منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جواهِر * 30 قصيدة في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-05, 11:41   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصيدة السابعة والعشرون

قال أمير الصنعاني في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم


ومن بعد ما طفنا طواف وداعنا *** رحلنا لمغنى المصطفى ومصلاه
ووالله لو أن الأسنة أشرعت *** وقامت حروب دونه ما تركناه
ولو أننا نسعى على الروس دونه *** ومن دونه جفن العيون فرشناه
وتملك منا بالوصول رقابنا*** ويسلب منا كل شيء ملكناه
لكان يسيرا في محبة أحمد *** وبالروح لو يشرى الوصال شريناه
ورب الورى لولا محمد لم نكن *** لطيبة نسعى والركاب شددناه
ولولاه ما اشتقنا العقيق ولا قبا *** ولولاه لم نهو المدينة لولاه
هو القصد إن غنت بنجد حداتنا *** وإلا فما نجد وسلع أردناه
وما مكة والخيف قل لي ولا منى *** وما عرفات قبل شرع أراناه
به شرفت تلك الأماكن كلها *** وربك قد خص الحبيب وأعطاه
لمسجده سرنا وشدت رحالنا *** وبين يديه شوقنا قد كشفناه
قطعنا إليه كل بر ومهمه *** ولا شاغل إلا وعنا قطعناه
كذا عزمات السائرين لطيبة*** رعى الله عزما للحبيب عزمناه
وكم جبل جزنا ورمل وحاجر *** ولله كم واد وشعب عبرناه
ترنحنا الأشواق نحو محمد *** فنسري ولا ندري بما قد سريناه
ولما بدا جزع العقيق رأيتنا *** نشاوى سكارى فارحين برؤياه
شممنا نسيما جاء عن نحو طيبة *** فأهلا وسهلا يا نسيما شممناه
فقد ملئت منا القلوب مسرة *** وأي سرور مثل ما قد سررناه
فواعجباه كيف قرت عيوننا *** وقد أيقنت أن الحبيب أتيناه
ولقياه منا بعد بعد تقاربت *** فوالله لا لقيا تعادل لقياه
وصلنا إليه واتصلنا بقربه *** فلله ما أحلى وصولا وصلناه
وقفنا وسلمنا عليه وإنه*** ليسمعنا من غير شك فديناه
ورد علينا بالسلام سلامنا *** وقد زادنا فوق الذي قد بدأناه
كذا كان خلق المصطفى وصفاته *** بذلك في الكتب الصحاح عرفناه
وثم دعونا للأحبة كلهم *** فكم من حبيب بالدعا قد خصصناه
وملنا لتسليم الإمامين عنده *** فإنهما حقا هناك ضجيعاه
وكم قد مشينا في مكان به مشى*** وكم مدخل للهاشمي دخلناه
وآثاره فيها العيون تمتعت *** وقمنا وصلينا بحيث مصلاه
وكم قد نشرنا شوقنا لحبيبنا *** وكم من غليل في القلوب شفيناه
ومسجده فيه سجدنا لربنا *** فلله ما أعلى سجودا سجدناه
بروضته قمنا فهاتيك جنة *** يا فوز من فيها يصلي وبشراه
ومنبره الميمون منه بقية*** وقفنا عليها والفؤاد كررناه
كذلك مثل الجذع حنت قلوبنا *** إليه كما ود الحبيب وددناه
وزرنا قبا حبا لأحمد إذ مشى *** عسى قدما يخطو مقاما تخطاه
لنبعث يوم البعث تحت لوائه *** إذ الله من تلك الأماكن ناداه
وزرنا مزارات البقيع فليتنا *** هناك دفنا والممات رزقناه
وحمزة زرناه ومن كان حوله *** شهيدا وأحدا بالعيون شهدناه
ولما بلغنا من زيارة أحمد *** منانا حمدنا ربنا وشكرناه
ومن بعد هذا صاح بالبين صائح *** وقال ارحلوا يا ليتنا ما أطعناه
سمعنا له صوتا بتشتيت شملنا *** فيا ما أمر الصوت حين سمعناه
وقمنا نؤم المصطفى لوداعه *** ولا دمع إلا للوداع صببناه
ولا صبر كيف الصبر عند فراقه *** وهيهات إن الصبر عنه صرفناه
أيصبر ذو عقل لفرقة أحمد *** فلا والذي من قاب قوسين أدناه
فوا حسرتاه من وداع محمد *** وأواه من يوم التفرق أواه
سأبكي عليه قدر جهدي بناظر *** من الشوق ما ترقى من الدمع غرباه
فيا وقت توديعي له ما أمره *** ووقت اللقا والله ما كان أحلاه
عسى الله يدنيني لأحمد ثانيا *** فيا حبذا قرب الحبيب ومدناه
فيا رب فارزقني لمغناه عودة *** تضاعف لنا فيه الثواب وترضاه
رحلنا وخلفنا لديه قلوبنا *** فكم جسد من غير قلب قلبناه
ولما تركنا ربعه من ورائنا *** فلا ناظر إلا إليه رددناه
لنغنم منه نظرة بعد نظرة *** فلما أغبناه الشرور أغبناه
فلا عيش يهنى مع فراق محمد *** أأفقد محبوبي وعيشي أهناه
دعوني أمت شوقا إليه وحرقة *** وخطوا على قبري بأني أهواه
فيا صاحبي هذي التي بي قد جرت *** وهذا الذي في حجنا قد عملناه










رد مع اقتباس