منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تاريخ الصراع العقدي مع الرافضة في بلاد المغرب الإسلامي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-15, 10:11   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المبحث الثالث

الجوانب التي وقع فيها الإنحراف

في هذا المبحث أحاول أن ألخص مظاهر انحراف الشيعة العبيديين والتي أدت إلى قيام علماء المغرب عليهم فضلا عن الإنحراف العقدي الذي كان السبب الأوّل في هذه المقاومة فيما يلي :

1 – إبطال بعض السنن المتواترة والمشهورة والزيادة في بعضها كما فعلوا في زيادة (حيّ على خير العمل) في الأذان وإسقاط صلاة التراويح بعد أن ترك الناس يصلونها عاما واحدا ولهذا ترك الناس الصلاة في المساجد .
ويا ويح من يسقط عبارة (حيّ على خير العمل) من الأذان من ذلك ما روي أن عروس المؤذن (ت 317 ه) وكان مؤذنا في أحد المساجد شهد عليه بعض الشيعة أنه لم يقل في أذانه (حيّ على خير العمل) فكان جزاؤه أن قطع لسانه ووضع بين عينيه وطيف به القيروان ثمّ قتل إلاّ أنّ بعض العلماء فطن لكيد العبيديين وأغراضهم الخبيثة وراء ذلك وهو إخلاء المساجد من المصلين ودفعا لهذه المفسدة أذنوا للمؤذنين أن يزيدوا (حيّ على خير العمل) لأنّ تركها يؤدي إلى مفاسد أعظم ومن هؤلاء العلماء : أبو الحسن علي بن محمود بن مسرور الدباغ (ت 359 ه) الذي كان من أهل الورع والعبادة والخشوع فقد فطن لغرض العبيديين فكان أن قال للمؤذنين : (أذنوا على السنة في أنفسكم فإذا فرغتم فقولوا : (حيّ على خير العمل) فإنّما أراد بنو عبيد إخلاء المساجد لَّفِعلُكم هذا – وأنتم معذورون – خير من إخلاء المساجد) .
2 – غلو بعض دعاتهم في المهدي حتى أنزلوه منزلة الإله وأنه يعلم الغيب وأنه نبي مرسل يقول بدر الدين قاضي شهبة : (وكان له (أي المهدي) دعاة بالمغرب يدعون الناس إليه وإلى طاعته ويأخذون عليهم العهود ويلقون إلى الناس من أمره بحسب عقولهم فمنهم من يلقون إليه أن المهدي ابن رسول الله وحجة الله على خلقه ومنهم من يلقون إليه أنه الله الخالق الرازق) .
أمّا زعمهم بأنّه إله فيظهر في أفعال دعاته وأقوالهم وأشعارهم فقد كان هناك رجل يدعى أحمد البلوي النحاس (يصلي إلى رقادة أيام كون عبيد الله بها وهي منه إلى المغرب فلما انتقل إلى المهدية وهي منه إلى الشرق صلى إليها) باعتبار أنها مثل مكة المكرمة –شرّفها الله- وهذا الإعتقاد كان سائدا عند كثير من الناس يومها فهذا أحد شعراء بني عبيد يقول في المهدية بعد انتقال المهدي إليها :

ليهنك أيها الملك الهمــــــــــــام ........ قدوم فيه للدهر ابتســـــــام
لقد عظمت بأرض الغرب دار ....... بها الصلوات تقبل والصيام
هي المهدية الحرم الموقـــــى ........ كما بتهامة البلد الحـــــــرام
كأنّ مقام إبراهيم فيـــــــــــــه ........ ثرى قدميك إن عدم المقام
وإن لثم الحجيج الركن أضحى ....... لنا بعراص قصركم التثام
لك الدنيا ونسلك حيث كنتم ........ فكلكم لها أبدا إمـــــــــــام


ومن الشعر أيضا في تأليهه ما مدحه به محمد البديل حيث يقول :

حلّ برقادة المسيــــــــــح ............حلّ بها آدم ونــــــــــــــوح
حلّ بها أحمد المصفى ............ حلّ بها الكبش والذبيــــح
حلّ بها الله ذو المعالي ............. وكلّ شيء سواه ريـــــــح


وأمّا زعمهم أنه كان يعلم الغيب فيظهر من أيمان بعضهم حيث كان إذا أقسم يقول : (وحقّ عالم الغيب والشهادة مولانا الذي برقادة) وقد سخر بعض أحداث القيروان من تلك الدعاوي وكتب هذين البيتين إلى المهدي وأرسلهما في بطاقة يقول فيها :

الجور قد رضينا ..... لا الكفر والحماقة
يا مدّعي الغيوب .... من كاتب البطاقة



3 – التسلّط والجور وإعدام من يخالف مذهبهم هذا بالإضافة إلى كلّ ما ذكرته آنفا على لسان القاضي عياض من طعنهم في الصحابة وتعليق رؤوس الأكباش الدالة - في زعمهم – على أسماء الصحابة وغير ذلك من الأفعال القبيحة والشنيعة التي كانوا يقومون بها.

4 – منعوا الفتاوى بمذهب مالك وقصروها على مذهب أهل البيت فبقي من يتفقّه لمالك إنما يتفقه خفية كما منعوا تعليم أصول الشريعة على مذهب أهل السنة ومنعوا شيوخ القيروان من إلقاء دروسهم في جامع عقبة اللهم إلاّ دروس اللغة العربية وما ليس له صلة بالعقائد الأمر الذي جعل شيوخ القيروان يركنون إلى إقراء تلاميذهم تلك العلوم في بيوتهم ودكاكين حرفهم .

يقول الدباغ : (كان ربيع القطان (ت333ه) ملتزما الإقراء في الحانوت الذي يبيع فيع القطن وفيه كان يأتيه من يدرس عليه من الطلبة أو يسأله و يستفتيه) .

5 – فرض المهدي على الخطباء أن يدعوا له على المنابر بهذا الدعاء : فبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمير المؤمنين علي وعلى فاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وعلى الأئمة من أولادهم بعد هذا أمرهم أن يقولوا : (اللهم صل على عبدك وخليفتك العالم بأمر عبادك في بلادك أبي محمد عبيد الله الإمام المهدي بالله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه وخلفائه الراشدين المهديين الذين قضوا بالحق وكانوا به يعدلون اللهم وكما اصطفيته لولايتك واخترته لخلافتك وجعلته لدينك عصمة وعمادا ولبريتك موكلا وملاذا فانصره على أعدائك المارقين وافتح له مشارق الأرض ومغاربها كما وعدته وأيدته على العصاة الضالين إنّك أنت الحقّ المبين )

وكرد فعل على هذا السلوك وهذه الأعمال المنافية لعقائد الإسلام وأخلاقه نجد مواقف علماء المغرب متباينة فمنهم من ترك البلاد خوفا أن يفتن في دينه ومنهم من قاوم وصبر وتحدى ومن هذا الصنف ذهب جمع كبير إلى ربهم شهداء

ومنهم من أقام بينهم يداريهم ويداهنهم طمعا في عطاياهم ومناصبهم التي كانوا يغدقون وينعمون بها على من يواليهم ولكن هذا الصنف من الناس – وإن كان أمن مكر العبيديين – فإنه أصبح منبوذا من قبل علماء السنة

والذي ينبغي الإشارة إليه هو أنّ علماء المغرب – وسدا للذريعة – أفتوا بكفر من يعتنق مذهب العبيديين ولو مكرها وكان قلبه مطمئنا للإيمان فقد جاء في (معالم الإيمان) فتوى فيمن دخل مذهب العبيديين بإكراه هل يكفر بذلك أم لا ؟ فأجاب الشيوخ أبو محمد ابن أبي زيد القيرواني وأبو القاسم بن شبلون وأبو الحسن القابسي وغيرهم :
(لا يعذر أحد في ذلك لأنه أقام بعد علمه بكفرهم وكفرهم ارتداد وزندقة بخلاف غيرهم) .
و لما حمل أهل طرابلس لبني عبيد أظهروا أن يدخلوا في دينهم عند الإكراه ثمّ ردوا من الطريق سالمين فقال ابن أبي زيد القيرواني : (هم كفار لاعتقادهم ذلك) .
وقد تعقّب صاحب المعالم هذه الفتوى بقوله : (الأقرب أنهم ليسوا بكفار وإنما صرح أبو محمد بما ذكر مبالغة لتنفير العامة لأنّ المطلوب سد هذا الباب وأما فيما بينهم وبين الله فما قلناه ) .
وهذا الذي قاله صاحب المعالم هو الذي دلّ عليه القرآن فقد قال تعالى في محكم تنزيله : (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ) [النحل : 106] وسبب نزول هذه الآية - كما ذكر المفسّرون – أنّ المشركين أخذوا عمار بن ياسر رضي الله عنه فعذّبوه حتى قاربهم (أي وافقهم) في بعض ما أرادوا فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : (كيف تجد قلبك) ؟ قال : مطمئنا بالإيمان فقال صلى الله عليه وسلم : (إن عادوا فعد) فكانت رخصة في مثل هذه الحال .
من هنا جاءت مواقف العلماء متباينة فمن خاف أن يفتن في دينه هرب وتحول إلى بلد آخر ولكن عدد الذين هربوا وتركوا البلاد كان قليلا إذا ما قورن بالذين أقاموا وجاهدوا وصبروا ولو كان العدد كبيرا لأثّر ذلك على المواجهة لذلك يقول صاحب المعالم مشيدا بمشيخة القيروان : (وجزى الله مشيخة القيروان خيرا هذا يموت وهذا يضرب وهذا يسجن وهم صابرون لايفرون ولو فروا لكفرت العامة دفعة واحدة رحمهم الله ورضي عنهم ) .



النوع الأول:


العلماء الذين هربوا بدينهم

ومن هؤلاء الذين تركوا البلاد هربا بدينهم : أبو عبد الله محمد بن بسطام بن رجاء الضبي (ت 313 ه) فقد انتقل من القيروان إلى سوسة حيث استوطنها ومنهم : أبو البشير محمد بن أحمد بن يونس السوسي (ت 331 ه) وكذا أبو محمد عبد الله التاهرتي (ت 313 ه) وأبو محمد يونس بن محمد الورداني (ت 299 ه) الذي كان يتستر وراء رعي البقر في برية القيروان حتى مات وكان قد خير أهله بين ترك إفريقية (تونس) والفرار بدينه من فتنتهم فلا يرونه أبدا وبين أن يتركوه يرعى البقر فقالوا له : (إن ما ذكرت يشق علينا فكونك معنا نرى وجهك أحب إلينا من هروبك وانقطاع خبرك عنا ) فأقبل على رعي البقر فكان إذا أصبح أخذ مصحفه وأخذ عصاه وساق البقر بين يديه وأبعدهما عن العمارة وأقبل على قراءة القرآن النهار أجمع فإذا أمسى واختلط الظلام أقبل بالبقر إلى منزله فكان هذا دأبه حتى لقي ربه .
ومن الذين خرجوا من ديارهم فارين بدينهم : ابن الخزاز المليلي (ت 330 ه) الذي كان قاضيا بمليلة وهرب إلى قرطبة سنة 325 ه خشية من جنود الشيعة وكان فقيها شاعرا فأجاره الناصر وسجل له قضاء ناحيته .
ومنهم : أبو عبد الله محمد بن نظيف البزاز الفقيه (ت 355 ه) الذي خرج إلى المشرق لما ظهر سب السلف بالمغرب عند اشتداد أمر بني عبيد .

النوع الثاني :

العلماء الذين صبروا وجاهدوا :

ومن العلماء من آثر مقاومة الشيعة والموت في سبيل الله على الهرب ومن هذا الصنف من العلماء ذهب عدد كبير إلى ربّهم شهداء على يد عبيد الله وبنيه ويقول أبو الحسن القابسي : (إنّ الذين قتلهم عبيد الله وبنوه أربعة آلاف في دار النحر في العذاب من عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت) يقول سهيل الشاعر :

وأحلّ دار النحر في أغلاله ...... من كان ذا تقوى وذا صلوات

وكان الذي تولى مهمة تعذيب العلماء المعارضين للدولة العبيدية وتقتيلهم : محمد بن عمر المروذي الذي كان معتقدا لمذهب الشيعة معروفا بذلك فلما دخل الشيعي بادر إليه ودخل في دعوته ولزمه فولاه قضاء إفريقيا وتصلب وتكبر وتجبر وكانت أيامه صعبة جدا وأخاف أهل السنة وعذب العلماء وقتلهم وأخذ أموال الأحباس والحصون .
ولكن الله تعالى انتقم منه وقتله على يد من كان يخدمهم ويتقرّب إليهم قال الخشني : (تطاول على رجال صالحين فضربهم وحبسهم ولما تمادى في التنكيل بالعلماء كثر منه التشكي إلى المهدي فعزله وعذبه ثمّ قتله ) .
ومن هؤلاء الذين قتلهم الشيعة بسبب مواقفهم الصلبة نذكر ابن البردون (ت 299 ه) وابن هذيل الفقيه (ت 299 ه) فقد قتلا معا وكان السبب في قتلهما أن الإمام ابن البردون كان يقول : (كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقيم الحدود بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويعينه في أموره فلو لم يكن عنده إمام هدى مستحقا للتقدمة ما فعل ) فبلغ قوله أبا العباس الشيعي فقال : (كان يوسف الصديق عليه السلام من أعوان العزيز بمصر يعينه في أموره فما كان فيه نقص ليوسف ولا زيادة في مقدار العزيز) .
وكان الإمام ابن الهذيل يروج قول ابن البردون وينشره في الناس فأرسل عبيد الله الشيعي من يأتيه بهما فلما أدخلا عليه وجداه على سرسر ملكه جالسا وعن يمينه أبو عبد الله الشيعي وأبو العباس أخوه فلما وقفا بين يديه قال لهما أبو عبد الله وأبو العباس : (نشهد أن هذا رسول الله – وأشارا إلى عبيد الله الشيعي – فرد عليهما ابن البردون وابن الهذيل بلفظ واحد : (والله الذي لا إله إلاّ هو لو جاءنا هذا والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان : نشهد إنه رسول الله ما قلنا : إنه رسول الله ) فأمر عبد الله عند ذلك بقتلهما وأمر بربطهما إلى أذناب البغال وقيل : إن ابن البردون لما جرد للقتل قال له قاتله : أترجع عن مذهبك ؟ فقال أ عن الإسلام تستتيبني) .
ومن هذا الصنف من العلماء أيضا : أبو جعفر المعافري (ت 301 ه) الذي أمر عبيد الله المهدي بقتله فطرح على الأرض ورفسه السودان بأرجلهم حتى قتلوه وكان السبب في قتله انحرافه عن العبيديين .
وممن قتل على أيديهم بسبب مواقفه الجريئة : الزاهد الشذوني (ت 309 ه) الذي أمر عبيد الله المهدي بقتله وذلك لتفضيله بعض الصحابة على علي رضي الله عنه .
ومنهم أيضا : عروس المؤذن الذي ذكرت قصته من قبل وممن امتحن على أيديهم أيضا أبو القاسم الطرزي (ت 317 ه) فقد ضرب بالسياط عند الجامع نكاية في أهل السنة وبغضا لهم وعداوة لعلماء المسلمين .
ومنهم الإنام : أبو بكر اللباد (ت 333 ه) الذي سجنوه ثم أطلقوه ومنعوه من الفتوى ولكنه لم يثنه منعهم عن أداء رسالته التعليمية فكان يقوم بذلك سرا وكان ابن أبي زيد القيرواني وابن التبان (يأتيان إليه خفية وربما جعلا الكتاب في أوسطاطهما حتى تبتل بأعراقهما خوفا من بني عبيد أن ينالوهما بمكروه ) واستمر على هذه الطريقة حتى توفي رحمه الله وقد رثاه ابن أبي زيد بقصيدة طويلة منها قوله فيها :

يا طول شوقي إلى من غاب منظره ..... وذكره في جوى الأحشاء قد سكنا
لهفي على ميت ماتت به ســـــــبل ...... قد كان أحيا رسوم الدين والسننــا
كم محنة طرقته في الإله فلــــــــم ....... يحزن لذلك إذ في ربه امتحنــــا


ومنهم أيضا : أبو العباس بن السندي (ت 320 ه) فقد كان ممن ضربه الشيعي وعذبه وأخذ نعمته .
ومنهم الإمام : إبراهيم بن عبد الله الزبيري (ت 395 ه) فقد امتحن على يد أبي القاسم بن عبيد الله الشيعي حيث ضربه سبعمئة سوط وحبسه أربعة أشهر وذلك لتأليفه : (كتاب الإمامة) و(كتاب الرد على الرافضة) ومنهم : حكم بن محمد بن هشام المقريء (ت 370 ه) فقد صلبه هو الآخر أبو عبد الله الشيعي من أجل صلابة كانت فيه وإنكار شديد على أهل البدع .
ومنهم – أيضا - : أبو علي بن خلدون (ت 307 ه) فقد كان هو الآخر شديدا على أهل البدع سيما الروافض منهم يستند منه أهل السنة إلى ملجأ ووزر فضجر منه الرافضة وحملهم ذلك على قتله وقد رثاه عدد كبير من العلماء منهم ابن الوراق الذي قال فيه :
مضرّج بدم الإسلام مهجته ...... من بين أحشاء دين الله تنتزع
ويقول فيه ابن جرمون :

جفوني إلاّ تدري الدموع بأسحم ...... ونفسي إلاّ تلتظي فتضرمي
فلا وجد إلاّ أن تفيضي من الأسى .... ولا دمع إلاّ أن يكون من الدم


وممن قتلهم عبيد الله الشيعي : أبو علي حسن بن مفرج الفقيه لتفضيله بعض الصحابة على علي رضي الله عنه .
وممن امتحن على أيديهم أيضا أحمد بن نصر وأحمد بن زياد (ت 378 ه) وغير هؤلاء كثير ممن يطول ذكرهم .
هذه جملة من العلماء الذين رضوا بمقاومة تيار التشيع وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس فكانت عاقبتهم أنهم عذبوا وسجنوا ومنهم من قتل تحت التعذيب وما نقموا منهم إلاّ أنهم رفضوا الكفر والإرتداد عن دين الله الحق احتسابا عند الله تعالى .

النوع الثالث :

العلماء الذين رضوا بالعيش تحت حكم بني عبيد

ومن العلماء من رضي بالواقع وعمل بالمداراة والمداهنة من أجل العيش آمنا بين ظهراني الشيعة وهؤلاء العلماء – كما قلت – وإن أمنوا مكر الشيعة فإنهم أصبحوا مهجورين من قبل علماء السنة وهذا الصنف من العلماء سيأتي ذكره في المقاومة السلبية وهي إحدى أنواع المقاومة التي سلكها علماء السنة في مقاومة التيار الشيعي .










رد مع اقتباس