السّلام عليكم
أخي العزيز السجنجل
ربّما الموضوع الذي تفضّلت به يحتاج للأخد و الرّد من متخصّصين دوي الإختصاص ، و في الحقيقة ، الموضوع قد صعُب عليّ نقاشه و الرّد بما يُفيد فيما يخص محتواه ، و لكن سأحاول المجازفة
العلمانية هو أصلاً نظام أو فكر غربي مستورد ، و قد أُسّست مفاهيمه على مقاسات غير مقاساتنا ، و هل ياتُرى أن يستوى مقاس ثياب إنسان يزن 65 كغ مع إنسان يزن 120 كغ ؟ ، أكيد هذا غير منطقي
العلمانية أساسًا بُنيت على أساس فصل الدّين و المعتقدات من دواليب الحكم ، فكيف يّمكن لنا أن نوفّق بين هذا النظام العلماني البشري مع النظام الإسلامي المكتمل ؟ ، الأكيد لا يمكن المقارنة أبدًا
الإسلام دين سماوي لم يترك لا صغيرة و لا كبيرة إلاّ و اعطى لها بدايات و نهايات ، جوازًا و تحريمًا ، ترغيبًا و ترهيبًا ، حسن الجزاء و سوء الجزاء ، بيّن الحق و دوي الحقوق ، و أنذر و جرّم آكلي الحقوق ، إنه قانون و نظام إلهي مكتمل لا تشوبه شائبة .
و لكن ، السؤال المطروح :
هل نحن في حالة يمكن لنا تبنّي نظام الشريعة الإسلامية في الحكم ؟
للأسف الشّديد ، نحن في حالة يُرثى لها ، و مجتمعاتنا ما تزال تتخبّط حتى في تطبيق أضعف الإيمان ، و علماء الدّين لم يتمكّنوا حتى من إيجاد طريقة لكلمة سواء تجمعهم و تجمع مجتمعاتهم ، من باللّه عليكم سيُطبّق الشريعة الإسلامية في وقتنا هذا ؟ و الأمّة إختلط الحابل بالنابل فيها ؟
و حتى و إن أعطينا مثال لدولة تزعم أنّها تُطبّق الشريعة الإسلامية مثل السعودية ، فهل تمكّنت هذه الدولة فعلاً تطبيقها في المجتمع ؟ كلاُ ....و ربّما إستطاعت في بعض الميادين و لكن لم تنجح في غالبيتها ، و أفضل مثال على ذلك هو إنتشار طبقات المجتمع و تفاوتها فيما بينها ، لا توجد حرية لعلماء الدّين ، التكفير ملصقة تُلصق لكل من عارض توجّهات حكامها ، دعم إسقاط الدول دون الأخد بعين الإعتبار سفك دماء ساكنيها من عصابات الشر و آكلي أكباد البشر ، اللّجوء إلى خُطب سياسية تُفرّق أكثر مما تجمع بين المسلمين في مكة المكرمة ........
العلمانية ربّما شر قبلناه و تبنيناه ، رغم أننا لم نقبله بكامل بنوده ، و قد تمكّنّا من إستئصال أكثر البلايا فيه و تعايشنا مع هذا النظام المستنسخ ، ريثما تحصل نهضة إسلامية حقيقية ترتكز على كتاب اللّه تعالى و رسوله صلى اللّه عليه و سلم ، و بعيدًا عن قوانين البشر ، و فلسفة أولياء الدّين في الدين " هداهم اللّه " و فيما يوجع هذه الأمّة ، و قد وجعوها حقًا ، و نخروها نخرًا ، و لم نجد ما نستطيع أن نجمع به هذه الأمّة المسلمة بعدما فلسفوا في الدّين و أسقطوا حتى تحريم قتل من يشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّد رسول اللّه
أعتقد أن العلمانية التي إستنسخناها بعيدة كل البعد عن العلمانية الحقيقية ، و لغاية اليوم نرى أن أغلبية الدول الإسلامية تنتهج نهج العلمانية مع كسر بعض بنودها لتتماشى نوعًا ما مع خصائص المجتمع الإسلامي ، و هذا ليس حبًا في هذا النظام ، و لكن هو أفضل شيء موجود حاليًا لضمان مجتمع متعايش فيما بينه
أما نظامنا الإسلامي " الشريعة الإسلامية " تحتاج إلى نهضة في العقول و المعتقدات و فهم حقيقي للدّين بعيدًا عن التعصّب و الرّشق بالتكفير ، و حتى نستطيع تطبيقها نحتاج إلى أناس أمناااااااااااااااااء
>>
و لي عودة إن شاء اللّه