تنبيهٌ مهمّ:
أهل النسبة الأشراف على طبقات، بعضها فوق بعض درجات،ففيهم الأشراف الذي شرفهم متواتر،وفيهم أهل الرسوم والتقيدات الذين لا يتوجّه إليهم طعن ولا نقد،ومنهم أهل رسوم وتقيدات يوجّه إليها الطعن؛والعبرة فيهم بالظاهر الغالب ،عملا بالقاعدة المالكية: الناس مصدقون في أنسابهم،وحيازة النسب كحيازة المِلْك،ومنهم أهل دعوى مجردة عن دليل،ومنهم أهل دعاوي كاذبة،ومنهم أشراف مندمجون في غيرهم،ومنهم أشراف ولكنّهم لا يعرفون أنهم أشراف...إلى صنوف أخرى.
وهذا العلم له قواعده وضوابطه،وله مؤلفاته وعلماؤه،فمن خاض فيه يجب عليه التزوّد بهذه كلها ،مع أخذ السياق الزمني في الحسبان،والتفتيش والمقارنة والمقابلة واعتبار الملابسات؛خاصة في أنساب الجزائريين -بعد الاستعمار- الذين خلّط فيهم تخليطُه،وعبث ببعضها ما شاء له العبث وأغراض الاستعمار حاضر في كل خطواته من قانون الملكية الفردية إلى قانون الحالة المدنية،ناهيك على أنّ ادّعاء الشرف في وقت من الأوقات كان رهانا سياسيا.
هذا ما أستطيع قوله الآن،وما تسمح به "الظروف"