منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التأويل الصاوي لإبعاد الكفر عن قول القرضاوي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-17, 20:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو زيد العربي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو زيد العربي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي التأويل الصاوي لإبعاد الكفر عن قول القرضاوي ...

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين ..

كثر الجدل في مقولة القرضاوي التي قالها عن ( عرض الله لنفسه ) و عليها حكم الشيخ ابن عثيمين بالكفر .. و قد قلت فيها كلاما في إحدى ردودي في موضوع من الموضوعات لا يحضرني .. فقلت أنشئه مرة أخرى و أفرد له موضوعا عسى أن يهتدي به أو إليه طالبه و يسمع فيه مالم يسمعه من قبل في غيره .. و بالله التوفيق ..

قول القرضاوي :
(( هذا مما نحمده في إسرائيل، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد؛ من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد، والشعب هو الذي يحكم، ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس التي نعرفها في بلادنا؛ تسعة وتسعين وتسعين من المائة ( 99,99% )، لو أن اللهَ عرَضَ نفسَه على الناس ما أخذَ هذه النسبة، ما هذا الكذب والغش والخداع، نُحيي إسرائيل على ما فعلت ))


رأي ابن عثيمين :

هذا كلام ابن عثيمين من المقطع المنشور عنه :
(( رجل كان يتكلم عن الانتخابات عن إحدى الدول و ذكر أن رجلا حصل على نسبة 99% ثم قال معلقا لو أن الله عرض نفسه على الناس لما أخذ هذه النسبة ، نعوذ بالله، هذا يجب عليه أن يتوب و إلا فهو مرتد لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يقبل عنه ذلك و إلا وجب على حكام المسلمين أن يضربوا عنقه ))

قلت : لم يظهر لي وجه الكفر = إعلاء الخلق على الخالق في كلام القرضاوي .. بل هو حمل الكلام على خلاف المراد .. فالحكاية عن حال الناس ليس إعلاءً للناس ( المخلوقات ) على الخالق .. فنفي القرضاوي أن يحصل الله على النسبة التي يحصل عليها الحكام العرب ليس انتقاصا لله و ليس إعلاءً للحكام على الله .. إنما حكاية عن حال الناس الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إذا ما عرض نفسه .. فيكون كلام القرضاوي : كيف يحصل الحكام على نسبة لا يحصل عليها الله لو عرض نفسه ؟! ..
فما وجه اعلاء المخلوقات على الخالق في مثل هذا السياق ؟! ..
ثم إن القرضاوي لم يقر استحقاق الحكام ( الخلق ) للنسبة التي حصلوا عليها فكيف يكون في كلامه إعلاء ؟! .. فالقرضاوي ينفي النسبة التي يحصل عليها الحكام و التي لا يحصل الله عليها بالعرض ؟! .. فأين الإعلاء في كلامه ؟! ..
ملخص القول أن كلام القرضاوي في سياق النفي و الإبطال لما ساقه بالتمثيل و ليس في هذا الكلام و سياقه إعلاء كما ظن ابن عثيمين رحمه الله و لا لوم على الشيخ إذ جاءه الكلام مبتورا ..


لم حكم ابن عثيمين على الكلام بالكفر ؟!

هذا الكلام لما عرض على الشيخ ابن عثيمين عرض مبتورا عن سياقه ففهم الشيخ منه خلاف مراد قائله .. فحمل الشيخ الكلام على التحدي و التفاخر و التعالي .. أي ظن أن القائل يريد منه أن يتفاخر بالنسبة ( المئوية ) و يتحدى بها فنفى أن يحصل الله على مثل هذه النسبة تفاخرا و تعاليا بالنسبة ، و هذا وجه الإعلاء الذي ذكره الشيخ في كلامه .. و على هذا السياق حكم الشيخ بالكفر و قول الشيخ في هذا السياق صحيح .. بتر الكلام أخرجه عن سياق النفي فما كان من الشيخ إلا حمله على ما جاءه من ظاهر القول ( التفاخر و التعالي ) و هذا ظاهر فكثير من كلام القرضاوي من ابتدائه و انتهائه لم يذكر للشيخ تفصيلا و لو ذكر لما حمل الكلام على الكفر ألبتة !! ..


و يالأسف ، قد طار المتربصون بالقرضاوي فرحا بمثل هذا الكلام دون نظر و لا تدقيق و لا فهم لعلة التكفير و لا موضعها في كلام القرضاوي .. و أين تكفير ابن عثيمين و أين كلام القرضاوي ؟! .. فعلة التكفير في كلام القرضاوي منتفية و انتفاؤها انتفاء للحكم .. فليس للتكفير موضعا في كلام القرضاوي أصلا حتى يقال إن ابن عثيمين كفر القرضاوي .. لكن أين من يفقه و أين من يتدبر و أين من يتجرد و أين من يبحث ؟! ..

و الله المستعان على ما يصفون ..

كتبه :
محمد بن عبد الله