كثيرا ما كنا نسمع أن كلمة المناداة " بابا " و" ماما " ليست كلمات عربية ، بل هي أجنبية لا سيما وأن لها ما يقابلها نطقاً في اللغة الفرنسية في كلمات "papa", "mama" ، ولكن عند البحث عن هاتين الكلمتين وُجد أن لهما أصلا عربيا عريقا ضاربا بجذوره في القدم. (... وبأبأتُه أيضاً، وبأبأتُ به قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه، إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبي إذا قال له بابا. وقال الفراء: بأبات بالصبي بئباءً إذا قلت له: بأبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلت له: بأباتُ الصبي بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثال البأبأةِ عندك الآن؟....). [لسان العرب (بأبأ)]. جاء في "نوادر اللغة" لأبي زيد الأنصاري (119-215هـ )وهو المعني بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة): (وقال العنبريون: بأبأ الصبي أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبي أمه فهو يمأمئها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبي دأدأةً إذا سكته تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص 254]. وجاء في "رسالة الاشتقاق" لابن السراج (316هـ): (ومنه أن تجيء اللفظة يراد بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاق وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص 31]. وفي "كتاب الأفعال" للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة): (بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبي أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/133]. فمن الشعراء المتقدمين: في كتاب "عبقرية اللغة العربية" للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها: