منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - خصومة خاسرة!
الموضوع: خصومة خاسرة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-05-04, 09:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي خصومة خاسرة!

الذي لم يقرأ مثل هذا الكلام، أقول له: 'فاتك خير كبير'
والذي قرأه، أقول له: 'أعد قراءته، وستجد كأنك لم تقرأه قبل'


قال أخي الكبير أبو معاذ محمد مرابط:

خصومة خاسرة!
خاسر والله في خصومتك مع والديك!
فمهما اشتكيت ومهما بكيت ومهما بيّنت ومهما احتججت؛ فأنت خاسر يا أخي!
مهما عظمت أذيتهم لك فأنت الخاسر!
مهما تأثرتَ وتأثرت زوجتك وأولادك بقبيح فعالهم فأنت خاسر!
مهما جادلت ومهما أظهرت مصابك للناس فأنت الخاسر!
مهما أقنعت نفسك بأنها مظلومة وأفهمت الصاحب والقريب بأنهم معتدون عليك، فأنت الخاسر!

التفت إليّ -يرحمك الله واسمع:
هل وصل ظلمهم إلى حدّ الشرك بالله؟! هب أنّه وصل! ألم يرشدك ربّك -يا أخي- إلى طريقة عشرتهما إذا كانا على الشرك؟! (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا).

هل تعرف ابن سلول رأس النفاق؟ لقد جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن منه في قتله فأنكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: (اذهب إليه فأحسن صحبته)

أما علمت أن الأبوين إذا تقدّما في السن يثقل فهمهم فتثقل نفسهم عليك، ويطيش صبرهم فيكثر إزعاجهم لك، وتتعدد مطالبهم ويعظم توبيخهم لك ولأهلك؟!

أما قرأت قول الله تعالى (ولا تقل لهما أفّ) ؟! وعلمت سياق الآية وما تقدمها من خطاب؟
ï´؟إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً).
فلما كان التقدم في السن مدعاة لتغير الطباع كان نهي الابن عن الانزعاج من الوالد متأكدا في هذا السنّ ولو بأتفه الألفاظ وأسهل التصرفات (ولا تقل لهما افّ).

(ولا تنهرهما) أيّها الخاسر ولو بنيّة النصح والتنبيه، إذ لا حجة لك وأنت ترفع صوتك وتكشر عن أنيابك، وترفع يدك في وجههم وأنت تريد الخير لهم! فكم من مريد للخير لم يصبه
لا حجة لك عند الله أيها الخاسر في خصومتك معهم! فقد يسخط عليك ربك وأنت تصلي وتصوم وتسبح وتستغفر، وقد ينزل عليك عقابه في أي لحظة! فاهرع -رحمك الله- إلى إرضائهم قبل فوات الأوان، وأسرع إلى احتضانهم قبل أن تحتضنهم القبور وهي قريبة منهم!

ستندم وتبكي دما أيها الخاسر يوم تذكر أمّك وتقول: رحمها الله، ستُكشف لك الحقيقة يوم تحملهما على الأكتاف إلى المقابر.

استفق-رحمك الله- من رقدتك وقم وحاول وقارب لعلك تنجي نفسك قبل فراقهم!

فيا تعاسة من كانت خصومته يوم القيامة مع والديه! اللهم غفرا اللهم غفرا









 


رد مع اقتباس