منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تداعيات وقوع قطاع غزة في ظلام دامس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-04, 21:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صقر القدس
عضو محترف
 
الصورة الرمزية صقر القدس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الكهرباء المحظوظة

الكهرباء المحظوظة : أصبحت حديث الساعة , ألّف لها الناس الأدعية الدينية والنكات , والسؤال .. متى الحل؟!

كتب غازي مرتجى
مدير التحرير


1.

سواء في منزلك أو حتى في الشارع أو عند محلات السوبر ماركت ووصل الأمر إلى المساجد ولا يكاد يخلو "الفيسبوك" و "تويتر" من سيرة الكهرباء .. حتى أصبحت الشغل الشاغل للناس وهمهم الوحيد .

تداعيات انقطاع الكهرباء أصبحت الحدث الأبرز , فحرب عالمية لن تكون حديث الناس في كل وقت وكل مكان كما "بنت المحظوظة", أصبح الإنسان في غزّة يفكر فقط بثلاث أمور " الماتور وبنزينه, مواعيد الحضور والانصراف للكهرباء , متى سيأتي الفرج !؟ " .


2.
الأزمة الحالية خلقت نوعا من الكوميديا التراجيدية , فتجد الناس ملّت من الحديث والسب واللعن وتحميل المسئولية لعلاّن وابن فلان وبدأت باختلاق فوائد لقطع الكهرباء , فأحدهم يقول أن قطع الكهرباء يعني ازدياد الأواصر العائلية وتنمية العلاقة الأُسرية لأنه بوجود الكهرباء فللتلفاز والانترنت نصيب الأسد , وآخر يقول أن انقطاع الكهرباء يجعله يخوض تجربة جديدة فالنوم تارةً ليلاً وتارة أخرى نهاراً وتاره بلا نوم للمحافظة على العمل وانهاء كافة أمور المنزل في حضور "الغالية" .
ها نحن نكتشف يوماً بعد يوم فوائد انقطاع الكهرباء .. ولا ننسى أن أهم الفوائد الملموسة والتي ربما تضفي نوعاً من الفكاهية هي مجموع النكات التي يطلقها العامة , بالأمس قرأت دعاءاً للكهرباء يقول :"اللهم لا تجعل الشمع أكبر همنا ولا الماتور مبلغ علمنا ,اللهم انك تعلم بأن قطع الكهرباء أفسد أكلنا وعطل أجهزتنا ,... وشل حركتنا وأثلج أقدامنا وأمرض أطفالنا ,اللهم إن الكهرباء تشكو ضعفها وقلة اضائتها ,اللهم عليك بمن قطعها ومن منعها ومن عرقل وصولها ,... اللهم إننا عبيدك بنو عبيدك نسألك بأن تزيد مدة الإنارة في غزة المحاصرة ,اللهم انك تعلم بأن 6 ساعات لا تكفي لا لمستشفى ولا لمرضى فأدم وجودها وضاعف من وقتها ,اللهم عجل من عمل الشركة التي على الحدود وامدد الخطوط وزد من الوقود وسدد عنا النقود لشركة لا تعرف الوعود ,اللهم يا واصل المنقطعين أوصل الكهرباء إلينا ,اللهم أزل عتمتنا وأطفئ شمعتنا وأنر بيتنا ".


ومن المفارقات الغريبة التي تظهر لمتابعي موقع التواصل الاجتماعي , هو استحالة التقاء صديقين "اونلاين" سويا ً , فـ 6 ساعات كهرباء تعني أن هناك 4 فترات وكل منطقة تتبع لفترة مختلفة تتغير طبقاً للأهواء والظروف والنفسية أيضا ً !!.


ولعل "مصائب قوم عند قوم فوائد" تنطبق في غزة ولكن بفوائد "بدون نفس" , فتجد فنّي الماتورات الكهربائية يعمل ليل نهار بل وينتظره "الطبيب والمهندس والمعلم والسائق ... الخ" لأنه أصبح الشخص الأهم في هذه الأزمة , يقوم باصلاح المواتير للناس ولكن المعاناة نفسها يعانيها , فلا يستطيع القيام باضاءة ماتوره الخاص بعد الساعة 12 ليلاً , ضف على ذلك استحالة اضاءة الماتور أثر من 3 ساعات كمتوسط بسبب البنزين المقطوع أصلاً !! هي فائدة لحظية له ولكنها "سمّة بدن" دائمة طالما الكهرباء مقطوعة , ينطبق هذا القول على بائعي "الشمع" الذي أعادت هذه الأزمة هيبته واحترامه للناس !.


3.
رافع سكين الكهرباء وقاطعها .. رجل مسكين غلبان يقتات من هذا العمل كوظيفة له , ان خاطبنا "جينيس" فسيدخل هذا الشخص في الكتاب لكثرة " الدعاء والسب واللعن " عليه .

ملاحظة : سألت شيخ هل ستصيب هذه الدعوة هذا الشخص , أكّد أنها وبأمر الله طبعاً لا تصبه لأنه ليس بظالم , وحذّر الناس من كثرة السب واللعن والذم فهي في ميزان سيئات "السابب"!!
4.
نجد في الفترة الأخيرة ظهور شخصيات فلسطينية لم تكن بالسابق معروفة ولم يسمع عنها الناس بل وهذه الشخصية عينها لم تكن تعلم في يوم من الأيام أنه بالإمكان أن تصبح بهذه الشهرة وبهذه السرعة , هذه الشخصيات "الكهربائية" أصبحت نذير شؤم لدى العديد من المواطنين , فقد اعتاد المواطن على عدم سماع الأخبار المُبشّرة , واعتاد على أخبار الغم وزيادة بلّة الطين !! , باعتقادي الشخصي أن هذه الشخصيات تتمنى ليل نهار أن تُحّل هذه الحكاية المأساوية حتى لا تبقى هذه الصورة في عقول الناس ! كما اعتقد أن هؤلاء المسئولين تمنّوا ليل نهار أن لا يكونوا في هذا المنصب "الأسود" .


5.
ظاهرة صحية انتشرت وبشكل ملفت للنظر وهو "إحياء الميت" فتجد المجموعات الشبابية التي عفا عليها الزمن أعادت نشاطها وبدأت بملامسة واقع واحتياج الناس ربما كنوع من الظهور عند البعض وكنوع من مجاراة الواقع عند البعض الآخر , لا يهم المهم أنها ظاهرة صحية نتمنى أن تستمر ليس فقط في "المصايب" ولكن في كل صغيرة ومتوسطة وكبيرة !!
ملاحظة:"الزمن هنا هو اقل من سنة ولكن قلة المعرفة والخبرة والدراية عند قيادة الشباب جعلتهم من المنسيين!"


6.
المجلس التشريعي المنسي أيضا ً لأسباب عديدة أهمها الانقسام , اجتمع على الشموع وناقش الأمر واستجوب رئيس الطاقة وحمّله المسئولية , أتمنى على المجلس التشريعي أن نجد قرارات !!


7.
كل يوم نسمع تصريح وآخر مخالف له , سمعنا وطالعنا تصريحات بقرب الحل وآخرون يعطون المجال لنصف سنة قادمة , الناس وأنا نتمنى على الجميع أن يعطونا جواباً نهائياً وبلا خيارات , متى الحل ..؟ كيف سيكون .. ؟ ما الضمانات لعدم تكرار هذه المأساة .. ؟


أخيرا ً .. ليت مسئولينا وقيادات الشعب الفلسطيني تنتبه وتهتم لآهات الشعب "الغلبان" , حالة اللامصالحة والتشرذم التي يحياها الناس تكفي لإضاء ضوء أحمر كبير .








 


رد مع اقتباس