اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امير حريش
السلام عليكم جميع
الم يكن مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الذي دعى له بن باديس و زعيم المنتخبين الجزائريين بن جلول في 7 جوان 1936م المنعقد في الجزائر العاصمة مؤتمر للدعوة للاندماج كما تضمنته بياناته التي اتفق عليها ومنها (الحاق الجزائر بفرنسا )
في المؤتمر الاسلامي الاول في الجزائر المنعقد في 07 جوان 1963 بدعوة من ابن باديس رئيس جمعية العلماء و من ابن جلول زعيم المنتخبين الجزائريين حيث تم دراسة والاتفاق على الادعوة للاندماج مع الحفاظ على الخصوصية الدينية واللغوية للجزائريين
المهم سنعود بالتفصيل لهذا المؤتمر وما جرى فيه و لرحلة ابن باديس وزعماء الجمعية للعاصمة باريس لعرض مطلبهم الاندماجي وذلك في جويلية 1936 م بعد شهر من المؤتمر وما ذا وقع بعد عودتهم الى الجزائر واجتماعهم مع الشعب الجزائري في ملعب عشرين اوت
حيث رد عليهم (مصالي الحاج ) بكلمته المشهورة بعد ان حمل حفنة من تراب الارض وقال هذه الارض ليست للبيع
|
هناك تدليس في هاته أخي أمير حريش، فذلك المؤتمر كان الحل الممكن وقتها، ولم يكن للإدماج كما روج له، بل من أجل الإصلاحات الاجتماعية والدينية والثقافية في ظل وجود هذا المحتل للبلاد، واضطهاد البلاد والعباد و سياسات التجهيل المتعمدة والتعليم والتساوي بالأوربيين الموجودين في البلاد في الحقوق من هذا المحتل، وأهم شيء فيه هو إبعاد المحتل وسلطته الغاشمة على الدين الإسلامي واللّغة العربية وإبعاد كل محاولاته لطمس الهوية في نفوس الجزائريين ... ألم نقل من قبل أن هذا النهج للجمعية هو محاولة منها لدرأ الخطر الأكبر بالخطر الأصغر ... وهذا ما ألزم الجمعية إلى عقد هذا المؤتمر والدعوة إليه وكانت هذه فرصة للجمع بين أطياف النضال السياسي في الجزائر، ومحاولة أخرى لتقريب الرؤى والأهداف والأفكار، وليكون مؤتمرا جامعا ليلبي الغرض من انعقاده، وهو بهذا الشكل ذا تأثير في القرار هذا الاحتلال الاستيطاني ... ولم أسمع أو أقرأ كلمة حول إلحاق الجزائر بفرنسا ...
ثمّ لماذا أنعقد هذا المؤتمر ... ألم تقرأ أن من كان يحكم فرنسا في تلك الحقبة قد أبان عن تبنيه للإصلاحات في مستعمراته، والتي عارضها المستوطنون الفرنسيون الذين يرفضون مجرد التفكير في منح الشعب الجزائري ابسط الحقوق ... ألم تقرأ حال النخبة الجزائرية في ذلك الوقت وكيف كانت مطالبها وغاياتها ومشاربها، وكل ذلك الخداع الذي وقعوا فيه من وعود الكاذبة لهذا المحتل لهم ... لا أريد الاستفاضة في هذا الجناب حول أسباب ونتائج وإرهاصات انعقاد المؤتمر الإسلامي الذي دعت إليه الجمعية ...
أولا ما تناولته حول ذلك المصدر وكاتب المقال ... لا أرد عليه
فالهدف هنا هو نقاش المادة التاريخية لا الشخصنة والتشخيص، ثمّ نحن في هذا اليوم، فأنت وأنا والدكتور "بوهند" نناقش الحقيقة التاريخية من مبدأ المرتاحين في ظل توافر كل مقومات الراحة من حرية وتعليم ومعيشة وغيرها، ولم نعش ذاك الوقت، فهل نحن بهذا قد جانبنا للصواب في هذا السبيل من نقاشنا، وهل نحن نفسر الماء بالماء عندما ندلي بذلك، وكذلك أمر الأدلة إن استحضرت، فإن تمعنت يمكننا جلب ألاف الأدلة والأدلة، بل وندلل عليها بكثير، فنحن لا نركز على الجملة أو الكلمة أو المقال، بحد عينه أو بحد السيف أو بحقد الفكر، فنقوم بالتشريح التاريخي بدل التحقيق التاريخي، بل نحن نثير السياق كله والهدف بمجمعه والغاية بكليتها في أي جانب يتم كشفه أو اكتشافه، وهو السبيل الأصوب والأقرب للحقيقية التاريخية بمادتيها كحقيقية أولا وكتاريخ ثانيا ... ففي التركيز على أمر دون الآخر إجحاف وتلفيق وتدليس، والاقتباس دون فهم النهج والمنهج المتكامل لبس والتباس، وإمعان النظر في نقطة رغم مجهريتها و وضع المكبرات (المجهر) لها دون الأخرى تدليس وتلبيس، فإن أردت الإنصاف عليك الاهتمام والإقرار بالإيجابيات في مقابل السلبيات – إن صح التعبير - ففي نهاية الأمر كل ذلك نتاج بشري يحتمل ويحتمل، على قولهم "رأينا صواب يحتمل الخطأ و رأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب" ...
ثمّ رغم أنني لا أريد التكرار لما سبق، أنت في جميع اقتباساتك تلك ركزت على جانب دون الأخر، وبهذا الفعل أنت تتهم بشكل مباشر، وقد وقعت في الخلط بين هذه الأمور :
1-أن البلاد تحت احتلال منذ أكثر من 130 سنة .
2-أن ذلك كله سياسة والصحف وسيلة سياسية بامتياز، والسياسة قد وصفت بفن الخداع أو نفخ الهواء ...
وكانت الحاجة لوجود إصلاح اجتماعي وسياسي بوجود جمعية العلماء وصحيفتها تلك لمخاطبة الجماهير،
فكيف تتأسس الجمعية وتصدر الصحيفة ؟
3- عدم التشخيص الدقيق للوضع السائد وقتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا ...
4- عدم إدراك أننا نتعامل مع محتل مسيطر على البلاد، وجاثم على العباد بمشاريعه الاستيطانية الشيطانية، و لك أن كان تعرف
بأن الاحتلال الفرنسي للجزائر من أشد وأقذر وأفدح أشكال الاحتلال في العالم ...
5- وقد قلنا سابقا يجب إدراك الواقع باللّعب بالموازنات والتوازنات فيه، وهو فعل الرجل المحنك العالم بحق،
والذي يدرك فقه الواقع والمواقع (ليست الافتراضية طبعا) ، فما بالك في ظل وجود احتلال غاشم جاثم على الصدور
يتحين الانقضاض على الباقية المتبقية في هذا الشعب ...
6- ثمّ هناك خلط بين النظرة الدينية، والنظرة السياسية، والنظرة الاجتماعية
والنظرة الإصلاحية مقابل النظرة السياسية والنظرة السياسية مقابل النظرة الثورية ...
وكل هذا في ظل وجود هذا المحتل .
7- عدم إدراك أن فكرتي التجنيس والإدماج فكرة واحدة، واللتين تصيران في نهايتهما
لهدف واحد، فقط واحدة تسبق الأخرى، فالإدماج التدريجي بقوانين متعددة ومدروسة وفي مجالات
متعددة في نهايته تجنيس كامل متكامل للشعب .
ولعلى آتيك مما أشكل عليك بخبر إن شاء الله ...
وسيكون بمواضيع مستقلة حول فكرة الإدماج والتجنيس وكفاح الجمعية في هذا الباب
ولولا وجود الجمعية وكفاحها منذ تأسيسها إلى يوم اندلاع الثورة لما كان للاستقلال طعمه وحياته التي كانت ستبنى وتنهض بالجزائر
بعد كل هاته المدة الطويلة من الاحتلال وسياسياته المتواصلة لطمس الهوية وجعل الجزائر فرنسية ...
والحمد لله أن صير لنا هؤلاء الرجال ليكونوا سدا منيعا ويلقوا بفرنسا وسياساتها إلى مزبلة التاريخ ...