يعاودني الآن ذات الذهول الذي يصيبنا حين نتلقى خيبة ما على حين غفلة...حين يتوقف الزمن فجأة وتتحنط الأشياء من حولنا.. حين يتصاعد بنا الحزن دفعة واحدة مدركين أننا قبالة لحظة لن تعود فيها الأمور كما كانت..
يوم فقدك، و أيام كل مرة فقدت فيها أشياء نالت من قلبي محبة وسكنا، ويومي هذا، أظل أستعيد صورة عمر رضي الله عنه حين بلغه خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. أستطلع حجم لوعته لحظتها.. مصيبة الموقف وشدة صعوبته، ثم أوشوش بقول أبي بكر في كل مرة وكأنها أول مرة:" من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" .
"فإن الله حي لا يموت" :
أخدر بها قلبي .. أظل أهوّن بها حزنه على كل مفقود...