منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - 1 نوفمبر رجال صنعوا الأحداث فخلّدهم التّاريخ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-01, 10:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
دعاء2003
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية دعاء2003
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي 1 نوفمبر رجال صنعوا الأحداث فخلّدهم التّاريخ

السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إنّ عظماء الأمّة هم رموزها الخالدون، وهم نجومها السّاطعة في ليل تاريخها الحالك الطّويل. فما مرّت أمّة بليل مدلهمّ غاشم من ظلم أو عدوان، غلا وطلعت أنجمها الزّاهرة تبدّد ظلمة ذلك اللّيل، ويهتدي على نورها الحائرون في مسالك الويلات الدّاهمة. و الجزائر صنعت منها أحداث التّاريخ، وويلات الاستعمار، على مرّ العصور و الدّهور، أمّة عظيمة متماسكة بقيمها و أصالة شعبها ، و ذلك بفضل أولئك العظماء الخالدين الذين سجّلهم التّاريخ بأحرف من دم طاهر، وذهب خالص. ومن بينهم : أوّل قائد شهيد على كذبح الحرّيّة ديدوش مراد.

ولد هذا الأخير بتاريخ 13 جويلية عام 1927 بحيّ المراديّة بالعاصمة، ويرجع أصل عائلته إلى منطقة إبسكريّين بالقرب من أزفّون بالقبائل الكبرى. كانت أسرته ميسورة الحال، فساهمت مساهمة جليلة و مدّت يد العون إلى الكثير من المجاهدين الفارّين من الشرطة الفرنسيّة.

نشأ ديدوش مراد ، نشأة أسروية وطنية، فمنذ صغره كان يسمع عن تلك المظالم و القهر، و كثيرا ما روت له جدّته حكايات المقاومة الجزائرية، و أجمل الحكايات و أحبّها إليه حكاية لالّة فاطمة نسومر.
كانت البداية بالمدرسة القرآنية لحفظ القرآن الكريم وتحصينه من ثقافة فرنسا وتعليمها ، وعندما بلغ السادسة من عمره ، دخل المدرسة الفرنسية و تحصّل على الشّهادة الابتدائيّة في عام 1993م ، و الأهليّة عام 1943م. كان ديدوش مراد يطرح العديد من الأسئلة على والده،ودائما كان يجيبه قائلا : " عندما تكبر تعرف كلّ شيء" عندما عرف هذا الأخير حقيقة الظّلم و الاستعمار أعلن انتمائه إلى الثّورة فكان زعيما من زعمائها و رائدا من روّادها الأوّلين.
توظّف ديدوش مراد في هيئة السّكة الحديدية ،و توقّف عن الدراسة لعالة الأسرة بعد أن توفيّ والده رحمه الله. لكنّه بعد مدّة انخرط في العمل السّياسي عام 1945 م و هو في 16 من عمره.
وقد تمّ اختيار أوّل نوفمبر كموعد للإعلان عن الثّورة ، لأنّه يوم مولد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم و لأنه يوم اثني و هو من أفضل الأيّام عند الله و أيضا عيد المسيحيّين.
وقد كلّف ديدوش مراد و محمّد بوضياف بصياغة بيان أوّل نوفمبر.
عند اندلاع ثورة أوّل نوفمبر هاجم القائد البطل في قرية "سان شارل" أي "رمضان جمال" حليّا. في ذلك اليوم سقط العديد من الشّهداء من بينهم باجي مختار فانتقل ديدوش مراد برفقة 17 مجاهدا لتعبئة الثورة في وادي بوكركر أين حاصرهم 500 عسكريّا فرنسيّا فلم يبق سوى الاستسلام لكن هذا الأخير رفض ذلك قائلا " إمّا النّصر أو الشّهادة" وهكذا استشهدوا جميعا عام 1955 وقد توفيّ ديدوش مراد وهو يبلغ من العمر 28 سنة وكان لاستشهادهم وقع مشرّف في قلوب الشّعب الجزائري ومن ذلك اليوم تنبّه الاستعمار إلى أثر الشّهداء في نفوس النّاس، فأصبح يخفي قبورهم ، وتحقّقت كلمة ديدوش مراد الخالدة: " لسنا خالدين سيأتي جيل بعدنا يحمل مشعل الثورة "









 


رد مع اقتباس