منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القرضاوي يفتي بوجوب اعتماد النظام الرئاسي خدمة لـ'أمير المؤمنين ''
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-25, 12:47   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

البوطي ... شيخ الشبيحة



( مقال قديم تغيد نشره ) ومكتوب قبل هلاك البوطي

ان المحن عادة ما تقوم بفرز الناس الى فسطاطين من مؤيدين ومعارضين واللون الرمادي الذي يكثر انتشاره في مراحل الهدوء والاستقرار ويعم أغلب شرائح المجتمع هذا اللون يكاد ينعدم الا على شريحة صغيرة من الناس الغير قادرين على اتخاذ موقف مع الأزمات والأحداث الجسام

ومن الطبيعي أن الأحداث كلما عظمت كلما كان فرز الناس الى فريقين أشد وضوحا وكانت الحدود بين الفريقين جلية وتراجع اللون الرمادي بين شرائح المجتمع بحيث لايبقى فيه الا من عجز فكره عن تحديد موقف جلي أو أقعده خوفه من الحركة وكلما كانت الشخصية ظاهرة في المجتمع كلما كانت ردود الأفعال على مواقفها أشد وكان لهذا الموقف دور كبير في تقييم هذه الشخصية وكشف طريقة تفكيرها تجاه الأمة والمجتمع


ان متابعة مسيرة البوطي في حياته وقراءة مواقفه أثناء المحن يعطينا فكرة عن مكنون هذا الشيخ من منهج يرد به على الأخرين ويقيم به مناهجهم فمن السهل علينا أن نقول أنه مغلوب على أمره وأنه يصدر التصريحات تحت التهديد وبالتالي لا داعي لمناقشة ما يصدر من أراء شاذة عن منهج الأمة كونها غير حقيقية أصلا ولا تمثل فكرا بل هي كلمات يدرء بها عن نفسه الخوف والضرر ولكن هذه النظرية تخالف الواقع الذي يصر عليه الشيخ حيث ينفي أي نوع من الضغوط عليه

وان من يراجع تاريخه مع الحركات الاسلامية وموجات الحراك في المجتمع يلاحظ هذا الموقف الشاذ عن مواقف رجالات الأمة والذي اضطره الى حلف أيمان مغلظة أحيانا بأنه غير مجبر على ما يقول ويصرح بأن هذه هي حقيقة رؤيته وفلسفته للأمور وهذا فهمه الحقيقي للواقع وبأنه صادق في مواقفه مع فكره ومعتقده مع العلم أن معظم الناس قد أحسنوا الظن بالشيخ وقالوا انه مجبر على ما يقول لأنهم بفطرتهم يعتقدون أن مثل هذه المواقف المخزية لايمكن أن تصدر عن مسلم مخلص ناهيك عن شيخ معروف ومشهور ولذلك سارعوا الى تبرير مواقفه وسارع هو الى الحلف بأنه مؤمن بما يقول وبأنه أسوء مما يظنون.

لماذا هذا الشذوذ عن جماهير الأمة والعلماء في حالات الشدة والتي يكون الناس فيها بحاجة الى داعية يقول كلمة الحق ولا يخش في الله لومة لائم أو تهديد حاكم فهل الباعث هو حب الظهور أم أن هناك خلفية فكرية للرجل وراء هذه المواقف المثبطة للهمم والتي تخون الأمة الاسلامية

ان مسيرة الطعن في الحركات الاسلامية كانت و ما زالت هي سياسة البوطي على مدى التاريخ فمثلا منذ أكثر من أربعين عاما كتب مقال بعنوان دس خطير على الأمة الاسلامية عام 1967 حيث قام كعادته بالطعن في أحدى الحركات الاسلامية مع تخوينها دون أن ييقي لها أي مبرر شرعي أو فكري حسب وجهة نظره أي أن من خالفه فقد خالف الحق المبين والصراط المستقيم وبالتالي هو فقط من يحتكر الحقيقة والفهم الصحيح للاسلام الحنيف ومن يخالفه من حركات اسلامية وجماعات فهم شذاذ الأفاق وليس لهم مبرراتهم الشرعية حسب قوله.

ومرورا بالسبعينات والثمانينات التي عاصرنا فيها أحداث جسام تبلور موقف البوطي ليكون مفتي السلطان الهالك بلا منازع ليلقي تهم الخيانة وافتقاد الفهم الصحيح للدين على كل من تحرك للعمل الاسلامي ومع احتدام الصراع وسقوط الشهداء في تلك الفترة كانت تصريحاته تبرر للنظام القمع الوحشي لحركة الدعوة الاسلامية فهو يقول من الطبيعي أن يدافع أصحاب السلطة عن أنفسهم ضد من جاء ينازعهم الحكم ويلقي أوراقه كلها في سلة السلطة في تبرير قتل الابرياء وسقوط الشهداء ويحملهم المسؤولية فيما وصلت اليه البلاد من أحداث أما النظام فهو من الطبيعي أن يدافع عن نفسه بهذا الأسلوب وقد استمر لمدة ربع قرن ومازال يمارس مهمة مفتي السلطة الذي لا يتوانى عن اتهام كل من خالفها واتهامه بالعمالة والخروج عن فهم الاسلام الصحيح الذي يحكتره لوحده.

وخلال تلك الفترة لم يسلم منه ومن منهجه الشاذ حتى الحركات الاسلامية خارج بلده فهذا موقفه يعلنه صراحة حول أحداث الجزائر وجبهة الانقاذ الاسلامية في التسعينيات حيث صرح بأنهم لم يصلوا الى مرتبة البغاة في الفقه الاسلامي ( أي ليس لهم أدنى مبرر شرعي كما يدعي ) بل هم قطاع للطرق ومسببين للفتنة وهذا موثق في مقابلة معه في مجلة العالم وهذا الموقف قد قيل قبل أي تطور للأحداث و لجوء البعض في الجزائر الى العنف وبالتالي لا يرى أي مبرر للحركات الاسلامية في دعوتها وصراعها مع الأنظمة القائمة في جميع البلاد الاسلامية فهي كلها صاحبة مناصب ومثيرة للفتن التي لعن الناس من أيقظها.

وصولا الى موقفه بأوائل التسعينات من موت ابن السلطان بحادث سير اصبح به شهيد الوطن حيث خرج البوطي علينا يبكي كالأم الثكلى ووصل به نفاقه أن يقسم بالله أنه لو رفعت الحجب عن هذا الميت لرأيناه وهو يتنعم بالجنان وهذا موثق بالجريدة الرسمية ويفسر قسمه هذا بأنه من باب حسن الظن بالله وليس من باب التألي على الله وقد اضطر الشيخ للقسم بالله محاولة منه تبيض صفحة الميت الذي لا يوجد في ملفه الشخصي سوى القتل والتدمير والفساد والذي كان يجهز ليكون الحاكم بأمر الشيطان المقبل ليعتلي ظهر الناس الى الأبد.

ولم يكن موقفه أقل من ذلك عندما هلك الطاغية نفسه فكان من أول الباكين وليس المتباكين و بالرغم من أن جميع الأمة تشهد بأن الهالك هو من أذل الاسلام وقتل أهله واستباح حرمات الأمة ومساجدها وثرواتها ودمر البلاد ونشر الفساد فالبوطي يرد شهادة الأمة جمعاء لأنه فقط من يمتلك الحق المبين في نصرة الطغاة والظالمين بالرغم من أن العلماء الشرفاء قد عجزوا عن فهم الخلفيات الفقهية والدلائل على هذا الموقف المتخاذل من قبله والذي يبيع فيه الدين لبقائه مفتي الظالمين.

وبعد هلاك الطاغية خف لمعان البوطي كثيرا حيث كانت الأحداث تمر بهدوء نسبي لاتحتاج فيها السلطة الى مفتي يضلل الناس ويهديهم الى سوء السبيل فلم يكن هناك سوى بعض السجالات بين البوطي والناس الذين اشتكوا له على قضية منع الحجاب في المدارس والذي عانى الشعب السوري منه طول عقود وعندما واجهه بعض الناس بالوقائع فما كان منه سوى أن كذب الخبر ودافع عن النظام الفاسد بأنه تصرف فردي من مديرة حاقدة على الدين فهو عبر أدلته وكتبه الصفراء واستقرائه للواقع لم يصل بعد أربعين حولا بحقيقة أن النظام برمته حاقد على الدين وليست المشكلة في موظف هنا أو هناك.

وحدث ما لم يكن بالحسبان وانضم الشعب السوري الى قافلة المنادين بالكرامة أسوة بأخوة له أطاحوا عروش الفراعين في مصر وتونس واذا بها تدك عرش الفرعون الشاب فما كان من الشيخ الكريم الا أن حزم أمره في أوقات الفتنة وعاد ينبش في تاريخه الفقهي والسياسي ليعيد لنا الكرة بعد الكرة بأن الخروج في مظاهرات تنادي بالكرامة والحرية هي مطلب استعماري وهي مسببة للفتنة الملعون موقظها , بل وصلت به الجرأة الى اتهام الشباب الذين يخرجون من المساجد للمظاهرات بعد أن رأهم في ساحة المسجد الأموي بأنهم شلة زعران بأن جباههم لاتعرف السجود وأنهم لم يأتوا للصلاة وانما للفتنة والخروج بالمظاهرات من المسجد ولا نعرف كيف تحرى الدقة في هذا الوصف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول أذا رأيتم الشاب يرتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان أو كما قال. ؟

فهو كعادته يلقي الاتهامات جزافا وتخوينا لكل من خالفه وأنه لايفقه الاسلام الذي يحتكر الشيخ فهمه لوحده ونظرا لافتقار النظام لشخصية دينية يجعلها بوقا له فلقد عاد الشيخ الى ممارسة هوايته في الدفاع عن النظام فهو ينادي صباح مساء باعطاء الفرصة للنظام ويقسم مجددا بأن رأس النظام قد وعد باحقاق الحق وأن يلتزم شرع الله فيما أمر (مقابلة تلفزيونية بتاريخ 2-4 2011) و يدعو له ويحاول جاهدا اجهاض هذه الثورة الشعبية و يستعمل ما تبقى له من أتباع لنشر هذا الفهم المثبط للناس واضافة الى الطعن في الشيخ القرضاوي واتهامه ببث الأفكار الطائفية وأنه يوقد نار الفتنة.

ان قوافل الشهداء وشلالات الدماء التي سالت في سوريا ومشاهد الذل والهوان والمقابر الجماعية كلها لم تحرك فيه ساكنا ولم تسعفه حفيظته الفقهية على التماس و لو أدنى دليل شرعي لهؤلاء المظلومين الذين يذبحون من أجل الحرية والكرامة التي لم يدرك معناها الشيخ المبجل

ان نظرية الحق المبين اذا تملكت شخصا أو شيخا فانه يصبح صريعها حيث يصبح شرسا في دفاعه عن وجهة نظره دون أن يترك لمن خالفه حرمة رأيه أو احترام وجهة نظر المخالفين وهذا منهج فكري متخلف وانحطاط بالشخصية ذاتها و قد ذمه القران عند وصف فرعون ( ماأريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد ) فالموقف الشرعي في معظم المسائل قابل للاجتهاد والاختلاف مع احترام الرأي المخالف باعتباره رأيا شرعيا حتى لو جانب الصواب أحيانا أما أن تنزع الشرعية عن من خالفك فهذا عين الضلال وليس من صفات الباحثين عن الحق بل عند الباحثين عن الدنيا والمناصب وحب الظهور والبوطي معروف عنه في خطبه ودروسه عند الرد على من يخالفه بأنه ينتقده بأبشع الأساليب ويلقي عليه التهم جزافا ويخرج عن أسلوب المحاور الشرعي والمفتي الى الخصم اللدود ولا يجد حرجا في الانتقال الى خندق النظام ليدافع عنه ويسوق الأدلة والمبررات الشرعية حول حسن الظن بالجلاد الذي يسوق الضحية لمذبحها .

ان متابعة المسيرة النضالية للبوطي باختصار ليست سقطات من شيخ يبحث عن الحق وأخطأ في طلبه بل هي مسيرة حياة لم يكل أو يمل عن الطعن بكل من تحرك ارضاء لله عز وجل وسعيا لنصرة دينه وأمته وهو يرى الفتنة في أن تعترض على الجلاد ولا يرى مجازره الوحشية في حق المسلمين انه باختصار بوق بلون واحد يستعمل فقط لاسكات الحق وثورات الحق ولا تسمع له صوتا لنصرة المسلمين وايقاف المجازر التي ترتكب بحق الأمة ان من تفشل صور الاذلال في مساجد درعا ومنع صلاة الجمعة على مدى ثلاثة أسابيع في تحريك مشاعره و ايقاظ ضميره فانه لن يستيقظ أبدا وان استيقظ فهو للدفاع عن النظام وتبريرجرائمه وتقتيله للمسلمين .

أما آن الآوان للأمة الاسلامية أن تقول الحق فان من لا يستحي من الله عز وجل فيجب ألا نستحي منه ولوكان شيخا معمما ومن وضع نفسه محاميا للشيطان فالرجاء الآ يتذمر من الرجم









رد مع اقتباس