قال: "فريقا يميل إلى الاستماع كالحسن البصري وفريقا لا يميل إليه كالشعبي"
كذا قال الشيخ غفر الله له جعل الغناء المحرم قضية ذوقية محضة مثل كل المباحات كالأطعمة والأشربة من شاء فعل ومن شاء ترك ولم يكتف بهذا بل نسب إلى السلف خلاف الثابت عنهم فالحسن البصري بريء مما نسب إليه فقد روى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي رقم 62 و 63، منسوختي بإسنادين عنه قال:
صوتان ملعونان: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة.
وقد صح هذا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الرسالة إن شاء الله تعالى: الحديث الثاني ص 51،
وأما الشعبي فقد روى ابن أبي الدنيا أيضا رقم 55 بسند صحيح عنه:أنه كره أجر المغنية.وروى رقم 45 بسند صحيح عن القاسم بن سلمان وثقه ابن حبان عنه قال:
"لعن المغني والمغنى له"
وروى ابن نصر في "قدر الصلاة" ق 151 /2 بسند جيد عنه قال:
"إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع".
فهل مثل هذا وذاك يقوله الشعبي بميله الشخصي؟ فاللهم هداك.
وأما قوله: فمن المتفق عليه.. فقد ظهر بطلانه مما سبق فلا نطيل الكلام بالرد عليه.