منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الى النسر الأمل:كتاب مناقشة علمية ل 19 مسألة للشيخ بندر العتيبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-03, 16:09   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفي الاخير

اريد ان اقول لكم شيئا

والله على ما اقول شهيد




الجهاد فريضة كالصلاة ، ليست ملزمة بقوم دون قوم ، إلاّ من استثناهم القرآن، وأمّا غير ذلك فوساوس شيطان يغذّيها حبّ الدنيا والحرص وطول الأمل، وكيف لا.. وهذا ابن مسعود رضي الله يقول: ما كنت أظنّ أنّ في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من يريد الدنيا حتّى نزلت هذه الآية: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة.






[size=6]
وقال تعال: وتودّون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم.





هذا في حقّ الصحابة فكيف بمن هم دونهم؟.

كم من جبهة فتحت هنا ، وأخرى هناك، ولم ينفر عالما واحدا إليها، اللّهمّ إلاّ الشيخ عبد الله عزام رحمه الله، وكم حرّضهم ودعاهم، ولكنّهم تقاعسوا مع أنّ حياة النبي عليه الصلاة والسلام بعد بعثته كانت كلّها غزوات، وكان صحابته يتنافسون ويتسابقون إلى القتال بل وحتّى أصحاب المعاذير.

فهذا عمرو بن الجموح رضي الله عنه كان رجلا أعرج وكان له بنون أربعة يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد ، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا : إن الله قد عذرك فأتى النبّي عليه الصلاة والسلام فقال : إنّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك ، فقال صلى الله عليه وسلم : أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك ، وقال لبنيه : ماعليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة فخرج معه فقتل يوم أحد. " أنظر سيرة ابن هشام 3/96".

قد يعلّل البعض تقاعس العلماء لأجل التربية والعلم، فلنترك الإمام ابن مبارك يجيب:

أرسل الفضيل بن عياض برسالة إلى ابن المبارك حين ترك مجالس العلم وخرج مجاهدا قال له فيها: يا ابن المبارك٬ تركت الحرم والعلم والفتيا ؟ فردّ عليه ابن المبارك:

يا عابد الحرمين لوأبصرتنا * لعلمت أنك بالعبـــــــادة تلعـب

وقال أيضا لطلبته حين طلبوا منه البقاء:


بُغضُ الحياةِ وخوف اللَّهِ أخرجني * وَبيعُ نَفْسي بما لَيسَتْلَه ُثمَنــــــــــا
إنــي وزنـتُ الَّذي يبْقَـــي لِيعْدلَــه مـــا ليس يبْقي فَلا واللَّهِ مـا اتّــزنـا

وقال الزهري: خرج سعيد بن المسيّب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه، فقيل له: إنك عليل،فقال: استنفر الله الخفيف والثقيل، فإن لم يمكني الحرب كثّرت السواد وحفظت المتاع.

قال شيخ الإسلام: حتى والله لو كان السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم حاضرين في هذا الزمان لكان من أفضل أعمالهم جهاد هؤلاء القوم المجرمين، ولا يفوت مثل هذه الغزاة إلا من خسرت تجارته وسفِه نفسه، وحُرم حظاً عظيماً من الدنيا والآخرة). [كتاب الجهاد، لشيخ الإسلام، ج 2/ص 58 فما بعدها]. اهـ

وحين زحف التتار فضّ الشيخ مجالس علمه، ونفر مع طلبته إلى الجهاد وقال: فمن ترك الجهاد الذي أمر الله به لئلاّ تكون فتنة ، فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده وتــرك ما أمر الله به من الجهاد. " الفتاوى 28/166".
كم يبلغ عدد العلماء في مصر، وفي الجزيرة، وفي اليمن وغيرهم؟

لا شكّ أنّ العدد لا يحصى، ألوف مؤلّفة.

فهل هذا الجمع العظيم كلّه على ثغرة، بحيث لو ذهب أحدهم إلى الجهاد واستجاب لنداء ربه أتى الإسلام من قبله؟.

هل فعلا تحتاج الأمة إلى هذا الكمّ الهائل والجيش الجرّار من العلماء في أوطاننا لتبخل على المجاهدين بواحد أو اثنين؟.
فكم صاح قادة الجهاد حتّى بحّت أصواتهم مطالبين بعالم أو حتّى طالب عالم ولكنّ دعواتهم كانت كالنافخ في الرماد.

ومع التسليم بأنّ كلّ عالم من هذه الألوف المؤلّفة على ثغرة، فما عذر أتباعهم من طلبة العلم؟
بل " الطامّة الكبرى" لماذا يحذّرون غيرهم عن النفير؟.

هل الأولى عندهم اليوم كما يقولون هو اختزان طاقة الجهاد لمواجهة الرغبات الاستعمارية في ديارنا و للدفاع عن ثوابت العقدية دون الدخول في قتال هنا وهناك يستنزف القدرات؟.

فإذا كان الأمر كذلك، فأين هم من قوله تعالى : وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر..؟.

قال الشيخ عبد الله عزام: ولكننا ننتظر في كل مرة ونبقى ننظر إلى الإقليم الإسلامي الذي وقع تحت سيطرة الكفارحتى يبتلع ثم نؤبنه بخطب رنانة ، ودموع هتانة ، وحوقلات حرّى ، وتأوهات كثيرة.

وقال رحمه الله: ليست القضية بكثرة النصوص ووفرة الشواهد، وإنما الأمر متعلق بالقلوب، فإن أعطاهاالله نورا أبصرت الحق واتضح فيه، وإن أظلمت القلوب لم تعد ترى.

وقال أيضا: الحق لا بد له من قوة تحميه، فكم من حق وضع بسبب خذلان أهله له، وكم من باطل رُفع لأن له أنصارا ورجالا يُضحّون من أجله.

سئل أحد الدعاة : لماذا هذا الخوف والجبن؟ فردّ الشيخ: ألا ترى البيانات التي صدرت خلال ثلاث سنوات فقط ، ألا ترىالإجابة على الأسئلة والفتاوى، ألم تسمع الخطب والمحاضرات والدروس...؟

[ويقول ابن حزم:واعلمواأنَّه لولا المجاهدون لهلك الدين ولكُـنَّا ذمَّة لأهل الكفر. (التلخيص في وجوه التخليص ص110).

ترى ماهي المكاسب والانتصارات التي حقّقها علماؤنا وأنجزوها؟.

تلك الإطلالة على التلفاز؟

[font=نعم ، نحن لا ننكر تعليمهم للنّاس، واهتداء وتفقّه كثير من الخلق على أيديهم، فجزاهم الله خيرا، ولكنّ:
هل يستطيع أحدهم أن يصدع بالحقّ ويعلّم النّاس فقه لا إله إلاّ الله؟
ذلك الفقه الذي يُُخرج الناس من الشرك الذي يتخبّطون فيه، والمتمثّل في التحاكم إلى الطواغيت وموالاتهم.

هل علّموهم حقا ذلك الفقه الذي يفقه به كل مسلم دوره تجاه هذه الأصنام التي تحكمنا؟.
فوالله لن يستقيم إيمان عبد حتّى يكفر بالطواغيت أوّلا لقوله تعالى: ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.

لابدّ من النفي والبراءة أوّلا من كلّ ما يعبد من دون الله.

نعم لا ننكر أنّه يوجد بعضهم ، ولكنّهم قلّة قليلة تقبع الآن في السجون ،.إذن.. فما جدوى قعودهم في ساحة لا يستطيعون فيها قول الحق؟.


قال الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله: أصل الدين وقاعدته أمران:

الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه .
الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله .

إنّ الجهاد يقوم على ركنين أساسين هما: الصبر، الذي يظهر شجاعة القلب والجنان، والكرم الذي هو بذل المال والروح.

يقول الشيخ عبد الله عزام: ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم ، بيّن الله سبحانه أن من تولى عن الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك. اهـ

وهذا مانراه اليوم ، فحين كثر الجبن والبخل في الأمّة وعلمائها ، تداعت علينا الأمم، وحين تقاعس العلماء والدعاة أبدل الله بهم الشباب لينصر بهم دينه وكانوا حقّا أهلا لذلك
قال شيخ الإسلام: كثيرا ما يشتبه الورع الفاسد بالجبن والبخل، فإن كلاهما ترك، فيشتبه ترك الفساد لخشية الله تعالى بترك ما يؤمر به من الجهاد والنفقة: جبنا وبخلا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: شرّ ما في المرء شحٌّ هالع وجبن خالع وكذلك قد يترك الإنسان العمل ظنا أو إظهارا أنه ورع ، وإنما هو كِبر وإرادة للعلو ( الفتاوى ج10ص291).

وكما قال صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل. (صحيح الجامع الصغير (3739-5).

فالجبن والبخل هما سببا هذا التقاعس ( الاّ من رحم الله).

قيل لبشر الحافي رحمه الله: لماذا لم تقف موقف أحمد؟ فقال: أتريدون منّي أن أقف موقف الأنبياء؟.


:

1) فقسم انتكس والتحق بالدولة ووالاها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


2) وقسم بدا له أنه لن يستطيع أن يستمر في الدعوة والتدريس ويؤمن معهده أو جمعيته أو جماعته، ويؤمّن نفسه وجاههوماله إن لم يمدح الطاغوت ويداهنه، فتأوَّل تأؤُّلاً فاسداً فضلَّ ضلالاً مبيناً وأضل خلقاً كثيراً.

3) وقسم آخر حفظهم الله من مجاراة الحكام الخائنين ومداهنتهم، وحرصوا على البقاء تحت راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد كانتلهم جهود مشكورة في الدعوة إلى الله، إلا أن الضغوط - التي سبق ذكرها - كانت كبيرة جدا، ولم يهيئوا أنفسهم لتحمّلها، ومن أهمّها تكاليف الهجرة والجهاد ، وقد كانت الفرصة متاحة منذ أكثر من عقدين ولم يستفيدوا منها، مما أفقدهم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح - إلا من رحم الله - في مثل هذه الأيام العصيبة، ولذا نرى فريقا منهم مازالوا إلى الآن لم يتخذوا قرار الجهاد والمقاومة. اهـ

ذكر أهل السير أن المثنى الشيباني رحمه الله جاء إلى المدينة يطلب مدداً من الخليفة لقتال الفرس، فندب الخليفة عمر رضي الله عنه الناس ثلاثة أيام فلم يخرج أحد، ففطن عمر رضي الله عنه لما في نفوس الناس من عقدة قتال القوى العظمى، فأمر المثنى أن يحدث الناس بما فتح الله عليه ضد فارس ليزيل ما بأنفسهم، فقام المثنى فتكلم ونشَّط القوم، فكان مما قال: يا أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه فإنّا قد تبجحنا فارس وغلبناهم على خير شقي السواد وشاطرناهم ونلنا منهم وأجترأ من قِبلنا عليهم، ولها إنشاء الله ما بعدها)، فتحمس الناس، فقام أبو عبيد الثقفي وعقد له الخليفة اللواءوتتابع القوم رضي الله عنهم [الكامل في التاريخ 2/432-433].

تأمّل: " ففطن عمر رضي الله عنه لما في نفوس الناس من عقدة قتال القوى العظمى" هذا في حقّ الصحابة الأبطال، تأمّلها وقارن تعرف السبب ويزول العجب.

وقال ابن القيّم :فإذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة متبعين للشهوات، لم يتم لهما ذلك إلا بدفعما يضاده من الحق، ولا سيما إذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة ويثور الهوى، فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق.

وأخيرا:


وأخيرا:

معاشر العلماء: إذا أردتم أن لا تجاهدوا ، فهذا شأنكم، ولكنّ .. لماذا تصدّون الشباب عن النفير؟.

ألا تخشون الله ؟ وهل المصلحة فيما هم فيه من العيش الذليل تحت ظلّ حكم الطغاة؟.

قال ابن سحمان: فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا يحكم بخلاف شريعة.الإسلام.

وقال ابن حزم رحمه الله: ولا إثم بعد الكفر من إثم مننهى عن جهاد الكفار وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم. " المحلى 7/478 ".


السلام عليكم ورحمة الله