منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-08-05, 05:22   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أمور كثيرة جدا

السؤال:

هل يمكن أن توضح ما إذا كان ما يلي حديثًا أم لا : " جاء أعرابي إلي المسجد لرؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد إلقاء السلام ، سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أين أنت؟

) ، فقال الأعرابي: أتيت من مكان بعيد لتجيبني عن بعض الأسئلة ، وفيما يلي الحوار الذي دار بين الأعرابي والنبي =صلى الله عليه وسلم ، قال الأعرابي : أريد ألا يكون في كتابي ذنوب بل فيه خير وحسنـــات فأجابه النبي: كُن باراً لوالديك وأحسن معاملتهم

، قال الأعرابي: أريد أن أكون أحكم الناس فأجابه النبي: اتق الله تعالى في كل شيء ، قال الأعرابي: أريد أن أكون من المقربين عند الله تعالى فأجابه النبي: اقرأ القـــــرآن صباحًا ومساءً ، قال الأعرابي: أريد أن يكون في قلبي نور دائما فأجابه النبي: لا تنسى المــــوت وتذكره دائمًا

قال الأعرابي: أريد أن أكون في ظل رحمة الله دائمًا فأجابه النبي: أحسن إلى النــــــاس ، قال الأعرابي: أريد أن لا يضرني الأعداء فأجابه النبي: توكل على الله دائمًا

قال الأعرابي: أريد أن لا أكون مفضوحاً بين النـاس فأجابه النبي: لا تفضح عيوب الناس ، قال الأعرابي: أريد أن يكون عمري طويلاً فأجابه النبي: :عليك بصلة الرحــــم .


الجواب :

الحمد لله

لا يعرف لهذا الخبر مستند صحيح ، والظاهر أنه مجمّع وملفق من معاني عدة أحاديث وأخبار مشهورة .

وهذا الخبر شبيه للخبر الموضوع المنتشر والمتداول بين الناس– ولعله هو نفسه لكن تغيرت ألفاظه بسبب تعدد الترجمات له – وهو :

عن خالد بن الوليد قال: " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما بدا لك

قال: أريد أن أكون أعلم الناس ؟

فقال صلى الله عليه وسلم: اتق الله تكن أعلم الناس ، قال: أريد أن أكون أغنى الناس ؟

قال صلى الله عليه وسلم: كن قانعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله ؟

قال صلى الله عليه وسلم: أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله ، قال: أحب أن يكمل إيماني ؟

قال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ؟

قال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن أكون من المطيعين ؟

قال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين، قال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب؟ قال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله نقيا من الذنوب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ؟

قال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم نفسك ولا تظلم الناس تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم خلق الله، يرحمك ربك يوم القيامة... " الى آخر القصة الطويلة .

وقد سُئل عنه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فأجاب :

" هذا الحديث جاء في (كنز العمال) باختلاف عما جاء هنا

ونصه: كما جاء في الجزء 16 من كتاب (كنز العمال) تحت الرقم (44154)

قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:

وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري، قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشائخه إلى خالد بن الوليد قال

: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة ، فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس ، قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن أكون أغنى الناس ، فقال: كن قنعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون خير الناس

فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا لهم . فقال: أحب أن أكون أعدل الناس ، قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى

قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ، قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن يكمل إيماني ، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك

فقال أحب أن أكون من المطيعين قال: أد فرائض الله تكن مطيعا، فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب ، قال: اغتسل من الجنابة متطهرا تلق الله يوم القيامة وما عليك ذنب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ،

ال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي ، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله ، قال: أحب أن تقل ذنوبي ، قال: استغفر الله تقل ذنوبك، قال: أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس، فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق ،

قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق، قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله ، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله ، قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله

قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه ، قال: أحب أن تستجاب دعوتي ، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك، قال: أحب أن لا يفضحني الله على رءوس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رءوس الأشهاد ، قال: أحب أن يستر الله علي عيوبي، قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك

قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم ، قال: ما الذي يطفئ نار جهنم ، قال: الصوم "

من كتاب كنز العمال (ص 127 - 129) .

والحديث المذكور موضوع ورواته مجاهيل ، وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ، ومن بعض كلام أهل العلم ، وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية .

ولا ريب أن العمدة فيما ذكره في هذا الحديث هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، أما هذا المتن فلا يعتمد عليه ، ولا يحتج به ؛ لأنه ليس له إسناد صحيح ، والله ولي التوفيق " .

انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (26 / 324 – 326) .

فالخلاصة :

أن هذا الخبر لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب الإعراض عن هذا الخبر الذي لا أصل له ، وما جاءت به الأحاديث الصحيحة يغنينا ويكفينا عن مثل هذه الأخبار .

والله أعلم .









رد مع اقتباس