منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تناقضات ....
الموضوع: تناقضات ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-27, 17:51   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
knovel
عضو محترف
 
الصورة الرمزية knovel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و في الفتح أيضا ،باب (كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه و سلم):
حديث عبد الله بن هشام أي ابن زهرة بن عثمان التيمي من رهط الصديق .
قوله ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب )
تقدم هذا القدر من هذا الحديث بهذا السند في آخر مناقب عمر ، فذكرت هناك نسب عبد الله بن هشام وبعض حاله ، وتقدم له ذكر في الشركة والدعوات .
قوله ( فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي )
اللام لتأكيد القسم المقدر كأنه قال : والله لأنت إلخ .
قوله ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك )
أي لا يكفي ذلك لبلوغ الرتبة العليا حتى يضاف إليه ما ذكر . وعن بعض الزهاد : تقدير الكلام لا تصدق في حبي حتى تؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه الهلاك . وقد قدمت تقرير هذا في أوائل كتاب الأيمان .
قوله ( فقال له عمر فإنه الآن يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر )

قال الداودي : وقوف عمر أول مرة واستثناؤه نفسه إنما اتفق حتى لا يبلغ ذلك منه فيحلف بالله كاذبا ، فلما قال له ما قال تقرر في نفسه أنه أحب إليه من نفسه فحلف ، كذا قال .
وقال الخطابي : حب الإنسان نفسه طبع ، وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب ، وإنما أراد عليه الصلاة والسلام حب الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه .
قلت : فعلى هذا فجواب عمر أولا كان بحسب الطبع ، ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار ، ولذلك حصل الجواب بقوله " الآن يا عمر " أي الآن عرفت فنطقت بما يجب . وأما تقرير بعض الشراح الآن صار إيمانك معتدا به ، إذ المرء لا يعتد بإيمانه حتى يقتضي عقله ترجيح جانب الرسول . ففيه سوء أدب في العبارة ، وما أكثر ما يقع مثل هذا في كلام الكبار عند عدم التأمل والتحرز لاستغراق الفكر في المعنى الأصلي ، فلا ينبغي التشديد في الإنكار على من وقع ذلك منه بل يكتفى بالإشارة إلى الرد والتحذير من الاغترار به لئلا يقع المنكر في نحو مما أنكره










رد مع اقتباس