اشتريت أول جلباب لي من تلك الصفحة التي أدمنتها على الفايس ، كانت صفحة لمحل جلابيب بالجزائر العاصمة وكانوا يقومون بالتوصيل لكل الولايات ، وللمحل فروع في ولايات كثيرة ....
باديء الأمر لم تصل شجاعتي إلى الدرجة التي تمكنني من اقتناء جلباب من محل قريب ، لا أعلم لمَ شعرت براحة أكثر وأنا أراسل تلك الصفحة وأحدثهم عن كيفية التوصيل ...
كنت أقوم بكل شيء وكأنني في حالة تخدير ، دخلت مكتب البريد وسألت شخصا يعمل هناك عن كيفية إرسال مبلغ إلى حساب معين لأنني أقوم بهذا لأول مرة - ابتسامة - ....
أرسلت المبلغ وصورت الوصل للصفحة وأنا غير مصدقة أنني من أقوم بهذا حقا ... وعدوني بأنهم سيرسلون طلبيتي في أقرب وقت لكنني لم أتوقع أن تصل في يومين ، كان ذلك أول جلباب أقيسه في حياتي ، خوف مختلط مع فرحة ، حقيقة شعور لا يوصف ....
ظننت أنني بهذه الخطوة قد أزلت كل الخوف ، لكن هيهات ، فمازال ذلك الشيطان يعشعش في رأسي ويملؤه وساوس كنت أضعف وأستمع لها أحيانا كثيرة .... لهذا وجب علي القيام بخطوة أخرى وهي اشتراء جلباب آخر -
وكنت قد درست الوضع مسبقا لهذا دعوت صديقة متجلببة لترافقني فلم تمانع أبدا ، واخترتها هي بالذات لأنها في مثل سني ومن نفس تخصصي - طبيبة - حتى تؤكد لي أن الجلباب لن يؤثر في عملي كطبيبة ، و كنت أيضا أنوي القيام باستجواب لها وهذا ما فعلته فعلا - كسرتلها راسها بالأسئلة - ، وكانت تجيبني برحابة صدر كبيرة حفظها الله ، وحكت لي نظرة الآخرين لها ولأختها بعد ارتدائهما الجلباب ووصفهم بالمتطرفين وابتعاد الكثير من الناس عنهم ... فابتسمت وقلت لها ممازحة إذا سأصبح متطرفة مثلك ، قالت لي مرحبا بكِ كوني سندي - ابتسامة - ......
اليوم و بفضل من الله هو أول يوم أرتدي فيه الجلباب وأنا سعيدة جدا ، اخترت أن يكون أول جلبابٍ لي باللون الأسود سيد الأوان .....
أخيرا اجتمعت أنا ونصفي الذي طالما تمنيته والحمد لله ، رغم أنني مازلت أشعر بالضعف والخوف وأدعو الله أن يثبتني ....
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. دعواتكم لي بالتوفيق ..