منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - افلاس دعاة العلمانية في المجتمعات الإسلامية.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-19, 19:04   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
قاهر العبودية
عضو محترف
 
الصورة الرمزية قاهر العبودية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

....تابع



11- بعث الحركات الهدامة والطوائف الضالة وتضخيم أدوارها:

هذا العمل جزء من تشويه تاريخ الإسلام، إلا أنه استأثر باهتمام بالغ منهم، لأنه يحقق أغراضاً كثيرة في آن واحد، فقد حرصوا على تجديد الغزو الفكري البائد، الذي نظمته الطوائف والفرق المنحرفة كالباطنية بفروعها المتعددة من إسماعيلية وقرامطة وبابكية، والعبيديين المسمين فاطميين والزنج أًصحاب الثورة المعروفة، والدروز، والمتصوفون وفرقهم، مع العناية الخاصة بالشخصيات الضالة كالحلاج وعبد الله بن سبأ وعبد الله بن ميمون القداح والحاكم العبيدي.. الخ، هذا غير الفرق التي أحدثت للغرض نفسه كالقاديانية والبابية وفروعهما.

12- نبش الحضارات القديمة وإحياء معارفها:
تخصص عدد من الصهاينة الغربيين في هذا المضمار، فعكفوا على دراسة اللغات البائدة والتنقيب عن آثار الغابرين، ولفقوا من رفات هش ما أسموه التاريخ الحضاري للعرب، ثم مدوا آثار تلك الحضارات إلى العصر الحاضر، فبدا الفتح الإسلامي وحضارته نشازاً في هذه السلسلة، أو في أحسن الأحوال عاملاً من بين عوامل عدة.
ومن أمثلة ذلك بعث الفرعونية في مصر والفينيقية والآشورية في الهلال الخصيب والحميرية في اليمن، واختلقوا القومية الطورانية لحساب الجمعيات السرية التركية ونجم عن ذلك نتائج خطيرة، منها: تحسين سمعة الجاهلية وتمجيد طواغيتها الغابرين، وبث النعرات الانفصالية، وقطع صلة الأمة بماضيها الحقيقي، أو على الأقل إشغالها عنه، وتهيئة النفوس لتقبل إمكان قيام الحياة المتحضرة بدون الإسلام كما عاشت تلك الحضارات قبله.

13- وضع منهج لاديني للبحث العلمي:

لو لم يكن من ثمرة جهودهم إلا ذلك لكفى، فإن جامعات العالم الإسلامي المعاصرة تدرس التراث الإسلامي وفق ذلك المنهج الذي يتمسح بالموضوعية والحياد العلمي، وهو أبعد ما يكون عنهما، ومن أوضح وأقرب الأمثلة على ذلك ما نلحظه في كتابات كثير من الباحثين المسلمين، من إصرار على استعمال عبارة (قال القرآن) عند إيراد الآيات احترازاً من قول: (قال الله) وإطلاق لفظة (محمد) تماماً كما يستعملهاالصهاينة والصليبسين دعاة العلمانية في ديار الإسلام, بدون ذكر الرسالة أو الصلاة عليه صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومع كون هذا المنهج لادينياً فهو في الوقت نفسه غير علمي، لأنه غالباً يدور على هذه الأسس:
1- يعمل الصهاينة العلمانييو على إخضاع النصوص الفكرية التي يفرضونها حسب أهوائهم، والتحكم فيما يرفضونه من النصوص، وكثيراً ما يحرفون النص تحريفاً مقصوداً، ويقعون في سوء الفهم، -وعن عمد أحياناً- حين لا يجدون مجالاً للتحريف.
2- يتحكمون في المصادر التي يختارونها، فهم ينقلون من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث النبوي، ومن كتب التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه، ويصححون ما ينقله الدميري في كتاب (الحيوان)، ويكذبون ما يرويه الإمام مالك في الموطأ) ويهاجمون صحيح البخاري، ويمجدون كتاب الأغاني، وألف ليلة وليلة.
وعلى الرغم من ذلك، سرت عدوى هذا المنهج في أبناء المسلمين إلى حد يثير الريبة والعجب، وقبل أن نختتم الكلام عن أساليبهم ينبغى أن نشير إلى أن أعمالهم تسير وفق خطة مدروسة، ولذلك فهي تتغير تبعاً لمقتضيات التغير بعد تقييم نتائج المرحلة السابقة، ولذا فلا غرابة أن تختفي من كتبهم الأساليب الاستفزازية والطعن المكشوف، إذ يبدو أن خطة (احتواء الفكر الإسلامي) هي المعمول بها حالياً.

وأياً ما كانت النتائج، فإن ما اضطلع به هؤلاء من مهمة تدمير المقومات الإسلامية، وتمهيد الأرضية الفكرية التي تقوم عليها الحياة اللادينية في الشرق قد آتى أكله في أكثر من ميدان.


...يتبع بإذن الله









رد مع اقتباس