[18] ألا تعلم أن نهضة وجهاد الأمير الجزائري عبد القادر كانت
في مقابل ومواجهة قوى الدولة اليهودية ومحافلها السرية ؟
إن الدارس لعصر الأمير عبد القادر وتحولاته الدينية والسياسية والاقتصادية يجده عصر تأسيس دولة اليهود ومعابدها ومحافلها السرية على يد وايزهاوبت وماركس وكارل ريتر وداروين ودور كايم ، فكل رجال ومفكري ومخططي الحركة النورانية الماسونية عاشوا في عهد الأمير عبد القادر وفترته ، وقبله بدأ التخطيط لتأسيس وتكوين دولة اليهود الوهمية ، وإنشاء المخططات والجمعيات السرية في الغرب والشرق لتحقيق هذا الهدف الشيطاني بتمويل عائلة روتشيلد ، حركة النورانية هي من كانت تحرك بريطانيا وفرنسا وروسيا وعملائها داخل الدولة العثمانية .
فمع هذا كله صمد الأمير عبد القادر في وجهها في الجزائر ، وحصد ضباطها وجيوشها الجرارة ، وكتب رسالته ( المقراض الحاد ) في فرنسا بيّن فيها عقيدة الإسلام الصحيحة ، وأثبت فيها النبوة والتوحيد ومحاسن التشريع الإسلامي ، وسفه فيها عقائد أهل الكلام والملاحدة التي كانت تنشط في ذلك الوقت في العلن والسر .
وفي الشام وقف في وجه بريطانيا وفرنسا وأفسد مخططهم المتمثل في فتنة الدروز .
وقام بتجديد دعوة أهل الحديث وترميم مدارسها وتأسيسها ، فمنه انطلقت نهضة التوحيد والحديث ، والرجوع للعروبة ومواجهة فساد أتاتورك في المشرق .
فقد شلت محاولات رجال النورانية الماسونية في مواجهته في حياته ، فلما مات تحركت مطامعهم لإلصاق به تلك التهم والأكاذيب وتحريف تاريخه ، فصدقها الجهلة ، ونشرها تلامذتهم ومن يخدمهم بالثمن ، أو بغير الثمن إلا أن يكون من أبواقهم العميان الأغبياء .
نقول ( بن سلة ) : من يتهم الأمير عبد القادر في عقيدته وجهاده وإسلامه ، يا هذا ! من قام من أجدادك وأسيادك بجهاده ومواجهته لتلك الحركة النورانية في عز قوتها ووفرة رجالها في ذلك العهد ؟
أن لم يكن كذلك فارحنا من جهلك وسفهك ، أما إذا كنت من عملاء الماسون تكذب على الأمير الجزائري عبدالقادر ، فقد ظهر كذبكم ، وافتضح مؤامرتكم على تاريخ الجزائر وعلى رجال الإسلام ، فالماسونية لم يسلم منها حتى نبينا صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدين ، وعظماء الإسلام ، فما بالك الأمير عبد القادر ، ولكن نحن أهل الإسلام نعرف فضل شخصياتنا العظيمة النقية التقية ، والحمد لله رب العالمين .
كتبه : أبو أنس بشير بن سلة الجزائري