منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من علماء الجزائر ...موضوع متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-24, 13:34   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
محبة الحبيب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محبة الحبيب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي



الفقيه والمربي والمصلح الشيخ سي حاشي العسالي رحمه الله (1911 - 1997م)، من علماء الجلفة



هو العالم العلامة الشيخ الحاج العسالي بن مصطفى ولد عام :
1329 هـ الموافق لـ 1911 م بمسعد ولاية الجلفة ذاق طعم اليتم منذ صباه ، عاش بالبادية يرعى الغنم ومن شدة شغفه بالعلم كان يحمل معه " اللوح " يتلو القرآن الكريم أثناء رعيه ، إلا أنه كان يرى أن هذه الطريقة لم تساعده كثيرا على حفظ القرآن ، فتوجه إلى زوج خالته الشيخ مقواس عبد الرحمان ، ومكث عنده مدة من الزمن حفظ فيها قسطا من القرآن الكريم ، ثم اشتاقت نفسه لطلب العلم فطلب الإذن من والدته بالسماح له بالذهاب إلى زاوية الشيخ المختار بأولاد جلال فرفضت أمه طلبه رفضا شديدا في بداية الأمر ، إلا أنها رحمها الله لما رأت إصراره وإلحاحه الشديدين ، نزلت عندرغبته وسمحت له بالذهاب داعية له بالخير .وسافر الشيخ إلى زاوية الشيخ المختار بأولاد جلال ومكث فيها مدة سنتين حفظ فيها القرآن الكريم ، وكان محبوبا عند شيوخه ورواد الزاوية ، ثم بأمر من شيخه رحل إلى زاوية (سيدي خالد) ، وكثيرا ما كان شيخه يدعو له بالدعاء الصالح ، ويقول له :
( يا عسالي أنت عسل ولا يخرج منك إلا العسل ). ومكث أيضا بزاوية (سيدي خالد) مدة سنتين ، ثم رحل إلى زاوية الهامل حيث أهله شيوخه ليتعلم الفقه وعلوم اللغة العربية فنال منها قسطا وافرا ، و واصل دراسته للتعمق في علوم الدين على يد ابن عمه الشيخ مصطفى حاشي
-رحمه الله- الملقب بالمحكمة المتنقلة لإلمامه وتضلعه بالفقه المالكي .
وفي سنة 1959 م استقر الشيخ بمدينة الجلفة ، وبدأ يدرس القرآن الكريم بحي السعادة إلى أن احتاج مسجد علي بن ادنيدينة إماما فوقع الإختيار على الشيخ لحفظه القرآن الكريم وإتقانه لرسمه وقد استجاب الشيخ لطلب الجماعة فالتحق بالممسجد إماما.وكان رحمه الله ولوعا بالعلم محبا له ولأهله منكبا على قرا ءة أمهات الكتب ولايسمع بمجلس علم إلا وطلبه ، وقد عرف بقوة ذكائه وحفظه السريع .قرأ أيضا على الشيخ عطيه بن مصطفى -رحمه الله- واستفاد منه ، وذكر بعض من كانوا ملازمين لدروس الشيخ عطية أنه كان من بين الفينة والأخرى يحدث بعض النقاش بين الشيخين في المسائل الفقهية يثري المجلس ويجعله أكثرحيوية ، ولم يكتف الشيخ رحمه الله بهذا القدر من العلم و المعرفة بل كان يقضي كل أوقاته في المسجد في عمل متواصل مابين دارس متعلم ، أو مابين مفت يرشد ويعْلم الناس شؤون دينهم ، وكان يشرح دروسه باللغة العامية تبسيطا منه للفهم رغم أنه يملك ثروة لا يستهان بها من علم اللغة العربية .ومن صفاته -رحمه الله- التقوى و الورع لا يجرؤ على الفتوى حتى يرى من صاحبها إلحاحا يحمله على ذلك عملا بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعين والعلماء العاملين رضي الله عنهم أجمعين ، كانوا يحتاطون كثيرا في إفتاء سائليهم فلا يجيب الواحد منهم إلا بما يتأكد من صوابه أو بعد ما يتأكد ويتحرى من علم غيره .هكذا كان دأبه مدة حياته إلى أن رجعت نفسه الزكية إلى جوار ربها راضية مرضية ، وكانت وفاته يوم الجمعة 22 صفر 1418 هـ-27جوان 1997 م بالجلفة .
رحمه الله ونفعنا ببركاته - آمين –

ــ









رد مع اقتباس