منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الفلسفة اليونانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-12-03, 12:16   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
لالة مريومة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لالة مريومة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سقراط (469 ق.م 399 ق.م )

بدأ سقراط حياته المهنية خزّافا يحترف صناعة التماثيل مثل أبيه ، وأنهاها أكبرفيلسوفا ببلاد اليونان بشهادة كاهنة دلفى التى ستقول عنه أنه أحكم أهل زمانه ،كان يمشى يعلّم بالأسواق والساحات العامة مثلما سيفعل " الأنبياء " عندنا فى الشرق فيما بعد ولكنه بخلاف هؤلاء الأدعياء لم يكن يدعى المعرفة ، وإنما كان يدخل فى جدل مع محدثه ليظهر تناقضات الأحكام المسبقة التى يستند إليها محاوره فى الحديث .
ولأنه كان لاذع فى نقده ومتهكم أحيانا ، ولأنه لم يكن حليفا للديموقراطية التى جلبت الرعاع إلى الحكم ، وكذلك الأرستقراطية لم يكن مع عودتها للحكم بإنغلاقها ورجعيتها ، من أجل كل هذا فقد جلب على نفسه عداوة الجميع عدا حفنة ضئيلة من أتباعه المخلصين خصوصا الشباب حديث السن الذى تجذبه الأفكار الجديدة التى تدفع عجلة التطور المعرفى .
نجح خصومه فى إتهامه أمام القضاء بإنكار ألهة اليونان ، وبإفساد عقول الشباب وبالدعوة إلى ألهة جديدة !
وعندما مثل أمام القضاة لم يستعطفهم مثلما جرت العادة وإنما نفى ما نسب إليه بكبرياء . وقد كان المعمول به فى تلك المحاكمات أنه فى حالة الإدانة أن يختار المتهِمون عقوبة للمتهم وأن يختار هو عقوبة لنفسه وأن يقوم القضاة بالمفاضلة بين العقوبتين ، وقد أختار متهمو سقراط أن يُحكم عليه بالإعدام ، وعندما سأله القضاة أن يختار عقوبة لنفسه سخر من هيئة المحكمة بأن قال لهم أن عقوبته المستحقة هى أن يختاروه واحدا من مجلس القضاة ! وطبعا بعد هذا التهكم الصريح بهم لم يجدوا غير إقرار عقوبة الإعدام عليه .تقبل سقراط الحكم بهدوء ورفض التفكير فى الهرب الذى أقترحه عليه أصدقائه وتلاميذه إحتراما منه للقانون ، وفى الموعد المحدد تناول كأس سم الشوكران وشربها بهدوء ثم تمشى قليلا داخل الغرفة بناء على نصيحة السجان حتى يسرى السم فى جسده ، ثم رقد وقبل أن يلفظ آخر أنفاسه قال لكريتو ـ أحد تلاميذه ـ أنا مدين بديك لإسكيلوبس يا كريتو عليك أن تسدده إليه.
إسكيلوبس هو إله الشفاء عند اليونان ، فهل كان سقراط يرى الحياة مرض وقد تخلص منه لذا وجب عليه أن يقدم هذا الديك قربانا لهذا الإله ؟!
*************
يشترك سقراط مع السوفسطائيين فى شئ واحد وهو إهتمام فلسفته بالإنسان والبعد عن التفكير فى الطبيعة أو الكونيات المجردة ، وقد اتخذ المقولة الشهيرة المنقوشة على معبد دلفى " أعرف نفسك بنفسك " شعارا لفلسفته حيث أن الفلسفة الجديرة بالبحث عنده هى التى تتخذ من الإنسان وعقله موضوعا لها وليس الإشجار والحجارة والنجوم كما آخذ على الفلاسفة الطبيعانيين .ولكنه من ناحية أخرى كان ضد السفسطائيين من حيث أنهم ينفون وجود أية موضوعية وذلك لنفيهم وجود أية مشتركات ما بين إنسان وآخر يستطيعان الإعتماد عليها فى التوصل إلى حكم قاطع فى أى قضية موضع خلاف ، فإقرارهم بمركزية الحواس جعل من نسبيتهم مطلق آخر ، لذلك كان على سقراط أن يأسس للمعرفة المبنية على العقل حيث أنه مشترك بين جميع البشر ومن خلاله يمكن الوصول إلى ثوابت عامة تخص أى شئ دون غيره وإبعاد الصفات العارضة وهو ما يسمى بالإدراك الكلى ، بعكس الإدارك الجزئى الذى تكلم عنه السوفسطائيون من أنه يأتى عن طريق الحواس إلى الذهن ، إذن الحقائق ثابتة طالما هناك مقياس محدد لها .
ومن هنا يمكننا الوصول إلى معنى عام للفضيلة وعمل الخير ، فالإنسان لا يستطيع أن يعمل الخير وهو يجهل ما هو وكل عمل صدر لا عن علم بماهية هذا الخير ليس خيرا ولا فضيلة ، وليس هناك شر إلا من الجهل فلا يمكن أن يعلم الإنسان ما هو الشئ الخيّر تماما ولا يفعله ، فكل إنسان بطبيعته يقصد لنفسه الخير ولا يمكن أن يريد لها الشر والضرر وهو عالم بذلك
بكلمة واحدة يمكن تعريف الفضيلة التى ذهب إليها سقراط على أنها : المعرفة أو الحكمة










رد مع اقتباس