد ستة أشهر من توليته لمعاوية بن أبي سفيان، خلف من الذكور ثمانية ضمنهم الحسن المثنى.

3- حـــيــاتــه:

لاتوجد معطيات في المراجع التي اطلعنا عليها بخصوص تاريخ ميلاده، رغم إن تاريخ وفاته معروف بالتاريخين الهجري والميلادي، غير إن المنظومة المذكورة تشير إلى أن ولادة الولي الصالح سيذي امحند أُومُوسى- الذي يردف اسمه غالبا بعبارة: نفعنا الله ببركته- كان في آخرالقرن الحادي عشرالهجري/ السابع عشر الميلادي، دون تحديد يوم ولا تاريخ ولادته، بخلاف تاريخ وفاته المذكور بالوقت واليوم والشهر، ورد في المنظومة المذكورة:

السيد امحمد ولد آخر القرنِ / إحدى عشَرْ هجري له مَقرّانِ
الأول بأيث هشامْ والثاني / بتشثوين جبل احمامْ دون ميْنِ
توفي أثناء صلاة المغربِ / تسع شوال ندًًًًّ قََرْنٍ يبِّ
ودفن ثََمّ بمسقط رأسهْ / بجبلِ بوحموذ لامريةَ فيهْ

فالبيت الأخير يشيرإلى إنه ولد بجبل بوحموذ حيث دفن، ولهذا الولي الصالح زاويتان: الأولى أسسها سنة 1220 هـ موافق 1805م** بجبل يدعى بوحموذ بأيث هشام، والثانية سنة 1230هـ موافق 1815م*** في تشثيوين بجبل احمام قرب أغيل البوزدوري، وكان رجلا صالحا نزيها لاحاجة له في حطام الدنيا ومرابطا برباط المجاهدين بأجدير12- الكائن قبالة جزيرة النكورالتي احتلها الإسبان منذ 1673م- وظل يحمسهم للجهاد و ينفق عليهم ما لديهم من المال حتى وافته المنية يوم الأربعاء أثناء صلاة المغرب، ودفن يومه الخميس بعد صلاة المغرب بتاريخ تاسع شوال عام 1254هـ موافق 26 دجنبر1838م، قرب سكناه ومقر والده موسى المذكورسابقا، وهذا يتوافق مع ما ذكره الأنثروبولوجي الأمريكي المعروف في كتابه الشهير حول أيث ورياغل، إذ يقول: (...علمنا من أحد مستجوَبينا أن تاريخ وفاة سيذي امحند أوموسى يعود إلى سنة 1254هـ موافق 1838م، وقد دفن في مكان يطلق عليه اسم "ذاعرو(ر)ث ن اشو(ر)فا" أي "ربوة الشرفاء" في أيث هيشم، حيث دفن أبناؤه وأحفاده بمن فيهم حفيده سيذي مسعوذ ن صديق...)13 وكان متزوجا بزوجة واحدة اسمها حليمة من زاوية سيذي يوسف، وأنجبت معه سبعة أبناء (وقيل ثمانية)، ماتوا كلهم صغارا في قصة طويلة ماتزال تروى، باستثناء أحدهم يدعى سيذي صديق، الذي وافته المنية في شهرشعبان 1266هـ الموافق ليونيو1850م، ومن هذا الأخير تفرع أحفاد سيذي امحند المقيمين بأيث هشام وثشثيوين وبالسواني على شاطئ البحرالأبيض المتوسط، وكذا بقبيلة اﯖزناية (يدعون هناك بأولاد سيدي أحمد البوهالي) وبالحسيمة وتطوان؛ غير إن الأستاذ البوعياشي في مرجعه السابق ص237، أشارإلى ابن آخر لسيذي امحند اسمه محمادي لم يعقب أحدا، وهو مدفون بمقبرة سيدي امحمد وعلي (امحند وعري) بأجدير، والمعروفة حاليا بمقبرة المجاهدين.

وبعد وفاته خلفه ابنه سيذي مسعوذ14 صاحب سوق اثنين النساء (رْثنيْن نْذمْغَارين)، الذي وافته المنية يومه الأحد أواسط شهر شعبان سنة 1288هـ الموافق لأواخر أكتوبر1871م، تاركا ابنين هما سيذي محمد وسيذي أحمذ المعروف ببورجيلة، صاحب سوق أربعاء سيذي بوعفيف (أبي حفاف) والمتوفى يومه الأربعاء 16 جمادى 1341 هـ الموافق ل 4 يناير أو فبراير1923 م، وهو والد عبد السلام بورجيلة الذي توفي يومه الأحد 24 جمادى 1335 هـ الموافق ل 18 مارس أو أبريل 1917م بسوق الأحد نثيسارمع خمسة من أصحابه في قصة مشهورة15؛ وإلى هذا الولي تُنسب الأوصاف المتعلقة بأفخاذ سكان أجدير، التي ذكرها الأستاذ البوعياشي في باب المستملحات: (ينكب آل مسعود أُيوسف على قراءة القرآن، فهم أحلاس المساجد وتُزوج نساؤهم للفخفخة والكبرياء الفارغة، أما آل علي أُعيسى فإنهم لايقدرون على نزال الأقران، ولذا يكثُر فيهم الرجال ويُعمّرون، ونساؤهم يُتزوجن للكسب ونماء المال، وأما آل زرعة فهم الشجعان الذين لايبلغ منهم رجالهم من الشيخوخة لكثرة خوضهم المعارك، وإذا أردت امرأة أعرابية فعليك بنسائهم فهن حصن الدار وموطن العائلة)16.هاته الفقرات كانت من الطبيعي أن تثير احتجاج بعض الذين يهمهم الأمر، لكونهم ينتمون إلى نفس الفخذة (أيثْ عْرِي أُوعيسى)، منهم على سبيل المثال لا الذكر السيد أحمد الحتاش، الذي شغل منصب مدير ديوان وزير العدل في ثمانينات القرن الماضي، الذي أرسل برسالة في هذا الصدد مؤرخة في 28/02/1985 إلى مؤلف الكتاب (البوعياشي)، كما أرسل نسخة منها إلى أحد أصدقائه (نتوفر على نسخة من رد هذا الصديق) يدعى عبد العزيز القادري (القسي).

ولابد لنا في هذا المقام من ذكر أبرزكرامات هذا الولي التي عرف بها، والتي ماتزال الذاكرة الشعبية تحتفظ بها لحد الآن، فإضافة إلى إن دعواته ماضية مثل السيف ولا تخطئ أبدا، هناك قدرته على أن يتواجد في مكانين مختلفين في الزمن نفسه، وهو نفس ما ذهب إليه الأمريكي دايفيد هارت في مؤلَّفه السابق الذكر، حيث يقولمن الأولياء الآخرين المشهورين بكراماتهم نذكر...وسيذي امحند أُوموسى الذي يوجد ضريحه في أيث هيشم، والذي يعتقد أنه كان بمقدوره التواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت...)17، ويزيد في تأكيد ذلك في صفحة أخرى موردا بعض التفاصيل حول هذه المسألة، يقول: (...يروى عن هذا الولي أيضا، أنه كان يغيب عن الأنظار أحيانا لأيام عدة ثم يظهر فجأة، فقد كان يوما معتقلا ومكبلا بالأصفاد في مدينة فاس، غير إن الورياغليين فوجئوا عندما توجهوا للصلاة بوجوده وسطهم، وقد اندهشوا للأمرلأنه كان في المكانين في نفس الوقت)18.



بقلم:ذ. الغَلْبْزوري فؤاد










رد مع اقتباس