منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التوحيد .. سؤال وجواب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-15, 04:33   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وننبه هنا : إلى أنه يجب عليك الاطمئنان بأن اعتقاد المسلم أنه لا خالق إلا الله تعالى : هو اعتقاد صحيح ، ليس ثمة ما يناقضه ، وليس له صور استثنائية ؛ فالروح من أمر الله ، ولا يجعلها أحدٌ في شيء إلا أن يأذن الله تعالى ، كما فعل عيسى عليه السلام فيما صنعه من الطين كهيئة الطير ، وكما فعله جبريل عليه السلام حين نفخ في درع مريم عليها السلام .

أ. قال تعالى : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) المائدة/ 110 .

فالبشر يستطيعون نحت تمثال يشبه في صورته – وليس حقيقته – البشر ، ويستطيعون صناعة صورة طير من الطين ، أو الجص – وهو فعل محرَّم - ولكن هل يستطيع أحدٌ أن يحيي هذا الذي صنعه ، أو نحته ؟! الجواب : يعرفه كل مخلوق على وجه الأرض ، وحتى من كان ملحداً منهم ، وهذا هو زعيم الملحدين " لينين " قد حنَّطه قومه ، ولم يدفنوه – توفي سنة 1924 م - فهل يستطيع ملحدو العالَم كله أن يحيوه بعد أن أماته ربُّه ؟! إنهم أعجز من ذلك ، فلا يستطيع الواحد منهم منع ذبابة أن تحط على أنفه ، ولا بعوضة أن تمص دماً من صلعته ! فأنَّى لهم دفع الأمراض عن أنفسهم ، فضلاً عن الهروب من الموت ، فضلاً عما هو أعظم من ذلك أن يحيوا الأموات ؟! .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في بيان أوجه عبودية المسيح وأنه مخلوق لا خالق - :

الوجه الثاني : أنه خَلق من الطين كهيئة الطير ، والمراد به : تصويره بصورة الطير ، وهذا الخلق يقدِر عليه عامة الناس ، فإنه يمكن أحدهم أن يصوِّر من الطين كهيئة الطير ، وغير الطير من الحيوانات ، ولكن هذا التصوير محرَّم ، بخلاف تصوير المسيح ؛ فإن الله أذن له فيه ، والمعجزة أنه يَنفخ فيه الروح فيصير طيراً بإذن الله عز وجل ، ليس المعجزة مجرد خلقه من الطين ؛ فإن هذا مشترك ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المصوِّرين ، وقال : ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) .

الوجه الثالث : أن الله أخبر المسيح أنه إنما فعل التصوير والنفخ بإذنه تعالى ، وأخبر المسيح عليه السلام أنه فعله بإذن الله ، وأخبر الله أن هذا من نعمه التي أنعم بها على المسيح عليه السلام كما قال تعالى : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ) .

" الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح " ( 4 / 46 ، 47 ) .











رد مع اقتباس