يحكى أن غابة تعرضت لحريق كبير ،
فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى
تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى نجت
من النار.. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة
مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً.
في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها ، فأراد
الهرب فنادته وقال : " لا تهرب أيها الفأر ، فإنني
نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته".
توقف الفأر وقال لها : " لم أفهم".
قالت له : " أنا عطشى وأريد أن أكون
صديقتك منذ الآن ، فقط اسقني الماء".
قال لها الفأر الحقيني.
مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة
بالعطش ... حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده
وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه.
شربت الأفعى حتى ارتوت .. ثم قالت له : " أريد النوم ، هل من مكان هادىء؟"
فأجاب الفأر الطيب " ادخلي إلى بيتي
فهو معد بعناية".
دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات
مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته
في البيت وقالت " اسمع ، أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام".
أجاب الفأر متردداً " نعم .. نعم .. أنا موافق".
بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد
حسب ما وصفته ، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار
بعض الطعام فقالت له : " لا تتأخر!"
وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال
" وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي ، حياتي أهم".
فنادته الأفعى " لماذا تشك بي؟".
فأجابها " هذا اتفاق بين قوي وضعيف ،
ليس لي
فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها".
الحكمة :
ليست كل إتفاق باق وواقي يضمن حقوقنا ، كرامتنا ،خيراتنا ..... يجب أن نكون أذكياء . فإن كان الاتفاق لا يحمينا علينا الهرب إلى اتفاق أخر يحمينا أو مكان يضمن حقنا