عذرا زملائي قد يكون الموضوع طويلا نسبيا .. لكن مهم جدا قراءته
أنا الدولة والدولة أنا....! "لويس الرابع عشر"
نقلا عن الأخت الفاضلة النشيطةNadia Boumediene منذ 20min
"لويس الرابع عشر"
وَرِثَ الحكم في عمر 4 سنوات, وكان من يحكم فعلا هي أمه الوصية عليه.
وفي فترت حكمها كانت الحاشية الملكية تتوغل بأصابعها لتملك كل شيء.. لدرجة ان حين استلم لويس الحكم فعلاً كانت الدولة قد أفلست تقريباً..!
يأتي في بالك أنها أزمة إقتصادية؟!, لا ليست كذلك!
بالنسبة للحاكم هي أزمة سياسية .. لأنه أصبح مفلس وليست لديه ثروة تمكنه من شراء ولاء من سيُثبتون حكمه من الحاشية وغيرهم ..!
لذلك فترة حكم لويس كانت مليئة بالقلق والتوتر . لأن النبلاء وقادة الجيوش أصبحوا يشعرون انها نهايته , إذ انه لا يملك المال لإسكاتهم وشراء ولاءهم المزيف بالمال...!
فبدأوا بالبحث عن من يستطيع تمويلهم كما يرغبون, وبدأوا يخططون لإنقلاب..!
فماذا فعل لويس؟!
صنع نظام للدولة والجيش, قائم على التنافسية. بمعنى؛ ان من يعمل أكثر ويثبت كفاءته ينال ترقية.. فأصبحوا لا يحتاجون التأمر على الحاكم , بل أصبحوا يتأمرون على بعضهم البعض..!
أما داخل القصر؛ فالمنافقين لدى الملاك المداحين الطباليين, هم المقربين للملك.!
كيف؟!
فقد بنى لويس قصر خارج باريس قصر عملاق.. وجمع فيه كافة النبلاء , وإشترط عليهم العيش معه في القصر, كي يظلوا تحت ناظره..!
فالقصر كان "قفص ذهبي لكل رجال الدولة".
فكل تصرفات الحاشية داخل القصر محسوبة ومراقبة, ولم يعد بإمكانهم التفكير حتى في التأمر على الملك, وفي النهاية لا يجدون اي منفذ إلا التنافس على رضا الملك واهتمامه.
فـ لويس الملك قد إشترط عليهم مستوى معين من الهندام والملابس. لذلك كان عصر لويس هو العصر الذهبي للموضة والأزياء في أوروبا.
وطبعاً مثل هذه المتطلبات تحتاج لأموال زهيدة, ولكي يتهندموا ويترفهوا وينالوا الرضا, لابد ان يحصلوا على رضا الملك كي ينالوا مثل هذه الإمكانيات؟
فهكذا حول لويس الدولة, من دولة أوشكت على الإنهيار. إلى دولة فيها كل الساسة ورؤوس الأقلام مثل الخاتم في إصبعه..!
وبذلك إستطاع لويس أن يظل في الحكم لمدة "70 سنة"
الشعب بالنسبة للملك هم مثل , أقفاص البشر التي ينتقي منها رؤوس الأقلام كي ينضموا لحاشيته, كي يعتمد عليهم في ترسيخ حكمه. والبقية في الأقفاص يعملون ويكدحون, كي يخدموا طاولات الملك والنبلاء..!
فأهم شيء أن لا يضيع الحكم من يد الملك, ولذلك لابد للملك من حاشية وجيش, لأن هؤلاء آلة الحكم الحقيقية. انما هو وحده مجرد فرد لا سلطة لديه ابداً..! لويس إستطاع أن يبني كيان "حاشية وجيش" مرتبطين به تماما لأنه مرتبط بهم. هو يمولهم ويغذيهم.. وهم يرسخون حكمه وملكيته.
وكلما قل عدد أفراد هذه الحاشية, كلما كانت السيطرة عليهم أسهل..!
لأن اموال الرشاوي كلما قل عددهم سوف يتم توزيعها على حصص أكبر لكل فرد فاسد فيهم.
هكذا تتم صناعة كل ديكتاتور.
فكل من كان شريف في الملك تم إغتياله أو الإنقلاب عليه.
أما كل ديكتاتور ظالم يغذي حاشيته "عصابته" فهذا يظل في الحكم طيلة حياته., و يموت على سريره موت طبيعي.
*وهذه أعزائي حكاية كل ملك وكل رئيس..
كما تكونوا يولى عليكم
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )