منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-27, 20:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
houssam_09
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mhr مشاهدة المشاركة
" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً "‏ (الإسراء‏:4‏)

ثالثا‏ًً:‏ في قوله ـ تعالى ـ:‏" ... لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً ... "‏:‏
اختلف المفسرون في تحديد مَرَّتَي الإفساد الذي قام به بنو إسرائيل في الأرض‏,‏ ولكن الراجح أن هاتين المرتين هما من أبشع ما قاموا به من إفساد‏؛ لأن الإفساد في الأرض أصبح جزءاً لا يتجزأ من تكوينهم النفسي والعقدي، ولذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بعد ذلك‏ " ...‏ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً " (الإسراء:8).


والراجح عند المفسرين أن المرة الأولى من الإفساد الكبير لبني إسرائيل في الأرض كانت في المدينة المنورة حين عادى اليهود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفضوا دعوته إلى دين الله‏,‏ وتآمروا عليه‏,‏ ونقضوا كل عهودهم معه‏,‏ وتعاونوا مع الوثنيين من أعدائه عليه‏,‏ وألَّبوا عليه القبائل‏,‏ وحاولوا سمه وقتله‏,‏ ولكن الله ـ تعالى ـ نجاه من كيدهم، ونصره عليهم بعد أن تكررت خياناتهم على أيدي كلٍ من يهود بني قينقاع‏,‏ ويهود بني النضير‏,‏ وبني قريظة‏,‏ ويهود خيبر، فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإجلائهم عن جزيرة العرب إجلاءً كاملاً، فتطهرت الأرض من أرجاسهم‏.


وكان الإفساد الكبير الثاني لليهود في الأرض قد بدأ بالتآمر على أرض فلسطين بدءاً من سنة ‏1649‏ م حين أقاموا في بريطانيا حركة صليبية صهيونية تدعو إلى عودة اليهود إلى فلسطين بعد طردهم منها قبل ألف وستمائة سنة‏,‏ ومن أجل ذلك خططوا لإسقاط دولة الخلافة الإسلامية بعد إنهاكها في سلسلة من المعارك التي لم تتوقف‏,‏ وقسموا تركتها إلى أكثر من‏57‏ دولة ودويلة‏,‏ وخططوا لاحتلال هذه الدول والدويلات بواسطة الدول الغربية والشرقية المختلفة، ودعوا في سنة‏(1799‏ م‏)‏ للهجرة إلى فلسطين، وتمكنوا من امتلاك أول قطعة أرض في فلسطين سنة ‏(1854‏ م‏)‏ بواسطة الضغوط الدولية‏,‏ ثم أنشئوا الاتحاد الإسرائيلي العالمي في فرنسا سنة‏ (1860‏ م‏)، ومن خلال القوي المحتلة لقلب العالم العربي بدأت هجرة اليهود سراً إلى أرض فلسطين‏.‏


في سنة‏(1895‏ م‏)‏ أصدر النمساوي اليهودي هيرتزل كتاباً بعنوان دولة اليهود‏,‏ وعقد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول في سنة ‏1897‏ م، وتلاه عدة مؤتمرات إلى اليوم ومن خلال هذه المؤتمرات أشعل اليهود الحربين العالميتين الأولى والثانية، وسعوا إلى إعلان بريطانيا وعد بلفور في سنة‏1917‏، وأسسوا الثورة الشيوعية في روسيا في السنة نفسها‏.‏


وتحت مظلة الانتداب البريطاني على أرض فلسطين تم التخطيط لتمكين يهود العالم من هذه الأرض المباركة‏,‏ التي ملئوها فساداً ومؤامرات خفية ومعلنة حتى تم إسقاط دولة الخلافة الإسلامية في سنة‏ 1924‏ م‏,‏ وتم إعلان دولة للصهاينة في سنة ‏1948‏ م‏,‏ وقامت أربع حروب طاحنة في المنطقة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء في عدد من المذابح البشعة‏,‏ ونتج عنها من الدمار ما دفع بالمنطقة إلى الوراء لعشرات السنين‏.


وظل الضغط الدولي على حكومات المنطقة حتى سلمت بالأمر الواقع، وقبلت بوجود كيان صهيوني غريب في قلب المنطقة العربية‏,‏ وتركت هذا الكيان ينمو عسكرياً حتى أصبح خلية سرطانية مدمرة تهدد المنطقة بأسرها بالدمار الشامل‏,‏ وما حدث على أرض فلسطين طوال القرن الماضي وتجسد في الأسابيع القليلة الماضية‏,‏ والاجتياح الإسرائيلي لأرض لبنان الشقيق في هجمة تدميرية همجية شاملة في استعلاء وكبر وغطرسة فاقت كل الحدود هو تجسيد لقول ربنا من قبل ألف وأربعمائة سنة‏:‏
" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً . إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً . عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ‏" ‏(‏الإسراء‏:4‏ ـ‏8).‏


هذه الآيات نزلت من قبل ألف وأربعمائة سنة‏,‏ والهمجية الإسرائيلية في قلب المنطقة العربية اليوم والاستعلاء والكبر الممارسان بلا حدود‏,‏ والغطرسة العسكرية والإحساس بالعلوية الكاذبة والتدمير الشامل للبنية الأساسية في كلٍ من فلسطين ولبنان خير شاهد على صدق القرآن الكريم، وعلى أن الوعد الحق قد قرب‏، " ... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ " (يوسف:21)‏.


نزيد كلمة وهي ان بين اسرائيل تعلموا من الماضي اما نحن فلم نتعلم من ماضينا