منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المسلم النبيل تكون الدنيا في يده ولا تكون في قلبه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-03-11, 19:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
AbuHossam
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية AbuHossam
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي المسلم النبيل تكون الدنيا في يده ولا تكون في قلبه

يقول ربنا سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ} انظروا إلى الكلام وتأملوا في معانيه، وتدبروا في تلك المعاني السامية، وكيف تنشئ المسلم النبيل الذي تكون الدنيا في يده ولا تكون في قلبه ... وكيف السبيل إلى ذلك؟ وكيف أن الله بكل يسر قد قضى الخير فيها؟ {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ} فالمجيء أولاً {فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} سيدنا رسول الله ﷺ في حياته البرزخية، يَرُدُّ الله عليه روحه في قبره فيرد السلام على أمته « مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَىَّ إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَىَّ رُوحِى حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ».. سيدنا رسول الله خاتم النبيين ﷺ ، فنبوته قائمة فينا إلى يوم الدين، وإنما وفاته لسنة الله في خلقه «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ ، تُحْدِثُونَ وَيَحْدُثُ لَكُمْ ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمُ ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ ؛ فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ حَمِدْتُ اللَّهَ ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّءٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ».

يرد الله تعالى عليه روحه فيستغفر لأمته ﷺ ، فلنسلِّ أنفسنا بفقدنا لرسول الله جسدًا، إنما تشريعه وروحه وبقاؤه يستغفر للأمة فهو باق إلى يوم القيامة، والحمد لله رب العالمين, {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ} جاءوك بالصلاة عليك، أو جاءوك في عالم الأشياء بالإتيان إليك {فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً}.

كل قول له حقيقة في العمل؛ والله سبحانه وتعالى ينهانا أن يخالف قولنا علمنا، أو أن يخالف عملنا قولنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} ، فإذا كنتم مشتغلين بالصلاة على النبي ﷺ لسانًا، فيجب أيضًا أن تشتغلوا بها في الجَنان وفي الأبدان، كما تلتزموا بها في ألسنتكم لابد أن تلزموها بأفعالكم. أما وصف الصلاة علي سيدنا محمد ﷺ "اللهم صَلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد" .. فكيف تكون الصلاة في العمل ؟ تأتي هذه الآية توضح ذلك { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } كأن التحاكم إلى سيدنا رسول الله ﷺ ، والإيمان بما يقول، والتسليم بما قال، وعدم وجود حرج في القلب مما حكم سيدنا رسول الله ﷺ. هذه هى حقيقة الصلاة العملية.

{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } شريعة اليسر.. شريعة التخفيف .. شريعة رفع الحرج . هذا هو الشرع الشريف؛ لم يكلفنا الله سبحانه وتعالى إلا بأن نلهج بالصلاة على النبي ﷺ بألسنتنا، وأن نطيعه ونتأسى به في حياتنا وفي أفعالنا، وأن نجعله حكمًا بيننا فيما شجر من أمور.

اقتباس:
أ.د. #علي_جمعة








 


رد مع اقتباس