منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ....هل ألإدارة علم أم فن ، أم هي مزيج من الاثنين؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-08-04, 09:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد علي 12
مراقب منتدى الأسرة والمجتمع
 
إحصائية العضو










افتراضي ....هل ألإدارة علم أم فن ، أم هي مزيج من الاثنين؟

هل ألإدارة علم أم فن ، أم هي مزيج من الاثنين؟
تقتضي المعالجة العلمية للإجابة عن هذا التساؤل تحديد المسميات والألفاظ:
تعريف العلم : عرف المعجم الوسيط العلم بأنه الإدارك الكلي والمركب ، وقيل : العلم إدارك الشيء على حقيقته.
تعريف الفن : هو التطبيق العلمي للنظريات العلمية بالوسائل التي تحققها .
وقبل الإجابة عن هذا السؤال نود أيضا أن نوضح الاتجاهات التي كانت سائدة حول الإدارة في الماضي.
الاتجاه الأول : كان اعتقاد الناس فيما مضى يقوم على أن الإدارة فن من الفنون ، يحتاج إلى موهبة شخصية ، مثله في ذلك مثل الرسم والشعر ، ويتسم صاحبها بحسن التصرف في حل المشكلات أو بالقدرة على التنظيم ، وكل ما يحتاجه رجل الإدارة هو صقل الموهبة وتنميتها عن طريق الخبرة والتجربة.
الاتجاه الثاني : يقول إن الإدارة لا تعتمد على الموهبة ،و لصفات الشخصية وإنما هي علم من العلوم ، يخضع للتطور والتجديد ، ويتلاءم مع الظروف ، ويرتكز على أسس علمية من شأنها أن تعيين الإدارة في ممارسة عمله على أكلم وجه سواء كانت لديه الموهبة أم لا .
إلا أن علماء الإدارة المحدثين يؤكدون على أنه ليس كل من أحاط بالمعرفة الإدارية يمكن أن يكون ناجحا ، وكذلك ليس كل من لم يحط بالمعرفة الإدارية يمكن أن يكون مديرا فاشلا، ولكن من المؤكد أن للممارسة الإدارية من قبل المديرين جانبين هما العلم والفن ، وليس لأحدهما غنى عن الآخر.
ويقرر ذلك الدكتور مدين علاقي في كتابه " الإدارة : دراسة تحليلية للوظائف والقرارات" فيوضح أن هناك جانبا علميا للإدارة ، وهذا الجانب هو اعتماد المعرفة الإدارية وأدوات التحليل الرياضي ، وكذلك فإن الإدارة فن ، حيث تعنى هذه الكلمة الوصول إلى النتائج من خلال استخدام مهارات معينة ، فدفع الآخرين إلى تحقيق الأهداف مهارة ، حيث عرف مكتب العمل الدولي بحنيف ألإدارة بأنها : فن توجيه أنشطة العاملين نحو هدف مرسوم.
وجدير بالذكر أن الإدارة كعلم يمكن أن ينظر إليها من جانب المعرفة ، حيث لا يمكن القول أن الإدارة علم دقيق وشامل ، ذلك لأن العلم عرف بالإدارك الكلي الشيء ، وكذلك مجموعة المعارف المتراكمة المنطقية عن ظاهرة معينة ، أمكن الوصول إلى صحتها من خلال تطبيق الطريقة العلمية في البحث، وذلك ينطبق على العلوم التطبيقية البحتة، ومن الصعب بمكان إلحاق الإدارة بالعلوم التطبيقية لأنه يصعب تطبيق أسلوب الطريقة العلمية في بحوث الإدارة لأنها من العلوم الاجتماعية ، غير أن الإدارة لا يمكن اعتبارها علما كالعلوم التطبيقية للأسباب التالية :
1- قلة الدراسات المتوفرة في الإدارة.
2- الممارسة الإدارية لازالت تأخذ ببعض الأساليب غير العلمية مثل الحدس والتخمين في اتخاذ القرارات الإدارية.
3- لازالت هناك صعوبات في التحكم في بعض التجارب وإخضاعها للمراقبة الشاملة.
4- وجود العنصر البشري في الإدارة ، مما يجعل من الصعوبة بمكانهي الإدارة التي تملك قدرا واسعا من المعرفة الإدارية ، وتملك أيضاً قدرا مكملا من المهارة والإبداع ، وهذا يعني أن كليهما مكمل للآخر ، فالعلم يعني المعرفة ، والفن يعني مهارة وموهبة في التطبيق لهذه المعرفة على الوجه الأكمل التنبؤ أو التحكم أو مراقبة الأفراد في ظل ظروف معينة.
يستخلص من ذلك أن المدير الناجح أو الإدارة الفعالة