منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يوم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-31, 07:02   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


الهدية والضيف

في حياة البشر حاجات عاطفية ودخائل نفسية تظهر الحاجة إليها دومًا في المجتمع والأسرة والبيت، ومن الأمور التي تقرب القلوب وتذيب إحن النفوس الهدية، عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها»([1]) وهذا الإهداء والشكر من كرم النفوس وصفاء الصدور.


وخلق الكرم من أخلاق الأنبياء وسنن المرسلين، ولرسولنا صلى الله عليه وسلم قصب السبق والقدح المعلى في ذلك أليس هو القائل: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه؟»([2]).


ووالله لم تشهد الغبراء ولا وهادها ولم ير الحجاز ولا الجزيرة، بل ولا الخافقين أنبل أخلاقًا وأكرم صفاتٍ منه صلى الله عليه وسلم كحل عينيك -أيها القارئ- لترى موقفاً من مواقفه العظيمة بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام!!


عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن امرأة جاءت إلى رسول الله ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فلان: اكسنيها ما أحسنها فقال: «نعم» فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه فقال له القوم: ما أحسنت، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، ثم سألته، وعلمت أنه لا يرد سائلاً، فقال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني قال سهل: فكانت كفنه»([3]).


ولا تعجب من خلق من اصطفاه الله عز وجل ورباه على عينه وجعله القدوة، رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثلة في السخاء والجود، عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: «يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى»([4]).
وصدق الشاعر:
وله كمال الدين أعلى همة




يعلو ويسمو أن يقاس بثاني


لما أضاء على البرية زانها




وعلا بها فإذا هو الثقلان


فوجدت كل الصيد في جوف الفرا




ولقيت كل الناس في إنسان





عن جابر رضي الله عنه قال:ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال، لا([5]).


ومع هذا العطاء والسخاء في اليد إلا أن سخاءه منقطع النظير في الجود والبذل وطيب النفس وحسن المعاشرة وصدق المحبة.
كان من عادته أن يبش (يبتسم) إلى كل من يجلس إليه، حتى يظن أنه أحب أصحابه إلى قلبه.


عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: «ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رآني منذ أسلمت إلا تبسم»([6]).
ولك في وصف شاهد كفاية وعبر.


وعن عبد الله بن الحارث قال: «مارأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم»([7]).


ولماذا تعجب أيها الحبيب وهو القائل عليه الصلاة والسلام: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة»([8]).


أما خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس رضي الله عنه فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفات عظيمة قل أن تجد بعضها في رجل أو أن تجتمع في أناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس لطفًا فما سأله سائل قط إلا أصغى إليه فلا ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون السائل هو الذي ينصرف وما تناول أحد يده قط إلا ناوله إياها فلا ينزع صلى الله عليه وسلم يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها منها»([9]).


مع إكرامه صلى الله عليه وسلم لضيفه والتطلف معه إلا أنه كان رءوفًا بأمته، ولذا فهو ينكر المنكر ولا يقبله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه، وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده»([10]).


([1]) رواه البخاري.

([2]) رواه البخاري.

([3]) رواه البخاري.

([4]) متفق عليه.

([5]) رواه البخاري 6034.

([6]) رواه البخاري.

([7]) رواه الترمذي.

([8]) رواه الترمذي.

([9]) رواه أبو نعيم في الدلائل.

([10]) رواه مسلم.









رد مع اقتباس