لم أعد أبكي
إنني قادر على التنفس تحت الماء...
الحب يا صديقي لا يعرف تفسيرا أتعرف أين يكمن جمال الحب؟؟
في هذا الإختيار العشوائي الذي يجعلنا نتعلق بإنسان...
ما دون أن ندقق في مزاياه وننقب عن عيوبه...
عندما يضيق حضن الوطن بأبنائه يفقد الإنسان القدرة على التنفس...
تتلف رئتاه من الجو الملوث المعبأ في فضاء حجرة نومه...
ألا يقولون حيث تكون الحرية يكون الوطن!!
خذ الرجل الذي يحبك وإلا فستظل قائمة تنازلاتك مفتوحة على مصراعيها...
يقولون إن الكتابة عملية قتل يومية يتخلص فيها الأديب...
من كل الشخصيات التي يريد بيعها في مزاد علني...
الحياة يا صديقي أقصر من أن نقيدها بسياج الجدية تجارب الحياة...
علمتني أن أتعامل مع الجانب المضيء في الإنسان...
القلوب التي تحب صفحة غفرانها مفتوحة على مصراعيها...
كما يقولون القلب المملوء حزنا مثل الكأس الطافحة يصعب حمله...
أرى أن الأمان يعني أن أجاهر بما أؤمن به...
مشكلة مجتمعنا تكمن في كونه غارقا في مستنقع الإزدواجية كل شيء مباح..
ما دام يتم في سرية وهذا ما كنت أمقته وما زلت...
كان لدي حلم كبير أن أرى أجيالنا الجديدة تعيش في رفاهية..
فكرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة...
كما أن الحب إذا ظل يدور أمدا طويلا في ساقية الأوجاع...
خف بريقه وبهت وهجه وعدا معتلا حتى يحمله صاحباه إلى مثواه الأخير...
آمنت لحظتها بالنظرية القائلة بأننا نحمل صورة من نحبهم...
في أعماقنا لحظة قدومنا إلى الحياة ثم تكبر دواخلنا إلى أن تصبح حقيقة طاغية...
نلهث خلف أشيائنا ونبكي طويلا عندما نفقدها...
ولكن عندما تستسمحنا الحياة وتطلب غفراننا وتقدمها إلينا مجددا...
لتسترضينا نفاجأ بأنها لا تستحق كل هذا الكم من الحزن والدموع التي ذرفناها عليها...
أخبرني صديقي في أمسية أخرى عن مقولة إحسان عبد القدوس...
التي كتبها في روايته "أنف وثلاث عيون" أن لا شيء...
إسمه الحب ولكن هناك شيئا إسمه التعود...
أجبته التعود صنيعة أيدينا أما الحب فحالة قدرية...
ما أجمل أن نموت وصورة أحبائنا تظل مضيئة في أذهاننا ولم تشوهها مواقف أنانية...
إن أعظم إمرأة هي التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره وكيف نضحك...
ونحن نبكي وكيف نصبر ونحن نتعذب...
لن ألقي بنفسي في الماء قبل أن تغرق السفينة...
لم أعد أبكي...
تحياتي