2- إنه كان مخلصًا:
إذا قرأت قصص موسى عليه السلام ومواقفه مع الطاغوت العاتي فرعون تأسرك قوة موسى وشجاعته، فتشعر بأنه كالريح تدمر كل شيء .. لكن .. بأمر ربها، ومعلوم ما كاد به موسي عليه السلام، وجمعه للجنود ليقتل موسى وأتباعه، فأنجاه الله بالمعجزات الباهرات..
فيا ترى ما سر هذا التأييد الإلهي؟ والجواب: إنه الإخلاص، فاقرأ هذه الآية وتدبر: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا ([1]) وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 51].
قال المفسرون: مخلصًا «بكسر اللام»أي أخلص العبادة والتوحيد لله غير مراء للعباد([2]).
فاسلك سبيل موسى تلق التأييد والمعونة. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا ﴾ [الفرقان: 35 – 36].
([1]) بكسر اللام، وهي قراءة متواترة صحيحة.
([2]) فتح القدير (3/ 338).